الاكليل فى خلق الخليل للشيخ علي عبد الخالق القرني
محمد مرسى
1436/03/04 - 2014/12/26 20:46PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى ,الحمد للاه ذى الجلال , وشارع الحرام والحلال , حمدا لمن ارسل خير مرسل لخير امة بخير الملل,الحمد الله, خلق فسوى , وقدر فهدى ,واخرج المرعى فجعله غثاء احوى ,اضحك وابكى, وامات واحيا ,واغنى واقنى ,ووعد فاوفى ,واوعد فعفا ,فله الحمد فى الاخرة والاولى ,
واشهد ان لا الاه الا الله وحده لا شريك له له الاسماء الحسنى ,والصفات العلا, فالالتجاء لواحد احد فلا ملك يلاذ به ولا من ارسلا,مالى سوى رب السماوات العلا ,فهو المرجى فى الشدائد والبلا ,وهو المؤمل اذ يعم الابتلا ,اشهد ان محمد عبده ورسوله ,البدر جبينه ,واليم يمينه ,والحنفية دينه ,نصر الحق واكثر عديده ,وخذل الباطل وابلى جديده ,وتممم مكارم الاخلاق بخلاله الحميدة, واقواله السديدة ,فكان لبنة التمام وروى القصيدا ,هدى الله به وشفا من كان فى الضلاله على شفا ,فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه واتباعه اولى الفضل والوفى,ما ارهفت وارعفت يارعا ,فى مهرق ينابع اليراعا ,وجلل الرعد , وسح مزنه ,وهب شمئل , ومال غصنه , واشتاق مؤمن الى الجنان , وفاز فى الفردوس باستشهاد .
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)) اما بعد , معشر الاخوة ,
الشوق للقائكم حدث ولا حرج ,والحديث معكم زهر يفوح منه الارج ,فسلو من دب ودرج باللوا والمنعرج ,والوجوه تشهد بلا عوج ,فالبشر قد ملا الوجوه نضارة فتكاد من فرط النضارة تقطر ,يا من بطلعتهم يلوح لنا الهدى, وبيمن رؤيتهم نزيد تيمنا ,بكم اتحدت هدى فلو حييتكم قلت السلام عليكم اذ انت انا ,اى غرا بهاليل ,وابطالا مايمين ,صدور المحافل , وقادة الجحافل ,سيوف الحق التى بها نصول ,والسنة الصدق التى بها نقول ,عماد الامة واسها وخزرجها واوسها ,من نحسبهم قد اتخذوا سبيل الله سبيلا ,وجعلوا محمدا - صلى الله عليه وسلم- وحزبه قبيلا ,نضر الله هذه الوجوه وضاحة الاسارير,نفاحة الطيب كافواه القوارير,تغنيك طلعتها ,عن نبض منطقها والوجه يروى فصيح القول احيانا ,فى ليلة مزجت سرور مساءها بصباحها ,وصباحها بمساءها ,زهراء يعبث عقدها بوشاحها ,بتحية الاسلام احيكم ,تحية تعلو محياكم , وتنتعش برياكم ,غراء محجلة طاهرة مبجلة , تحرك الضمير وتقى الجمع من التكفير,فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
سلاما كعرف الروض هب الواطل ,الذ من التعليم من فى قلب جاهل ,الذ من التسهيد فى جفن ساهر
حياكم الله للاسلام تروضون رياضه , وتذبون عن حياضه ,تشدون ذرائعه , وتقيمون شرائعه ,ترفعون راسه , وتعلون صرحه ,وتحسنون فهمه وعرضه وشرحه ,وتعمرون مغناه , وتطبقون معناه ,وللامة تصنون عرضها , وتستردون قرضها ,وتصلون اسبابها وتفتحون ابوابها ,
فاهلا وسهلا مارست ثم يذبل وما جال ذكر الزاد فى قلب مرمل
وما انشــرحت نفس امرىء متغرب لثوب قشيب ناله بعد مثمل
انتم النور بيدجور الليالى وبناة العز يا نعم البناة , خطوات المجد منكم وثبات , وشعار النصر علم وثبات ,
معشر الاخوة ,
لم يعد خافيا على ذى عينين ,ان اعداء الله اجمعين ,تنادوا على امتنا مصبحين ,وتعادوا مسلحين ,وتداعوا مصطلحين ,تعاووا من كل حدب ,وتهاووامن كل صبب ,
حمر تداعت الى فعل القبيح كما قدما تواصت على ابوالها الحمر
نصبوا لها فى كل حفرة عثورا ,ووضعوا لها فى كل فجا فخا ,واجمعوا على الا يكون لها جارية فى بحر , ولا سارية فى بر, بطرائق بالكيد وبالمكر تكاد تعجز الشياطين ان تاتى بمثلها , ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ,
عقود على حربها توثق ومال على ضربها ينفق
انها اليوم قصعة والاعادى يتداعون حولها كالذئاب , يريدونها تابعة ذليلة , تقتات فتات موائدهم ,وتتمسح باعتابهم ,وتسير فى ركابهم ,وتتهاوى تحت مطارقهم ,وتعيش بنفسية مغلوبة لا غالبة ,افعالها معتلة ,اقوالها مختلة , وقلوبها تتصدع ,فقام البليد, ونام الخبير ,وهان الجواد بسوق الحمير ,يئوزها لهذه الهاوية ,عدو قريب , وخصم الد ,طويل الباع للاعدا ,ويبخس اهله بخسا ,اهدى بطرق المخزيات من القضاء ,واضل ممن امنوا بسجاحى ,يسعى فى هدم الملة بجمع القلة ,يحذف الاصلى والزائد ,والصلة والعائد ,ويطيل باب التعجب , ويمحو علامة الرفع ,وسلامة الجمع ,لايعرف معنا للعيب اذا امتلا الجيب , ولايابه للعار وان دخل النار ,يختار مخرج الغين الغربية على الراء العدنانية ,ويتمنى عاهة واصل بن عطاء ليستريح من النطق بالراء ,
وكل يميل الى شكله كميل الخنا فيس للعقرب
بسط يده ولسانه وقلمه بالسوء ,والعدو من ورائه يتوارى به كما يتوارى سائق الحمار بالحمار ,ثم يخذه لينتفع على غير غريزته وحاله وقاله ,ارمى بهذا فانما اعددتك وغذيتك ورفعت ذكرك لمثل هذا ,ارمى دينك باسم دينك , واخدع امتك باسم امتك ,واكذب على تاريخك باسم تاريخك ,اجهد على البقية الباقية ,ولك الجنة الواقية ,والمنزلة الراقية ,وفى خدمتك الصحيفة والشبكة والقناة والمذياع , وفى نصرتك الاشياع والاتباع ,ارمى باسمك لتغطى به اسمى ,وقل بلسانك ومن ورائه لسانى ,وحسبنا اننا روحان فى جسد , وشعرتان فى حبل من مسد , على مذهب الاتحاد مع شيوع الالحاد ,فانطلق يسقى السم ويقسم انه ماء الحياه ,
واكذب ما يكون ابو المخازى اذا الّ يمين بالطلاق
وتحت تلك المطارق ,اصبحت الامة تدفع الى الاستعادة من الفخ بالخاسل ,والاستعانة على الحياة بالقاتل ,فنسيت او كادت ((خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ)) وحفظت ( يسروا ولا تعسروا ) فميعيت وما يسرت
