الإسلام وعمل المرأة والتغريب !

علي الفضلي
1433/10/19 - 2012/09/06 07:48AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:
الحقيقة أن الكلام -كما يقال- ذو شجون! ،وأصل القضية قديمة بقِدم الحق ،وأصلها القديم الحديث هو ما يخوضه الإسلام ضد الحملات التغريبية بل قل: التكفيرية ، وإن شئت فقل: ما يحيكه أهل الصليب من مؤامرات ليلية ونهارية لإسقاط هذا الدين والقضاء عليه !! ولكن هيهات هيهات ، وبَعُدَ بَعُدَ لما يحلمون به! ويريدون.
ذلك أنّ الله تعالى حافظٌ هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ،ولكن السعيد مَنْ كان مِنْ أهل الفريق الأول أعني (عز عزيز) ممّن يعز الله بهم الإسلام والمسلمين .
ومن المعلوم بداهة أن الدين والديانة أمر معنوي يقوم في أشخاص بل لا يقوم إلا في أشخاص يقومون به وينشرونه ،فإذا توسلتَ إلى إسقاط هذا الدين من قلوبهم أو تشويهه في أعينهم أو تغريبه وتنصيره دون تنصير!! حينئذ تكون قد أسقطت الإسلام.
وأعني بقولي: (تنصيره دون تنصير) :
أعني به الإسلام المشوه! ومعناه افعل ما بدا لك تحت بند دين الإسلام دين يسر!! أو دين الإسلام دين تجميعي!! أو دين الإسلام يعطيك البديل !! وإن كان هذا البديل مخالفا لشرع الله تعالى!! ،فقالوا لجُهّال المسلمين :
ماذا تريدون؟!!!
هل تريدون غناء إسلاميا؟!!! تفضلوا : المُنشد فلان الفلاني !! ويخرج المنشد فلان الفلاني وقد جز اللحية إلا قليلا أو لا قليلا!! حفّ الوجنات وحمر الشفاه!!! رجل محمّر للشفاه !!! ما أبعد الأقصى عنا!! أو نقول ما أبعدنا عن الأقصى؟!!! ثم تطريب وتلحين تحت مسمى ماذا؟!! مؤثرات صوتية !! والعلة واحدة والأثر في القلب واحد!!!
ثم قالوا:
ماذا تريد؟!!! هل تريد تمثيلا إسلاميا ؟!! تفضل !! ثم خرج الممثلون الإسلاميون تحت بند تمثيل إسلامي ! من كانت تمثل دور العاهرة ، أصبحت تمثل دور أسماء!!!! أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ، نكرة تافهة تمثل دور صحابية جليلة!!!
من كان يمثل دور الرعديد المخمور صار يمثل دور خالد بن الوليد!!!
ثمّ ألست تريد تمثيلا إسلاميا ؟!! تفضل هذه فرقة جوّالة من الشباب !ينشرون دين الإسلام بالتمثيل!!! ماذا عن النساء؟!!! يمثل دورها شاب رجل!!!
ثم قالوا :
ماذا تريد؟!!
تسوّق وأنت في كامل أبهتك،والشيخ الداعية عند خشمك!! لا عليك ،فإنه شبه معصوم أو معصوم !! ومتفاعل ،لا تخاف ما راح يتأثر بصور متبرجات!!!ولا تغنج الغانيات ! ولا ضحكات البنات!!
وهل كان رسول الله -بأبي هو وأمي- أو صحبه الكرام يفعلونها ؟!!! و هل ضاعت سبل الهداية إلا في شر البقاع ؟!!! أين خير البقاع ؟!!! أين المساجد؟! أين دور تحفيظ القرآن؟!! أين المعاهد الدينية؟!!! هل بلغك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمّع النساء بتبرجهن وسفورهن وقيافتهن وصدورهن ونحورهن وجعل يقابلهن مقابلة يعظهن وهن على هذه الحال؟!!
