الأمن واجتماع الكلمة.
عبدالله بن رجا الروقي
1436/07/11 - 2015/04/30 17:06PM
... أما بعد ، فإن الله سبحانه قد امتن على عباده بنعم عظيمة في كتابه الكريم ، ونعمه سبحانه وتعالى لاتحصى ، لكن ماذكر في القرآن هي أصول النعم وأعظمها شأنًا.
وإن مماذكره الله في كتابه ممتنًا به على عباده نعمة الأمن قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُون ﴾ ، وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ﴾ ، وقال تعالى:
﴿ فَلْيَعْبُدُوا۟ رَبَّ هَٰذَا ٱلْبَيْتِ * ٱلَّذِىٓ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍۢ وَءَامَنَهُم مِّنْ خَوْفٍۭ ﴾
وإن أعظم سبب لتحقيق الأمن هو الإيمان بالله وعبادته وحده لاشريك له قال تعالى: ﴿ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَلَمْ يَلْبِسُوٓا۟ إِيمَٰنَهُم بِظُلْمٍ أُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ ، وقال تعالى: ﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمْ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـًۭٔا ۚ ﴾
ونحن بحمد الله في بلد يحكم بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ فالمحاكم في بلدنا تحكم بالسنة والكتاب والناس يصدرون عن حكمها أسرابًا إثر أسراب ، والحدود بحمد الله قائمة فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع فيه أونقرأ إقامة حد من حدود الله ، وليس في بلدنا قبور تعبد من دون الله ، ولا أماكن تشرب فيها الخمور أوتباع.
أعلام الإسلام والسنة في بلادنا مرفوعة ، وأعلام الشرك والبدعة فيها مقموعة.
ويعمل على تحقيق هذه النعمة ورعايتها: رجال أمن هذه البلاد - حفظها الله وحفظهم من كل سوء ومكروه -
رجال الأمن هم الذين بهم تحفظ الأعراض والدماء والأموال ، فلهم الأجر العظيم والثواب الجزيل من الله لمن صلحت نيته ؛ فكيف يأمن الناس على انفسهم وأهليهم وأموالهم في حلهم وترحالهم ، وكيف يحج الناس ، ويعتمرون ، ويصلون في مساجدهم إلا بفضل الله ثم برجال الأمن الذي يسهرون على حفظه.
عباد الله : إن رجال الأمن وكل من تسبب في حفظ الأمن حقهم أن يشكروا ويُدعى لهم جزاء مايقدمونه من هذا العمل الجليل.
ولكن وجد أقوام لاخلاق لهم تنكروا لهذا الجميل وأساءوا أعظم الإساءة لليد التي أحسنت
أليهم فتسلطوا بحقدهم على رجال الأمن فقتلوا منهم وأصابوا.
إن هؤلاء لم يفعلوا ذلك آلا بعد أن تمكن الغلو في التكفير من قلوبهم فأصبحوا قنابل يُنتظر انفجارها في أي لحظة إنهم قوم كرعوا من مستنقع التكفير بالباطل فأصبحوا لايرقبون في مؤمن إلًا ولا ذمة
ولكن الله عزوجل بفضل منه ورحمة أمكن منهم فإن الله سبحانه لا يصلح عمل المفسدين ؛ فقد سقط هؤلاء القتلة في أيدي رجال الأمن بسبب تعاون المخلصين من أهل هذه البلاد في البلاغ عنهم.
وإنك لتعجب كيف يصوب هؤلاء المجرمون أسلحتهم في صدور المسلمين ، ويتركون الأعداء الذين يتربصون بنا من كل جانب ؟! لكن صدق عليهم حديث النبي ﷺ في صفات الخوارج وهو قوله ﷺ : يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد.
[ رواه البخاري ]
هذه إحدى صفات الخوارج أنهم يقتلون المسلمين ويتركون أهل الأوثان ، وهذا دليل على أنهم لايُبالون بحرمة الدماء ، وهو دليل - أيضًا - على عظيم شرهم وشدة حقدهم وغِل قلوبهم على المسلمين.
معاشر المسلمين:
قد أنعم الله عزوجل علينا بكشف مخططات للخوارج ، والإيقاع بعدد كبير منهم كانوا على وشك التفجير ، والتدمير ، لكن الله خيّب سعيهم ، وكف شرهم فسلط عليهم جنود الإسلام ، وحماة الحرمين ، فلله الحمد والمنة.
وهذا دليل على استهداف هؤلاء المجرمين لهذه البلاد
في سلسلة تتصل بتنظيم داعش الإرهابي الخارجي عجل الله بهلاكه وكفى المسلمين شره.
