الاعتزاز بالهوية - مشكولة PDF+ DOC

عبدالله اليابس
1443/07/23 - 2022/02/24 07:45AM

الاعتزاز بالهوية                           الجمعة 24/7/1443هـ

الحَمْدُ للهِ الذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ، أَظْهَرَ الحَقَّ بِالحَقِّ وَأَخْزَى الأَحْزَابَ، وَأَتَمَّ نوُرَهُ، وَجَعَلَ كَيْدَ الكَافِرِينَ فِي تَبَابٍ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ العَزِيزُ الوَهَّابُ، الـمَلِكُ فَوْقَ كُلِّ الـمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، غَافِرُ الذَنْبِ وَقَابِلُ التَوبِ شَدِيدُ العِقَابِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الـمُسْتَغْفِرُ التَّوَّابُ، قُدْوَةُ الأُمَمِ، وَقِمَّةُ الهِمَمِ، وَدُرَّةُ الـمُقَرَّبِينَ وَالأَحْبَاب، الَّلهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلَى الآلِ وَالأَصْحَابِ، كُلَّمَا نَبَتَ مِنَ الأَرْضِ زَرْعٌ، أَوْ أَيْنَعَ ثَمَرٌ وَطَابَ.

أَمَّا بَعْدُ.. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. عِنْدَمَا تُسَافِرُ إِلَى أَيِّ بَلَدٍ مِنْ بُلْدَانِ العَالَمِ، فَإِنَّ مِمَّا يَلْفِتُ نَظَرَكَ وَلَا بُدَّ: عَادَاتُ الـمُجْتَمَعِ وَتَقَالِيدُهُ وَهُوِيَتُهُ، فَلِكُلِّ مُجْتَمَعٍ هُوِيَةٌ مُحَدَّدَةٌ، يُمْكِنُ بِهَا التَفْرِقَةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الـمُجْتَمَعَاتِ الأُخْرَى.

وَجَرَتِ العَادَةُ أَنَّ الضَّعِيفَ يَتَأَثَّرُ بِهُوِيَّةِ القَوِيِّ، وَالكَثِيرٌ فِي هَذَا العَالَمِ يَسْعَى لِنَشْرِ ثَقَافَتِهِ وَهُوِيَتِهِ فِي الـمُجْتَمَعَاتِ، مِنْ خِلَالِ الوَسَائِلِ الـمُتَعَدِّدَةِ، فَالأَمْرِيكَانِ ــ عَلَى سَبِيلِ الـمِثَالِ ــ يَسْعَوُنَ جَاهِدِينَ لِتَصْدِيرِ ثَقَافَتِهِمْ وَهُوِيَتِهِمْ إِلَى جَمِيعِ بُلْدَانِ العَالَمِ، مُسْتَخْدِمِينَ كَافَّةَ الوَسَائِلِ، اِبْتِدَاءً بِالتَّرْفِيهِ وَالأَفْلَامِ وَالـمُوسِيقَى، مُرُورًا بِالـمَطَاعِمِ وَالـمُنْتَجَاتِ الاِسْتِهْلَاكِيَّةِ، وَاِنْتِهَاءً بِفَرْضِهَا مِنْ خِلَالِ الحُرُوبِ وَالسِّلَاحِ، وَقِسْ عَلَى ذَلِكَ جَمِيعَ الأُمَمِ القَوِيَّةِ التِي تَسْعَى لِنَشْرِ ثَقَافَتِهَا وَهُوِيتِهَا فِي الـمُجْتَمَعَاتِ الأُخْرَى.

إِنَّ الهُوِيَةَ الـمُوَحَّدَةَ لِلْمُجْتَمَعِ الوَاحِدِ، وَالاِعْتِزَازَ بِهَا يُوَحِّدُ صَفَّ الـمُجْتَمَعِ، وَيَجْعَلُهُ مُتَّحِدًا فِي سَبِيلِ الدَّعَايَاتِ لِلِانسِلَاخِ مِنْ قِيَمِهِ وَمَوْرُوثَاتِهِ، مُتَمَسِّكًا بِتَارِيخِهِ وَرُمُوزِهِ، عَزِيزًا شَامِخًا بِمَاضِيهِ وَحَاضِرِهِ وَمُسْتَقْبَلِهِ.

إِنَّ لِلْمُجْتَمَعَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ هُوِيَةٌ مُوَحَّدَةٌ؛ هُوِيَّةٌ جَاءَ الإِسْلَامُ بِالحثَّ عَلَى التَّمَسُكِ بِهَا، فَهِيَ تُوَحِّدُ الـمُسْلِمِينَ، تُوَحِّدُ أَكْثَرَ مِنْ مِلْيَارِ شَخْصٍ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ لِيكُونُوا مُجْتَمَعًا وَاحِدًا، لِيَكُونُوا إِخْوَةً كَمَا قَالَ اللهُ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}.

وَمَنْ تَأَمَّلَ النُّصُوصَ الشَرْعِيَةَ وَجَدَهَا تَوَاتَرَتْ فِي الحَثِّ عَلَى الاِعْتِزَازِ بِالهُوَيَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنْ مُشَابَهَةِ مَا عَدَاهَا مِنْ هُوِيَاتٍ.