رددت ((أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ)) ونسيت ((َمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)) وتركت ((وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ))
فصارت فى المحافل واو عمرو وهمز الوصل فى درك الكلام
وصار العدوا انها على يقين انها مروضة على مقابلة اللكم بالبكم ,والصفع بالشكر ,فارسل الوخزة الاخيرة المؤلمة المتمثلة فى رسوم السخرية بسيد البشرية _ عليه صلام وسلام رب البريه ـ
فرية يا قوم لويسمعوا عنها جبل صلب عظيم ما تحمل
ولعلها وخزة مقصودة للتجربة الاخيرة فى هذ الجسم ,ايتحرك ويتالم , ام يسكت ولا يتلكم ,واراد الله بالامة خير , اذ وقعت هذه الوخزة على لحم مرضوض حساس ,فاثارت فيه الاحساس ,فتململ على منقذه ,فكان شجا فى حلقه , وشوكا فى حشاه ,وغصة فى لاهاته ,اذ اصفرت الوخزة عن نار كامنة فاشتعلت ,وصرخات مكبوتة فانفجرت ,وثارت وفارت ,وتفجرت كل حنجرة , وهدرت كل شقشقه , سنرد الديون صاعا بصاع ,او بصاعين او بالف واكثر , اتذلوننا بحفنة نيدوا , ام نبيع الحما بزبد وسكر ,ولاذ اللطيم بامه اخرس من سمكة ,واشد تخبطا من طائر فى شبكة ,
فصيهل الجياد رج المعسكر قيصر الروم عن قريب سيعقر
ولكل سحر ثعبان , ولكل طاغية موسى ,(( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ))
فلربما انتفع الفتى بعدوه كالسم احيانا يكون دواءا
جاء الحدث معلنا , هون عليك واتئد لاتبتاس , فالليث يجمع نفسه متحفزا للوثب حين تراه يمشى القهقرى ,اننا امة نامت ولم تمت ,مئزومة تكابد ,وحية تجاهد ,نالت الاحداث من جمسها ولم تبلغ مكمن الايمان من نفسها ,يابى لها دينها ان تلين لعاجى ,او تلين لضلال الاعاجم
كم ارادوا ان يقبروها ويابى مالك الملك ان تموت وتقبر
وصرح الحدث الاليم قائلا ,من اتكل على زاد عدوه طال جوعه ,والحر يابى ان يضاما ولا يطيق العيش عبدا ,
وجاء الحدث الاليم ليقول , والله لو ان الامة فى حالة تاهب ,لما تجرا عبدة الصلبان الصاعدقة اللئام الطغام على الاستخفاف بالكتاب وبرسول الانام عليه الصلاة والسلام
وما لم يكن ضراغامة يدفع الردى ويحمى حماه تفترسه الضراغم
وجاء الحدث ليقطع من اصم اذاننا بالاخر ,قائلا هذا هو الاخر الذى تطلبون وده ,وتتحرجون ن تسميته بما سماه الله به ,يرفض ودكم , ويعلن كراهيته وسخريته بكم ,وبدينكم ونبيكم وكتابكم , فماذا انتم قائلون ,ومن هو الاخر الذى تزعمون , وعليه تحرصون ,اليس هو الكافر الذى يدير المجازر غير عابىء باحد اليوم ,فى فلسطين والعراق وافغان ولبنان وجل بلاد المسلمين ,ومازال يسعى بكل وسيلة الى حصار الامة واذلالها بمنع الماعون , وعلاج حماها بالطاعون ,(( بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)) ــ ((وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ))
ومن ظن خيرا باهل الصليب غبى وادراكه ضيق
ونطق الحدث فقال , لا ان والى قريبك من تعادى فقد عداك وانقطع الكلام ,الا لتكن غضبتنا لله , وعدواتنا لله ,لكل من اساء الى ديننا وثوابتنا , سعيا فى فضحه , ومطالبة بحكم الله فيه ,ولو كان من بنى جلدتنا , ويتكلم بلساننا ,
من يبع نفسه لقرد خسيس فهو من قرده اخس واحقر
ومن سعى فى سن سيف الحق ,فلا يلومه اذا خشن متنه والام جرحه ,ومن استفزه العضب او نزا به الالم من وقع ما يسمع فهو المريب يقول ,
خذونى يقبل ذلة ايدى الاعادى ويلطم خسة خد العشير
واقصى همه شبع ورى ونعم العيش فى شرع الحمير
فالحق ابلج لاتغيب شموسه يجلو خبايا الخائن المتشرد
ونطق الحدث فقال ,اى ثعالة حذارى زئير الاسد , وما زئيره الا السخط على من يغالى الحقيقة فيشتط , وينحط ,
احذر ثعالة ان تدنوا لغابتنا فالليث فى بابها جاث على الركب
اقصر فما انت ان تصاولها فالحوم حول حماها غاية العطب
ونطق الحدث فقال , ان تبيلغ- صلى الله عليه وسلم-سنته واخلاقه وسيرته الى الخلق اجمعين فى صورة حية عملية تطبيقية واجب الوقت وكل وقت ,ورتبة ما بعدها رتبة , ودون سبيل تنحط كل هضبة,
فما لى كنان عدن من طريق سوى هدى النبى خير الهداة
يا لهف من وافى القيامة ما له من هديه زخـــــر به يتزود
ولذا كانت هذه الكلمات بعنوان ( الاكليل فى خلق الخليل ـ صلى الله عليه وسلم ـ)
الاكليل ما الاكليل ؟
العصابة المزينة بالجوهر او الزهر او الورد على الراس توضع وما فى معناها اكليل .
السحاب الملمع بالبرق للسماء اكليل
كل معنى جميل , وخلق جليل لصاحبه اكليل
نزه جواك وخلصه لبرائه ان النزاهة فوق الراس اكليل
فاليك اكليل الخصال وتاجها , تربو على روض الربو ازهارها ,ويرف فى نادى الندى ديباجه ,
انه اكليل يعلنها صريحة غير مجمجه ,نحن للمجد خلقنا ايها التاريخ سطر واكتبى ,الى من يستنزل الغيث من غير مصبه ,ويستروح ريح الرحمة من غير مهبه ,قد نصب محمدا - صلى الله عليه وسلم-بقرانه وسيرته واخلاقه , اعلام هداية فى كل مصعد ومنحدر تقول , نحن حمى الاخلاق من الف ليائى ,فى اخلاق القران ما يكفى ,وفى هدى رسول الله –صلى الله عليه وسلم - وسيرته ما يشفى ,لن يغشى على ابصارنا ببراق حضارة الغرب المادية , واخلاقه الدنية الرزيلة ,لان اكتحلنا باسم ذى المدنية ,لن نرضى غير الله معبودا , ولا خلقا سوى خلق النبى محمد,فهو الذى منح الخلال جمالها ,ومكارم الاخلاق جاء يتمم ,والارض تشهد والسما والا نجم ,صلى عليه الله جل جلاله , والخلق قد صلوا عليه وسلموا .
