الأنساكِ الثلاثَةِ – مواقيت الاحرام

محمد البدر
1440/11/15 - 2019/07/18 14:19PM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
أمّا بَعْدُ عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى :﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾. فمن وفقه الله ويسر له حج هذا العام فعليه أن يختار النسك الذي يناسبه مَنْ تَمَتُّعٌ وإِفْرَادٌ وقِرَانٌ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : « مَن أرادَ منكم أن يُهِلَّ بحَجٍّ وعُمْرَةٍ، فلْيَفْعَلْ، ومن أراد أن يُهِلَّ بحَجٍّ فلْيُهِلَّ، ومن أراد أن يُهِلَّ بعُمْرَةٍ فلْيُهِلَّ  وَ قَالَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا : فَأَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَجٍّ وَأَهَلَّ بِهِ نَاسٌ مَعَهُ وَأَهَلَّ نَاسٌ بِالْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ وَأَهَلَّ نَاسٌ بِعُمْرَةٍ وَكُنْتُ فِيمَنْ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَأَمَّا الإِفْرَادُ: فَأَنْ يُحْرِمَ مِنَ الْمِيقَاتِ بِالحَجِّ مُفْرَدَاً ، وبعد انتهاء الحج يأخذ عمرة من التنعيم إن شاء، ولا دم عليه.
وأَمَّا القِرَانُ فُهُوَ أَنْ يُحْرِمَ بِالْعُمْرَةِ والحَجِّ مَعَاً مِنَ المِيقَاتِ، فَيَقُولَ: لَبَّيْكَ حَجَّاً وعُمْرَةً، أَوْ يُحْرِمَ بِالعُمْرَةِ أَوَّلاً، ثُمَّ يُدْخِلَ عَلَيْهَا الحَجُّ.
وَأَمَّا التَّمَتُعُ فهو أَنْ يَأْتِيَ بِعُمْرَةٍ مُسْتَقِلِّةٍ من الِميقَاتِ، ويَحِلَّ مِنْهَا بِشَرْطِ أَنْ لا يُسَافِرَ إلى بَلَدِهِ ثُمَّ يُحْرِمَ بِالحَجِّ في عامه من مكة أو من قريب منها ، وعليه الهدي وأفضَلُ الأَنْساكِ التمتُّعُ لِمَن لم يَسُقِ الهَدْيَ قَالَ تَعَالَى :﴿ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾. وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا :أَنَّهُ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ سَاقَ الْبُدْنَ مَعَهُمْ ، وَقَدْ أَهَلُّوا بِالْحَجِّ مُفْرَدًا ، فَقَالَ لَهُمْ : أَحِلُّوا مِنْ إِحْرَامِكُمْ بِطَوَافٍ بِالْبَيْتِ ، وَبيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَقَصِّرُوا ، ثُمَّ أَقِيمُوا حَلالا حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ ، فَأَهِلُّوا بِالْحَجِّ ، وَاجْعَلُوا الَّذِي قَدَّمْتُمْ بِهَا مُتْعَةً ، فَقَالُوا : كَيْفَ نَجْعَلُهَا مُتْعَةً وَقَدْ سَمَّيْنَا الْحَجَّ  فَقَالَ : افْعَلُوا مَا أَمَرْتُكُمْ فَلَوْلا أَنِّي سُقْتُ الْهَدْيَ ، لَفَعَلْتُ مِثْلَ الَّذِي أَمَرْتُكُمْ ، وَلَكِنْ لا يَحِلُّ مِنِّي حَرَامٌ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ » فَفَعَلُوا .متفقٌ عَلَيْهِ. ويجب الهدي على المتمتع والقارن إلا أن يكونا من حاضري المسجد الحرام، (من سكان مكة أو الحرم)فلا هدي عليهم ويلزم الهدي على أهل جُدّة قَالَ تَعَالَى :﴿ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾. ومتى عَدِمَ المتمتع والقارن الهدي أو ثمنه بحيث لا يكونُ معه من المال إلا ما يحتاجه لنفقته ورجوعه فإنه يسقط عنه الهدي، ويلزمه الصوم؛ قَالَ تَعَالَى :﴿فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾. ويجوز أن يصوم هذه الثلاثة متوالية ومتفرقة، ولكن لا يؤخرها عن أيام التشريق, وأما السبعة الباقية فيصومها إذا رجع إلى أهله إن شاء متوالية، وإن شاء متفرقة.
عِبَادَ اللَّهِ: ومِنَ الفُرُوقِ بَيْنَ هَذِهِ الأَنْسَاكِ: أَنَّ المُتَمَتِّعَ يَطُوفُ الطَّوَافَ الأّوَّلَ لِلعُمْرَةِ ويَسْعَى لِلعُمْرَةِ وهَذَانِ رُكْنَانِ لابُدَّ مِنْهُمَا، وأَمَّا القَارِنُ والْمُفْرِدُ فالطَّوَافُ الأَوَّلُ طَوَافُ قُدُومٍ، وهُوَ سُنَّةٌ ولَيْسَ وَاجِبَاً وَلا رُكْنَاً، وَأمَّا السَّعْيُ بَعدَهُ فَهُوَ سَعْيُ حَجٍّ ،وَالقَارِنُ والْمُفْرِدُ إِذَا قَدِمَا مَكَّةَ فالأَفْضَلَ أَنْ يَطُوفَا طَوَافَ الْقُدُومِ، وَإِنْ أَرَادَا السَّعْيُ فيُجْزِئُهُمَا عنِ الحَجِّ والعُمْرَةِ؛ لِقَوْلِ اَلنَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِعَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا وقَدْ كَاَنِتْ قَاِرَنةً: "طَوَافُكِ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ اَلصَّفَا وَاَلْمَرْوَةِ يَكْفِيكِ لِحَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ" رَوَاهُ مُسْلِمٌ.قُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: اعلموا أن المواقيت المكانية: هي الأماكن التي حددها الشارع للإحرام منها فلا يجوز لمن يريد الحج أو العُمْرَة أن يتجاوزها إِلا بإِحرام فَعَنِ ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:  «وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ قَالَ فَهُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَمَن كان دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حيثُ أنْشَأ، حتَّى أهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّة«متفق عليه
والمواقيت هي ذو الحُلَيْفَة:وهو الآن في الجهة الجنوبية من المدينة النبوية، ويسمى (أبيار علي)، وهو ميقات أهل المدينة.
وميقات الجُحْفة:وهي قريبة من مدينة رابغ،وهي ميقات أهل الشام ومصر والمغرب.
وميقات يَلَمْلَم:وهو وادٍ كبير في طريق أهل اليَمَن إلى مكة، ويسمى اليوم: السعدية، وهو ميقات أهل اليَمَن.
ميقات قَرْنُ المنازل:ويسمى الآن بالسيل الكبير، وهو ميقات أهل نجد والطائف، وأعلاه على طريق الطائف من جهة الهَدَى مكان يسمى: وادي محرم، وكلاهما ميقات لأهل نجد، ولمن يأتي عن طريق الطائف.
وميقات ذاتُ عِرْق: وتسمى الآن (الضريبة أو الخريبات)وهي مكان شرق مكة وهي الآن مهجورة.وهي ميقات أهل المشرق (العراق وإيران وما وراءهما).
الا وصلوا ..
المرفقات

الثلاثَةِ-مواقيت-الاحرام

الثلاثَةِ-مواقيت-الاحرام

المشاهدات 806 | التعليقات 0