الاجتماع ونبذ الفرقة (مختصرة ومشكولة) PDF+DOC

عبدالله اليابس
1443/03/14 - 2021/10/20 13:47PM

الاجتماع ونبذ الفرقة                   الجمعة 16/3/1443هـ

الحَمْدُ للهِ الذِي جَعَلَ الـمُؤْمِنِينَ إِخْوَةً فِي الدِّينِ وَالإِيمَانِ، وَشَبَّهَهُمْ فِي تَعَاوُنِهِمْ وَتَضَامُنِهِمْ وَتَنَاصُرِهِمْ بِالجَسَدِ الوَاحِدِ وَالبُنْيَانِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الرَّحِيمُ الرَّحْمَنُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ خَيْرُ وَلَدِ عَدْنَانِ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ.

أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. لَمَّا بَعَثَ اللهُ تَعَالَى نَبِيَهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، كَانَ فِي مَكَةَ مُسْتَضْعَفًا هُوَ وَالثُلَّةُ الـمُؤمِنَةُ مَعَهُ رِضْوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، ثُمَّ أَذِنَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالهِجْرَةِ إِلَى الـمَدِيْنَةِ، وَجَدَ القَبِيْلَتَينِ العَظِيمَتَينِ ــ الأَوْسَ وَالخَزْرَجَ ــ مُتَفَرِّقَتَيْنِ مُتَنَاحِرَتَيْنِ، فَقَدْ كَانَت أَرْضُ يَثْرِبَ مَسْرَحًا لِوقَائِعَ وَحُرُوبَ دَامَتْ قَرَابَةَ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً بَيْنَ القَبِيلَتَيْنِ، بَدَأَتْ بِيَومِ سَمِيْرٍ وَاِنْتَهَتْ بِيَوْمِ بُعَاثٍ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِخَمْسِ سَنَوَاتٍ، وَلَمْ يَلْتَئِمِ الشَرْخُ الكَبِيرُ بَيْنَ الأَوْسِ وَالخَزْرَجِ، وَتَنْطَفِئ نَارُ الثَأْرِ وَالحِقْدِ إِلَّا بِنُورِ الإِسْلَامِ، بَعَدَ أَنْ هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الـمَدِيْنَةِ، فَاِنْقَلَبَ التَبَارِي بِالشَّرِّ إِلى التَنَافُسِ فِي الخَيْرِ.

فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الهُدَى إِلىَ الـمَدِيْنَةِ جَمَعَهُمُ اللهُ بِهُدَاهُ بَعْدَ فُرْقَتِهِمْ، وَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ الإِسْلَامَ لَا يَقُومُ عَلَى العُنْصُرِيَةِ أَوِ الشُّعُوبِيَةِ، وَلَا عَلَى القَوْمِيَةِ وَالجِنْسِيَةِ، وَبَيَّنَ لَهُمُ النَّبِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ الطَّرِيقَ السَوِيَ لِسَعَادَةِ الدَّارَيْنِ، وَعَرَّفَهُمْ أَنَّ دِينَ الإِسْلَامِ بُنِيَ عَلَى الحَقِّ وَأَنَّ التَّقْوَى هِيَ مِعْيَارُ الـمُفَاَضَلَةِ، وَتَلَا عَلَيهِمْ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}.

وَلَمَّا قَدِمَ الرَّسُوُلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الـمَدِيْنَةَ لَمْ يَكْتَفِ بِجَمْعِ شَمْلِ الأَوْسِ وَالخَزْرَجِ فَقَطْ، بَلْ سَمَّاهُمُ الأَنْصَارَ، وَآخَى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِهِمُ الـمُهَاجِرِيْنَ، فَجَعَلَ لِبَعْضِ الـمُهَاجِرِيْنَ إِخْوَةً مِنَ الأَنْصَارِ، فَآخَى بَيْنَ تِسْعِينَ رَجُلاً مَا بيْنَ مُهَاجِرِيٍ وَأَنْصَارِيٍ، فَآخَى بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنِ عَوفٍ وَسَعْدِ بنِ الرَّبِيْعِ، وَبَيْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، وَغَيْرِهِمْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِيْنَ، وَكَانَتْ هَذِهِ الـمُؤَاخَاةُ مُؤَاخَاةً فِي كُلِّ شَيءٍ.. حَتَّى فِي التَوَارُثِ، حَتَّى نُسِخَ التَّوَارُثُ بِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ}.

