الإجراءات الاحترازية الواجبة لمواجهة وباء كورونا
ناصر بن عبدالرحمن الحمد
إِنَّ الْحَمْد للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِاللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمْنْ يَضْلُلُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدُهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاًعَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوارَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِيتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْلَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً).
أما بعد :
فإن الله ﷻ ما ابتلى أمّة ببلاء إلا وجعله امتحانا لهم واختبارا وتمحيصا واختيارا وليعلم الله من يخافهبالغيب....
ولما أصاب الطاعون المؤمنين ما وهنوا لما أصابهم وما ضعفوا وما استكانوا بل إن معاذا بن جبل رضيالله عنه لما أصابه المرض وبدأ بيده في راحته كان يقبلها ثم يقول: ما أحب أن لي بما فيك شيئاً منالدنيا وذلك لما فيه من تكفير الذنب والخطيئة ولم يصبهم الهلع والجزع الذي يخرجهم من الإيمان باللهتعالى أو الرضا بقدره نسأل الله ﷻ أن يزيدنا إيماناً ورضا بأقداره ...
فأما من ابتلاه الله ﷻ بشيء من هذه الأوبئة والطواعين فقد قال ﷺ :
: (ليس من عبدٍ يقع الطاعون فيمكث في بلده صابراً أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له ، إلا كان له مثلأجر الشهيد) رواه البخاري.
وأما من عافاه الله فقد أِمر بالفرار من المجذوم فراره من الأسد وأمر أن يحتاط لنفسه وأهله وذويه ويتقالله ﷻ فيهم ..
وهاهو الفاروق رضي الله عنه يعطي درساً للتاريخ "نفرّ من قدر الله إلى قدر الله"
وقد قال ﷺ محذرا وموجها للحجر الصحي قبل 1400 سنة :"لا يوردن ممرض على مصح" أخرجهالشيخان.
عباد الله إن من أعظم ما جاءت به الشريعة وحرصت عليه واهتمت به حفظ الأنفس وعدم قتلها أوالسعيفي المضرّة لها ولذلك أمرنا الرسول ﷺ بالفرار من المجذوم فرارنا من الأسد ليس فراراً من قدر الله ولكناحتياطا للنفس أن ترد المهالك ، واحتياطاً لئلا نكون سبباً لانتشار الوباء والداء فنبوء بالإثم في قتلالآخرين .
وقد ابتلينا بكورونا كوفيد 19 ليعلم الله من يخافه ويتبع سبيل رسوله ﷺ وكيف يجمع بين حسن التوكلعلى الله ﷻ مع الأخذ بالأسباب التي هي قرينة للتوكّل ودالة عليه ...
ولما أظهرت لنا الجهات المختصّة كيفيّة انتقال هذا الفيروس كان لزاماً علينا أن نأخذ بجميع الإجراءاتوالاحترازات وهي واجبة شرعاً ويأثم من يخلّ بها أو يتهاون بها ومع التعزيز والعقوبةالحاصلة من وليالأمر فإن عقوبة الآخرة أشدّ وأبقى ، فإن الاستهتار بهذه الإجراءات والاحترازات هي مخالفة شرعيّةقبل أن تكون مخالفة مرعيّة من الجهات المعنيّة
ودائما تنبّه وزارة الصحّة:
•البس الكمامة
•تباعد مترا ونصف إلى مترين
•اغسل يديك دائما
•ابتعد عن التجمعات
•لا تصافح ومن باب أولى لا تقبل أو تعانق
•لا تخرج من بيتك إلا لحاجة
هذه التوجيهات خرجت ممن لهم معرفة ودراية بذلك فاتباعها واجبٌ شرعي ومخالفتها مفسدة ومخالفةظاهرةً
ومن قبل ذلك علينا بالعمل على الاحترازات الشرعيّة المرعيّة كالمحافظة على أذكار الصباح والمساءوالاستعاذة بالله تعالى من هذا الوباء وتعويذ الأولاد والعمل بالطاعات
واجتناب المعاصي والسيئات
عباد الله ..
