الافتقار إلى الله تعالى
باسم أحمد عامر
1438/07/23 - 2017/04/20 14:03PM
الخطبة الأولى:
وبعد،
يقول الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ)،
كل الناس، مؤمنهم وكافرهم، وبرّهم وفاجرهم، وكبيرهم وصغيرهم، كلهم مفتقرون إلى الله افتقاراً حقيقيا تاماً، والله سبحانه وتعالى هو الغني الحميد، الذي لا يحتاج إلى أحد، وكل أحد يحتاج إليه،
إن الافتقار إلى الله سبحانه وتعالى من العبادات القلبية العظيمة، التي لا بد أن يستحضرها المؤمن، وأن يشعر بها، وأن يوقن بأنه ضعيف محتاج إلى ربه وخالقه،
وقد كان الأنبياء والمرسلون، يظهرون فقرهم وحاجتهم إلى الله تعالى، ويستمدون منه العون والنصر والتأييد، فهذا إبراهيم الخليل عليه السلام، لمَّا اجتمع الناس عليه، وأرادوا إيذاءه والنيل منه، و ﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ﴾، فأشعلوا نارًا عظيمة، وجمعوا لها الحجارة والحطَب، ثمَّ قاموا بوضْع نبي الله إبراهيم - عليه السَّلام - في المَنجَنيق، ورمَوْه في هذه النار العظيمة، فما كان منه عليه السلام، إلا أن لجأ إلى ربه، ليقينه بضعفه وقلة حيلته، أمام هذه النار الكبيرة المحرقة، فالتجأ إلى الله، وافتقر إليه، وقال: (حسبي الله ونعم الوكيل)، فأنجاه الله جل وعلا، وأصبحت النار برداً وسلاماً بأمر الله، حينما قال لها: ﴿يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾،
*وهذا نبي الله وكليمه موسى عليه السلام، شكا حاله إلى الله تعالى قائلاً: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)، وهذا نبي الله أيوب عليه السلام، دعا ربه مظهراً حاجته وفقره إليه: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)،
فهذا حال الأنبياء والمرسلين، في دعائهم ومناجاتهم لربهم، يدعون الله تعالى مظهرين فقرهم وحاجتهم إليه جل وعلا،
وقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إمام المفتقرين إلى الله تعالى، في أقواله وأفعاله، وفي تربيته لأصحابه، لعلمه عليه الصلاة والسلام أن مصائر العباد كلها بيد الله تعالى، وأنه لا يكون شيء في الكون إلا بعلمه وقدرته ومشيئته، أما الخلق فكلهم ضعفاء عاجزون، لا يملكون من أمرهم شيء، إلا ما أراد الله تعالى،
لذا لما كان النبي عليه الصلاة والسلام في الغار مع صاحبه أبي بكر الصديق، قال أبو بكر: يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدمَيْه لأبصرنا، فقال عليْه الصَّلاة والسَّلام، وهو الواثق بربه : (يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما، لا تحزَنْ إنَّ الله معنا)،
فالفقر إلى الله تعالى يورث الثقة بالله تعالى، والتوكل عليه،
لذا عباد الله، ما أحوجنا إلى هذا المقام الجليل، مقام الافتقار إلى الله تعالى، فهو أساس كل خير للعبد في دنياه وآخرته،
*أقول قولي هذا،،،
الخطبة الثانية:
وبعد،
كيف يحقق العبد مقام الافتقار إلى الله تعالى؟
الجواب: أن ذلك يتحقق بأمرين متلازمين:
الأول: معرفة عظمة الخالق سبحانه جل وعلا: فكلما كان العبد أعلم باللـه تعالى وصفاته وأسمائه، كان أعظم افتقاراً إليه وتذللاً بين يديه،
أما الأمر الثاني: فإدراك ضعف المخلوق وعجزه وقلة حيلته، فمن عرف قدر نفسه، وأنَّه مهما بلغ في الجاه والسلطان والمال، فهو عاجز ضعيف لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، من عرف هذه الحقيقة، تصاغرت نفسه، وذهب كبرياؤه، وعظم افتقاره لمولاه جل وعلا، وشعر بحاجته إلى الله في كل أمر من الأمور، وأنه لا يستغني أبداً عن عون الله وتوفيقه،
لذا عباد الله، الغنى الحقيقي أن يُرزق العبد هذا المقام الجليل، مقام الافتقار إلى الله تعالى، قال جل وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)،
هذا وصلوا على الحبيب،،
