الإسراف والبذخ
عبدالله الخديري
1430/08/05 - 2009/07/27 05:39AM
الإسراف والبذخ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن اتبع هداه إلى يوم الدين أما بعد:
عباد الله: أوصيكم وإياي بتقوى الله؛ فاتقوا الله تعالى وأطيعوه؛ مصداقاً لقوله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) [آل عمران:102]
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ) [الأحزاب:70]
أيها المسلمون: إن أي إنسان يريد السعادة والرخاء؛ فلا شك أنه سيسعى جاهداً للحصول عليها، ويبذل أسباب ذلك..
ثم إذا جاءت هذه النعمة وهذه السعادة؛ حاول جاهداً أن يعمل بأسباب الحفظ والرعاية لها حتى تدوم وإلا فستكون أقرب إلى الزوال.
وإن مما يسبب في زوال هذه النعم؛ هو البطر والسرف والبذخ المنهي عنه شرعاً قال الله تعالى: ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً ) [الإسراء:27]
فإذا شرع الإنسان بالسرف والبذخ حلت عليه هذه النقمة؛ إنها نقمة الهلاك والعياذ بالله قال الله تعالى: ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ) [القصص:58]فبين سبحانه في هذه الآية أن سبب هلاك الناس هو البطر في هذه النعم...
أيها المسلمون: إن الله سبحانه وتعالى قد أنعم على هذه البلاد بنعمٍ كثيرةٍ، وعطايا غزيرة، أولاها نعمة الإسلام، وثانيها نعمة الرزق المدرار على مجتمعنا
فالناس ولله الحمد يتقلبون في هذه النعم صباح مساء؛ فمنهم الشاكر، ومنهم الجاحد ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فحري بكل عاقل أن يتعظ بمآل الأولين من الأمم السابقة، وما حل بهم من البلاء والدمار والعذاب.
أيها المسلمون: إن الإسلام الحنيف قد أباح لنا أن نأكل ما نشاء من المباحات؛ لكن شريطة عدم الإسراف قال تعالى:( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) [لأعراف:31]
ومما نشاهده اليوم عند بعض الناس من يأكل اللقمة واللقمتين، وربما أكل من الذبيحة شيئاً يسيراً ثم رماها بكاملها ورمى معها الأكل، وربما كانت غالية الثمن لكنه يرتاح عندما يجد نفسه تتصرف هذا التصرف؛ فما هكذا تراعى النعم !! وما هكذا تشكر وتحفظ!!قال صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها " أخرجه مسلم.
أيها المسلمون: نخشى أن يحل علينا مقت الله وسخطه، وأن تنقلب هذه النعم إلى نقم ومصائب.
إن المتأمل إلى حال من قبلنا من جيلين أو ثلاثة؛ لعلم أنهم كانوا في خشونة من العيش وضيق في الرزق؛ لكن الله تعالى مَنَّ عليهم بالبركة؛ بسبب مراعاتهم وحفظهم للنعم فبارك الله لهم في عيشهم، وستر عليهم وأسبغ عليهم نعمه، وانظر يا عبدالله إلى حال بعض الأمم السابقة أيضا؛ كقوم سبأ لما لم يراعوا النعم ويعملوا بأسباب حفظها كيف حل بهم من العذاب؟!!.
قال الله تعالى عنهم: ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ) [سبأ:15]
فلما لم يشكروا النعم حل بهم العذاب بسبب إعراضهم عن شكر المنعم، قال تعالى: ( فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ) [سـبأ:16]إنهم كفروا نعمة ربهم وجحدوا بها ( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ) [سـبأ:17].
فالواجب علينا يا عباد الله أن نتبع أوامر الله وأوامر نبيه صلى الله عليه وسلم؛ حتى ننجوَ من النار؛ فبالتمسك والله السعادة، وفي الترك والله الشقاء.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم؛ قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله الداعي إلى رضوانه
أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته؛ فاتقوا الله تعالى وأطيعوه.
أيها المسلمون: إن الأيام دول بين الناس فكم من فقيرٍ أصبح غنياً وكم من غنيٍ أصبح فقيراً وما ذلك إلا لنعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الحياة لا تدوم على حال واحد ولهذا، فإن معنى قوله تعالى ( يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) [الرحمن:29]كما قال أحد المفسرين:" يغني هذا ويفقر هذا، ويميت هذا ويخلق هذا، ويشفي هذا ويمرض هذا ...".ا-هـ.