وهو ما ذا اكليل قصف رعده ,وخطف برقه ,وعصفت ريحه صوب من يهذى ويومىء يقبح القيح بشدقيه ويرمى ,من نفخ الشيطان فى انفه بصعيق سخفه ,فانبرى يسخر بسيد الورى , فى ضروب من اللغو والفرى ,من ارحام حنظلية , واصلاب صليبة ,لاشية متلاشية ,ساخرة عاشية كالماشية , مزق الله منها الاصل والحاشية ,ولا نشا منها ناشية , يقول , خبت يا حارس الوصيد , لابديع فى البيت, ولابيت فى القصيد , يا ناشر السخف قد حركت تيارا , ان ريحا فقد لاقيت اعصارا ,او كنت سيلا فقد لقيت ذا لججج ,مغطمطما طامح الامواج زغارا ,طوفانه ان طما لم يبقى فائضه ,من شيعة الكفر فوق الارض ديارا ,لايكن صوتك الصيت , ولو شربت البحر الميت ,يا سخيفا قد تغذى بقازرات الجراء ,فبما يحويه منها رشحت تلك الاناء ,يا سخيف السخفاء ,فى ابتداء وانتهاء ,انما بابك باب النفى لا باب الجزاء , ولهذ صرت من نحوك فى باب الهجا ,فاعرف قدرك , واياك وهذوءك وغدرك ,لئن كنت فيما قد بدا منك اخطلا , فهذا جرير راصد والفرزدوق ,اين ديم الكلاب , ومسقط الذباب ,تمارى فى القمر اذا اتسق ,والشمس تجلو الغسق ,واكمه تسخر من مبصر ,وحافى تشير الى ناعل ,لقد شهدت لكم هر وكلب , بان الخزى قد حوزتم لبابا ,وما لم يدر قدر الشىء عابه ,ابابرة مثل الهباة كسيرة تسطيع هالقلعة الصماء ,ابابهرج زيف تطاول عسجدا , شتان بين غياهب وضياء ,ياايها الكلب المجسر بوء بها ,فزت السباق بحلبة السفاء ,ان الله زكاه وكفاه ,وقرن ذكره بذكره ,فليس بقعة ولا وقت ولا خطيب ولا مؤذن ولا مسلم الا وهو يردد اشهد ان لا الاه الا الله واشهد ان محمد رسول الله , فاين الحشد من شمس وبدر ,واين الثعلبان من الهزبر ,هذا الذى نزل القران بمدحه ,فا باى شىء بعد ذلك يمدح ,وباى شىء بعد ذلك يقدح ,الا اخسا ياابن اللقيطه , لك الويل والعمى ,وبفيك الحجر ,رايك محجوج,وقولك ممجوج ,وراسك مشجوج ,طاشت سهامك ,ولفظت جعباك ,مغالب الطهر مغلوب ,ومحاربه محروب ,فخذها ايها الابطر المدحور المذءوم ,شلام مبدل الميم على فوديك بالحاء , ياليها الوغد الضليع حقارة ,هلا غزلت بغير هذا المغزل ,قل ما تشا يابن الخبيثة اننى عن شتم اولاد الزنا مشغول .
اكليل يقول , لو لم تكن لى فى القلوب مهابة لم تكدح الاعداء فى وتقدح
كالليث لما هيبا خط له الزبا وعوت لهبيته الكلاب النبح
اكليل يقول ,طريق العيان اقرب الى اليقين ,فلا ينقاد الناس الى الهداية الابالصورة الحية العملية التطبيقية لاخلاق خير البرية ,تشهد بذلك الحدبيبة ,حين امر - صلى الله عليه وسلم-اصحابه بالقول ـ مع علمهم انه لاينطق عن الهوى ـ فترددوا , ثم عمل - صلى الله عليه وسلم-فتتابعوا فى العما اقتداء وكانهم غير من كانوا ,
قد كان قرانا يسير امامهم وبه اقتدوا فاضاءت الافكار
ويشهد لذلك الواقع ,طبيب غربى درس الاسلام فاحبه , ودخل فيه ثم هاجر الى ديار المسلمين ليستفيد فى مجال التطبيق , فالى نبعنا يسير العطاشا فلماذا نسعى وراء السراب
جال فى شمال افريقيا فلم يجد بغيته ,وعاد الى القاهرة فلم يظفر الا بخبيته , فقال لامام الجامع الذى يصلى فيه كلمة اليمة ثقيلة فحواها , الحمد الله اننى عرفت الاسلام فى صورته الصحيحة , قبل ان اتعرف على اهله الباعدين عن تطبيقه ,فلو كان اتصالى بهم قبل الاسلام لوقعت فى الفتنه ـ فنعوذ بالله ان نكون فتنه ـ نعم يا معشر الاخوة ,ان فاقد الشىء لايعطيه ,اذا لم تكن الشمس فلا تنتظر الشعاع ,اذا لم يكن القمر فلا تنتظر النور ,اذا لم يكن البحر فلا تنتظر اللولؤ ,اذا لم تكن شجرة الورد فلا تنتظر رائحة الورد ,من ظن خلاف هذ فهو غر او مغرور او هما معا ,ومردود كلامهو عليه كما رد النكاح بلا ولى ,
اكليل يقول ,فى الخلق صفوة ,وصفوة هولاء الصفوة انبياء الله ورسله , وفى الذورة منهم اولى العزم من الرسل ,وذروة الذورا سيد ولد ادم اجمعين ,عليه وعليهم صلوات الله وسلامه اجمعين ,فرد فى عالم ,وعالم فى فرد ,تبوىء اعلى الدرجات على الاطلاق فى سلم الاخلاق ,رفيع الذورا من فوق اعلى الفراقدى , ينحط قولى عن حقيقة قدره ولو اننى فيه نظمت الجوهرا ,خلقه ماخلقه , القران خلقه , سل عنه ياسين ونونا والضحى , ان كنت لم تعلم حقيقة شانه ,(( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) كلمة من الله , تتردد فى الملا الاعلى الى ماشاء الله ,شهادة من الله , فى ميزان الله ,لمحمد بن عبد الله ,(( اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ))
وفى القيامة تبدو شمس رتبته كانها فوق هام الخلق اكليل
من ذا الذى يسطيع حصر سماته ,سل محكم الاخلاق عن اياته ,
وفى هذا المضمار الخطير ,لايسعنى الا ان اعترف بالقصور والتقصير ,ثم اقف على روض اخلاقه (ص)لاظفر لكم الليلة بزهرة بقيع ,او وردة ربيع ,نضرة الورق ,طيبة العبق ,دانية القطوف ,ظاهرة بلا كسوف , ليكون العنوان ,
( الاكليل فى حلم وعفو وصفح الخليل ـ عليه الصلاة والسلام ـ )
تغاريد عذبه فى اذهان الاجيال ,وخلال باقية فى الاعقاب ,
وماذا عسى فى حلمه انا قائل ولو جئت فيه مطنبا بالـــفرائض
لان رام قولى ان يحيط بوصفه احاط بقولى العجز من كل جانب
وزمزم لايعرف ما طعمها الا الذى وافى لكـــــــــى يشربا
لكننى من المعين استمد ,عونا فما لى دونه من معتمد ,يا مالك الملك , يا ما لا مزيد له ,اخلص مقالى ويسر لى مهماتى .