سبحان الله تعالى وسائل الدعوة لها حكم المقاصد ، فالمقصد عظيم وهو هداية العباد ،ولكن لا يجوز بوسيلة فيها حرام وتؤدي إلى الحرام ، والخلق خلق الله تعالى ،{ليس عليك هداهم ولكنّ الله يهدي من يشاء) ،فاحرص أيها السائر إلى الله تعالى أن تنجو بنفسك ،وتنفذ بجلدك! فلستَ خالدا في الدنيا ،ولست منتقلا إلى مثواك الأخير -كما يقولون عن القبر وهو خطأ- بل مثواك الأخير الجنة أو النار ،وما عليك إن نجوت وهلكوا؟!! وما عليك إن ضل الناس واهتديت؟!! قال الله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}؛ وقال الله تعالى في كتابه:
{ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}.
إنّ مما ابتلي به الإسلام : أنه متى ما بلغ الحكم التكليفي تحريما أو إيجابا لطوائف المسلمين الغافلين أو غير العالِمين قالوا تلك العبارة : "حرمت عليّ فهات البديل! أوجبت عليّ كذا فهات البديل!" العبد رب والرب عبد فيا ليت شعري من المكلف؟!!! لقد وضع العبد الفقير الضعيف الحقير نفسه في مقام التكليف! ،قال الزهري -كما في صحيح البخاري- :
" مِنَ الله تعالى الرسالة ،ومن الرسول البلاغ ، وعلينا التسليم!"اهـ.
،يقول الله تعالى في كتابه الكريم:
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلّموا تسليما} قال العلامة السعدي في تفسيره مفسرا هذه الآية العظيمة :
((وفي هذا إثبات عصمة الرسل فيما يبلغونه عن الله، وفيما يأمرون به وينهون عنه؛ لأن الله أمر بطاعتهم مطلقا، فلولا أنهم معصومون لا يشرعون ما هو خطأ، لما أمر بذلك مطلقا........[إلى أن قال:] ثم أقسم تعالى بنفسه الكريمة أنهم لا يؤمنون حتى يحكموا رسوله فيما شجر بينهم، أي: في كل شيء يحصل فيه اختلاف، بخلاف مسائل الإجماع، فإنها لا تكون إلا مستندة للكتاب والسنة، ثم لا يكفي هذا التحكيم حتى ينتفي الحرج من قلوبهم والضيق، وكونهم يحكمونه على وجه الإغماض، ثم لا يكفي ذلك حتى يسلموا لحكمه تسليمًا بانشراح صدر، وطمأنينة نفس، وانقياد بالظاهر والباطن.
فالتحكيم في مقام الإسلام، وانتفاء الحرج في مقام الإيمان، والتسليم في مقام الإحسان.
فمَن استكمل هذه المراتب وكملها، فقد استكمل مراتب الدين كلها.
فمَن ترك هذا التحكيم المذكور غير ملتزم له فهو كافر، ومَن تركه، مع التزامه فله حكم أمثاله من العاصين))اهـ.
سئل العلامة المُحدّث الألباني :
شيخنا ورد في سؤال الأخ الكريم وكثيراً ما نسمع كلمة البديل، نريد البديل الإسلامي عن كذا، البديل الإسلامي عن كذا....
الشيخ : الله أكبر! .
السائل :حبذا يا شيخنا لو تلقي الضوء عليها .
الشيخ :
(والله هذا الكلام صحيح ، سؤال صحيح .
لما نتحدث عن مآسي البنوك، يسألونا التجار- الذين لو تركوا العمل إطلاقاً، لو عاشوا مهما عاشوا يعيشون أغنياء!- يقولون : ما هو البديل ؟
يخافون أنهم إذا قلنا لهم : اتقوا الله واتركوا التعامل مع البنوك أن يموتوا جوعاً!!
يريدون البديل !!
يا أخي: البديل لا يجوز أن يكون بالمعنى الذي يتصوره كلّ صاحب مصلحة!، كل صاحب هوى وغرض!.
البديل موجود في الشرع.
فأنت اطلب الشرع واعملْ به فستصل إلى البديل من أقرب طريق!.
الناس اليوم -سبحان الله!- لما نجي نتكلم عن شروط أو عن الطريق الذي ينبغي أن يسلكه المُسلمون ليتمكنوا مِن تحقيق المجتمع الإسلامي وإقامة الحكم الإسلامي ومبايعة الخليفة المسلم، ما هو الطريق للوصول إلى هذا ؟
تختلف –طبعاً- مناهج الأحزاب الإسلامية الموجودة عن منهج الطائفة المنصورة، وهي التي تتبع الكتاب والسنة في كل شيء .
