(الِاسْتِسْقَاءِ)1446هـ
محمد البدر
خُطْبَةُ عَن: (الِاسْتِسْقَاءِ)1446هـ - محمد أحمد الذماري - جامع الشيخ صالح بن عبدالله العمودي رحمه الله - جدة التاريخية
(الِاسْتِسْقَاءِ)1446هـ
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا،مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ،وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ،وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ,وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.أَمَّا بَعْدُ:عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِـم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾وَقَالَ تَعَالَى﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا﴾وَقَالَ تَعَالَى﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ﴾وَقَالَﷺ«يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ:لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ،حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا،إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا،وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ،إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ،وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ،وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ،وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ،إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ،وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا،وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ،وَعَهْدَ رَسُولِهِ،إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ،فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ،وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ،وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ،إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ»رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.ألا إنه ما ابتعد الناس عن التقوى والإيمان،إلا وفقدوا الاستقرار والأمان،وابتلوا بالمصائب والنكبات،ومنعوا القطر من السماء، فافزَعُو إِلَى الصلاة وادعوا الله واستغفروه وأنتم موقنون بالاجابة لِيُغِيثَكُم وَيَنشُرَ رَحمَتَهُ وَهُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ قَالَ تَعَالَى﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً(10)يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً(11)وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً﴾ألا فليعلم الجميع أن الاستغفار،صمام أمان من عذاب الله الشديد،وأمن في يوم الوعيد قَالَ تَعَالَى﴿وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍtأَنَّ رَجُلًا،دَخَلَ المَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ القَضَاءِ،وَرَسُولُ اللَّهِﷺقَائِمٌ يَخْطُبُ،فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِﷺقَائِمًا،ثُمَّ قَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعْتِ السُّبُلُ،فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا،فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِﷺيَدَيْهِ،ثُمَّ قَالَ«اللَّهُمَّ أَغِثْنَا،اللَّهُمَّ أَغِثْنَا،اللَّهُمَّ أَغِثْنَا»قَالَ أَنَسٌ:وَلاَ وَاللَّهِ،مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، وَلاَ قَزَعَةً وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلاَ دَارٍ،قَالَ:فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ،ثُمَّ أَمْطَرَتْ، فَلاَ وَاللَّهِ،مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا،ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ البَابِ فِي الجُمُعَةِ،وَرَسُولُ اللَّهِﷺقَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا،فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ،فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا،قَالَ:فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِﷺيَدَيْهِ،ثُمَّ قَالَ«اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا،اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ،وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ،وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ»قَالَ:فَأَقْلَعَتْ،وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ قَالَ شَرِيكٌ:سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ:أَهُوَ الرَّجُلُ الأَوَّلُ فَقَالَ:«مَا أَدْرِي»»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.فَاللَّهُمَّ أَنْت الله لَا إِلَه إِلَّا أَنْت،أَنْت الْغَنِيّ وَنحن الْفُقَرَاء،أنزل علينا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ،اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ،اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيْثًا مغيثاًسحاً غَدَقًا طَبَقًا مُجَلَّلاً،اللَّهُمَّ سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا بلاء ولا غرق،اللَّهُمَّ لتحيي بها البلاد،وتسقي به العباد،ولتجعله بلاغًا للحاضر والباد،اللَّهُمَّ لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا،اللهم إنا خلق من خلقك،فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك،اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ،إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَاراً﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَّامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾وَاعْلَمُوا أَنْ مِنْ هَدْيَ النَّبِيُّﷺفِي الِاسْتِسْقَاءِ«ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْقِبْلَةِ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ فَقَلَبَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ،وَتَحَوَّلَ النَّاسُ مَعَهُ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.ثمَّ رفع يَدَيْهِ فَلم يزل فِي الرّفْع حَتَّى بدى بَيَاض إبطَيْهِ،ثمَّ حوّل إِلَى النَّاس ظَهره وقلب-أَو حوّل-رِدَاءَهُ،وَهُوَ رَافع يَدَيْهِ،فاقتدوا بالنَّبِيُّﷺوعليكم بإظهار التذلل والمسكنة والحاجة،قَالَ تَعَالَى﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾وصلوا وسلموا على خاتم الأنبياء والمرسلين،وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
المرفقات
1732744687_خُطْبَة عَنْ(الِاسْتِسْقَاءِ)1446هـ.pdf