فإياكم وتقلبات الزمن فإن الإنسان لا يدري ما هو مخبءٌ له ألا فلا يتكبرنَّ أحدنا بماله أو بجاهه أو بمنزلته التي هو فيها وليعلم أن الدنيا راحلة وفانية ولا يبقى إلا العمل الصالح.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه عموماً، ولم يزل قائلاً عليماً، وآمراً حكيماً إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً.
اللهم صلي وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وذريته وآل بيته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلى وعلى جميع الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا ومعهم وفيهم يا رب العالمين .
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين ...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن اتبع هداه إلى يوم الدين أما بعد:
عباد الله: أوصيكم وإياي بتقوى الله؛ فاتقوا الله تعالى وأطيعوه؛ مصداقاً لقوله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) [آل عمران:102]
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ) [الأحزاب:70]
أيها المسلمون: إن أي إنسان يريد السعادة والرخاء؛ فلا شك أنه سيسعى جاهداً للحصول عليها، ويبذل أسباب ذلك..
ثم إذا جاءت هذه النعمة وهذه السعادة؛ حاول جاهداً أن يعمل بأسباب الحفظ والرعاية لها حتى تدوم وإلا فستكون أقرب إلى الزوال.
وإن مما يسبب في زوال هذه النعم؛ هو البطر والسرف والبذخ المنهي عنه شرعاً قال الله تعالى: ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً ) [الإسراء:27]
فإذا شرع الإنسان بالسرف والبذخ حلت عليه هذه النقمة؛ إنها نقمة الهلاك والعياذ بالله قال الله تعالى: ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ) [القصص:58]فبين سبحانه في هذه الآية أن سبب هلاك الناس هو البطر في هذه النعم...
أيها المسلمون: إن الله سبحانه وتعالى قد أنعم على هذه البلاد بنعمٍ كثيرةٍ، وعطايا غزيرة، أولاها نعمة الإسلام، وثانيها نعمة الرزق المدرار على مجتمعنا
فالناس ولله الحمد يتقلبون في هذه النعم صباح مساء؛ فمنهم الشاكر، ومنهم الجاحد ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فحري بكل عاقل أن يتعظ بمآل الأولين من الأمم السابقة، وما حل بهم من البلاء والدمار والعذاب.
أيها المسلمون: إن الإسلام الحنيف قد أباح لنا أن نأكل ما نشاء من المباحات؛ لكن شريطة عدم الإسراف قال تعالى:( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) [لأعراف:31]
ومما نشاهده اليوم عند بعض الناس من يأكل اللقمة واللقمتين، وربما أكل من الذبيحة شيئاً يسيراً ثم رماها بكاملها ورمى معها الأكل، وربما كانت غالية الثمن لكنه يرتاح عندما يجد نفسه تتصرف هذا التصرف؛ فما هكذا تراعى النعم !! وما هكذا تشكر وتحفظ!!قال صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها " أخرجه مسلم.
أيها المسلمون: نخشى أن يحل علينا مقت الله وسخطه، وأن تنقلب هذه النعم إلى نقم ومصائب.
إن المتأمل إلى حال من قبلنا من جيلين أو ثلاثة؛ لعلم أنهم كانوا في خشونة من العيش وضيق في الرزق؛ لكن الله تعالى مَنَّ عليهم بالبركة؛ بسبب مراعاتهم وحفظهم للنعم فبارك الله لهم في عيشهم، وستر عليهم وأسبغ عليهم نعمه، وانظر يا عبدالله إلى حال بعض الأمم السابقة أيضا؛ كقوم سبأ لما لم يراعوا النعم ويعملوا بأسباب حفظها كيف حل بهم من العذاب؟!!.
قال الله تعالى عنهم: ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ) [سبأ:15]
فلما لم يشكروا النعم حل بهم العذاب بسبب إعراضهم عن شكر المنعم، قال تعالى: ( فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ) [سـبأ:16]إنهم كفروا نعمة ربهم وجحدوا بها ( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ) [سـبأ:17].