ولأجل هذا فإن التعاون مع رجال الأمن في كل ما من شأنه استتباب الأمن لهو واجب شرعي على كل مسلم وهو نوع من الجهاد والرباط في سبيل الله
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
" عمل المتطوعين في كل بلد ضد الفساد مع رجال الأمن يعتبر من الجهاد في سبيل الله لمن أصلح الله نيته، وهو من الرباط في سبيل الله؛ لأن الرباط هو لزوم الثغور ضد الأعداء، وإذا كان العدو قد يكون في الباطن واحتاج المسلمون أن يتكاتفوا مع رجال الأمن ضد العدو الذي يخشى أن يكون في الباطن، يرجى لهم أن يكونوا مرابطين، ولهم أجر المرابط لحماية البلاد من مكائد الأعداء الداخليين "
[ مجموع فتاوى ابن باز 6/123 ].
وأما مافعله هؤلاء الخوارجُ من القتل فيكفي في التحذير منه والوعيد الشديد عليه: قوله تعالى
﴿ ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ﴾ .
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله عند هذه الآية:
وذكر هنا وعيد القاتل عمداً وعيداً ترجُف له القلوب، وتنصدع له الأفئدة، وينزعج منه أولو العقول، فلم يرد في أنواع الكبائر أعظم من هذا الوعيد، بل ولا مثله، ألا وهو الإخبار بأن جزاءه جهنم، أي فهذا الذنب العظيم قد انتهض وحده أن يجازى صاحبه بجنهم بما فيها من العذاب العظيم، والخزي المهين، وسخط الجبار، وفوات الفوز والفلاح، وحصول الخيبة والخسار، فعياذاً بالله من كل سبب يُبعد عن رحمته. ا.هـ
أقول ماتسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
... أما بعد ، فإننا نمر بظروف عصيبة ، وفتن عظيمة
يتربص بنا الإعداء من كل جانب ، أعداء من الداخل ، وأعداء من الخارج ، كل هذا يستدعي الوقوف مع أولي الأمر في بلدنا صفًا واحد ، نسمع ونطيع في غير معصية الله ، نعين وننصح ، ولا نغش ونفضح ، بل ندعو لهم بالصلاح ، والمعافاة ، وأن يعينهم الله على ماحُملوا من الأمانة ، يقول النبي ﷺ : عَلَى الْـمَرْءِ الْـمُسْلِمِ الـسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَـا أَحَبَّ وَكَرِهَ،
إِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَ بِـمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ.[ رواه البخاري ومسلم]
وقال ﷺ : مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِر، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
[رواه البخاري ومسلم]
ونحن بحمدالله في هذا البلد قد أنعم الله علينا بالاجتماع على إمام مسلم جمع الله به الكلمة ، وأعز الله به الإسلام والسنة ، فمن خرج على هذه الجماعة وإمامهم فهو من أسباب هلاكه في الدنيا والآخرة
ولهذا لما أخبر النبي ﷺ عن شيء من الفتن والشر الذي سيقع بعده ﷺ قال له حذيفة رضي الله عنه : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ فقال ﷺ : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم .[ رواه البخاري ومسلم ]
فدل على أن لزوم جماعة المسلمين ، وإمامهم سبب عظيم للنجاة من الفتن والشرور ، وأن من خالف ذلك فقد وقع في الفتنة شاء أم أبى.
وقد بوّب النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم لحديث حذيفة بقوله : (باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن ، وفي كل حال وتحريم الخروج من الطاعة ومفارقة الجماعة).
عباد الله
قد سر أهل الإسلام والسنة ماحدث من سلاسة انتقال ولاية العهد من ولي العهد السابق - الذي اعتذر عن ذلك - إلى ولى العهد الجديد - حفظهما الله - وقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أمره بذلك ، فكان الأمر كذلك في مشهد لاتراه إلا في هذه البلاد التي اتبعت الشرع في تولى الحكم عن طريق البيعة الشرعية لا الديمقراطية الغربية فبايع أهل الحل والعقد بيعة شرعية تلزم كل من سواهم
من أهل هذه البلاد ، وقد بايع العلماء والأمراء والأعيان ولي العهد وولي عهده ، فكان في ذلك غيظ لكل عدو لهذه البلاد وقُرة عين لأهل السنة بما شهدوه من اجتماع كلمة المسلمين على ولي العهد وولي عهده ، وقرت أعين المسلمين كذلك بماشهدوه عبر وسائل الإعلام من الخلق الرفيع من ولاة الأمر في تعاملهم مع كبار علمائنا كالمفتي العام والشيخ صالح الفوزان ، والشيخ صالح اللحيدان ، فنسأل الله أن يحفظ ولاة أمرنا ، وعلماءنا من كل سوء ، وأن يجمع كلمتهم على الحق والهدى ، وأن يوفق ولي أمرنا الملك سلمان وولي عهده ، وولي ولي العهد لكل خير
إنه جواد كريم ...
