الأَنساكِ الثَّلاثَةِ-بيان هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ عن عَدَمِ اسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ للْحَجِّ
محمد البدر
الْخُطْبَةُ الأُولَى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿الحَجُّ أَشهُرٌ مَعلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ في الحَجِّ﴾.وَقَالﷺ:«الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَقَالﷺ:«مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.ومن الفضائل أن الحج من أفضل الأعمال فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:سُئِلَ رَسُولَ اللَّهِﷺ:«أيُّ العملِ أفضلُ قَالَ:إيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ قيلَ:ثُمَّ مَاذَا قَالَ:الجهادُ في سَبيلِ اللهِ قِيلَ:ثُمَّ مَاذَا قَالَ:حَجٌّ مَبْرُورٌ»متفقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللَّهِ:عَلَى كل مَنْ عَزَمَ عَلَى الْحَجِّ أَنْ يَتَعَلَّمَ أَحْكَامَ المَنَاسِكِ وَأَحْكَامِ الحَجِّ،وصفة الحَجِّ من خلال القراءة والسماع ورؤية مقاطع الفيديوهات لما صدر عن العلماء المعتبرين وَأَنْ يَخْتَارَ النُّسُكَ الْمُنَاسِبَ لَهُ.
وَالأَنساكِ ثَّلاثَةِ وهي:الإفرادِ،القِرانِ،التمَتُّعِ.
قَالَﷺ:«مَن أرادَ منكم أن يُهِلَّ بحَجٍّ وعُمْرَةٍ، فلْيَفْعَلْ، ومن أراد أن يُهِلَّ بحَجٍّ فلْيُهِلَّ، ومن أراد أن يُهِلَّ بعُمْرَةٍ فلْيُهِلَّ وَ قَالَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:فَأَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِﷺبِحَجٍّ وَأَهَلَّ بِهِ نَاسٌ مَعَهُ وَأَهَلَّ نَاسٌ بِالْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ وَأَهَلَّ نَاسٌ بِعُمْرَةٍ وَكُنْتُ فِيمَنْ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وصفة الأَنساكِ هي:
الإفرادِ:وهو أن يحرم بالحج مفردا،وبعد انتهاء الحج يأخذ عمرة من التنعيم إن شاء، ولا دم عليه.
وَالتمَتُّعِ:هو أن يحرم بالعمرة في أَشْهُرٌ الْحَجّ وَهِيَ:شَوَّالٌ وَذُو الْقِعْدَةِ وَتِسْعٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ، أوَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّة-فإذا فرغ من أعمالها، وحل منها، أحرم بالحج في عامه من مكة أو من قريب منها، وعليه الهدي وأفضَلُ الأَنْساكِ التمتُّعُ لِمَن لم يَسُقِ الهَدْيَ قَالَ تَعَالَى:﴿فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾.
واما القِرانِ:فهو أن يقرن بين الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ،فيحرم بهما جميعا،وله صورة ثانية:وهي أن يحرم بالعمرة ثم يدخل عليها الحج قبل أن يشرع في طوافها وعليه الهدي، كما تقدم في التمتع. ولا يجب الهدي على المتمتع والقارن إلا بشرط ألَّا يكونا من حاضري المسجد الحرام، أي:لا يكونا من سكان مكة أو الحرم، فإن كانوا من سكان مكة أو الحرم فلا هدي عليهم ،ويلزم الهدي أهل جُدّة إذا أحرموا بتمتع أو قِران؛لأنهم ليسوا من حاضري المسجد الحرام،ومتى عَدِمَ المتمتع والقارن الهدي أو ثمنه بحيث لا يكونُ معه من المال إلا ما يحتاجه لنفقته ورجوعه فإنه يسقط عنه الهدي،ويلزمه الصوم؛قَالَ تَعَالَى:﴿فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ:جاء في بيان أصدرته هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ، عن (تَصْرِيحِ الْحَجِّ)فيما يلي نصه:الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى عبدالله وَرَسُولُهُ مُحَمَّد بن عَبْدُ اللهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ لهم بإحسان إلى يوم الدين… أمّا بَعْدُ:فَلقَدْ عَظَّمَ الله عَزَّ وَجَلَّ شَعَائِرَ حَجِّ الله الْحَرَامِ وَمَشَاعِرِهِ ،قَالَ اللهُ تَعَالَى:﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾وَقَالَ سُبْحَانَهُ:﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيُّﷺقَالَ:«مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»متفقٌ عَلَيْهِ.وَمِنْ تَعْظِيمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ كَانَتْ إِرَادَةُ الْمَعْصِيَةِ فِيهِ سَبَبًا لِلْعِقَابَ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى:﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾وقد أجمع أهل العلم على وجوب تعظيم حرمات الحرم والتحذير من إرادة المعصية فيه وفعلها.