حلمه ماحلمه ؟ الشهب تغرب فى كنانة حلمه والفجر يشرق فى دجنة عفوه
حدث عنه ما شئت ,عباب لا تكدره الدلا ,سحاب تتقاطر عنه الانواء ,والذى رفع السماء ,ونصب احدا وحراء ,وعلم ادم الاسماء ,ما اظلت الخضراء ,ولا اقلت الغبراء احلم ولا احزم من رسول - صلى الله عليه وسلم-
ليس فى الحلم له كفء وهل تستوى يوما شمال ويمين
راجح ان طاشت الاحلام , ثابت ان زلت الاقدام ,دون حلمه الطود الاشم ,والصخر الاصم ,
خضاب رضوى لو اهتزت رواسخوها ما اهتز فى حلمه ساق ولا كبد
كل حليم حفظت له هفوة او زلة ,الا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-فلا يزيد مع كثرة الاذى الا صبرا ,وعلى اسراف الجاهل الا حلما ,
فيه يبيت الحلم معتصما اذا هزت رياح الطيش ركنا يذبل
وحسبه انه نبى , فعليه الله صلى وعليه الله سلم .
كان - صلى الله عليه وسلم- احلم الناس ,لاينطق العورا ولايرضى بها ,ان قاده نحو الاذى سباب ,لا تستخفه التوافه ,ولا تستفزه الشدائد ,اتسع صدره , وامتد حلمه , وجاوز العدل الى الفضل ,تربى على السمو والطهر ,يفيض من حلمه واناته على ذوى النزق والحمق حتى يلجئهم الى الحق ,فتانس النفوس له انس الرياض بالهلا ل القطر ,والسارى بطلوع البدر , والمسافر بتعريس الفجر , يا خير خلق الله , مهما حدت عن عليا شمائله فقلبى يشهد , به انطلق السماح وكان رهنا واضحى الجهل مشدود العقال ,
ها هو ذا اعرابى مرد على الجفوة فى التعبير ,والاسراع فى التفريد , والنبى- صلى الله عليه وسلم- يقسم غنائم حنين , اذ جاء به هذا الاعرابى شنعاء عوراء , حين قال والله انها لقسمة ماعدل فيها ,وما اريد بها وجه الله ,يالله ايحتاج النهار الى دليل ,اتفتقر الشمس الى مصباح ,ايفتقر البدر الى صباح , والعدل والراى المسدد والتقى والباس والمعروف من قرنائه , يقول بن مسعود والله لاخبرنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاتاه فساره بها , فشق ذلك عليه , وتغير وجهه , واشتد غضبه , حتى ود بن مسعود ان لم يكن اخبره وقال ,لاجرم لاارفع اليه بعدها حديثا ابدا , ولكنه مع ذلك - صلى الله عليه وسلم- لم ياخذه الغضب من هذا الاعرابى الغليظ الجافى الى مايكره , ولو اشار باصبعه لطارت بسيوف اصحابه هامته ,
لكنه كبح جام غضبه ,وصبر وعفى عنه ,ولم يزد بجوابه على ان بين له ماجهله , ووعظ نفسه مقتديا بالانبياء قبله وقال , فمن يعدل اذا لم يعدل الله ورسوله , يرحم الله موسى قد اوذى باكثر من هذا فصبر , اينا يدرك ما فى القول هذا من حلاوة , خلق لو ان الفجر حاز ضيائه عاش الضحى ابدا ومات الغيهب ,
معشر الاخوة , غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من تلك الجملة القبيحة , حتى صار وجهه كالصبغ الاحمر , فكيف لو راى وسمع ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ مايرسم عنه ويلصق به , ويسخر به من تهم , تكاد السماوات تتفطر منهن ,وتخر الجبال , لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وجد من يغضب له حقا, كعمر الذى لم يرى كفارة لقوله غير اراقة دمه لو اذن له , وبعضنا لا اشبع الله بطنه لايزال يتردد فى مقاطعة كماليات هى ادنى ما يرفع اللوم اليوم
كل يقول انا الذى فاذا الذى ليس الذى ياويحا مالم يفعل ,ومع ذا فان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لم يوافق عمر على قتله ,فتركه حرا طليقا يقاسى الالام ماتلفظ به , ان كان فى القلب ايمان واحسان ,فالله مااحلمه - صلى الله عليه وسلم-
ماذا اقول اذا وصفت محمدا عجز البيان وحلمه لايفقد
وحسبه انه نبى ـ صلى عليه بارى العباد والال والصحب ذوى الرشاد
كان - صلى الله عليه وسلم- احلم الناس ,فى رفق ووقار , لايزعزعه اعصار ,حاز المكارم من قول ومن عمل , سل عنه , وانطق به , واصغ اليه تجد ملء المسامع والافواه والمقل ,العادل الطيب البر الحليم له , كالنعت والعطف والتوكيد والبدل ,
يحب الرفق ويدعوا له , ويقول (( ماكان الرفق فى شىء الا زانه وما نزع من سىء الا شانه ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله )), فرحب صدر لو ان الارض واسعة كوسعه لم يضق عن اهله بلد
فى الصحيحين عن انس ـ رضى الله عنه وارضاه ـ قال كنت امشى مع النبى - صلى الله عليه وسلم- وعليه برد نجرانى غليظ الحاشية , فادركه اعرابى فجبذه بردائه جبذة شديدة ,فنظرت الى صفحة عاتق النبى - صلى الله عليه وسلم- , وقد اثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته ,وفى رواية مسلم , ثم جذبه اليه جذبة حتى رجع نبى الله فى نحر الاعرابى , وجاذبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى اشق البرد , وبقيت حاشية البرد فى عنق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- , غلظة خلق ,وجفاء معاملة ,تذهل القلب ,وتذهب اللب ,يناديه باسمه ,ويجذبه بشدة ,ويطلب فى جلافة ويقول ,مر لى من مال الله الذى عندك , فظاظة منتنة الانفاس جالبة للقىء والعطاش , وفى ظلال قول الله ((وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ)) يتحمل النبى - صلى الله عليه وسلم- اذاه ,ويدفع السيئة بالحسنة,ويعفو عنه يتالف قلبه , كعود زاده الاحراق طيبا ,التفت النبى - صلى الله عليه وسلم- اليه , فما قهره ولا نحره ولا زجره ولا وبخ ولا عنف ولاقطب وما بذاك بخلق له - صلى الله عليه وسلم- , ولكن قال فيما روى (( المال مال الله وانا عبده ويقاد منك باعرابى على ما فعلت )) فقال الاعربى لا قال لما قال لانك لاتكافىء السيئة بالسيئة ,
حلمه مثل سنا الشمس وهل لسنا الشمس يرى من جاحد
اومضت بروقه ,وزمزت رعوده ,وهطل غيث ,وتفتح زهره واروق عوده ,وعلى الترتيب والتعقيب والاتصال التى تفيده الفاء , فضحك وامر له بعطاء ,
تخجل السحب اذا ما وازنت مرة بين نداه ونداها ذاك صدر نافس الحلم به كل صحراء بعيد منتهاها
بوقار نبوى لو رمى قلل الاجبال لا نهدت قواها
وحسبه انه نبى فعل]يه الله صلى وعليه الله سلم
الحمد الله حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى ,الحمد للاه ذى الجلال , وشارع الحرام والحلال , حمدا لمن ارسل خير مرسل لخير امة بخير الملل,الحمد الله, خلق فسوى , وقدر فهدى ,واخرج المرعى فجعله غثاء احوى ,اضحك وابكى, وامات واحيا ,واغنى واقنى ,ووعد فاوفى ,واوعد فعفا ,فله الحمد فى الاخرة والاولى ,
واشهد ان لا الاه الا الله وحده لا شريك له له الاسماء الحسنى ,والصفات العلا, فالالتجاء لواحد احد فلا ملك يلاذ به ولا من ارسلا,مالى سوى رب السماوات العلا ,فهو المرجى فى الشدائد والبلا ,وهو المؤمل اذ يعم الابتلا ,اشهد ان محمد عبده ورسوله ,البدر جبينه ,واليم يمينه ,والحنفية دينه ,نصر الحق واكثر عديده ,وخذل الباطل وابلى جديده ,وتممم مكارم الاخلاق بخلاله الحميدة, واقواله السديدة ,فكان لبنة التمام وروى القصيدا ,هدى الله به وشفا من كان فى الضلاله على شفا ,فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه واتباعه اولى الفضل والوفى,ما ارهفت وارعفت يارعا ,فى مهرق ينابع اليراعا ,وجلل الرعد , وسح مزنه ,وهب شمئل , ومال غصنه , واشتاق مؤمن الى الجنان , وفاز فى الفردوس باستشهاد .
