الإقدام على الانتحار جريمة نكراء

[font="] الإقدام على [/font][font="]الانتحار جريمة نكراء[/font]
[font="]
[/font]

[font="]الانتحار جريمة نكراء ومصيبة عظيمة، ومن يقدمون عليه مهما كانت الأسباب والدوافع الدنيوية، يرتكبون إثما عظيما، ووعدهم الله بالعقوبة الشديدة والعذاب الأليم، لأنّ قتل الإنسان نفسه يعد أعظم بلاء، وأنّ النصوص القرآنية والأحاديث النبوية حذّرت من هذا البلاء العظيم، وأنّ الانتحار محرّم شرعا ولا يجوز الإقدام عليه من مسلم، ومن يقدم عليه بقتل نفسه فسببه ضعف الإيمان.. ونحذّر ممّن يروّجون للانتحار ومن يدعون إليه لتحقيق المطالب، أو الضغط على بعض الجهات، والترويج لمن ينتحر ووصفه بالشهيد، فذلك من " المغالطات " [/font][font="]و" الأراجيف "، لأنّ من ينتحر ضعيف الإيمان..[/font]
[font="]و قد قلت هذا الكلام في خطبة جمعية ألقيتها بمسجد عثمان ابن عفّان بحيّ الطيران بالزهور الأوّل، وخصّصتها للحديث عن الانتحار ومن يقتلون أنفسهم، وما يروّج له من تمجيد لمن ينتحرون تحت ضغط مطالب حياتية ودنيوية أو تحت ظروف معينة، ومن يحتفون بالمنتحرين ويصفونهم بالشجعان.. [/font]
[font="]و قد سبق بأن أدليت لإحدى الجرائد اليومية بحديث في الموضوع بعد وفاة المرحوم بإذن الله تعالى محمّد البوعزيزي، بيّنت من خلاله رأي الشّرع في عملية الانتحار و قتل النّفس بدون حقّ، يقول تعالى: " و لا تقتُلوا النَّفْسَ التي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بالحقِّ ".. [/font]
[font="]و أعود اليوم بعد بعض المحاولات الأخيرة هنا و هناك و قد شاهدنا وقائعها على صفحات " الفايسبوك "، لأؤكّد بأنّ المنتحر لن يحقق أملاً في الدنيا، وفي الآخرة ينتظره الشقاء، والوعيد الأكيد..[/font]
[font="]إنّ المنتحر أو المقدم على الانتحار أراد أو يريد أن يخلص من شيء في الدنيا وما خلص منه في زعمه، ولكن أوقع نفسه في العذاب الأليم.. إن الدنيا لا تصفو لأحد، وهي دار نكد وتعب وكدّ ومصاعب ومشاكل ومصائب، وعلى المرء أن يتحمّل هذا كله بالصبر والاحتمال و بالإيمان بالله، والثقة في الله تبارك و تعالى والتحمّل، يقول تعالى: " يا أيّها الذين آمنوا اصْبِرُوا و صَابِرُوا "، و يقولوا سبحانه: " و ما ضَعُفُوا و ما اسْتَكَانُوا و اللهُ يُحْبُّ الصَّابِرينَ "، وإذا أُغلق أمامه باب يسعى لغيره، ولا يمكن أن تغلق في وجه المرء جميع الأبواب، وإنّ المولى عز وجل أمرنا بالسعي وطلب الرزق، وجعل الله الأرض ذلولاً لنمشي في مناكبها ونسعى طلبا للرزق والسّعة.. [/font]
[font="]وأؤكد على ضرورة أن يتعلق العبد بربه، وتكون ثقته فيه، وأنّ المولى سبحانه هو الرّازق وهو الرزّاق الذي يعطي ويمنع، ولقد تكفّل ربّ العباد برزقهم، وإنّ مع العسر يسرا، وعلى المسلم ألاّ يقنط من رحمة الله.. وأندّد بمن يروّجون للانتحار ويحتفون بمن يقتلون أنفسهم، ومن يطلقون عليهم بأنهم شهداء، فهذه مغالطات و أراجيف، فلا يقدم على الانتحار إلا ضعيف الإيمان ومن ليس لديه ثقة بالله، ومن سوّلت له نفسه قتلها[/font][font="]!!![/font]
[font="]أيّها الشباب: إن هذه بلايا ومصائب حلّت بالتونسيين، وجرائم نكراء تروّج لها وسائل الاتّصال أحيانا، وتصف من ينتحرون بالشجعان ومن يقدمون عليه بالأبطال، و هذه كلّها مخالفة للشرع، ونحذّر من هذه الظاهرة، ومن الإقدام عليها..[/font]
[font="]فالاعتراض على الظّلم، و الإنكار على الظّالم، عمل نبيل، جليل لا شكّ في ذلك، حتّى إنّ أفضل عمل في الإسلام: كلمة حقّ عند سلطان جائر، و من سادة الشهداء رجل قام إلى إمام فنهره و نهاه، فكان مآله القتل، لكن لا يجوز ذلك إلاّ بالوسائل المأذون بها شرعا..[/font]
[font="]
[/font]

[font="]لا يجوز التعذيب بعذاب الله تعالى[/font]
[font="]
[/font]

[font="]أيّها الشباب: إنّ قتل الإنسان نفسه بالنّار هي كبيرة من الكبائر متوعّد صاحبها بالعذاب يوم القيامة.. و الإحراق بالنّار منهيّ عن جعله طريق للقتل، باعتبار أنّه لا يجوز التعذيب بعذاب الله تبارك و تعالى..[/font]
[font="]و مهما كان المقصد النّبيل لكلّ من يقدم على حرق نفسه في رفضه للظّلم، فإنّه لا يسوغ ما عمل بنفسه و حكمه الشرعيّ، أنّه تحت المشيئة كما هو، إن شاء تبارك و تعالى غفر له، و إن شاء عذّبه، مصداقا لقوله تعالى: " و لا تقتُلُوا أنْفُسَكُم إنَّ اللهَ كان بِكُم رَحيما "، و قوله تعالى في موضع آخر: " و لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ التي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بالحَقِّ ذَلِكُم وَصَّاكُم به لعلّكم تعقلون"..[/font]
[font="] اللهم أصلحْ أحوال التونسيين، حكما و حكومة ومَحكومين، يا رب العالمين..[/font][font="]اللهم فقِّهنا في دينك، اللهم عَلِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، يا ذا الجلال والإكرامِ.. و صلّى الله على سيّدنا محمّد و على آله و صحبه أجمعين..[/font]

[font="]
لم يعد لنا مزيد و غدا هناك جديد
[/font]
[font="]
[/font]
[font="]
[/font]
[font="]
[/font]
[font="] الشيخ محمّد الشّاذلي شلبي
[/font]
[font="] الإمام الخطيب
[/font]
المشاهدات 1968 | التعليقات 0