وَلَمَّا اِمْتَثَلَ الـمُسْلِمُونَ لِذَلِكَ جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُمْ، وَوَحَّدَ كَلِمَتَهُمْ وَقَضَى عَلَى الفُرْقَةِ التِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ، وَأَصْبَحُوا إِخْوَةً مُتَحَابِّينَ، وَرِجَالَاً مُؤْمِنِينَ، كَلِمَتُهُمْ وَاحِدَةٌ، وَوِجْهَتُهُمْ وَاحِدَةٌ، تَحْتَ رَايَةِ الإِسْلَامِ القَوِيَةِ التِي لَا تُفَضِّلُ أَحَدًا عَلَى أَحَدٍ إلَّا بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَدْ رَفَعَ الإِسْلَامُ أَقْوَامًا كَانُوا فِي ذِلَّةٍ وَمَهَانَةٍ، وَوَضَعَ أَقْوَامًا كَانُوا فِي أَعْلَى قِمَّةِ الـمَجْدِ وَمُنْتَهَى السُؤْدَدِ:

لَعَمْرُكَ مَا الإِنْسَانُ إِلَّا بِدِينِهِ *** فَلَا تَترُكِ التَقْوَى اِتِّكَالَاً عَلَى النَسَبِ

فَقَدْ رَفَعَ الإِسْلَامُ سَلْمَانَ فَارِسٍ *** وَقَدْ وَضَعَ الشِركُ الشَرِيفَ أَبَا لَهَب

وَكَانَتْ هَذِهِ الأُخُوَةَ أُخُوَةً حَقِيْقِيَةً، تُقَدَّمُ عَلَى أُخُوَةِ النَّسَبِ، فَهَذَا مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَمَّا رَأَى فِي بَدْرٍ أَخَاهُ أَبَا عَزِيزِ بنِ عُمَيْرٍ، وكَانَ أَبُو عَزِيْزٍ مُشْرِكًا خَرَجَ مَعَ الـمُشْرِكِينَ وَأُسِرَ فِي الـمَعْرَكَةِ، فَقَالَ مُصْعَبٌ لِلْأَنْصَارِيِّ الذِي أَسَرَ أَبَا عَزِيزَ بنَ عُمَيرٍ: "اُشْدُدْ يَدَكَ عَلَيهِ، فَإِنَّ أُمَّهُ ذَاتُ مَتَاعٍ، لَعَلَّهَا تَفْدِيهِ مِنْكَ".

أَيْ: إِنَّ لَهُ أُمَّاً ذَاتَ مَالٍ فَلَعلَّها تَفْتَدِيْهِ مِنَ الأَسْرِ بِمَالِهَا، فَقَالَ أَبُو عَزِيزٍ: "يَا أَخِي! أَهَذِهِ وِصَايَتُكَ بِي؟" فَقَالَ لَهُ مُصْعَبٌ: "إِنَّهُ أَخِي دُونَكَ".

وَلِذَلِكَ اِمْتَنَّ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ عَلَى عِبَادِهِ بِنِعْمَةِ الاِجْتِمَاعِ وَالأُخُوَةِ، وَحَذَّرَ مِنَ الفُرْقَةِ وَالاِخْتِلَافِ، {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا}.

وَبَيَّنَ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ أَنَّ نِعْمَةَ الاِجْتِمَاعِ مِنَّةٌ مِنَ اللهِ، وَفَضْلٌ مِنْهُ وَحْدَهُ {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

وَالاِجْتِمَاعُ عَلَى الدِّيْنِ وَعَلى حَبْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ مِمَّا يُحِبُّهُ اللهُ تَعَالَى وَيَرْضَاهُ، رَوَى مُسْلِمُ فِي صَحِيْحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤالِ، وَإِضَاعَةِ المالِ).