إن أول وأولى دولة تحرص على إقامة الصلاة هي هذه الدولة وفقها الله التي تدرك يقينا أن تمكينها فيالأرض بتحكيمها الشريعة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وقد أفتى العلماء من قبل درءا للمفسدة إيقافالصلاة في المساجد مؤقتا وعليه بنى ولي الأمر أمره وهاهي الدولة وفقها الله لما حصلت الفرصةالسانحة لإعادة فتح المساجد أعادت فتحها مع تطبيق أقصى الاحترازات ...
وقد وفق الله تعالى وزارة الشؤون الإسلامية وبواجبها الشرعي المناط بها أن تقوم بتحقيق ما يصبو إليهولاة الأمر من الخروج للمساجد بحذر .
فقد طبقت أقصى معايير الاحتراز بعد توفيق الله ﷻ وحفظه
بداية من فتح المسجد إلى إغلاقه فأوصت :
•بغسل اليدين جيدا عند القدوم للمسجد والرجوع للبيت
•الوضوء في المنزل
•لبس الكمامة
•حض كبار السن على عدم الحضور
•عدم اصطحاب الأطفال دون الخامسة عشر
•رفع المصاحف والاكتفاء بالمصحف الإلكتروني
•إحضار سجادة خاصة
•التباعد وإبقاء مسافة لا تقل عن مترين بين المصلين
•تجنّب المصافحة
•عدم التزاحم عند دخول المسجد أو الخروج منه
فهذه تعليمات لصالحنا جميعاً إن أردنا المحافظة على إقامة هذه الشعيرة كما أمر الله ﷻ
اسألوا الله ﷻ العافية .
الخطبة الثانية:
الحمدلله الذي لم يزل براً رحيما حيّياً كريما يعلم ما في القلوب وما تخفي الصدور
وصلى الله وسلم على الرحمة المهداة والنعمة المسداة محمد بن عبدالله أما بعد :
فإن من رحمة الله ﷻ ولطفه بنا أن رزقنا هذه الأرض المباركة بولاة أمرها المصلحين الذين غاية همهمالحفاظ على الأرواح والمكتسبات للمواطنين والمقيمين فقد وفقها الله ﷻ بأعمال إنسانيّة تحدّث عنها فيذلك الشرق والغرب .
فقدمت كل شي لمصلحة المواطن والمقيم وصحتهما فاحمدوا الله ﷻ على هذه النعمة وادعوا لهم بخير ...
فقد حرّكت جميع الوزارات والأجهزة وسخّرتها في مواجهة الفيروس ودفعت لذلك مبالغ هائلة ومن لايشكر الناس لا يشكر الله ..
شكراً لأمامنا سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين...
وجزاهم الله عنا خيرا ما جزى ولاة عن خدمة شعبهم وبلادهم ،،.
شكراً لوزارة الصحّة بوزيرها وأبطالها الذي هم خط الدفاع الأول بعد الله ﷻ
شكراً لوزارة الشؤون الإسلاميّة بوزيرها وإدارتها المتميزة في التعامل مع إعادة فتح المساجد
شكراً لعلمائنا ودعاتنا ...
شكراً لكل من وقف صادقاً مع هذه الأزمة والجائحة ...
جزاهم الله عنّا خير الجزاء وأوفره وأعلاه
وأخيرا عباد الله
علينا الثقة بالله ﷻ وعلينا بالفأل الحسن وأن يصرف عنّا كل بلاء ومحنة...
اتركوا بث الإشاعات وبث الرعب في الناس وتقرّبوا لله تعالى في التوجيه الحسن
اللهم وفّق ولاة أمرنا لكل خير وارفع بهم التوحيد والسنة وخذ بأيديهم للخير حيث كان