لَقَدْ أَمَرَ الإِسْلَامُ ــ مَثَلَاً ــ باِلتَّزَيِّيِ بِزِيِّ الـمُسْلِمِينَ، وَنَهَى عَنِ التَّشَبُّهِ بِمَلَابِسِ الكُفَارِ، فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ثَوْبَينِ مُعَصْفَرَينِ -أَيْ: مَصْبُوغَيْنِ بِالعُصْفُرِ- فَقَالَ: (إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الكُفَّارِ، فَلَا تَلْبَسْهَا).

وَجَاءَ النَّهْيُ أَيْضًا عَنْ مُشَابَهَةِ الكُفَّارِ فِي أَوْقَاتِ عِبَادَاتِهِمْ، فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَمْرِو بنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنِي شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الكُفَّارُ).

لَقَدْ أَدْرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الحَقِيقَةَ، وَحَذَّرَ مِنْهَا غَايَةَ التَّحْذِيرِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ أَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّ تَقْلِيدَ هَذِهِ الأُمَّةِ لِلأُمَمِ الكَافِرَةِ حَاصِلٌ لَا مَحَالَة، فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَمَا عِنْدَ البُخَارِيِّ وَمُسْلِمِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ، شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ)، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: (فَمَنْ).

أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ مِنْ مَظَاهِرِ هُوِيَّةِ كُلِّ مُجْتَمَعٍ: مَظْهَرُ أَفْرَادِهِ، فَعِنْدَمَا تُشَاهِدُ شَخْصًا لَا تَعْرِفُ مِنْ أَيِّ البِلَادِ هُوَ، فَإِنَّ أَوَّلَ مَا يَدُلُّكَ عَلَى إِجَابَةِ هَذَا السُّؤَالِ: مَظْهَرُهُ.

لَقَدْ جَاءَ الإِسْلَاُم بِبَيَانِ وَتَعْزِيزِ هُوِيَةِ الـمُسْلِمِ فِي لِبَاسِهِ وَمَظْهَرِهِ، فَلِبَاسُهُ سَاتِرٌ لِلْعَوْرَةِ، فَوْقَ الكَعْبِ، لَيْسَ حَرِيرًا وَلَا مُعَصْفَرًا، وَجَاءَ فِي بَيَانِ مَظْهَرِ الـمُسْلِمِ بِأَنَّهُ مُعْفٍ لِلِحْيَتِهِ، حَافٌّ لِشَارِبِهِ، نَظِيفٌ فِي جَسَدِهِ، شَعْرُ رَأْسِهِ مُتَسَاوٍ لَيْسَ بِالقَزَعِ.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيات وَالذِّكْرَ الْحَكِيمَ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُم وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الداعي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسُلَّمُ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَإِخْوَانِهِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاِقْتَفَى أثَرَهُ وَاِسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وَمِنْ مَظَاهِرِ الاِعْتِزَازِ بِالهُوِيَّةِ: الحَدِيثُ بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ؛ فَنَحْنُ بَلَدٌ عَرَبِيٌّ مُسْلِمٌ، لُغَتُنَا العَرَبِيَّةُ، وَكِتَابُ رَبِّنَا وَدُسْتُورُ بَلَدِنَا عَرَبِيٌّ، وَمَعَ ذَلِكَ أَصْبَحَ البَعْضُ يَتَحَدَّثُ بِغَيرِ العَرَبِيَّةِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ، أَوْ يُدْخِلُ بَيْنَ كَلِمَاتِهِ مُصْطَلَحَاتٍ أَجْنَبِيَّةً، أَوْ لَا يُحَادِثُ أَبْنَاءَهُ الصِّغَارَ إِلَّا بِلُغَةِ أَجْنَبِيَّةٍ.

فِي كُلِّ بَلَدٍ تَطَؤُهُ قَدَمُكَ سَتَجِدُ أَهْلَ هَذَا البَلَدِ يَتَحَدَّثُونَ لُغَتَهُ، وَيَعْتَزُّونَ بِهَا، وَلَوْ كَانَ لَا يَتَحَدَّثُهَا غَيْرُهُمْ، وَسَتَضْطَرُّ لِتَعَلُّمِ لُغَتِهِمْ أَوِ الاِسْتِعَانَةِ بِمُتَرْجِمٍ، أَمَا فِي كَثِيْرٍ مِنَ البِلَادِ العَرَبِيَّةِ إِذَا أَتَى الأَجْنَبِيُّ حَادَثْنَاهُ بِلُغَتِهِ، أَوِ اِضْطَرَرْنَا نَحْنُ لِلِاسْتِعَانَةِ بِمُتَرْجِمٍ.

