الأوقات المباركات وقصر الحج في الداخل
mo ab
ما إن انتهى موسم رمضان شهر البركات، حتى من الله علينا بالشروع مباشرة في أشهر الحج المعلومات، وهي شوال وذو القعدة والعشر من ذي الحجة المباركات.
وما إن شرعنا في أشهر الحج حتى امتن الله علينا بإدراك الأشهر الحرم، والتي قال عنها النبي ‘: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض: السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم: ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) متفق عليه.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (وإنما كانت الأشهر المحرمة أربعة: ثلاثةٌ سردٌ، وواحدٌ فردٌ، لأجل أداء مناسك الحج والعمرة، فحرم قبل الحج شهرا، وهو ذو القعدة، لأنهم كانوا يقعدون فيه عن القتال، وحرم شهر ذي الحجة لأنهم يوقعون فيه الحج، وحرم بعده شهرا آخر، وهو المحرم، ليرجعوا فيه إلى أقصى بلادهم آمنين، وحرم رجب وسط السنة لأجل زيارة البيت، والاعتمار به لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب ثم يعود إلى وطنه فيه آمنا) انتهى.
فنحن في أفضل أيام الدهر وأعظم الشهور حرمة عند الله، ونحن في موسم تغفر فيه الذنوب والخطايا، وتقال فيه العثرات وتقبل الدعوات، موسم الحج إلى بيت الله العتيق، شعار الوحدة تي والتوحيد، وإعلان العهود وحفظ الحقوق والمواثيق، قال تعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب) فلنعظم ما عظم الله من الحرمات، ولنحذر من الظلم في الاشهر الحرمات، فإن الظلم فيهن يوم القيامة ظلمات.
أقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم
الخطبة الثانية
عباد الله نظرا لما يشهده العالم من تفشي فيروس كورونا في أكثر من (مئة وثمانين) دولة حول العالم، حيث بلغ عدد الوفيات المتأثرة به قرابة النصف مليون حالة وفاة، وأكثر من سبعة ملايين إصابة حول العالم.
وفي ظل استمرار هذه الجائحة وخطورة تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية، والتنقلات بين دول العالم، وازدياد معدلات الإصابات عالميا، فقد قررت حكومة بلادنا إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة جدا لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، وذلك حرصا على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيا وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم، وتحقيقا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية بإذن الله.
ويأتي هذا القرار للتأكيد على الحرص الدائم من قيادتنا الرشيدة على أمن وسلامة قاصدي الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
ونسأل الله أن يحمي بلادنا والعالم أجمع من هذه الجائحة، وأن يحفظ المسلمين من كل مكروه، إنه على كل شيء قدير.
عباد الله أن الله وملائكته يصلون على النبي