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)) اما بعد , معشر الاخوة ,
الشوق للقائكم حدث ولا حرج ,والحديث معكم زهر يفوح منه الارج ,فسلو من دب ودرج باللوا والمنعرج ,والوجوه تشهد بلا عوج ,فالبشر قد ملا الوجوه نضارة فتكاد من فرط النضارة تقطر ,يا من بطلعتهم يلوح لنا الهدى, وبيمن رؤيتهم نزيد تيمنا ,بكم اتحدت هدى فلو حييتكم قلت السلام عليكم اذ انت انا ,اى غرا بهاليل ,وابطالا مايمين ,صدور المحافل , وقادة الجحافل ,سيوف الحق التى بها نصول ,والسنة الصدق التى بها نقول ,عماد الامة واسها وخزرجها واوسها ,من نحسبهم قد اتخذوا سبيل الله سبيلا ,وجعلوا محمدا - صلى الله عليه وسلم- وحزبه قبيلا ,نضر الله هذه الوجوه وضاحة الاسارير,نفاحة الطيب كافواه القوارير,تغنيك طلعتها ,عن نبض منطقها والوجه يروى فصيح القول احيانا ,فى ليلة مزجت سرور مساءها بصباحها ,وصباحها بمساءها ,زهراء يعبث عقدها بوشاحها ,بتحية الاسلام احيكم ,تحية تعلو محياكم , وتنتعش برياكم ,غراء محجلة طاهرة مبجلة , تحرك الضمير وتقى الجمع من التكفير,فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
سلاما كعرف الروض هب الواطل ,الذ من التعليم من فى قلب جاهل ,الذ من التسهيد فى جفن ساهر
حياكم الله للاسلام تروضون رياضه , وتذبون عن حياضه ,تشدون ذرائعه , وتقيمون شرائعه ,ترفعون راسه , وتعلون صرحه ,وتحسنون فهمه وعرضه وشرحه ,وتعمرون مغناه , وتطبقون معناه ,وللامة تصنون عرضها , وتستردون قرضها ,وتصلون اسبابها وتفتحون ابوابها ,
فاهلا وسهلا مارست ثم يذبل وما جال ذكر الزاد فى قلب مرمل
وما انشــرحت نفس امرىء متغرب لثوب قشيب ناله بعد مثمل
انتم النور بيدجور الليالى وبناة العز يا نعم البناة , خطوات المجد منكم وثبات , وشعار النصر علم وثبات ,
معشر الاخوة ,
لم يعد خافيا على ذى عينين ,ان اعداء الله اجمعين ,تنادوا على امتنا مصبحين ,وتعادوا مسلحين ,وتداعوا مصطلحين ,تعاووا من كل حدب ,وتهاووامن كل صبب ,
حمر تداعت الى فعل القبيح كما قدما تواصت على ابوالها الحمر
نصبوا لها فى كل حفرة عثورا ,ووضعوا لها فى كل فجا فخا ,واجمعوا على الا يكون لها جارية فى بحر , ولا سارية فى بر, بطرائق بالكيد وبالمكر تكاد تعجز الشياطين ان تاتى بمثلها , ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ,
عقود على حربها توثق ومال على ضربها ينفق
انها اليوم قصعة والاعادى يتداعون حولها كالذئاب , يريدونها تابعة ذليلة , تقتات فتات موائدهم ,وتتمسح باعتابهم ,وتسير فى ركابهم ,وتتهاوى تحت مطارقهم ,وتعيش بنفسية مغلوبة لا غالبة ,افعالها معتلة ,اقوالها مختلة , وقلوبها تتصدع ,فقام البليد, ونام الخبير ,وهان الجواد بسوق الحمير ,يئوزها لهذه الهاوية ,عدو قريب , وخصم الد ,طويل الباع للاعدا ,ويبخس اهله بخسا ,اهدى بطرق المخزيات من القضاء ,واضل ممن امنوا بسجاحى ,يسعى فى هدم الملة بجمع القلة ,يحذف الاصلى والزائد ,والصلة والعائد ,ويطيل باب التعجب , ويمحو علامة الرفع ,وسلامة الجمع ,لايعرف معنا للعيب اذا امتلا الجيب , ولايابه للعار وان دخل النار ,يختار مخرج الغين الغربية على الراء العدنانية ,ويتمنى عاهة واصل بن عطاء ليستريح من النطق بالراء ,
وكل يميل الى شكله كميل الخنا فيس للعقرب
بسط يده ولسانه وقلمه بالسوء ,والعدو من ورائه يتوارى به كما يتوارى سائق الحمار بالحمار ,ثم يخذه لينتفع على غير غريزته وحاله وقاله ,ارمى بهذا فانما اعددتك وغذيتك ورفعت ذكرك لمثل هذا ,ارمى دينك باسم دينك , واخدع امتك باسم امتك ,واكذب على تاريخك باسم تاريخك ,اجهد على البقية الباقية ,ولك الجنة الواقية ,والمنزلة الراقية ,وفى خدمتك الصحيفة والشبكة والقناة والمذياع , وفى نصرتك الاشياع والاتباع ,ارمى باسمك لتغطى به اسمى ,وقل بلسانك ومن ورائه لسانى ,وحسبنا اننا روحان فى جسد , وشعرتان فى حبل من مسد , على مذهب الاتحاد مع شيوع الالحاد ,فانطلق يسقى السم ويقسم انه ماء الحياه ,
واكذب ما يكون ابو المخازى اذا الّ يمين بالطلاق
وتحت تلك المطارق ,اصبحت الامة تدفع الى الاستعادة من الفخ بالخاسل ,والاستعانة على الحياة بالقاتل ,فنسيت او كادت ((خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ)) وحفظت ( يسروا ولا تعسروا ) فميعيت وما يسرت
رددت ((أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ)) ونسيت ((َمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)) وتركت ((وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ))
فصارت فى المحافل واو عمرو وهمز الوصل فى درك الكلام
وصار العدوا انها على يقين انها مروضة على مقابلة اللكم بالبكم ,والصفع بالشكر ,فارسل الوخزة الاخيرة المؤلمة المتمثلة فى رسوم السخرية بسيد البشرية _ عليه صلام وسلام رب البريه ـ