وَلَقَدْ شَرَّفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْبِلَادِ الطَّيِّبَةِ الْمُبَارَكَةِ،اَلْمَمْلَكَةُ الْعَرَبِيَّةُ السُّعُودِيَّةُ قِيَادَةً وَشَعْبًا،بِخِدْمَةِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ،فَقَامَتْ بِمَسْؤُولِيَّتِهَا هَذِهِ بِحَمْدِ اللهِ خَيْرَ قِيَامٍ ، وَتَجَلَّى ذَلِكَ فِي مَشْرُوعَاتِ التَّوْسِعَةِ الْمُتَتَالِيَةِ، وَتَنْفِيذِ الْبِنَى التَّحْتِيَّةِ ،وَشَقُّ الطُّرُقَاتِ،وَالْأَنْفَاقِ،وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يَتَّصِلُ بِالْخَدَمَاتِ الْمُقَدَّمَةِ لِقَاصِدِي الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ،فِي خُطَطٍ مَدْرُوسَةٍ مُتَكَامِلَةٍ،تَسْتَوْعِبَ حَرَكَةَ قَاصِدِي الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ،وَالْمَشَاعِرَ الْمُقَدَّسَةِ،حُجَّاجًا وَعُمَّارًا وَزُوَّارًا،كَمَا تَجَلَّى ذَلِكَ فِي الأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ الَّتِي تَهْدِفُ إِلَى تَرْتِيبِ اسْتِقْبَالِ الْحُجَّاجِ، وَالعُمَّار، وَالزُّوَّار،وَتَنْظِيمِ حَرَكَتِهِمْ،وَتَنَقُّلَاتِهِمْ،كَيْ يُؤَدُّوا مَنَاسِكهُمْ بِكُلِّ يُسْرٍ وَسَكِينَةٍ، وَسَلَامَةٍ، وَأَمَانٍ ، مُنْذُ وُصُولِهِمْ إِلَى الْحَرَمَيْنِ الْشَّرِيفَيْنِ حَتَّى مُغَادَرَتِهِمْ، وَهَذَا لَمْ يَكُنْ مُتَيَسِّرًا مَع الأَعْدَادِ الْمُتَزَايِدَةِ، الْمُتَكَاثِرَةِ ، فَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ تَعَالَى وَتَوْفِيقهُ، ثُمَّ هَذَا الْجُهْدِ الْكَبِيرِ الَّذِي تَضْطَلِعُ بِهِ حُكُومَة الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ، الَّتِي لَا تَدَّخِرُ جُهْدًا، وَلَا مَالاً وَلَا تَنْظِيمًا، لِتَحْقِيقِ غَايَاتٍ عُلْيَا، لِخِدْمَةِ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَالْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وَقَاصِدِيهِمَا، وَإِنَّ مِمَّا نَظَّمَتْهُ حُكُومَةُ الْمَمْلَكَةِ-أَيَّدَهَا اللهُ-لِهَذِهِ الْغَايَةِ الْمَقْصُودَةِ شَرْعًا ، وَهِيَ تَيْسِيرُ شَعِيرَةُ الْحَجِّ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
عِبَادَ اللَّهِ:كما قالت هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ،أنَّهُ لَا يَجُوزُ الذَّهَابُ إِلَى الْحَجِّ مِنْ دُونِ أَخْذِ تَصْرِيحٍ ، وَيَأْثَمُ فَاعِلُهُ، لِمَا فِيهِ مِنْ مُخَالَفَةِ أَمْرِ وَلِيِّ الْأَمْرِ، الَّذِي مَا صَدَرَ إِلَّا تَحْقِيقًا لِلْمَصْلَحَةِ العَامَّةِ، وَلَا سِيَّمَا دَفَعُوا الأَضْرَارَ بِعُمُومِ الحُجَّاجِ ، وَإِنْ كَانَ الحَجُّ حَجُّ فَرِيضَة، وَلَمْ يَتَمَكَّنْ المُكَلَّفُ مِنْ اسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الحَجِّ، فَإِنَّهُ فِي حُكْمِ عَدَمِ المُسْتَطِيعِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى:﴿فَاتُّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾وَقَالَ سُبْحَانَهُ:﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ونوصي جميع المسلمين بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى والوصية كذلك لمريدي حج بيت الله الحرام أن يتقوا الله عند أداء هذه الشعيرة العظيمة بأن يصونوا حجهم عما حرم الله عليهم من الرفث والفسوق وأن يستقيموا على طاعة الله ويتعاونوا على البر والتقوى حتى يكون حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً والحج المبرور هو الذي سلم من الرفث والفسوق والجدال بغير الحق كما قَالَ اللهُ تَعَالَى:﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ولا شك أن التزام الحاج بالأنظمة والتعليمات التي صدرت للتمكين من أداء هذه الشعيرة بأمن ويسر وسكينة داخل في تقوى الله في أداء نسك الحج وفي تعظيم حرم الله وحرماته ومشاعره قَالَ اللهُ تَعَالَى:﴿ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾وَقَالَ سُبْحَانَهُ:﴿ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾وَنَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُيَسِّرَ لِلْحُجَّاجِ حَجَّهُمْ، وَأَنْ يَحْفَظَهُمْ فِي حِلِّهِمْ وَتِرْحَالِهِمْ، وَأَنْ يَجْزِيَ خَادِمَ الْحرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الْمَلِكِ سَلْمَانِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ آلِ سُعُود وَسُمُوِّ وَلِيِّ عَهْدِهِ الْأَمِينِ الْأَمِيرِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمَانِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ آلِ سُعُود وَحُكُومَتِهِمَا خَيْرَ الْجَزَاءِ؛ لِمَا يَقُدِّمُونَ مِنْ جُهُودٍ وَخَدَمَاتٍ جَلِيلَةٍ فِي سَبِيلِ أَدَاءِ الْمُسْلِمِينَ مَنَاسِكَهُمْ بِيُسْرٍ وُطُمَأْنِينَةٍ,والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ وَصَلى اللَّهُ وَسَلِّمْ عَلَى نبيِّنَا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ.
عِبَادَ اللهِ:إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،اللّهمّ أعِزّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشِّركَ والمشركين، ودمِّر أعداءَ الدّين،واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة الناصحة الصادِقة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم،واشكروه على نعمه يزدكم.﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.
المرفقات
1715835672_الأَنساكِ الثَّلاثَةِ-بيان هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ عن عَدَمِ اسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ للْحَجِّ.pdf