فالواجب علينا يا عباد الله أن نتبع أوامر الله وأوامر نبيه صلى الله عليه وسلم؛ حتى ننجوَ من النار؛ فبالتمسك والله السعادة، وفي الترك والله الشقاء.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم؛ قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله الداعي إلى رضوانه
أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته؛ فاتقوا الله تعالى وأطيعوه.
أيها المسلمون: إن الأيام دول بين الناس فكم من فقيرٍ أصبح غنياً وكم من غنيٍ أصبح فقيراً وما ذلك إلا لنعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الحياة لا تدوم على حال واحد ولهذا، فإن معنى قوله تعالى ( يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) [الرحمن:29]كما قال أحد المفسرين:" يغني هذا ويفقر هذا، ويميت هذا ويخلق هذا، ويشفي هذا ويمرض هذا ...".ا-هـ.
فإياكم وتقلبات الزمن فإن الإنسان لا يدري ما هو مخبءٌ له ألا فلا يتكبرنَّ أحدنا بماله أو بجاهه أو بمنزلته التي هو فيها وليعلم أن الدنيا راحلة وفانية ولا يبقى إلا العمل الصالح.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه عموماً، ولم يزل قائلاً عليماً، وآمراً حكيماً إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً.
اللهم صلي وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وذريته وآل بيته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلى وعلى جميع الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا ومعهم وفيهم يا رب العالمين .
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين ...
أبو عبد الرحمن
[align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('https://khutabaa.com/wp-content/uploads/site_imgs/vb_backgrounds/15.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
- إعداد الخطبة
(أ) حدَّد الموضوع : اختر الموضوع المناسب لخطبتك وحددعنوانه وعناصره بدقة، وضع خطة شاملة، مستحضراً الأسباب التي تجعلك تعتقد بأن هذهالقضية هامة للمستمعين مبيناً ضرورة طرحها أمام الرأي العام، مع توضيح مراميالخطبة.
( ب ) حلّل الموضوع: اشرح الخلفية التاريخية وأذكر دروس الماضي وضعالموضوع في إطاره العملي والواقعي. من أنجع الوسائل ترتيب المادة حسب المواضيع وليسعلى أساس زمني أو تاريخي، كما إنه من المهم إن يعي الجمهور بوضوح لماذا أصبحت هذهالقضية هامة في هذا الوقت خاصة.
(ج) عرض الأمثلة: اضرب أمثلة محددة إذا توافرت،من الماضي الإسلامي وغير الإسلامي، أو قصصاً تصويرية أو لُغزاً أو شعاراً، وناقش مااقترح من حلول لوقائع تاريخية مشابهة وما حققته تلك الحلول من نجاح أو إخفاق. أماإذا كانت القضية جديدة تماماً فناقش أوجه الشبه أو التباين بينها وبين حالات سابقة.
(د) شخّص المشكلة واقترح الحلول: ابدأ بتشخيص المشكلة بشكل إبداعي مستشهداًبالآيات القرآنية التي تعين في البحث عن الحل، وارجع إلى السنّة الشريفة لمزيد منالتوضيح. افحص إمكان تطبيق المبادئ القرآنية في واقع المسلمين اليوم، وخذ في حسابكما طرح من اجتهادات في تفسيرها كمحاولة للتوصل إلى الحل، وقدم اقتراحات لحلول جديدةفي إطار مقاصد الشريعة الغرّاء حين لا توجد النصوص المباشرة في القضية محل البحث.
(هـ) الخاتمة : هناك فرعان للخاتمة أحدهما علمي منهجي، والثاني تربوي، يشتملالأول على:
تلخيص أساسيات الموضوع في نقاط محددة لا تتجاوز الخمس كي يسهلlاستيعابها واستذكارها.
أهم النتائج العلمية والعملية التي تمخضت عنها الخطبة.l
فتح آفاق جدية للبحث والتأمل. أما الثاني التربوي فهو إن تختتم حديثك بثلاثlنقاط:
التواضع وهو تاج الحكمة والاعتراف بقصور العلم البشري مهما اتسع.l
lالتفاؤل والتأكيد على إن الله سبحانه وتعالى قد جعل لكل شيء سبباً ولكل داء دواءالتقدمlوإن الأمة قادرة على اكتشاف تلك الأسباب والأدوية وإقامة مجتمع أفضل. بالشكر والتحية للمنظمين وللمستمعين.