فرية يا قوم لويسمعوا عنها جبل صلب عظيم ما تحمل
ولعلها وخزة مقصودة للتجربة الاخيرة فى هذ الجسم ,ايتحرك ويتالم , ام يسكت ولا يتلكم ,واراد الله بالامة خير , اذ وقعت هذه الوخزة على لحم مرضوض حساس ,فاثارت فيه الاحساس ,فتململ على منقذه ,فكان شجا فى حلقه , وشوكا فى حشاه ,وغصة فى لاهاته ,اذ اصفرت الوخزة عن نار كامنة فاشتعلت ,وصرخات مكبوتة فانفجرت ,وثارت وفارت ,وتفجرت كل حنجرة , وهدرت كل شقشقه , سنرد الديون صاعا بصاع ,او بصاعين او بالف واكثر , اتذلوننا بحفنة نيدوا , ام نبيع الحما بزبد وسكر ,ولاذ اللطيم بامه اخرس من سمكة ,واشد تخبطا من طائر فى شبكة ,
فصيهل الجياد رج المعسكر قيصر الروم عن قريب سيعقر
ولكل سحر ثعبان , ولكل طاغية موسى ,(( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ))
فلربما انتفع الفتى بعدوه كالسم احيانا يكون دواءا
جاء الحدث معلنا , هون عليك واتئد لاتبتاس , فالليث يجمع نفسه متحفزا للوثب حين تراه يمشى القهقرى ,اننا امة نامت ولم تمت ,مئزومة تكابد ,وحية تجاهد ,نالت الاحداث من جمسها ولم تبلغ مكمن الايمان من نفسها ,يابى لها دينها ان تلين لعاجى ,او تلين لضلال الاعاجم
كم ارادوا ان يقبروها ويابى مالك الملك ان تموت وتقبر
وصرح الحدث الاليم قائلا ,من اتكل على زاد عدوه طال جوعه ,والحر يابى ان يضاما ولا يطيق العيش عبدا ,
وجاء الحدث الاليم ليقول , والله لو ان الامة فى حالة تاهب ,لما تجرا عبدة الصلبان الصاعدقة اللئام الطغام على الاستخفاف بالكتاب وبرسول الانام عليه الصلاة والسلام
وما لم يكن ضراغامة يدفع الردى ويحمى حماه تفترسه الضراغم
وجاء الحدث ليقطع من اصم اذاننا بالاخر ,قائلا هذا هو الاخر الذى تطلبون وده ,وتتحرجون ن تسميته بما سماه الله به ,يرفض ودكم , ويعلن كراهيته وسخريته بكم ,وبدينكم ونبيكم وكتابكم , فماذا انتم قائلون ,ومن هو الاخر الذى تزعمون , وعليه تحرصون ,اليس هو الكافر الذى يدير المجازر غير عابىء باحد اليوم ,فى فلسطين والعراق وافغان ولبنان وجل بلاد المسلمين ,ومازال يسعى بكل وسيلة الى حصار الامة واذلالها بمنع الماعون , وعلاج حماها بالطاعون ,(( بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)) ــ ((وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ))
ومن ظن خيرا باهل الصليب غبى وادراكه ضيق
ونطق الحدث فقال , لا ان والى قريبك من تعادى فقد عداك وانقطع الكلام ,الا لتكن غضبتنا لله , وعدواتنا لله ,لكل من اساء الى ديننا وثوابتنا , سعيا فى فضحه , ومطالبة بحكم الله فيه ,ولو كان من بنى جلدتنا , ويتكلم بلساننا ,
من يبع نفسه لقرد خسيس فهو من قرده اخس واحقر
ومن سعى فى سن سيف الحق ,فلا يلومه اذا خشن متنه والام جرحه ,ومن استفزه العضب او نزا به الالم من وقع ما يسمع فهو المريب يقول ,
خذونى يقبل ذلة ايدى الاعادى ويلطم خسة خد العشير
واقصى همه شبع ورى ونعم العيش فى شرع الحمير
فالحق ابلج لاتغيب شموسه يجلو خبايا الخائن المتشرد
ونطق الحدث فقال ,اى ثعالة حذارى زئير الاسد , وما زئيره الا السخط على من يغالى الحقيقة فيشتط , وينحط ,
احذر ثعالة ان تدنوا لغابتنا فالليث فى بابها جاث على الركب
اقصر فما انت ان تصاولها فالحوم حول حماها غاية العطب
ونطق الحدث فقال , ان تبيلغ- صلى الله عليه وسلم-سنته واخلاقه وسيرته الى الخلق اجمعين فى صورة حية عملية تطبيقية واجب الوقت وكل وقت ,ورتبة ما بعدها رتبة , ودون سبيل تنحط كل هضبة,
فما لى كنان عدن من طريق سوى هدى النبى خير الهداة
يا لهف من وافى القيامة ما له من هديه زخـــــر به يتزود
ولذا كانت هذه الكلمات بعنوان ( الاكليل فى خلق الخليل ـ صلى الله عليه وسلم ـ)
الاكليل ما الاكليل ؟
العصابة المزينة بالجوهر او الزهر او الورد على الراس توضع وما فى معناها اكليل .
السحاب الملمع بالبرق للسماء اكليل
كل معنى جميل , وخلق جليل لصاحبه اكليل
نزه جواك وخلصه لبرائه ان النزاهة فوق الراس اكليل
فاليك اكليل الخصال وتاجها , تربو على روض الربو ازهارها ,ويرف فى نادى الندى ديباجه ,
انه اكليل يعلنها صريحة غير مجمجه ,نحن للمجد خلقنا ايها التاريخ سطر واكتبى ,الى من يستنزل الغيث من غير مصبه ,ويستروح ريح الرحمة من غير مهبه ,قد نصب محمدا - صلى الله عليه وسلم-بقرانه وسيرته واخلاقه , اعلام هداية فى كل مصعد ومنحدر تقول , نحن حمى الاخلاق من الف ليائى ,فى اخلاق القران ما يكفى ,وفى هدى رسول الله –صلى الله عليه وسلم - وسيرته ما يشفى ,لن يغشى على ابصارنا ببراق حضارة الغرب المادية , واخلاقه الدنية الرزيلة ,لان اكتحلنا باسم ذى المدنية ,لن نرضى غير الله معبودا , ولا خلقا سوى خلق النبى محمد,فهو الذى منح الخلال جمالها ,ومكارم الاخلاق جاء يتمم ,والارض تشهد والسما والا نجم ,صلى عليه الله جل جلاله , والخلق قد صلوا عليه وسلموا .