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيات وَالذِّكْرَ الْحَكِيمَ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُم وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاشريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الداعي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسُلَّمُ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَإِخْوَانِهِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاِقْتَفَى أثَرَهُ وَاِسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. إِذَا اِتَّحَدَت قُلُوبُ الأُمَّةِ عَلَى الحَقِّ، وَتَأَلَّفَتْ نُفُوسُهَا عَلَى الخَيْرِ، وَاِجْتَمَعَتْ عَلَى وُلَاةِ أَمْرِهَا مِنْ أُمَرَاءَ وَعُلَمَاءَ، وَتَعَاوَنَ أَفْرَادُهَا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى، نَالُوا الخَيْرَ العَظِيمَ، وَالسَّعَادَةَ الأَبَدِيَةَ.

أَمَّا إِذَا سَادَت دَعَوَاتُ القَوْمِيَةِ وَالعَصَبِيَةِ وَالحِزْبِيَةِ، وَحَصَلَ الشِّقَاقُ وَوُجِدَ التَّفَرُّقُ وَالتَّنَاحُرُ، كَانَتِ الـمُصِيبَةُ العُظْمَى التِي تَهْدِمُ بُنْيَانَ الأُمَمِ الـمَشِيدَ، وَتَقْضِي عَلَى حَضَارَتِهَا، وَتَحْكُمُ عَلَى مُسْتَقْبَلِهَا بِالذُّلِ وَالتَقَهْقُرْ؛ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ نَهَى اللهُ سُبْحَانَهُ الأُمَّةَ عَنِ التَنَاحُرِ وَالاِخْتِلَافِ، وَحَذَّرَهَا مِنَ التَّفَرُّقِ وَالاِنْحِرَافِ، وَتَوَعَّدَهَا بِالفَشَلِ وَالإِتْلَافِ، فَقَالَ تَعَالَى: {وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

فَيَنْبَغِي الاِجْتِماعُ عَلَى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}، وَيَنْبَغِي لُزُومُ جَمَاعَةِ الـمُسْلِمِينَ وَنَبْذُ الفِرَقِ وَالأَحْزَابِ مَهْمَا تَسَمَّتْ بِهِ مِنْ أَسْمَاءَ، كَدَاعِشٍ وَالإِخْوَانِ الـمُسْلِمِينَ وَالسُرُورِيَةِ وَغَيْرِهَا، وَأَنْ يَكُونَ شِعَارُ الـمُسْلِمِ وَوَلَاؤُهُ لِلإِسْلَامَ فَقَط، {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ}.

رَوَى أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (ثَلَاثُ لَا يُغَلُّ عَلَيهِنَّ صَدْرُ مُسْلِمٍ، إِخْلَاصُ العَمَلِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمُنَاصَحَةُ أُولِي الأَمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الـمُسْلِمِينَ).

وَرَحِمَ اللهُ اِبْنَ الـمُبَارَكِ حَيثُ قَالَ:

إِنَّ الجَمَاعَةَ حَبْلُ اللهِ فَاِعْتَصِمُوا *** مِنْهُ بِعُرْوَتِهِ الوُثْقَى لِمَنْ دَانَا

فاللَّهُمَّ ثَبِّتْنَا عَلَى دِينِكَ حَتَى نَلْقَاكَ، وَخُذْ بِنَوَاصِينَا لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَجَنِّبْنَا الفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَوَفِّقْنَا لِلْحَقِّ وَدُلَّنَا عَلَيْهِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّلَاَةِ عَلَى نَبِيهِ مُحَمٍّدِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ لِلصَّلَاَةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَالْإكْثَارَ مِنْهَا مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْأيَّامِ، فَاللهَمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحبِهِ أَجَمْعَيْن.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالـمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِرْكَ والـمُشْرِكِيْنَ، وَاِحْمِ حَوْزَةَ الدِّيْنِ، وَاِجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنَّاً وَسَائِرَ بِلَادِ الـمُسْلِمِيِنَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاِجْعَلْ وَلَايَتَناَ فِي مَنْ خَافَكَ وَاِتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.

اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِلْمُسْلِميْنَ وَالـمُسْلِمَاتِ، وَالـمُؤْمِنيْنَ والـمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدَعَواتِ.

 عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمَرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وإيتاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكِرِ وَالْبَغِيِّ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاِذكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذكُركُمْ، وَاُشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكرُ اللهُ أكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

المرفقات

1634737622_الاجتماع ونبذ الفرقة 16-3-1443.docx

1634737622_الاجتماع ونبذ الفرقة 16-3-1443.pdf

المشاهدات 4383 | التعليقات 0