تذكر إن الحديث الجيد هو الذي يبدأ بمقدمةوافية تضع الموضوع في إطاره الصحيح وتساعد المستمع على الفهم والاستيعاب، ثم يتناولنقاط الموضوع الرئيسة بدقّة، مع عرض الاستنتاجات والنتائج في خلاصة أخيرة تنتهي فيالزمن المحدد للكلمة، فالالتزام بالوقت أمر هام، ويجب الحرص على إلقاء الكلمةبكاملها مع الاختصار كلما دعت الضرورة.http://www.aldoah.com/upload/showthread.php?t=3027
■ أجزاء الخطبة:
أولاً: المقدمة: وهي التي يستهل بها الخطيب خطبته، ويهيئ السامعين لسماعها، ويجذبهم بها إليه. ونجاح الخطيب فيها كفيل بالنجاح في بقية خطبته؛ إذ إن عسيرات الأمور بداياتها. وينبغي أن يراعي الخطيب فيها جملة أمور منها:
أ - أن تكون ذات صلة وثيقة بموضوع الخطبة، وممهدة له، ومهيئة الأذن لسماعه.
قال ابن المقفع: «وليكن في صدر كلامك دليل على حاجتك».
وعلق عليه الجاحظ فقال: «فرِّق بين صدر خطبة النكاح وبين صدر خطبة العيد، وخطبة الصلح، وخطبة الواهب؛ حتى يكون لكل فن من ذلك صدر يدل على عجزه؛ فإنه لا خير في كلام لا يدل على معناك، ولا يشير إلى مغزاك، وإلى العمود الذي إليه قصدت؛ والغرض الذي إليه نزعت».
ب - أن تكون مناسبة في طولها وقصرها لمجموع الخطبة، والملاحظ أن بعض الخطباء يطيل في المقدمة إطالة قد تستوعب أكثر الخطبة أو نصفها، وهذا قد يصيب السامعين بالملال، وربما يئسوا من الدخول في الموضوع، فانصرفت أذهانهم عن الخطيب. وعكس هؤلاء الخطباء مَنْ لا يعتنون بالمقدمة، فيشرعون في الموضوع مباشرة، ولـمَّا يتهيأ المستمعون بعدُ، وكِلا الأمرين غير حسن، والمطلوب: الاعتدال في ذلك.
ثانياً: صُلْب الموضوع: فبعد أن يمهد الخطيب لموضوعه في المقدمة، ويتهيأ السامعون لسماعه؛ يبدأ في الموضوع، وينبغي أن يراعي ما يلي:
أ - ترتيب الأفكار وتسلسلها: بحيث لا ينتهي من فكرة إلا وقد أعطاها حقها من الاستدلال والإقناع، سواء كان الاستدلال لها بالنقل أم بالعقل، ولا يقفز إلى فكرة أخرى، ثم يعود إلى الأولى مرة أخرى؛ فإن ذلك يُربك السامع ويشوش عليه. ولا يتأتى ذلك للخطيب إلا إذا جمع مادة الخطبة من نصوص واستدلالات ونقولات وأفكار، ثم سلسلها ورتبها قبل أن يبدأ بصياغتها.
ب - التوازن بين الأفكار: فلا يُشبِع فكرة ويطيل فيها على حساب الأخريات. ومما يلاحظ عند كثير من الخطباء عدم التوازن في ذلك؛ فتراه في أول الخطبة يُشبِع كل فكرة ويطيل فيها، ويحشد النصوص لها، ثم لما يحسّ بأنه تعب، وأتعب السامعين، وأطـال عليهــم؛ ســـرد الأفــكار الباقيـــة ســـرداً بلا استشهاد ولا إقناع، رغم أهميتها، وربما تكون أهم مما طرحه في الأول، وسبب ذلك أن الخطيب ليس عنده تصور كامل لخطبته وما فيها من مادة، وكم تستغرق من وقت؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.almashhed.com/vb/showthread.php?t=18512
[/align][/cell][/table1][/align]
تعديل التعليق