وهو ما ذا اكليل قصف رعده ,وخطف برقه ,وعصفت ريحه صوب من يهذى ويومىء يقبح القيح بشدقيه ويرمى ,من نفخ الشيطان فى انفه بصعيق سخفه ,فانبرى يسخر بسيد الورى , فى ضروب من اللغو والفرى ,من ارحام حنظلية , واصلاب صليبة ,لاشية متلاشية ,ساخرة عاشية كالماشية , مزق الله منها الاصل والحاشية ,ولا نشا منها ناشية , يقول , خبت يا حارس الوصيد , لابديع فى البيت, ولابيت فى القصيد , يا ناشر السخف قد حركت تيارا , ان ريحا فقد لاقيت اعصارا ,او كنت سيلا فقد لقيت ذا لججج ,مغطمطما طامح الامواج زغارا ,طوفانه ان طما لم يبقى فائضه ,من شيعة الكفر فوق الارض ديارا ,لايكن صوتك الصيت , ولو شربت البحر الميت ,يا سخيفا قد تغذى بقازرات الجراء ,فبما يحويه منها رشحت تلك الاناء ,يا سخيف السخفاء ,فى ابتداء وانتهاء ,انما بابك باب النفى لا باب الجزاء , ولهذ صرت من نحوك فى باب الهجا ,فاعرف قدرك , واياك وهذوءك وغدرك ,لئن كنت فيما قد بدا منك اخطلا , فهذا جرير راصد والفرزدوق ,اين ديم الكلاب , ومسقط الذباب ,تمارى فى القمر اذا اتسق ,والشمس تجلو الغسق ,واكمه تسخر من مبصر ,وحافى تشير الى ناعل ,لقد شهدت لكم هر وكلب , بان الخزى قد حوزتم لبابا ,وما لم يدر قدر الشىء عابه ,ابابرة مثل الهباة كسيرة تسطيع هالقلعة الصماء ,ابابهرج زيف تطاول عسجدا , شتان بين غياهب وضياء ,ياايها الكلب المجسر بوء بها ,فزت السباق بحلبة السفاء ,ان الله زكاه وكفاه ,وقرن ذكره بذكره ,فليس بقعة ولا وقت ولا خطيب ولا مؤذن ولا مسلم الا وهو يردد اشهد ان لا الاه الا الله واشهد ان محمد رسول الله , فاين الحشد من شمس وبدر ,واين الثعلبان من الهزبر ,هذا الذى نزل القران بمدحه ,فا باى شىء بعد ذلك يمدح ,وباى شىء بعد ذلك يقدح ,الا اخسا ياابن اللقيطه , لك الويل والعمى ,وبفيك الحجر ,رايك محجوج,وقولك ممجوج ,وراسك مشجوج ,طاشت سهامك ,ولفظت جعباك ,مغالب الطهر مغلوب ,ومحاربه محروب ,فخذها ايها الابطر المدحور المذءوم ,شلام مبدل الميم على فوديك بالحاء , ياليها الوغد الضليع حقارة ,هلا غزلت بغير هذا المغزل ,قل ما تشا يابن الخبيثة اننى عن شتم اولاد الزنا مشغول .
اكليل يقول , لو لم تكن لى فى القلوب مهابة لم تكدح الاعداء فى وتقدح
كالليث لما هيبا خط له الزبا وعوت لهبيته الكلاب النبح
اكليل يقول ,طريق العيان اقرب الى اليقين ,فلا ينقاد الناس الى الهداية الابالصورة الحية العملية التطبيقية لاخلاق خير البرية ,تشهد بذلك الحدبيبة ,حين امر - صلى الله عليه وسلم-اصحابه بالقول ـ مع علمهم انه لاينطق عن الهوى ـ فترددوا , ثم عمل - صلى الله عليه وسلم-فتتابعوا فى العما اقتداء وكانهم غير من كانوا ,
قد كان قرانا يسير امامهم وبه اقتدوا فاضاءت الافكار
ويشهد لذلك الواقع ,طبيب غربى درس الاسلام فاحبه , ودخل فيه ثم هاجر الى ديار المسلمين ليستفيد فى مجال التطبيق , فالى نبعنا يسير العطاشا فلماذا نسعى وراء السراب
جال فى شمال افريقيا فلم يجد بغيته ,وعاد الى القاهرة فلم يظفر الا بخبيته , فقال لامام الجامع الذى يصلى فيه كلمة اليمة ثقيلة فحواها , الحمد الله اننى عرفت الاسلام فى صورته الصحيحة , قبل ان اتعرف على اهله الباعدين عن تطبيقه ,فلو كان اتصالى بهم قبل الاسلام لوقعت فى الفتنه ـ فنعوذ بالله ان نكون فتنه ـ نعم يا معشر الاخوة ,ان فاقد الشىء لايعطيه ,اذا لم تكن الشمس فلا تنتظر الشعاع ,اذا لم يكن القمر فلا تنتظر النور ,اذا لم يكن البحر فلا تنتظر اللولؤ ,اذا لم تكن شجرة الورد فلا تنتظر رائحة الورد ,من ظن خلاف هذ فهو غر او مغرور او هما معا ,ومردود كلامهو عليه كما رد النكاح بلا ولى ,
اكليل يقول ,فى الخلق صفوة ,وصفوة هولاء الصفوة انبياء الله ورسله , وفى الذورة منهم اولى العزم من الرسل ,وذروة الذورا سيد ولد ادم اجمعين ,عليه وعليهم صلوات الله وسلامه اجمعين ,فرد فى عالم ,وعالم فى فرد ,تبوىء اعلى الدرجات على الاطلاق فى سلم الاخلاق ,رفيع الذورا من فوق اعلى الفراقدى , ينحط قولى عن حقيقة قدره ولو اننى فيه نظمت الجوهرا ,خلقه ماخلقه , القران خلقه , سل عنه ياسين ونونا والضحى , ان كنت لم تعلم حقيقة شانه ,(( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) كلمة من الله , تتردد فى الملا الاعلى الى ماشاء الله ,شهادة من الله , فى ميزان الله ,لمحمد بن عبد الله ,(( اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ))
وفى القيامة تبدو شمس رتبته كانها فوق هام الخلق اكليل
من ذا الذى يسطيع حصر سماته ,سل محكم الاخلاق عن اياته ,
وفى هذا المضمار الخطير ,لايسعنى الا ان اعترف بالقصور والتقصير ,ثم اقف على روض اخلاقه (ص)لاظفر لكم الليلة بزهرة بقيع ,او وردة ربيع ,نضرة الورق ,طيبة العبق ,دانية القطوف ,ظاهرة بلا كسوف , ليكون العنوان ,
( الاكليل فى حلم وعفو وصفح الخليل ـ عليه الصلاة والسلام ـ )
تغاريد عذبه فى اذهان الاجيال ,وخلال باقية فى الاعقاب ,
وماذا عسى فى حلمه انا قائل ولو جئت فيه مطنبا بالـــفرائض
لان رام قولى ان يحيط بوصفه احاط بقولى العجز من كل جانب
وزمزم لايعرف ما طعمها الا الذى وافى لكـــــــــى يشربا
لكننى من المعين استمد ,عونا فما لى دونه من معتمد ,يا مالك الملك , يا ما لا مزيد له ,اخلص مقالى ويسر لى مهماتى .
