الاستمرار في الاخذ بالاجراءات الاحتياطية والصحية , وفيها موعظة

نفجان نفجان
1442/06/22 - 2021/02/04 23:17PM
      1. الْحَمْدُ لِلَّهِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ، الْكَرِيمِ الْوَهَّابِ؛ لَا يَبْتَلِي الْمُؤْمِنِينَ بِبَلَاءٍ إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَعَلَيْهِ السَّخَطُ، نَحْمَدُهُ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَنَشْكُرُهُ فِي الْعَافِيَةِ وَالْبَلَاءِ، وَنَسْأَلُهُ الثَّبَاتَ عَلَى دِينِهِ، وَالِاسْتِقَامَةَ عَلَى أَمْرِهِ، وَالرِّضَا بِقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ، وَأَحَاطَتْ بِالْعِبَادِ عَافِيَتُهُ، وَتَتَابَعَتْ عَلَيْهِمْ نِعَمُهُ فَحَقَّ عَلَيْهِمْ ذِكْرُهُ وَشُكْرُهُ وَحَمْدُهُ، وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِهِ الشَّكُورُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله وسلم وبارك عليه  وعلى آله وأصحابه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً.أما بعد: فاتقوا الله رحمكم الله وارجوا رحمته واخشوا عذابه، فلم يَقْدُرِ اللهَ حقَّ قَدْره مَنْ هان عليه أمره فعصاه، وقد اجترأ على محارمه فارتكبها، وفرَّط في حقوقه فضيَّعها، واعلموا أنكم ملاقوه، فاستيقظوا من الغفلة والسِّنَة، واستمعوا القول واتبعوا أحسنه، فالسعيد من لم يزل تائباً، والفائز من كان للمعاصي مجانِبًا، فما أنتم في هذه الدنيا مخلَّدون، ولا من ريب المنون محصَّنون، هيهات هيهات سوف يأتيكم ما توعَدون، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ أيها المسلمون: إن كثيرا من مشكلات الأمة ومآسيها والناس وآلامها  ليست في شؤون السياسة، ولا في قضايا الاقتصاد، ولا في تسلط الأعداء، ولكنها في المسؤولية الخاصة على كل نفس إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ واعلموا رحمكم الله أن ما استدفع البلاء بمثل الاستكانة إلى الله عز وجل والتضرع إليه، واحذروا الغفلة، فإن للقلب قسوة، ولقد عاب الله أقواماً بتركهم التضرع فقال عز شأنه فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ.  يقال ذلك عباد الله، والعالَم مازال تجتاحه هذه الجائحة التي أظهرت ضَعف الإنسان وقلة حيلته، وقِصَر نظره جائحة اضطربت فيها أحوال دول ومجتمعات وأُسَر وأفراد جائحة هي درس في الابتلاء، والبلاء مع الصبر يقوِّي القلب ويمحو الذنب ويقطع العُجْب  ويُذهب الكِبْر، ويُذيب الغفلة ويُحيي الذكر ويستجلب دعاء الصالحين، ويُوقظ من الركون إلى الدنيا وتحصل فيه رقة القلب، والاستسلام للواحد القهار.جائحة يراجع العبد علاقتَه مع ربه، وصدقه في الالتجاء إليه وحده، وحُسْن توكله عليه، وقطع كل أسباب التعلق بغيره، وفي الحديث لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى اللهَ وما عليه خطيئة رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح أيها المسلمون :  من دروس هذا البلاء أن أصبح أقصى أماني الناس أن يعودوا إلى حياتهم السابقة، التي كانوا غافلين عن جمالها ورفائها، أدرَكوا معنى الحديث من بات آمنًا في سربه، معافًى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها  يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله من لطائف اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر أن الكرب إذا اشتدت وعظم وتناهى، وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة مخلوقهم، تعلَّق قلبُه بالله وحده، وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أكثر الأسباب التي تُطلب بها الحوائج؛ فإن الله يكفي مَنْ توكَّل عليه وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ  فاقرعوا رحمكم الله باب الْمَلِك الرحيم، وارغبوا إليه في دفع هذا البلاء، فليرتفع بالدعاء ضجيجكم، وليصعد إليه بالابتهال عجيجكم، فربكم لدعائكم مستمع، وعلى نياتكم مطَّلِع، فالعسر بلطف الله لا يدوم، والشدة برحمته لا تطول. اللهم فرِّج عنا ما ضاقت به صدورنا، اللهم فرِّج عنا ما ضاقت به صدورنا، وقلَّت معه حيلتنا، وضعفت عنه قوتُنا، واجعلنا في حفظك وحرزك وأمانك اللهم قِنَا شرَّ الداء، واصرف عنا هذا الوباء، ونجِّنا من البلاء، .. بارك الله لي ولكم

 

    • الحمد لله على أحسانه .... أمابعد: وَيَنْبَغِي عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ الْخَوْفِ وَالْهَلَعِ، وَيَبْتَعِدَ عَنِ التَّهْويلِ وَنَشْرِ الْأَخْبَارِ الْمُغْرِضَةِ ، بَلْ يَأْخُذُ مَعْلُومَاتِهِ مِنْ مَصَادِرِهَا الْمَوْثُوقَةِ، وَيُحْسِنُ التَّعَامُلَ مَعَ التَّعْمِيمَاتِ الرَّسْمِيَّةِ وَالنَّصَائِحِ الطِّبِّيَّةِ، واستمروا وفقكم الله على الأخذِ بالاحتياطاتِ الصحيةِ والاحتراس بالتباعُدِ والكِمَامةِ والسجّادةِ وتركِ المصافحةِ وَتعاونوا مَعَ الْجِهَاتِ الرَّسْمِيَّةِ فِيمَا فِيهِ الْمَصْلَحَةُ الْعَامَّةُ؛ حَرِصاً  عَلَى صِحَّةِ الْجَمِيعِ وَسَلَامَتِهِمْ.وَمِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى الْخَيْرِ وَالْبِرِّ الْإِبْلَاغُ عَنْ أَيِّ مُصَابٍ واعلموا أن سلامة كل الناس أمانة في أعناق الجميع.  عباد الله: والأوبئة والأمراض عافاكم الله تظهر ثم تعبر، وتحل ثم ترحل، فأبشروا واستبشروا، وتفاءلوا وتعلقوا بربكم،  ثم صلوا وسلموا .... )

 

المشاهدات 1089 | التعليقات 0