هذه الطائفة تقول: سيروا على ما سار عليه المسلمون الأوّلون، وحينئذ ستكون الحصيلة قيام الدولة المسلمة شئتم أم أبيتم!.
أما أنتم أيها الأحزاب الأخرى الذين تريدون إقامة الدولة المسلمة قبل أن تقيموها في أنفسكم، فلن تصلوا إلى إقامتها مطلقاً، لما هو معلوم أن فاقد الشيء لا يعطيه من جهة، ومن الحِكَم المعاصرة اليوم -والعجيب أنها صدرت من رئيس من رؤساء حزب من الأحزاب القائمة اليوم، وهم لا يعملون بهذه الحكمة- وهي :
" أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقم لكم في أرضكم " .
لا يقيمون دولة الإسلام في قلوبهم !.
من هذه الإقامة:
أن تتقي الله عز وجل، ألا تطلب بديلاً عن الأناشيد التي كانت عن الصوفية، أو هذه الأناشيد التي قامت مقام أناشيد الصوفية، لا تطلب البديل لأن القرآن خير بديل .
وقد سمعتم آنفاً قوله ـ عليه السلام ـ :
" من لم يتغن بالقرآن فليس منا " .
فالشاهد: فالبديل بالنسبة لكل الشكاوى التي قد تصدر بمناسبة ما : هو:
{ ومَن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
الإسلام لا يحرم ما أحل الله تعالى، ولا يبيح ما حرم الله تعالى، والأمر كما قال عليه السلام :
" الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس .. " إلى آخر الحديث .
فلا يجوز للمسلم كلما قيل له: هذا حرام ، يقول : ما هو البديل ؟!!
البديل: اتقِ الله يا أخي، ربنا يقول في القرآن -والمسلمون من انحرافهم اتخذوا لوحة يزينون بها جدر البيوت!؛ وهي:
{ومَن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
لكن هذه بدلا من أن تكون على الجدار! يجب أن تكون في القلب، وإذا حَلّت في القلب، حينئذ لم يهتم المسلم ، لم يسأل عن البديل؛ لأنه يعلم كما قال ـ عليه السلام - -شوفوا الأحاديث كيف هي تتجاوب بعضها مع بعض!-:
" من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه " .
يا أخي: أنت إذا تركت العمل مع البنك الفلاني أو العلاني تقوى لله ، رزقك الله من حيث لا تظن ولا تحتسب)اهـ.
العلامة المُحدّث الألباني.(سلسلة الهدى والنور)شريط(334).
فالرب سبحانه وتعالى أيها العبد يبتليك بما شاء من شرائعه! ولذا سُمّيت هذه الأوامر والنواهي تكاليف لأنّ فيها كلفة!ففيها نوع مشقة ، وهنا الاختبار ! قال تعالى : {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} وقال سبحانه :
{ الذي خلقكم ليبلوكم أيكم أحسن عملا} ، فمن علم أنه عبد لله جل جلاله هان عليه هذا الابتلاء وكان لسان حاله وقاله قوله تعالى :
{ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا }.
فلا يلزم من تحريم أمر ما أن يعطيه الله تعالى البديل ،ولا يلزم إذا أوجب عليه أمرا ما أن يعطيه البديل ! بل إن من تمام الحكمة بهذا أنّ الله تعالى مولى هذا العبد يختبره بهذه الأوامر وهذه النواهي التي ليس لها بديل لينظر هل يطيع ويستجيب ويقول سمعنا وأطعنا ، أم أن هذا العبد يتمرد فيقول: ما أطيع ولا أستجيب حتى تعطيني البديل !! فيا ليت شعري من الرب ومن العبد؟!!
