الأمة الملعونة
منديل الفقيه
1434/07/21 - 2013/05/31 21:44PM
الأمة الملعونة
الخطبة الأولى
أيها المسلمون : هل تجدون أخزى وأردى وأخذل ولا أرذل من اليهود إخوة القردة والخنازير وعبدت الطاغوت ؟ وهل تجدون أخزى وأسوأ من عقيدتهم ؟ تلك العقيدة التي هي مجموعة من السوءات العقدية والعفونات الفكرية ، وأي نوع من البشر تصنعه لك العقيدة ؟ سوى سوء الأدب مع الله فقالوا لموسى أرنا الله جهرة وقالوا يد الله مغلولة وقالوا إن الله فقير ونحن أغنياء لقد وصفوا الله جل جلاله بكل نقيصة فهو في عقيدة اليهود إله يجهل ويلعب ويصارع ويُغلب ويندم ويبكي تعالى الله وتقدس عما يقولون علوا كبيرا فما ظنكم يا مسلمون ما الذي تنتجه هذه العقيدة التي يعتقدها من لا يرجون لله وقارا ؟ هل يمكن بعد ذلك أن نظن بهم خيرا ؟ أو أن يكون عندهم احترام لبشر أو تقدير لإنسان أو رحمة بشيخ كبير أو أرملة أو طفل أو مسكين ؟ لقد عادى اليهود أنبياء الله ورسله وقتلوهم ومن لم يقتلوه منهم بهتوه وكذبوا عليه حتى صوروا أنبياء الله على أنهم عصابة من السكارى والزناة والقتلة والغدارين فهل ينتظر من هؤلاء عطف على بشر أو حسن تعامل مع مخلوق ؟ هؤلاء اليهود التي تربي فيهم عقيدتهم الأنانية وحب الذات واحتقار كل البشر من غيرهم فهم يرون أنفسهم شعب الله المختار ويرون أنهم هم أبناء الله وأحباؤه وأما غيرهم من البشر فهم حيوانات في صورة بشر فالفرق بين اليهودي وغير اليهودي كالفرق بين الإنسان والحيوان ، إنهم يرون غيرهم من البشر خنازير برية ويعلمهم تلمودهم وتوراتهم المحرفة تحريم الإحسان إلى غير اليهودي وأن الأممي إذا سقط في الحفرة فإن على اليهودي أن يسدها عليه بحجر وأن مال غير اليهودي مباح لليهودي ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ )) أيها المسلمون : هل يمكن بعد كل الذي سمعتم أن نجد في عيبتهم لغيرهم إلا الختر والغدر والمكر والخيانة ((وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ )) إن هذه العقيدة لا تؤهل إلا للعنة الله وغضبه سبحانه لذلك استحقت واستوجبت تلك الأمة اليهودية لعنة الله وغضبه وسخطه (( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ )) (( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ )) ((وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )) وكتب عليهم المسكنة والذلة والصغار ((ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )) وإن هذه اللعنة التي أحلها الله عليهم يتوارثونها جيلا بعد جيل ويرثها الأحفاد عن الأجداد لما سبق في علم الله تعالى أنهم فئة تجذرت الرذيلة في قلوبهم لا ينزعون عنها ولا ينفكون منها فحلت عليهم اللعنة جيلا إثر جيل وأمة تلو أمة . إن عقيدة اليهود لا تربي إلا على الحقد الأسود والحسد والعداوة لغيرهم ولهذا كانت سيرتهم ومسيرتهم في التاريخ ظلام في ظلام وأيديهم القذرة ملئ بالإجرام.
