الاحتفال بعيد الميلاد + وصية للآباء والطلاب في الاختبارات

عبدالعزيز صالح الزهراني
1437/03/14 - 2015/12/25 05:15AM
الحمد لله الواحد الأحد , الفرد الصمد , الذي لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفوا أحد , أول بلا ابتداء , آخر بلا انتهاء , قريب في علوه , علي في دنوه , نحمده على عظيم الآئه وكريم نعمائه (وما بكم من نعمة فمن الله) , والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وقدوة للعابدين , من أجرى الله على يديه أنوار التوحيد بعد قرون من ظلمات الوثنية والشرك , صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , ثم أما بعد :

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واشكروه على ما هداكم؛ فأكثر الناس قد ضلوا عن دينه، وحادوا عن شريعته، واستوجبوا سخطه ونقمته جل في علاه، وقليل من هداهم إلى ما يحبه ويرضاه من الدين، وكنتم من هذا القليل بفضل الله تعالى عليكم، وهدايته لكم ﴿*وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ*﴾

معشر الموحدين ..

عقيدة خالدة تالدة نرددها صبح مساء لا نحيد عنها ونسأل الله الثبات عليها إلى يوم لقاه .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم : "قل هو الله أحد ..الله الصمد .. لم يلد ولم يولد .. ولم يكن له كفوا أحد" .. هل أنتم مستوعبون لمراد الله من هذه السورة؟؟ إنه التوحيد يا سادة .. لكن حدثوني أي مصائب تتهادى إلى أسماعنا عبر وسائل الإعلام عن بعض الدول الإسلامية وهي**تتهيأ لاحتفالات ضخمة صاخبة على وقع الاحتفاء بعيد الميلاد ؟؟ أتراهم بلغوا من ذوبان الهوية وضعف الاعتزاز بالعقيدة أن يسايروا أمم الضلال على ضلالهم ؟؟ بكل أسف نقولها : نعم, بل من الدول الإسلامية من تفاخر بإقامة أكبر المهرجانات احتفاء بميلاد ابن الله بزعمهم – تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا - .

معشر المؤمنين :

في ليلة رأس السنة الميلادية أو ما يسمى بالكريسمس يحتفل النصارى بميلاد المسيح – عليه السلام – وهم يتذاكرون بنوّته لله بزعمهم – وكذبوا , فكيف بقوم لم يحفظوا كتابهم أن يحفظوا تاريخ ميلاد نبيهم , والخلاف قائم بين الأرثوذكس والكاثوليك في تحديد ميلاد المسيح , ويكاد يتفق آباء الكنيسة ومؤرخوها أن ميلاد المسيح حدد رسميا متأخرا بعد القرن الثالث للميلاد , وأن توثيقه كان رمزيا لا توثيقا ليوم ثابت بيقين , ومن عجب .. أن من يسمون بالآباء أو القساوسة في ديانة النصارى المحرفة منزهون عن الزوجة والولد لتمتعهم بحياتهم الروحية التي ينبغي ألا*تدنس*بتلك الماديات , وفي نظرهم أن اتخاذ الزوجة والولد تدنيس لقدسيتهم،*ثم تجدهم يجعلون لله الزوجة والولد – بزعمهم الكاذب – في ذات الوقت الذي يصادمون فيه الفطرة البشرية بالتنزه عن الزوجة والولد ما جعلهم يجنحون لما هو أعظم , وفضائح الكنيسة الجنسية عمت أنحاء الأرض حتى لم يسلم منها ما يدعى البابا ..

يا كرام .. والأمر كذلك فإنه لا يجوز تهنئة النصراني بفرية ميلاد ابن الله , وتهنئتهم محرمة باتفاق المذاهب الأربعة , وحين نقول بالتحريم فهذا لا يعني بحال تعنيفهم , بل يُتألف قلب العامي منهم بدعوة لينة للتأمل بحقيقة هذا الرب المولود – بزعمهم- تعالى الله , ولا يجوز للمسلم حضور أعياد المشركين الدينية بالاتفاق , قال تعالى : (والذين لا يشهدون الزور) فالزور هنا عيدهم , قاله من سادة المفسرين أبو العالية وطاووس وابن سيرين , ويقول عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- : "اجتنبوا أعداء الله في عيدهم" رواه البيهقي بسند صحيح , أما الإجماع على تحريم حضور أعياد المشركين فقال به الإمام مالك وأبو حنيفة والشافعي وأحمد , نص على الإجماع ابن القيم – رحمه الله- في كتابه "أحكام أهل الذمة" .

فإن قال قائل وإن هنأك بعيد الإسلام هل ترد عليه التهنئة بمثلها؟ نقول : لا يجوز, لأن أحكام الله ليست مبادلة , فليس لك أن تعظم الصنم لأن الوثني دخل معك المسجد !!

أتعلمون يا رعاكم الله بم عبر الله في محكم كتابه عن أصحاب تلك الفرية .. اسمعوها بقلوبكم وتأملوا مالذي يحدث للكائنات بفرية القوم على الله (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا .. لقد جئتم شيئا إدا .. تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا .. أن دعوا للرحمن ولدا .. وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا .. إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ..**لقد أحصاهم وعدهم عدا. وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) ..

أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه

*

*

*

الخطبة الثانية :

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وبعد :

معشر المؤمنين .. ها نحن نرى أبناءنا هذا الاسبوع متحفزين للجلوس على مقاعد الاختبار ؛ لقطف ثمرة الجد والاجتهاد طوال أشهر خلت , كانوا فيها خير مثال على الجد والمثابرة لتحصيل العلم والرقي في سلم المعالي , فإن كنت ممن يعنيه شأن ابنه تحصيلا وخلقا وتربية –وكلكم ذاك- فحذار أن تجعله لقمة سائغة للأشرار الذين يجدون من موسم الاختبارات بيئة مناسبة للاصطياد في الماء العكر , احرص على متابعته وتشجيعه وبذر روح المسئولية في نفسه وتهيئة أسباب المذاكرة الجادة دون إرهاق أو ضغط نفسي من ناحية , ومن الناحية الأخرى لا تسمح لثمرة فؤادك أن يبقى نهبا بأيدي أصدقاء السوء بالتسكع في الطرقات والأسواق بعد الاختبارات والأمر يعظم في حق الطالبات , فما يتناقله الطلاب في هذه الأيام من تجارب سيئة "أحيانا" كفيل بتغيير وجهة الطالب نحو أمور لا تحمد عقباها مستقبلا .

أخيرا : همسة في أذنك أيها الطالب النجيب : مثلك جدير بالتفوق , فلا ينقصك عمن حاز التفوق يد ولا أذن ولا عين , فأري والديك منك ما تقر له أعينهم وتأنس به نفوسهم وتنشرح صدورهم لما أقبلت عليه من تميز وإنجاز ومن ثم يحق لهم أن يفاخروا بك , وإياك وأصدقاء السوء , فما نال عدو من أحد ما نال الجاهل من نفسه , فلا تنتقم من نفسك باللحاق بمن لا مروءة له تمنعه عن الشطط ولا دين يردعه عن المحرمات , فكثيرون يستعرضون قدراتهم الطفولية بالتدخين أو التفحيط أو بث السموم بدعوى النشاط على المذاكرة , فاحذرهم وحذر منهم وكن من نفسك على حذر إن زينت لك الأنس بهم , وفي زملائك من أولي الفضل والنجابة من هو أولى بك .

ثم صلوا وسلموا ...
المشاهدات 1414 | التعليقات 0