الاستبدال ( سنة الله في خلقه )
محمود الطائي
1436/06/14 - 2015/04/03 19:06PM
عباد الله ... إنَّ لله تعالى سُننًا يسير عليها العالم، وتخضَعُ لها حياةُ الأفرادِ والأمم ، وهي سنَنٌ ثابتة ، وجاريةٌ نافذة ، لا تتغيَّرُ ولا تتبدل ، لا يحولُ دونَ نُفوذها حائل ، ولا تنفَع في ردِّها حيلة يقول الله تعالى : (فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا * وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)
وسنتناول اليوم سنة ً من سننِ الله العظيمة الجليلة التي تكون سبباً في سقوط الأمم والجماعات والمنظمات والحكومات ، إنها سنة الاستبدال . يقول الله عز وجل : ( وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )
هذه السُنة كفيلة ٌ بقدرة اللهِ تعالى ان تقتلع اكبرَ حضارة ٍ من جذورها بعد ان كانت تتبختر بين أخواتها بقوتها وجبروتها ، لكنها غفلت عن سنَنِ ربها الكونية ، فطغت وظلمت حتى أتاها أمر ربها فجعلها حصيداً كأن لم تغن بالأمس .
عباد الله : ان سنة الاستبدال لا تكون في الامم فحسب انما في الافرادِ ايضا ، فعندما بُعثَ النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد ، إنقسم الناس الى قسمين : قسمٌ آمن بهذه الدعوة العظيمة ودعا اليها وقاتل من اجلها .
وقسمٌ كفر بها وصد عنها وحارب من اجل ازالتها .
وممن حاربها كانوا اشرف العرب نسباً واكثرهُم جاهاً ومالاً ومنصباً ، فأستبدلهم الله تعالى بأُناس ضعفاء وفقراء وعبيد ، فأعزَّ الله بهم هذا الدين وأعلى كلمتَه بأولئك الصادقين ، فما شفعت لأبي جهلٍ مكانتَه ومنزلته فأستبدله الله تعالى بضعفاءَ فقراء كعمارٍ وياسر ٍ وسُمية ، ولم تنفع ابو لهبٍ نِسبتُه ووجاهته فأستبدله الله تعالى بعبدٍ اسودٍ هو بلال ُ الحبشي
فنحن امة الولاءِ والبراء .
الولاءُ فيها للتوحيدِ وأهله ، والبراءُ فيها من الشرك وأهله ، نعم قد يُحبُ المسلمُ أهلَه وقومَه ، ووطنَه وجنسيتَه ، لكن هذه كلُها نضعها تحت اقدامنا اذا خالفت لا اله الا الله
يقول الحق جل وعلا : ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
فالاسلام لا يعترف بجنسية او عرقية او قومية ، فكما انا سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان فإن سادتنا بلالٌ وصهيبٌ وسلمان .
في سنةِ سبعٍ وعشرين من الهجرة دخل المسلمون جزيرةَ قُبرُص فاتحين منتصرين ، وخرج منها الرومان مُنهزمين صاغرين، فجاء المسلمون فرِحين مهنئين ، فإذا بالصحابي الجليل أبي الدرداء يبكي، فسألوه ما يُبكيك؟ قال: أبكي على أمةٍ عَصَتِ الله ... فاستبدلها الله.
فيا اخوة الإسلام ان الله تعالى غنيٌ عن عباده فلا تنفعُه طاعتُهم ولا تضرُه معصيتُهم ، وأن هذا الدين سينتصر بنا او بغيرنا ، ولكنه التحميص عباد الله ، ليميز الله الخبيث من الطيب وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
فهذه دعوة للمسلمين كافة للإنتصار لدينهم ولكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم كلٌ حسب موقعه ، فالطبيب في مستشفاه ، والمهندس في عمله والموظف في وظيفته ، والمدرس في مدرسته وجامعته والطالب في دراسته والمرأة في تربيتها فالكل راع وهو مسؤول عن رعيته
يقول الحسن البصري رحمه الله وكأنه يرى يوم المحشر (أرى أن الإسلام يوم القيامة ينظر في وجوه الناس ويقول : هذا نصرني وهذا خذلني هذا نصرني وهذا خذلني حتى يرى عمر ابن الخطاب فيأخذ بيده ويقول : يارب لقد كنت غريبا حتى أسلم هذا الرجل)
فمن ينصر دين الله تعالى اليوم ؟
من يذب عن كتاب ربه تعالى ، وسنة ٍ نبيه صلى الله عليه وسلم
في وقت ٍ نرى فيه منابر الحق اسكتت
ونطق علماء السلاطين
الذين لا اعلم بأي وجه ٍ يقفون بين يدي الله تعالى ، وقد خاضوا بدماء المجاهدين وبرروا قتل المهاجرين بفتاويهم(الكيرية) وتشريعاتهم ( الاوبامية)
فكيف كان بالامس من يقاتل الروافض هو تكفيري وخارجي
واليوم اصبح مجاهد وشهيد في سبيل الله؟؟؟
بالامس كان الجهاد في العراق والشام فتنة واليوم في اليمن فرض عين !!!