أيها المسلمون : لن أتحدث عن تاريخ اليهود مع الإنسانية على سوءه وسوآته ولكن يكفي أن نتذكر تاريخهم معنا نحن المسلمين لنعرف من هذه السيرة ما الذي يمكن أن يقدمه مستقبل اليهود للمسلمين . لقد بدأت عداوة اليهود للإسلام منذ سطع نوره وأشرقت شمسه فشرق به اليهود و|أعلنوا عداوتهم له حقدا وحسدا من عند أنفسهم أن نزع الله النبوة منهم لما كانوا غير أهل لها وجعلها فينا أمة محمد صلى الله عليه وسلم (( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )) لقد تحدثت أمنا صفية بنت حيي بن أخطب عن حادثة تبين لنا هذه العداوة ومبدأها ومنشأها فتقول (كنت أحب ولد أبي إليه والى عمي أبي ياسر، لم ألقهما قط مع ولدهما إلا أخذاني دونه فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، المدينة غدا عليه أبي وعمي مغلسين بين الفجر والصبح، فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس .فأتيا متعبين ساقطين يمشيان الهوينى، فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفت واحد منهما إلي مع ما بهما من الغم . وسمعت عمي أبا ياسر، وهو يقول لأبي: أهو هو ؟ قال: نعم إنه هو. فسأله عمي: أتعرفه وتثبته ؟ قال : نعم أعرفه وسأل عمي: فما في نفسك منه ؟ ورد أبي: عداوته ما بقيت) وصدق الله (( فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ )) لقد اختار عداوته ، والرسول صلى الله عليه وسلم لا زال في قباء ولم ينتقل إلى المدينة ، والدعوة لا زالت خيوط إشعاعها تبدوا أوائلها روى ابن سعد عن الزهري في قوله تعالى (( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا )) قال هو كعب بن الأشرف فإنه كان شاعرا وكان يحرض المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويهجوهم في شعره ، ويحرض عليهم الكفار. ولما قدم زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة بالبشارة من بدر بقتل المشركين وأسر من أسر منهم، قال كعب: ( أحق هذا ؟ أترون محمدا قتل هؤلاء الذي يسمي هذان الرجلان ؟ - يعني زيدا وعبد الله بن رواحة - فهؤلاء أشراف العرب وملوك الناس، والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الارض خير من ظهرها ). فلما تيقن عدو الله الخبر ، ورأى الاسرى مقرنين كبت وذل ، ثم قال لقومه اليهود: ما عندكم ؟ قالوا: عداوته ما حيينا. لقد اختاروا عداوتهم للنبوة منذ بزوغ فجرها رغم علمهم أن الرسول حق وما جاء به الحق (( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )) ولكنه الحقد المتجذر في قلوب يهود لما رأوا نبيا يخرج من غير نسل يهود إنهم يعرفون النبي كما يعرفون أبنائهم ويعرفون رسالته ولكن كما قال الله (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ )) وبدأت تلك العداوة عداوة وكيدا من النوع اللائق باليهود إنها العداوة الكائدة ، العداوة الجبانة ، العداوة المخاتلة وليست عداوة المواجهة لأن يهود أمة ذليلة ضربت عليها الذلة والمسكنة فلا تجرؤ على المواجهة أبدا .
