الابتلاء في الدنيا
باسم أحمد عامر
1438/07/09 - 2017/04/06 18:55PM
الخطبة الأولى:
وبعد،
عباد الله، قال الله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)، بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن الدنيا دار ابتلاء، وأنه سبحانه وتعالى خلقنا ليبتلينا، فكل إنسان في هذه الحياة يمر بشيء من الابتلاء، يمر بشيء من الشدةِ والضيقِ والعسرِ والفقر والأزمةِ والمحنة والضراء،
وقد أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة، فقال عز وجل: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) أي: في نصب وشدة ما دام في هذه الدار،
وهذه سنة الله تعالى في خلقه في هذه الحياة الدنيا، فالإنسان يعيش في دار لا تخلو من هذه المكدرات، لذلك يقول العلماء: الأصل في الدنيا هو الابتلاء والمكابدة والشقاء، فقد ينعم الإنسان ويفرح ويسعد، ولكن سرعان ما تذهب هذه السعادة بأمر يكدر الإنسان،
فقد يسعد الإنسان بأولاده، ثم يفارقهم أو يفارقونه،
وقد ينعم الإنسان بماله الكثير ثم يتركه، أو يذهب المال عنه،
وقد يفرح الإنسان بمنصبه الكبير، ثم يفارقه أو يُنتزع منه،
جاء جبريل عليه السلام إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعِزَّه استغناؤه عن الناس،
لذلك أيها المسلمون نحن لسنا في الجنة حيث الراحة الأبدية، وحيث الصِّحة الأبدية، وحيث النعيم الأبدي، نحن في دار لا بد أن نخالط فيها الهم والحزن والكدر، فإن الله تعالى كتب الشقاء على هذه الدنيا ومن فيها، لذلك لما كان آدم وحواء عليهما السلام في الجنة حذرهما الله تعالى من الشيطان أن يخرجهما من الجنة فيشقيا، قال تعالى: (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى)،
عباد الله، ما الواجب على المؤمن تجاه هذا الابتلاء؟
الجواب: أن المؤمن الصادق يواجه ما يصيبه من أحزان ومصاعب بقلب مليء بالإيمان، موقنٍ بسنن الله تعالى في خلقه، مستبشرٍ بوعد الله تعالى ،
والمؤمن يعلم أن سنة الله تعالى في الأزمات والكربات والابتلاءات، أنها حينما تشتد وتتفاقم يأتي اليسرُ والفرج، وأن اليسر قرين العسر، قال تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)،
وقد فهم السلف رحمهم الله هذا المعنى الواسع، فقالوا: لن يغلب عسرٌ يسرين، وقالوا: لو كان العسر في جحر ضب لدخل عليه اليسرُ فأخرجه،
عباد الله، المؤمن يعلم أن الله تعالى حكيم في قضائه وَقَدَره، لطيفٌ بعباده، عليمٌ بأحوالهم، خبيرٌ بمصالحهم، لا يخفى عليه شيء من أمرهم، فالواجب على العبد الرضا بقضاء الله وقدره، والتسليمُ لأمره، فالله تعالى لا يقضي للمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له؛ يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)،
وقد علَّمنا الله تعالى أننا قد نكره أموراً هي خيرٌ لنا، قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، فقد يقع الشيء المكروه للإنسان وهو خير له من غير أن يعلم، ولكن الله تعالى يعلم ما لا نعلم، فإذا وقعتَ في ابتلاء فلا تجزع ولا تحزن، لأن علمك محدود قاصر، فقد يكون عاقبة هذا المكروه خيراً لك،
هكذا ينبغي أن يكون قلب المؤمن في مواجهة ما يكرهه من عسر وضيق، نسأل الله تعالى الفرج للمسلمين،
أقول قولي هذا،،،
الخطبة الثانية:
وبعد،
أيها المسلمون، لقد قص الله تعالى علينا في القرآن الكريم نماذج عظيمة لشخصيات مرّت بهم شدائد ومحن، ولكن الله عوضهم خيرا، وجعل عاقبتهم إلى خير،
فهذا نبي الله يوسفُ عليه السلام ابتلاه الله تعالى بعسر شديد، ومحنٍ متتابعة، حيث حسده إخوته، وألقوه في الجب، ثم باعوه بثمن بخس دراهم معدودة، ثم اتهم في أخلاقه وعفته، ثم سجن ظلماً، ففرَّج الله تعالى عنه، وأخرجه من هذه الشدائد والمحن المتتابعة إلى فرج كبير، وتمكين عظيم، وجعله الله تعالى على خزائنَ الأرض، وأصبح ذا شأن ومكانة رفيعة في المجتمع،
وغير قصة نبينا يوسف عليه السلام قصص كثيرة، وقع أصحابها في محن وشدائد، فصبروا واحتسبوا وسألوا الله تعالى وألحوا في الدعاء، فأبدل الله تعالى عسرهم يسرا، وكربهم فَرَجا، وحزنَهم فرَحا،
فلا تحزن أيها المسلم، ولا تضيق بك الدنيا، ولا تيأس من رحمة الله تعالى، فالفرج قريب،
قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)،
هذا وصلوا على الحبيب،،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين...
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أعلنا وما أسررنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت...
اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا همَّاً إلا فرجته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين، عباد الله (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)،
ملاجظة: هذه الخطبة مستفادة من خطب سابقة
وبعد،
عباد الله، قال الله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)، بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن الدنيا دار ابتلاء، وأنه سبحانه وتعالى خلقنا ليبتلينا، فكل إنسان في هذه الحياة يمر بشيء من الابتلاء، يمر بشيء من الشدةِ والضيقِ والعسرِ والفقر والأزمةِ والمحنة والضراء،
وقد أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة، فقال عز وجل: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) أي: في نصب وشدة ما دام في هذه الدار،
وهذه سنة الله تعالى في خلقه في هذه الحياة الدنيا، فالإنسان يعيش في دار لا تخلو من هذه المكدرات، لذلك يقول العلماء: الأصل في الدنيا هو الابتلاء والمكابدة والشقاء، فقد ينعم الإنسان ويفرح ويسعد، ولكن سرعان ما تذهب هذه السعادة بأمر يكدر الإنسان،
فقد يسعد الإنسان بأولاده، ثم يفارقهم أو يفارقونه،
وقد ينعم الإنسان بماله الكثير ثم يتركه، أو يذهب المال عنه،
وقد يفرح الإنسان بمنصبه الكبير، ثم يفارقه أو يُنتزع منه،
جاء جبريل عليه السلام إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعِزَّه استغناؤه عن الناس،
لذلك أيها المسلمون نحن لسنا في الجنة حيث الراحة الأبدية، وحيث الصِّحة الأبدية، وحيث النعيم الأبدي، نحن في دار لا بد أن نخالط فيها الهم والحزن والكدر، فإن الله تعالى كتب الشقاء على هذه الدنيا ومن فيها، لذلك لما كان آدم وحواء عليهما السلام في الجنة حذرهما الله تعالى من الشيطان أن يخرجهما من الجنة فيشقيا، قال تعالى: (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى)،
عباد الله، ما الواجب على المؤمن تجاه هذا الابتلاء؟
الجواب: أن المؤمن الصادق يواجه ما يصيبه من أحزان ومصاعب بقلب مليء بالإيمان، موقنٍ بسنن الله تعالى في خلقه، مستبشرٍ بوعد الله تعالى ،
والمؤمن يعلم أن سنة الله تعالى في الأزمات والكربات والابتلاءات، أنها حينما تشتد وتتفاقم يأتي اليسرُ والفرج، وأن اليسر قرين العسر، قال تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)،
وقد فهم السلف رحمهم الله هذا المعنى الواسع، فقالوا: لن يغلب عسرٌ يسرين، وقالوا: لو كان العسر في جحر ضب لدخل عليه اليسرُ فأخرجه،
عباد الله، المؤمن يعلم أن الله تعالى حكيم في قضائه وَقَدَره، لطيفٌ بعباده، عليمٌ بأحوالهم، خبيرٌ بمصالحهم، لا يخفى عليه شيء من أمرهم، فالواجب على العبد الرضا بقضاء الله وقدره، والتسليمُ لأمره، فالله تعالى لا يقضي للمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له؛ يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)،
وقد علَّمنا الله تعالى أننا قد نكره أموراً هي خيرٌ لنا، قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، فقد يقع الشيء المكروه للإنسان وهو خير له من غير أن يعلم، ولكن الله تعالى يعلم ما لا نعلم، فإذا وقعتَ في ابتلاء فلا تجزع ولا تحزن، لأن علمك محدود قاصر، فقد يكون عاقبة هذا المكروه خيراً لك،
هكذا ينبغي أن يكون قلب المؤمن في مواجهة ما يكرهه من عسر وضيق، نسأل الله تعالى الفرج للمسلمين،
أقول قولي هذا،،،
الخطبة الثانية:
وبعد،
أيها المسلمون، لقد قص الله تعالى علينا في القرآن الكريم نماذج عظيمة لشخصيات مرّت بهم شدائد ومحن، ولكن الله عوضهم خيرا، وجعل عاقبتهم إلى خير،
فهذا نبي الله يوسفُ عليه السلام ابتلاه الله تعالى بعسر شديد، ومحنٍ متتابعة، حيث حسده إخوته، وألقوه في الجب، ثم باعوه بثمن بخس دراهم معدودة، ثم اتهم في أخلاقه وعفته، ثم سجن ظلماً، ففرَّج الله تعالى عنه، وأخرجه من هذه الشدائد والمحن المتتابعة إلى فرج كبير، وتمكين عظيم، وجعله الله تعالى على خزائنَ الأرض، وأصبح ذا شأن ومكانة رفيعة في المجتمع،
وغير قصة نبينا يوسف عليه السلام قصص كثيرة، وقع أصحابها في محن وشدائد، فصبروا واحتسبوا وسألوا الله تعالى وألحوا في الدعاء، فأبدل الله تعالى عسرهم يسرا، وكربهم فَرَجا، وحزنَهم فرَحا،
فلا تحزن أيها المسلم، ولا تضيق بك الدنيا، ولا تيأس من رحمة الله تعالى، فالفرج قريب،
قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)،
هذا وصلوا على الحبيب،،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين...
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أعلنا وما أسررنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت...
اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا همَّاً إلا فرجته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين، عباد الله (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)،
ملاجظة: هذه الخطبة مستفادة من خطب سابقة