الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ مُخْتَصَرَةٍ

محمد البدر
1446/04/07 - 2024/10/10 22:37PM

خُطْبَةُ مُخْتَصَرَةٍ عَنْ:الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ (https://n9.cl/g1w6ad)

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾ وَقَالَﷺ«رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدِ وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:سَأَلْتُ النَّبِيَّﷺأَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ«الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا»قَالَ:ثُمَّ أَيٌّ قَالَ«ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ»

قَالَ:ثُمَّ أَيٌّ قَالَ«الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهﷺفَقَالَ:

يَا رَسُولَ الله مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ«أُمُّكَ»قَالَ:ثُمَّ مَنْ قَالَ«أُمُّكَ»قَالَ:ثُمَّ مَنْ قَالَ«أُمُّكَ»قَالَ:ثُمَّ مَنْ قَالَ«ثُمَّ أَبُوكَ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِﷺيَقُولُ«الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوِ احْفَظْهُ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَعَنْ طَلْحَةَ بن مُعَاوِيَةَ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:أَتَيْتُ النَّبِيَّﷺفَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،إِنِّي أُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،قَالَ:أُمُّكَ حَيَّةٌ فَقُلْتُ:نَعَمْ،فَقَالَ النَّبِيُّﷺ«الْزَمْ رِجْلَهَا،فَثَمَّ الْجَنَّةُ»رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

وَقَالَﷺ«مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ،وَيُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ،فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ،وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»رَوَاهُ أَحمَدُ وَقَالَ الأَلبَانيُّ حَسَنٌ لِغَيْرِهِ.اعْلَمْوا أَنْ البرَّ بِالْوَالِدَيْنِ بابًا للفوْزِ برضاهُ سبحانهُ وَ بابًا مَنْ أبواب الجنات وَمَنْ أحبِّ الأعمالِ إلى اللهِ وأفضلِها بعدَ الصَّلاةِ،فَهو عبادة عظيمة مَنْ العبادات،وَ مَنْ أسباب سعة الرزق وطول العمر.

عِبَادَ اللهِ:قَالَ تَعَالَى﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾وَقَالَﷺ«الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ«مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا»رَوَاهُ أبو دَاودَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.كِبَّارُ السِّنِ لَهُمْ فَضْلٌ فِي الْإِسْلَامِ،وَلِهُمْ حُقوقٌ وَوَاجِبَاتُ تَحْفَظُ قَدْرَهُمْ؛فَالْخَيْرُ وَالْبَرَكَةُفِي رِكَابِهِمْ،قَالَﷺ«خَيْرُ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمْرُهُ،وَحَسُنَ عَمَلُهُ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَكَبِيرُ السِّنِّ؛هُوَ مَنْ وَصَلَ إِلَى سِنِّ الشَّيْخُوخَةِ،وَأَصَابَهُ الضَّعْفُ وَالْوَهَنُ،وَظَهَرَتْ عَلَيْهِ آثَارُ الْكِبَرِ،وَتَغَيَّرَ لَوْنُ شَعْرِ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ،فنظر الله تعالى إلى ضعفه وقلة حيلته فرحمه وعفا عنه قَالَ تَعَالَى:﴿إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً  فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا﴾لذا نقف مع كَبِيرُ السِّنِّ ومع حُقُوقِهِ ومشاعره وأحاسيسه وآلامه وهمومه وغمومه وأحزانه،فَمِنْ حُقُوقِ كَبِيرُ السِّنِّ الْإِجْلَالُ وَالِاحْتِرَامُ وَالتَّقْدِيرُ والإِكْرَامُ،وَالشَّفَقَةُ عَلَيْهِمْ،وَالرِّفْقُ بِهِمْ وَالْعِنَايَةُ بِصِحَّتِهِمْ،وَإِعَانَتُهُمْ عَلَى الزِّيَارَاتِ الْعَائِلِيَّةِ،وَصِلَةُ الْأَرْحَامِ،وزيارة الأصحاب ،وَالْخُرُوجُ بِهُمْ لِلْمُتَنَزَّهَاتِ ،وَالتَّوْسِعَةُ لَهُمْ فِي الِاجْتِمَاعَاتِ الْأُسَرِيَّةِ وقضاء حوائجهم.وَمِنْ حُقوُقِ كِبارِ السِّنِّ بَدْؤُهُ بِإِلْقَاءِ التَحِيَّةِ وَالسَلَامِ عَلَيْهِ؛قَالَﷺ«يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ،وَالرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.وَتَقْديمِهِ فِي الْحَديثِ،وَالتَصَدّرِ فِي الْمَجَالِسِ،وَالْبَدْءِ بِالطَّعَامِ وَالْجُلُوسِ،وَغَيْرِ ذَلِكَ،وَيُنَادَى بِألْطَفِ خِطَابٍ وَأَجْمَلِ كِلَاَمٍ،لَا يُسْتَخَفُّ بِهِ وَلَا يُهَانُ؛فَعَنْ سَمُرَةِ بْن جُنْدُبِ رَضِيَّ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ«لَقَدْ كُنْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِﷺغُلَامًا،فَكُنْتُ أَحْفَظُ عَنْهُ،فَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا أَنَّ هَا هُنَا رِجَالًا هُمْ أَسَنُّ مِنِّي»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

عِبَادَ اللَّهِ:وَمِنْ حُقوُقِ كِبارِ السِّنِّ الدُّعَاءُ لَهُمَ بِالصِحَّةِ وَالْعَافِيَةِ،وَحُسْنِ الْخَاتِمَةِ،وَالدُّعَاءُ لَهُمَا فِي حَيَاتِهِمَا وَبَعْدَ مَمَاتِهِمَا قَالَ تَعَالَى﴿وَقُلْ رَبِّ اِرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾وَقَالَﷺ«إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ:إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

عِبَادَ اللَّهِ:وَمِنْ التَّقْدِيرُ لكِبارِ السِّنِّ أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين وَفَّقَهَا اللهُ اهتماماً بالغاً بِكِبَارِ السِّنِّ،فأنشأت  دُورِ رِعَايَةِ الْمُسِنِّينَ والضمان الإجتماعي والتأهيل الشامل وغيرها لخدمته وإعانته وتذليل كل الصعاب.الا وصلوا...

المرفقات

1728588605_خُطْبَةُ مُخْتَصَرَةٍ عَنْ الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ.pdf

المشاهدات 1621 | التعليقات 0