وإن مماذكره الله في كتابه ممتنًا به على عباده نعمة الأمن قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُون ﴾ ، وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ﴾ ، وقال تعالى:
﴿ فَلْيَعْبُدُوا۟ رَبَّ هَٰذَا ٱلْبَيْتِ * ٱلَّذِىٓ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍۢ وَءَامَنَهُم مِّنْ خَوْفٍۭ ﴾
وإن أعظم سبب لتحقيق الأمن هو الإيمان بالله وعبادته وحده لاشريك له قال تعالى: ﴿ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَلَمْ يَلْبِسُوٓا۟ إِيمَٰنَهُم بِظُلْمٍ أُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ ، وقال تعالى: ﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمْ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـًۭٔا ۚ ﴾
ونحن بحمد الله في بلد يحكم بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ فالمحاكم في بلدنا تحكم بالسنة والكتاب والناس يصدرون عن حكمها أسرابًا إثر أسراب ، والحدود بحمد الله قائمة فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع فيه أونقرأ إقامة حد من حدود الله ، وليس في بلدنا قبور تعبد من دون الله ، ولا أماكن تشرب فيها الخمور أوتباع.
أعلام الإسلام والسنة في بلادنا مرفوعة ، وأعلام الشرك والبدعة فيها مقموعة.
ويعمل على تحقيق هذه النعمة ورعايتها: رجال أمن هذه البلاد - حفظها الله وحفظهم من كل سوء ومكروه -
رجال الأمن هم الذين بهم تحفظ الأعراض والدماء والأموال ، فلهم الأجر العظيم والثواب الجزيل من الله لمن صلحت نيته ؛ فكيف يأمن الناس على انفسهم وأهليهم وأموالهم في حلهم وترحالهم ، وكيف يحج الناس ، ويعتمرون ، ويصلون في مساجدهم إلا بفضل الله ثم برجال الأمن الذي يسهرون على حفظه.
عباد الله : إن رجال الأمن وكل من تسبب في حفظ الأمن حقهم أن يشكروا ويُدعى لهم جزاء مايقدمونه من هذا العمل الجليل.
ولكن وجد أقوام لاخلاق لهم تنكروا لهذا الجميل وأساءوا أعظم الإساءة لليد التي أحسنت
أليهم فتسلطوا بحقدهم على رجال الأمن فقتلوا منهم وأصابوا.
إن هؤلاء لم يفعلوا ذلك آلا بعد أن تمكن الغلو في التكفير من قلوبهم فأصبحوا قنابل يُنتظر انفجارها في أي لحظة إنهم قوم كرعوا من مستنقع التكفير بالباطل فأصبحوا لايرقبون في مؤمن إلًا ولا ذمة
ولكن الله عزوجل بفضل منه ورحمة أمكن منهم فإن الله سبحانه لا يصلح عمل المفسدين ؛ فقد سقط هؤلاء القتلة في أيدي رجال الأمن بسبب تعاون المخلصين من أهل هذه البلاد في البلاغ عنهم.
وإنك لتعجب كيف يصوب هؤلاء المجرمون أسلحتهم في صدور المسلمين ، ويتركون الأعداء الذين يتربصون بنا من كل جانب ؟! لكن صدق عليهم حديث النبي ﷺ في صفات الخوارج وهو قوله ﷺ : يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد.
[ رواه البخاري ]
هذه إحدى صفات الخوارج أنهم يقتلون المسلمين ويتركون أهل الأوثان ، وهذا دليل على أنهم لايُبالون بحرمة الدماء ، وهو دليل - أيضًا - على عظيم شرهم وشدة حقدهم وغِل قلوبهم على المسلمين.
معاشر المسلمين:
قد أنعم الله عزوجل علينا بكشف مخططات للخوارج ، والإيقاع بعدد كبير منهم كانوا على وشك التفجير ، والتدمير ، لكن الله خيّب سعيهم ، وكف شرهم فسلط عليهم جنود الإسلام ، وحماة الحرمين ، فلله الحمد والمنة.
وهذا دليل على استهداف هؤلاء المجرمين لهذه البلاد
في سلسلة تتصل بتنظيم داعش الإرهابي الخارجي عجل الله بهلاكه وكفى المسلمين شره.
ولأجل هذا فإن التعاون مع رجال الأمن في كل ما من شأنه استتباب الأمن لهو واجب شرعي على كل مسلم وهو نوع من الجهاد والرباط في سبيل الله
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
" عمل المتطوعين في كل بلد ضد الفساد مع رجال الأمن يعتبر من الجهاد في سبيل الله لمن أصلح الله نيته، وهو من الرباط في سبيل الله؛ لأن الرباط هو لزوم الثغور ضد الأعداء، وإذا كان العدو قد يكون في الباطن واحتاج المسلمون أن يتكاتفوا مع رجال الأمن ضد العدو الذي يخشى أن يكون في الباطن، يرجى لهم أن يكونوا مرابطين، ولهم أجر المرابط لحماية البلاد من مكائد الأعداء الداخليين "
[ مجموع فتاوى ابن باز 6/123 ].