أيها المسلمون : انظروا إلى عداواتهم عبر القرون مع المسلمين لقد عقد النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود أول وصوله إلى المدينة على أن يواجهوا معا أي عدو يواجههم ولكن ماذا كانت النتيجة ؟ لقد ترصوا برسول الله حتى إذا عاش المسلمون أحلك ظرف في حياتهم وأظلم ساعة في تاريخهم يوم تحزبت الأحزاب وبلغت القلوب الحناجر وزلزل المؤمنون زلزولا شديدا أعلن اليهود غدرهم وخيانتهم ونقضوا عهدهم وخانوا عهودهم ومواثيقهم وطعنوا المسلمين من الخلف فخانت بنو قريظة وأتت المسلمين من خلفهم ثم سيروا قليلا لتروا أنهم هم الجبناء الختارون فيغتنمون فرصة قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ديارهم يوم قدم على بني النظير بموجب المعاهدة التي بينهم على النصرة فقد جاء إلى ديارهم يستعينهم في دية رجلين حتى إذا جلس النبي في دورهم فما الذي فعلوه يا ترى ؟ هل وفوا بعهودهم وأكرموا ضيفهم وقاموا بواجب النصرة التي بينهم ؟ كلا بل تحركت في قلوبهم عقارب الغدر والخيانة فقالوا: نعم ياأبا القاسم نعينك على ما أحببت، ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، ورسول الله الى جنب جدار من بيوتهم قاعد. قالوا: فمن يعلوا على هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه فقام عمرو بن جحاش بن كعب وقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال على رسول الله ولكن كان خبر السماء أسرع من رقيه فجاء الخبر من السماء بما أراد القوم فقام وخرج الى المدينة قاتل الله اليهود أهذا هو الذي تتفتق عقولهم في هذه الساعة الحرجة ؟ فبدلا من المعاونة والنصرة يكون الغدر والخيانة ألا قبحت تلك الأنوف والمعاطف التي لا يهديها تفكيرها إلا إلى الغدر والخيانة . حتى إذا دخل النبي خيبر فاتحا وقد أفلست كل محاولات اليهود في الغدر برسول الله يأتي إليه مكر اليهود من امرأة تصنعت له الكرم والضيافة بعد أن سألت عن أحب اللحم إليه صلى الله عليه وسلم فقيل لها الكتف فذهبت إلى شاة ذبحتها ثم ملأت كتفها سما ثم قدمته للنبي صلى الله عليه وسلم فجاءه الخبر من السماء بأن اللحم كان مسموما فلفظ ما في فمه وقد أثرت فيه تلك اللقمة التي لفظها ورقاه جبريل حتى إذا حانت ساعة وفاته عاوده أثر ذلك السم فقال " مَا زَالَتْ أَكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَادّنِي ُ فَهَذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي " ثم مات صلى الله عليه وسلم مسموما من أثر سم اليهود عليهم لعائن الله . أيها المسلمون : لقد مات رسول الله مسموما بيد اليهود قتلة الأنبياء وأصحاب الغدر والخيانة والذين لا يرون لنبي حرمة ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة فجعل الله موته بأيديهم القذرة لينال النبي شرف الشهادة ولتبقى عداوتنا لهم مستمرة فقبح الله كل من ظن أن اليهود أصحاب سلام وأهل مودة ووئام . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا )) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ........
الخطبة الأولى
أيها المسلمون : هل تجدون أخزى وأردى وأخذل ولا أرذل من اليهود إخوة القردة والخنازير وعبدت الطاغوت ؟ وهل تجدون أخزى وأسوأ من عقيدتهم ؟ تلك العقيدة التي هي مجموعة من السوءات العقدية والعفونات الفكرية ، وأي نوع من البشر تصنعه لك العقيدة ؟ سوى سوء الأدب مع الله فقالوا لموسى أرنا الله جهرة وقالوا يد الله مغلولة وقالوا إن الله فقير ونحن أغنياء لقد وصفوا الله جل جلاله بكل نقيصة فهو في عقيدة اليهود إله يجهل ويلعب ويصارع ويُغلب ويندم ويبكي تعالى الله وتقدس عما يقولون علوا كبيرا فما ظنكم يا مسلمون ما الذي تنتجه هذه العقيدة التي يعتقدها من لا يرجون لله وقارا ؟ هل يمكن بعد ذلك أن نظن بهم خيرا ؟ أو أن يكون عندهم احترام لبشر أو تقدير لإنسان أو رحمة بشيخ كبير أو أرملة أو طفل أو مسكين ؟ لقد عادى اليهود أنبياء الله ورسله وقتلوهم ومن لم يقتلوه منهم بهتوه وكذبوا عليه حتى صوروا أنبياء الله على أنهم عصابة من السكارى والزناة والقتلة والغدارين فهل ينتظر من هؤلاء عطف على بشر أو حسن تعامل مع مخلوق ؟ هؤلاء اليهود التي تربي فيهم عقيدتهم الأنانية وحب الذات واحتقار كل البشر من غيرهم فهم يرون أنفسهم شعب الله المختار ويرون أنهم هم أبناء الله وأحباؤه وأما غيرهم من البشر فهم حيوانات في صورة بشر فالفرق بين اليهودي وغير اليهودي كالفرق بين الإنسان والحيوان ، إنهم يرون غيرهم من البشر خنازير برية ويعلمهم تلمودهم وتوراتهم المحرفة تحريم الإحسان إلى غير اليهودي وأن الأممي إذا سقط في الحفرة فإن على اليهودي أن يسدها عليه بحجر وأن مال غير اليهودي مباح لليهودي ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ )) أيها المسلمون : هل يمكن بعد كل الذي سمعتم أن نجد في عيبتهم لغيرهم إلا الختر والغدر والمكر والخيانة ((وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ )) إن هذه العقيدة لا تؤهل إلا للعنة الله وغضبه سبحانه لذلك استحقت واستوجبت تلك الأمة اليهودية لعنة الله وغضبه وسخطه (( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ )) (( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ )) ((وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )) وكتب عليهم المسكنة والذلة والصغار ((ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )) وإن هذه اللعنة التي أحلها الله عليهم يتوارثونها جيلا بعد جيل ويرثها الأحفاد عن الأجداد لما سبق في علم الله تعالى أنهم فئة تجذرت الرذيلة في قلوبهم لا ينزعون عنها ولا ينفكون منها فحلت عليهم اللعنة جيلا إثر جيل وأمة تلو أمة . إن عقيدة اليهود لا تربي إلا على الحقد الأسود والحسد والعداوة لغيرهم ولهذا كانت سيرتهم ومسيرتهم في التاريخ ظلام في ظلام وأيديهم القذرة ملئ بالإجرام.
أيها المسلمون : لن أتحدث عن تاريخ اليهود مع الإنسانية على سوءه وسوآته ولكن يكفي أن نتذكر تاريخهم معنا نحن المسلمين لنعرف من هذه السيرة ما الذي يمكن أن يقدمه مستقبل اليهود للمسلمين . لقد بدأت عداوة اليهود للإسلام منذ سطع نوره وأشرقت شمسه فشرق به اليهود و|أعلنوا عداوتهم له حقدا وحسدا من عند أنفسهم أن نزع الله النبوة منهم لما كانوا غير أهل لها وجعلها فينا أمة محمد صلى الله عليه وسلم (( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )) لقد تحدثت أمنا صفية بنت حيي بن أخطب عن حادثة تبين لنا هذه العداوة ومبدأها ومنشأها فتقول (كنت أحب ولد أبي إليه والى عمي أبي ياسر، لم ألقهما قط مع ولدهما إلا أخذاني دونه فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، المدينة غدا عليه أبي وعمي مغلسين بين الفجر والصبح، فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس .فأتيا متعبين ساقطين يمشيان الهوينى، فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفت واحد منهما إلي مع ما بهما من الغم . وسمعت عمي أبا ياسر، وهو يقول لأبي: أهو هو ؟ قال: نعم إنه هو. فسأله عمي: أتعرفه وتثبته ؟ قال : نعم أعرفه وسأل عمي: فما في نفسك منه ؟ ورد أبي: عداوته ما بقيت) وصدق الله (( فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ )) لقد اختار عداوته ، والرسول صلى الله عليه وسلم لا زال في قباء ولم ينتقل إلى المدينة ، والدعوة لا زالت خيوط إشعاعها تبدوا أوائلها روى ابن سعد عن الزهري في قوله تعالى (( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا )) قال هو كعب بن الأشرف فإنه كان شاعرا وكان يحرض المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويهجوهم في شعره ، ويحرض عليهم الكفار. ولما قدم زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة بالبشارة من بدر بقتل المشركين وأسر من أسر منهم، قال كعب: ( أحق هذا ؟ أترون محمدا قتل هؤلاء الذي يسمي هذان الرجلان ؟ - يعني زيدا وعبد الله بن رواحة - فهؤلاء أشراف العرب وملوك الناس، والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الارض خير من ظهرها ). فلما تيقن عدو الله الخبر ، ورأى الاسرى مقرنين كبت وذل ، ثم قال لقومه اليهود: ما عندكم ؟ قالوا: عداوته ما حيينا. لقد اختاروا عداوتهم للنبوة منذ بزوغ فجرها رغم علمهم أن الرسول حق وما جاء به الحق (( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )) ولكنه الحقد المتجذر في قلوب يهود لما رأوا نبيا يخرج من غير نسل يهود إنهم يعرفون النبي كما يعرفون أبنائهم ويعرفون رسالته ولكن كما قال الله (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ )) وبدأت تلك العداوة عداوة وكيدا من النوع اللائق باليهود إنها العداوة الكائدة ، العداوة الجبانة ، العداوة المخاتلة وليست عداوة المواجهة لأن يهود أمة ذليلة ضربت عليها الذلة والمسكنة فلا تجرؤ على المواجهة أبدا .