هذا هو حال العبد مع ربه سبحانه وتعالى ،فربه تعالى هو الذي خلقه وهو الذي يرزقه وهو الذي يميته وهو الذي يعلم بما يصلحه ،فيشرع له ما تقوم به مصالحه وشؤون حياته بما يلائم فطرته ،وقلبه الذي خلقه ربه ، قال تعالى : { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
ومن تمام الفطرة أن الله تعالى يمنع عليه أشياء وأمورا وأفعالا وأعيانا دون بديل رأفة بهذا العبد وضعفه وانكساره ،ذلك أن الله تعالى علم بعلمه السابق الأزلي أنّه يهلك هذا العبد! فحرم عليه ما حرم حماية له وحفظا له من العطب والهلاك.
ومنه أنّ الله تعالى حرم اختلاط الرجال بالنساء ،وحرم خلوة الرجل الأجنبي بالمرأة ،وحرم سفر المرأة وحدها إلا مع وليها ،وحرم أن تعقد لنفسها فحرم أن تزوج نفسها... وهكذا ، لعلمه سبحانه وتعالى بضعف المرأة وغلبة عاطفتها ،فأحاطها بسياج من الوقاية هو الغاية في الحكمة والرشاد ،ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون ؛ ومن تمام حياطتها وصيانتها أنه سبحانه وتعالى أمرها أن تقر في بيتها وتترك التبرج والسفور والبروز ،فهذا أصون لها وأحفظ ، قال تعالى :
{وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}.
وكان أزواج سلفنا الصالح كذلك ،وأوجب على الرجل النفقة عليها والعمل خارج البيت والصرف على هذه العائلة ،قال تعالى : { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله}.
،وأوجب عليها خدمة زوجها وأوكل لها إدارة بيتها وتربية أبنائها فقال رسولها-صلى الله عليه وسلم- : (فالمرأة مسؤولة وراعية في بيت زوجها).
إنّ هذا التدبير الإلهي العظيم والتصريف الرباني الباهر أغاظ الملاحدة وأعداء الرسل،أغاظ الكفار هذا السياج الذي أحاط بالمرأة فحفظها من يد كل أثيم ،إنّ هذا يحول بينهم وبين شهواتهم الشيطانية في النيل من عفاف المرأة وجسدها وعفتها،فحرصوا من عشرات السنين على نزع حجابها وجلبابها ،وإخراجها من بيتها ومملكتها التي فيها سترها ،وحرصوا على أن تخلع المرأة جلباب الحياء فتكلم الأجانب بحاجة وبغير حاجة ،وحرصوا على أن تخرج متبرجة متعطرة سافرة ،وحرصوا على أن تجتمع بمن هب ودب ،بمن صلح وطلح من الرجال الأجانب بحجة أن تعمل جنبا إلى جنب مع الرجل ،وبحجة أنها النصف الثاني للمجتمع!! وتارة بحجة حرية المرأة! ،وتارة أخرى بحجة المساواة بينها وبين الرجل وهذه الأخيرة مصيبة المصائب لأن حكم الله الكوني وحكمه الشرعي وحكمته اقتضت الفرق بين الرجل والمرأة شرعا وحسا، والبون بينهما كما بين السماء والأرض ! وما انتشر الفساد والانحلال والضياع الأسري والخلقي إلا بهذه الشبهة الشيطانية المخالفة للفطرة والحس والعقل والشرائع .
فاستطاعوا أن يخرجوها من بيتها كالرجل تماما ،وصارت تنافسه عند الوجبات السريعة ! من الصباح الباكر!! ووجهها في وجهه عند الدوارات والشوارع والإشارات ،بحجة خروجها إلى عملها!! ثم ماذا في ميدان العمل ؟!! شيء يندى له الجبين ، وأحد أسباب خراب الأسر وأحد أسباب كثرة نسبة الطلاق في بلاد الإسلام!!