وأما مافعله هؤلاء الخوارجُ من القتل فيكفي في التحذير منه والوعيد الشديد عليه: قوله تعالى
﴿ ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ﴾ .
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله عند هذه الآية:
وذكر هنا وعيد القاتل عمداً وعيداً ترجُف له القلوب، وتنصدع له الأفئدة، وينزعج منه أولو العقول، فلم يرد في أنواع الكبائر أعظم من هذا الوعيد، بل ولا مثله، ألا وهو الإخبار بأن جزاءه جهنم، أي فهذا الذنب العظيم قد انتهض وحده أن يجازى صاحبه بجنهم بما فيها من العذاب العظيم، والخزي المهين، وسخط الجبار، وفوات الفوز والفلاح، وحصول الخيبة والخسار، فعياذاً بالله من كل سبب يُبعد عن رحمته. ا.هـ
أقول ماتسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
... أما بعد ، فإننا نمر بظروف عصيبة ، وفتن عظيمة
يتربص بنا الإعداء من كل جانب ، أعداء من الداخل ، وأعداء من الخارج ، كل هذا يستدعي الوقوف مع أولي الأمر في بلدنا صفًا واحد ، نسمع ونطيع في غير معصية الله ، نعين وننصح ، ولا نغش ونفضح ، بل ندعو لهم بالصلاح ، والمعافاة ، وأن يعينهم الله على ماحُملوا من الأمانة ، يقول النبي ﷺ : عَلَى الْـمَرْءِ الْـمُسْلِمِ الـسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَـا أَحَبَّ وَكَرِهَ،
إِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَ بِـمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ.[ رواه البخاري ومسلم]
وقال ﷺ : مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِر، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
[رواه البخاري ومسلم]
ونحن بحمدالله في هذا البلد قد أنعم الله علينا بالاجتماع على إمام مسلم جمع الله به الكلمة ، وأعز الله به الإسلام والسنة ، فمن خرج على هذه الجماعة وإمامهم فهو من أسباب هلاكه في الدنيا والآخرة
ولهذا لما أخبر النبي ﷺ عن شيء من الفتن والشر الذي سيقع بعده ﷺ قال له حذيفة رضي الله عنه : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ فقال ﷺ : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم .[ رواه البخاري ومسلم ]
فدل على أن لزوم جماعة المسلمين ، وإمامهم سبب عظيم للنجاة من الفتن والشرور ، وأن من خالف ذلك فقد وقع في الفتنة شاء أم أبى.
وقد بوّب النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم لحديث حذيفة بقوله : (باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن ، وفي كل حال وتحريم الخروج من الطاعة ومفارقة الجماعة).
عباد الله
قد سر أهل الإسلام والسنة ماحدث من سلاسة انتقال ولاية العهد من ولي العهد السابق - الذي اعتذر عن ذلك - إلى ولى العهد الجديد - حفظهما الله - وقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أمره بذلك ، فكان الأمر كذلك في مشهد لاتراه إلا في هذه البلاد التي اتبعت الشرع في تولى الحكم عن طريق البيعة الشرعية لا الديمقراطية الغربية فبايع أهل الحل والعقد بيعة شرعية تلزم كل من سواهم
من أهل هذه البلاد ، وقد بايع العلماء والأمراء والأعيان ولي العهد وولي عهده ، فكان في ذلك غيظ لكل عدو لهذه البلاد وقُرة عين لأهل السنة بما شهدوه من اجتماع كلمة المسلمين على ولي العهد وولي عهده ، وقرت أعين المسلمين كذلك بماشهدوه عبر وسائل الإعلام من الخلق الرفيع من ولاة الأمر في تعاملهم مع كبار علمائنا كالمفتي العام والشيخ صالح الفوزان ، والشيخ صالح اللحيدان ، فنسأل الله أن يحفظ ولاة أمرنا ، وعلماءنا من كل سوء ، وأن يجمع كلمتهم على الحق والهدى ، وأن يوفق ولي أمرنا الملك سلمان وولي عهده ، وولي ولي العهد لكل خير
إنه جواد كريم ...
المشاهدات 2946 | التعليقات 2
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
عايد القزلان التميمي
خطبة رائعة يا شيخ عبدالله لقد جمعت فيها مواضيع وأحداث مهمة أسأل الله لك التوفيق في الدارين .
تعديل التعليق