إِنَّ الُّلغَةَ مِنْ أَبْرَزِ مَظَاهِرِ الهُوِيَةِ، وَلِذَلِكَ لَمَّا سَقَطَتِ الأَنْدَلُسُ، وَاِحْتَلَّ النَّصَارَى بِلَادَ الـمُسْلِمِينَ، وَأَنْشَؤُوا مَحَاكِمَ التَّفْتِيشِ، مَنَعُوا الحَدِيثَ بِالعَرَبِيَّةِ -وَالتِي كَانَتْ لُغَةَ البِلَادِ-، وَمَنِ اِكْتُشِفَ يَتَحَدَّثُ بِهَا فَيَتِمُّ القَبْضُ عَلَيهِ وَتَعْذِيبُهُ حَتَّى الـمَوْت.

وَمِنْ مَظَاهِرِ الاِعْتِزَازِ بِالهُوِيَةِ: الاِعْتِزَازُ بِالتَّارِيخِ -وَأَعْنِي بِهِ مَا يُسَمِّيهِ النَّاسُ بِالتَّقْوِيمِ-.

 إِنَّ التَأْرِيخَ بِالتَّارِيخِ الإِسْلَامِيِّ الهِجْرِيِّ رَمْزٌ مِنْ رُمُوزِ الهُوِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ، فَبِهِ يَعْرِفُ الـمُسْلِمُ أَزْمَانَ عِبَادَتِهِ، وَيُؤَرِّخُ مَوَاعِيدَهُ، وَفِي نَفْسِ الوَقْتِ يَتَّحِدُ مَعَ إِخْوَانِهِ فِي أَنْحَاءِ العَالَمِ الإِسْلَامِيِّ فِي تَأْرِيخٍ وَاحِدٍ.

لَمَّا اِحْتَلَّ النَّصَارَى بِلَادَ الـمُسْلِمِينَ زَمَنَ الاِسْتِعْمَارِ العَسْكَرِيِّ أَرْغَمُوهُمْ عَلَى اِسْتِعْمَالِ التَّارِيخِ الـمِيلَادِيِّ النَّصْرَانِيِّ، فَلَمَّا زَالَ الِاسْتِعْمَارُ فَأَيُّ عُذْرٍ بَقِيَ فِي التَّأْرِيخِ بِتَارِيخِهِمْ؟!

أَيُّهَا الإِخْوَةُ.. إِنَّ الاِعْتِزَازَ بِالهُوِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ وَاجِبٌ دِينِي، كَمَا أَنَّهُ وَاجِبٌ وَطَنِيٌّ.

بِلَادُنَا بِلَادُ التَّوْحِيدِ، وَمَهْبِطُ الوَحْيِ، وَمَنْبَعُ الإِسْلَامِ، تَهْفُو إِلَيْهَا قُلُوبُ وَأَبْدَانُ الـمُسْلِمِينَ فِي العَالَمِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، يَسْتَقْبِلُونَهَا بِقُلُوبِهِمْ قَبْلَ أَبْدَانِهِمْ، وَإِذَا عَلِمُوا أَنَّكَ مِنَ السُّعُودِيَّةِ حَدَّثُوكَ عَنْ شَوْقِهِمْ لِلْحَرَمَينِ وَالكَعْبَةِ، أَوْ أَخْبَرُوكَ بِعَدَدِ حَجَّاتِهِمْ وَعُمَرِهِم.

عَلَمُ بِلَادِنَا يَحْمِلُ شَهَادَةَ التَّوْحِيدِ، رُكْنُ الإِسْلَامِ الأَعْظَمِ، وَعَلَى أَرْضِهَا بَيْتُ اللهِ، وَقْبُر رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَبِئْرُ زَمْزَمَ، وَفِيهَا عَاشَ رَسُولُ اللهِ وَفِيهَا مَاتَ، وَفِيهَا نَزَلَ القُرْآنُ.

أَيُّهَا الإِخْوَةَ: تَفَقَّدُوا هُوِيَتَكُمْ، وَهُوِيَةَ أَبْنَاءِكُمْ وَمَنْ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، وَاِعْلَمُوا أَنَّ الـمُشَابَهَةَ فِي الظَّاهِرِ تُفْضِي لِلْمُمَاثَلَةِ فِي البَاطِنِ.

فَاللَّهُمَ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَعَلى حُسْنِ عِبَادَتِكَ، اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُوْرِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّلَاَةِ عَلَى نَبِيهِ مُحَمٍّدِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ لِلصَّلَاَةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَالْإكْثَارَ مِنْهَا مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْأيَّامِ، فَاللهَمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحبِهِ أَجَمْعَيْن.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالـمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِرْكَ والـمُشْرِكِيْنَ، وَاِحْمِ حَوْزَةَ الدِّيْنِ، وَاِجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنَّاً وَسَائِرَ بِلَادِ الـمُسْلِمِيِنَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاِجْعَلْ وَلَايَتَناَ فِي مَنْ خَافَكَ وَاِتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.

اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِلْمُسْلِميْنَ وَالـمُسْلِمَاتِ، وَالـمُؤْمِنيْنَ والـمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدَعَواتِ.

 عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمَرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وإيتاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكِرِ وَالْبَغِيِّ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاِذكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذكُركُمْ، وَاُشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكرُ اللهُ أكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

1645688709_الاعتزاز بالهوية 24-7-1443.docx

1645688709_الاعتزاز بالهوية 24-7-1443.pdf

المشاهدات 1495 | التعليقات 0