لكن والله الفصل بيننا وبينهم يوم التغابن
يوم يسأل العلماء عن علمهم ماذا عملتم به
وأقسم بمن رفع السماء بلا عمد ان علماء الفضائيات قد لبسوا على قومنا دينهم ، وكل ما قلت قال الله تعالى قال رسوله صلى الله عليه وسلم
قال قال شيخ فلان على القناة الفلانية كذا وكذا
فحسبنا الله ونعم الوكيل عليهم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا ياالله
اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم
وسنتناول اليوم سنة ً من سننِ الله العظيمة الجليلة التي تكون سبباً في سقوط الأمم والجماعات والمنظمات والحكومات ، إنها سنة الاستبدال . يقول الله عز وجل : ( وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )
هذه السُنة كفيلة ٌ بقدرة اللهِ تعالى ان تقتلع اكبرَ حضارة ٍ من جذورها بعد ان كانت تتبختر بين أخواتها بقوتها وجبروتها ، لكنها غفلت عن سنَنِ ربها الكونية ، فطغت وظلمت حتى أتاها أمر ربها فجعلها حصيداً كأن لم تغن بالأمس .
عباد الله : ان سنة الاستبدال لا تكون في الامم فحسب انما في الافرادِ ايضا ، فعندما بُعثَ النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد ، إنقسم الناس الى قسمين : قسمٌ آمن بهذه الدعوة العظيمة ودعا اليها وقاتل من اجلها .
وقسمٌ كفر بها وصد عنها وحارب من اجل ازالتها .
وممن حاربها كانوا اشرف العرب نسباً واكثرهُم جاهاً ومالاً ومنصباً ، فأستبدلهم الله تعالى بأُناس ضعفاء وفقراء وعبيد ، فأعزَّ الله بهم هذا الدين وأعلى كلمتَه بأولئك الصادقين ، فما شفعت لأبي جهلٍ مكانتَه ومنزلته فأستبدله الله تعالى بضعفاءَ فقراء كعمارٍ وياسر ٍ وسُمية ، ولم تنفع ابو لهبٍ نِسبتُه ووجاهته فأستبدله الله تعالى بعبدٍ اسودٍ هو بلال ُ الحبشي
فنحن امة الولاءِ والبراء .
الولاءُ فيها للتوحيدِ وأهله ، والبراءُ فيها من الشرك وأهله ، نعم قد يُحبُ المسلمُ أهلَه وقومَه ، ووطنَه وجنسيتَه ، لكن هذه كلُها نضعها تحت اقدامنا اذا خالفت لا اله الا الله
يقول الحق جل وعلا : ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
فالاسلام لا يعترف بجنسية او عرقية او قومية ، فكما انا سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان فإن سادتنا بلالٌ وصهيبٌ وسلمان .
في سنةِ سبعٍ وعشرين من الهجرة دخل المسلمون جزيرةَ قُبرُص فاتحين منتصرين ، وخرج منها الرومان مُنهزمين صاغرين، فجاء المسلمون فرِحين مهنئين ، فإذا بالصحابي الجليل أبي الدرداء يبكي، فسألوه ما يُبكيك؟ قال: أبكي على أمةٍ عَصَتِ الله ... فاستبدلها الله.
فيا اخوة الإسلام ان الله تعالى غنيٌ عن عباده فلا تنفعُه طاعتُهم ولا تضرُه معصيتُهم ، وأن هذا الدين سينتصر بنا او بغيرنا ، ولكنه التحميص عباد الله ، ليميز الله الخبيث من الطيب وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
فهذه دعوة للمسلمين كافة للإنتصار لدينهم ولكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم كلٌ حسب موقعه ، فالطبيب في مستشفاه ، والمهندس في عمله والموظف في وظيفته ، والمدرس في مدرسته وجامعته والطالب في دراسته والمرأة في تربيتها فالكل راع وهو مسؤول عن رعيته
يقول الحسن البصري رحمه الله وكأنه يرى يوم المحشر (أرى أن الإسلام يوم القيامة ينظر في وجوه الناس ويقول : هذا نصرني وهذا خذلني هذا نصرني وهذا خذلني حتى يرى عمر ابن الخطاب فيأخذ بيده ويقول : يارب لقد كنت غريبا حتى أسلم هذا الرجل)
فمن ينصر دين الله تعالى اليوم ؟
من يذب عن كتاب ربه تعالى ، وسنة ٍ نبيه صلى الله عليه وسلم
في وقت ٍ نرى فيه منابر الحق اسكتت
ونطق علماء السلاطين
الذين لا اعلم بأي وجه ٍ يقفون بين يدي الله تعالى ، وقد خاضوا بدماء المجاهدين وبرروا قتل المهاجرين بفتاويهم(الكيرية) وتشريعاتهم ( الاوبامية)
فكيف كان بالامس من يقاتل الروافض هو تكفيري وخارجي
واليوم اصبح مجاهد وشهيد في سبيل الله؟؟؟
بالامس كان الجهاد في العراق والشام فتنة واليوم في اليمن فرض عين !!!
لكن والله الفصل بيننا وبينهم يوم التغابن
يوم يسأل العلماء عن علمهم ماذا عملتم به
وأقسم بمن رفع السماء بلا عمد ان علماء الفضائيات قد لبسوا على قومنا دينهم ، وكل ما قلت قال الله تعالى قال رسوله صلى الله عليه وسلم
قال قال شيخ فلان على القناة الفلانية كذا وكذا
فحسبنا الله ونعم الوكيل عليهم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا ياالله
اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
عودا حميدا شيخ محمود ونحمد الله على عودتك وتواجدك سالما معافا وجزيت خيرا على كتابتك نفع الله بها وأثابك الله.
تعديل التعليق