ملاحظة: هذه الخطبة مستفادة من خطب أخرى سابقة
وبعد،
يقول الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ)،
كل الناس، مؤمنهم وكافرهم، وبرّهم وفاجرهم، وكبيرهم وصغيرهم، كلهم مفتقرون إلى الله افتقاراً حقيقيا تاماً، والله سبحانه وتعالى هو الغني الحميد، الذي لا يحتاج إلى أحد، وكل أحد يحتاج إليه،
إن الافتقار إلى الله سبحانه وتعالى من العبادات القلبية العظيمة، التي لا بد أن يستحضرها المؤمن، وأن يشعر بها، وأن يوقن بأنه ضعيف محتاج إلى ربه وخالقه،
وقد كان الأنبياء والمرسلون، يظهرون فقرهم وحاجتهم إلى الله تعالى، ويستمدون منه العون والنصر والتأييد، فهذا إبراهيم الخليل عليه السلام، لمَّا اجتمع الناس عليه، وأرادوا إيذاءه والنيل منه، و ﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ﴾، فأشعلوا نارًا عظيمة، وجمعوا لها الحجارة والحطَب، ثمَّ قاموا بوضْع نبي الله إبراهيم - عليه السَّلام - في المَنجَنيق، ورمَوْه في هذه النار العظيمة، فما كان منه عليه السلام، إلا أن لجأ إلى ربه، ليقينه بضعفه وقلة حيلته، أمام هذه النار الكبيرة المحرقة، فالتجأ إلى الله، وافتقر إليه، وقال: (حسبي الله ونعم الوكيل)، فأنجاه الله جل وعلا، وأصبحت النار برداً وسلاماً بأمر الله، حينما قال لها: ﴿يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾،
*وهذا نبي الله وكليمه موسى عليه السلام، شكا حاله إلى الله تعالى قائلاً: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)، وهذا نبي الله أيوب عليه السلام، دعا ربه مظهراً حاجته وفقره إليه: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)،
فهذا حال الأنبياء والمرسلين، في دعائهم ومناجاتهم لربهم، يدعون الله تعالى مظهرين فقرهم وحاجتهم إليه جل وعلا،
وقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إمام المفتقرين إلى الله تعالى، في أقواله وأفعاله، وفي تربيته لأصحابه، لعلمه عليه الصلاة والسلام أن مصائر العباد كلها بيد الله تعالى، وأنه لا يكون شيء في الكون إلا بعلمه وقدرته ومشيئته، أما الخلق فكلهم ضعفاء عاجزون، لا يملكون من أمرهم شيء، إلا ما أراد الله تعالى،
لذا لما كان النبي عليه الصلاة والسلام في الغار مع صاحبه أبي بكر الصديق، قال أبو بكر: يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدمَيْه لأبصرنا، فقال عليْه الصَّلاة والسَّلام، وهو الواثق بربه : (يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما، لا تحزَنْ إنَّ الله معنا)،
فالفقر إلى الله تعالى يورث الثقة بالله تعالى، والتوكل عليه،
لذا عباد الله، ما أحوجنا إلى هذا المقام الجليل، مقام الافتقار إلى الله تعالى، فهو أساس كل خير للعبد في دنياه وآخرته،
*أقول قولي هذا،،،
الخطبة الثانية:
وبعد،
كيف يحقق العبد مقام الافتقار إلى الله تعالى؟
الجواب: أن ذلك يتحقق بأمرين متلازمين:
الأول: معرفة عظمة الخالق سبحانه جل وعلا: فكلما كان العبد أعلم باللـه تعالى وصفاته وأسمائه، كان أعظم افتقاراً إليه وتذللاً بين يديه،
أما الأمر الثاني: فإدراك ضعف المخلوق وعجزه وقلة حيلته، فمن عرف قدر نفسه، وأنَّه مهما بلغ في الجاه والسلطان والمال، فهو عاجز ضعيف لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، من عرف هذه الحقيقة، تصاغرت نفسه، وذهب كبرياؤه، وعظم افتقاره لمولاه جل وعلا، وشعر بحاجته إلى الله في كل أمر من الأمور، وأنه لا يستغني أبداً عن عون الله وتوفيقه،
لذا عباد الله، الغنى الحقيقي أن يُرزق العبد هذا المقام الجليل، مقام الافتقار إلى الله تعالى، قال جل وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)،
هذا وصلوا على الحبيب،،
ملاحظة: هذه الخطبة مستفادة من خطب أخرى سابقة