حلمه ماحلمه ؟ الشهب تغرب فى كنانة حلمه والفجر يشرق فى دجنة عفوه
حدث عنه ما شئت ,عباب لا تكدره الدلا ,سحاب تتقاطر عنه الانواء ,والذى رفع السماء ,ونصب احدا وحراء ,وعلم ادم الاسماء ,ما اظلت الخضراء ,ولا اقلت الغبراء احلم ولا احزم من رسول - صلى الله عليه وسلم-
ليس فى الحلم له كفء وهل تستوى يوما شمال ويمين
راجح ان طاشت الاحلام , ثابت ان زلت الاقدام ,دون حلمه الطود الاشم ,والصخر الاصم ,
خضاب رضوى لو اهتزت رواسخوها ما اهتز فى حلمه ساق ولا كبد
كل حليم حفظت له هفوة او زلة ,الا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-فلا يزيد مع كثرة الاذى الا صبرا ,وعلى اسراف الجاهل الا حلما ,
فيه يبيت الحلم معتصما اذا هزت رياح الطيش ركنا يذبل
وحسبه انه نبى , فعليه الله صلى وعليه الله سلم .
كان - صلى الله عليه وسلم- احلم الناس ,لاينطق العورا ولايرضى بها ,ان قاده نحو الاذى سباب ,لا تستخفه التوافه ,ولا تستفزه الشدائد ,اتسع صدره , وامتد حلمه , وجاوز العدل الى الفضل ,تربى على السمو والطهر ,يفيض من حلمه واناته على ذوى النزق والحمق حتى يلجئهم الى الحق ,فتانس النفوس له انس الرياض بالهلا ل القطر ,والسارى بطلوع البدر , والمسافر بتعريس الفجر , يا خير خلق الله , مهما حدت عن عليا شمائله فقلبى يشهد , به انطلق السماح وكان رهنا واضحى الجهل مشدود العقال ,
ها هو ذا اعرابى مرد على الجفوة فى التعبير ,والاسراع فى التفريد , والنبى- صلى الله عليه وسلم- يقسم غنائم حنين , اذ جاء به هذا الاعرابى شنعاء عوراء , حين قال والله انها لقسمة ماعدل فيها ,وما اريد بها وجه الله ,يالله ايحتاج النهار الى دليل ,اتفتقر الشمس الى مصباح ,ايفتقر البدر الى صباح , والعدل والراى المسدد والتقى والباس والمعروف من قرنائه , يقول بن مسعود والله لاخبرنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاتاه فساره بها , فشق ذلك عليه , وتغير وجهه , واشتد غضبه , حتى ود بن مسعود ان لم يكن اخبره وقال ,لاجرم لاارفع اليه بعدها حديثا ابدا , ولكنه مع ذلك - صلى الله عليه وسلم- لم ياخذه الغضب من هذا الاعرابى الغليظ الجافى الى مايكره , ولو اشار باصبعه لطارت بسيوف اصحابه هامته ,
لكنه كبح جام غضبه ,وصبر وعفى عنه ,ولم يزد بجوابه على ان بين له ماجهله , ووعظ نفسه مقتديا بالانبياء قبله وقال , فمن يعدل اذا لم يعدل الله ورسوله , يرحم الله موسى قد اوذى باكثر من هذا فصبر , اينا يدرك ما فى القول هذا من حلاوة , خلق لو ان الفجر حاز ضيائه عاش الضحى ابدا ومات الغيهب ,
معشر الاخوة , غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من تلك الجملة القبيحة , حتى صار وجهه كالصبغ الاحمر , فكيف لو راى وسمع ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ مايرسم عنه ويلصق به , ويسخر به من تهم , تكاد السماوات تتفطر منهن ,وتخر الجبال , لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وجد من يغضب له حقا, كعمر الذى لم يرى كفارة لقوله غير اراقة دمه لو اذن له , وبعضنا لا اشبع الله بطنه لايزال يتردد فى مقاطعة كماليات هى ادنى ما يرفع اللوم اليوم
كل يقول انا الذى فاذا الذى ليس الذى ياويحا مالم يفعل ,ومع ذا فان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لم يوافق عمر على قتله ,فتركه حرا طليقا يقاسى الالام ماتلفظ به , ان كان فى القلب ايمان واحسان ,فالله مااحلمه - صلى الله عليه وسلم-
ماذا اقول اذا وصفت محمدا عجز البيان وحلمه لايفقد
وحسبه انه نبى ـ صلى عليه بارى العباد والال والصحب ذوى الرشاد
كان - صلى الله عليه وسلم- احلم الناس ,فى رفق ووقار , لايزعزعه اعصار ,حاز المكارم من قول ومن عمل , سل عنه , وانطق به , واصغ اليه تجد ملء المسامع والافواه والمقل ,العادل الطيب البر الحليم له , كالنعت والعطف والتوكيد والبدل ,
يحب الرفق ويدعوا له , ويقول (( ماكان الرفق فى شىء الا زانه وما نزع من سىء الا شانه ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله )), فرحب صدر لو ان الارض واسعة كوسعه لم يضق عن اهله بلد
فى الصحيحين عن انس ـ رضى الله عنه وارضاه ـ قال كنت امشى مع النبى - صلى الله عليه وسلم- وعليه برد نجرانى غليظ الحاشية , فادركه اعرابى فجبذه بردائه جبذة شديدة ,فنظرت الى صفحة عاتق النبى - صلى الله عليه وسلم- , وقد اثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته ,وفى رواية مسلم , ثم جذبه اليه جذبة حتى رجع نبى الله فى نحر الاعرابى , وجاذبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى اشق البرد , وبقيت حاشية البرد فى عنق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- , غلظة خلق ,وجفاء معاملة ,تذهل القلب ,وتذهب اللب ,يناديه باسمه ,ويجذبه بشدة ,ويطلب فى جلافة ويقول ,مر لى من مال الله الذى عندك , فظاظة منتنة الانفاس جالبة للقىء والعطاش , وفى ظلال قول الله ((وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ)) يتحمل النبى - صلى الله عليه وسلم- اذاه ,ويدفع السيئة بالحسنة,ويعفو عنه يتالف قلبه , كعود زاده الاحراق طيبا ,التفت النبى - صلى الله عليه وسلم- اليه , فما قهره ولا نحره ولا زجره ولا وبخ ولا عنف ولاقطب وما بذاك بخلق له - صلى الله عليه وسلم- , ولكن قال فيما روى (( المال مال الله وانا عبده ويقاد منك باعرابى على ما فعلت )) فقال الاعربى لا قال لما قال لانك لاتكافىء السيئة بالسيئة ,
حلمه مثل سنا الشمس وهل لسنا الشمس يرى من جاحد
اومضت بروقه ,وزمزت رعوده ,وهطل غيث ,وتفتح زهره واروق عوده ,وعلى الترتيب والتعقيب والاتصال التى تفيده الفاء , فضحك وامر له بعطاء ,
تخجل السحب اذا ما وازنت مرة بين نداه ونداها ذاك صدر نافس الحلم به كل صحراء بعيد منتهاها
بوقار نبوى لو رمى قلل الاجبال لا نهدت قواها
وحسبه انه نبى فعل]يه الله صلى وعليه الله سلم