جنبا إلى جنب خالد ومبارك وسعيّد!! وجهها في وجه هذا الرجل الأجنبي! فأيّ حياء يبقى معها ؟!! إلا حياء كحياء الرجل !! فهذه تلاطف هذا وهذا يداعب تلك ،وهذا يمزح مع هذه وهذه تمزح مع هذا!! أين الحياء؟!! أصبح في خبر كان! هذا الشاب وهذا الشاب وذاك الشاب ممن يعمل في هذا المكان المختلط ويلتقي بزميلات العمل زعموا!! كيف سيخرج من بيته ؟!! سيخرج متعطرا متبخرا في كامل أبهته ! لأنه سيرى فلانة وفلان وعلانة وعلان!!! هذا الرجل الأجنبي وتلك المرأة الأجنبية عليه كيف سيعامل بعضهما بعضا؟!! من البدهي وهذه هي العلاقة الكونية بين الرجل الأجنبي والمرأة الأجنبية مادام أن الحديث ممكن بينهما ،فإنه سيكون بألطف العبارات!! فلنرجع لزوج تلك الموظفة -إلا من رحم الله تعالى- أو لزوجة ذلك الموظف ، ولننظر كيف هي العلاقة بين الزوجين في ظل وجود المرأة الأجنبية في حياته ،أو وجود الرجل الأجنبي في حياتها ، هل هو كحال تلك المرأة التي وقرت في بيتها وقامت بتربية أولادها ورعت زوجها وهيأت له الطعام والحنان والوئام؟!!! الجواب: كلا وألف كلا !! إن من الأمور البدهية العقلية الواقعية ، أنّ العشرة بين الزوجين دون تدخل خارجي وانتبهوا لكلمتي هذه : دون تدخل خارجي ، أي في الأحوال الشرعية الصحيحة : المرأة حيية متسترة إلا عن زوجها ،خرساء إلا مع زوجها وبنات جنسها ،ملازمة لبيتها إلا لما منه بد من زيارات عائلية يوصلها زوجها ،أو تطبب عند الطبيبة حال المرض أو أي ضرورة أخرى ، لكن الأصل أنها تلزم بيتها ، والرجل متحفظ مع الأجنبيات ، محافظ على الجماعات في المسجد ، مع هذه الأحوال الشرعية ، فإنه يصيب العشرة الزوجية نوع من الفتور يقوى تارة ويضعف تارة أخرى بحسب المشغلات الكثيرة وانشغال المرأة بأبنائها وغيره ، والمرأة الذكية يقل عندها مثل هذا الفتور ، وتعرف كيف تُبقي العشرة الطيبة مع زوجها ، وذلك بحرصها على راحة زوجها وخدمته والتجمل له ، وتذكيره بطاعة الله تعالى ، والآن كيف سيكون الحال لو كانت المرأة موظفة بين رجال أجانب ولعل فيهم من هو أجمل من زوجها بكثير ! ولعل فيهم من هو أكثر لباقة من زوجها في الحديث وصفّ الكلام أكثر من زوجها بكثير ! والعكس بالعكس الموظف بين النساء الموظفات ، ولعل فيهن من هي أجمل من زوجته بكثير ،ومن هي أكثر لباقة وأسلوبا من زوجته بكثير ، فبالله عليكم مثل هذا الواقع الذي يدوم سنين ، لو وقع خلاف بل أقول : دون خلاف ، هل ستبقى العشرة الزوجية بالتي هي أحسن كما هي ؟!! بل أقول : هل ستبقى عُرى الزوجية قائمة ؟!! وأضف إلى ذلك مشاركة الزوجة في الصرف على البيت!!! فهي تنفق أيضا واستقلت بميزانيتها براتبها!! خروج تخرج ،سيارة مستقلة موجودة ! راتب تنفق منه وليست محتاجة لمال زوجها ، فبالله عليكم أين القوامة التي ذكرها الله تعالى في الآية التي ذكرتها آنفا :
{ الرجال قوامون على النساء......وبما أنفقوا من أموالهم} فهي تنفق ، فما حاجتها إليه؟!!!
كان مجتمعنا قبل عشرين سنة يشترطون عند خطبة المرأة ألا تعمل !! وكانوا يذمّون أيما ذم! تلك التي تعمل ! الآن انعكست المسألة التي لا تعمل يتأخر زواجها !!! لماذا؟!!! ضعف الدين في القلوب ،ما عاد ينظرون للجانب التربوي الديني نظرة كبيرة ، بقدر ما ينظرون للجانب المادي والصرف!!! وهذه لوثة أصابت المسلمين من دول الكفر!! وستزول حتما في المستقبل ، لكن الله أعلم متى تحديدا ، لكن سبب زوالها هو رجوع الناس إلى دين ربهم وحرصهم على التقوى.
والله الموفق.
المشاهدات 1803 | التعليقات 0