أيها المسلمون : انظروا إلى عداواتهم عبر القرون مع المسلمين لقد عقد النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود أول وصوله إلى المدينة على أن يواجهوا معا أي عدو يواجههم ولكن ماذا كانت النتيجة ؟ لقد ترصوا برسول الله حتى إذا عاش المسلمون أحلك ظرف في حياتهم وأظلم ساعة في تاريخهم يوم تحزبت الأحزاب وبلغت القلوب الحناجر وزلزل المؤمنون زلزولا شديدا أعلن اليهود غدرهم وخيانتهم ونقضوا عهدهم وخانوا عهودهم ومواثيقهم وطعنوا المسلمين من الخلف فخانت بنو قريظة وأتت المسلمين من خلفهم ثم سيروا قليلا لتروا أنهم هم الجبناء الختارون فيغتنمون فرصة قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ديارهم يوم قدم على بني النظير بموجب المعاهدة التي بينهم على النصرة فقد جاء إلى ديارهم يستعينهم في دية رجلين حتى إذا جلس النبي في دورهم فما الذي فعلوه يا ترى ؟ هل وفوا بعهودهم وأكرموا ضيفهم وقاموا بواجب النصرة التي بينهم ؟ كلا بل تحركت في قلوبهم عقارب الغدر والخيانة فقالوا: نعم ياأبا القاسم نعينك على ما أحببت، ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، ورسول الله الى جنب جدار من بيوتهم قاعد. قالوا: فمن يعلوا على هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه فقام عمرو بن جحاش بن كعب وقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال على رسول الله ولكن كان خبر السماء أسرع من رقيه فجاء الخبر من السماء بما أراد القوم فقام وخرج الى المدينة قاتل الله اليهود أهذا هو الذي تتفتق عقولهم في هذه الساعة الحرجة ؟ فبدلا من المعاونة والنصرة يكون الغدر والخيانة ألا قبحت تلك الأنوف والمعاطف التي لا يهديها تفكيرها إلا إلى الغدر والخيانة . حتى إذا دخل النبي خيبر فاتحا وقد أفلست كل محاولات اليهود في الغدر برسول الله يأتي إليه مكر اليهود من امرأة تصنعت له الكرم والضيافة بعد أن سألت عن أحب اللحم إليه صلى الله عليه وسلم فقيل لها الكتف فذهبت إلى شاة ذبحتها ثم ملأت كتفها سما ثم قدمته للنبي صلى الله عليه وسلم فجاءه الخبر من السماء بأن اللحم كان مسموما فلفظ ما في فمه وقد أثرت فيه تلك اللقمة التي لفظها ورقاه جبريل حتى إذا حانت ساعة وفاته عاوده أثر ذلك السم فقال " مَا زَالَتْ أَكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَادّنِي ُ فَهَذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي " ثم مات صلى الله عليه وسلم مسموما من أثر سم اليهود عليهم لعائن الله . أيها المسلمون : لقد مات رسول الله مسموما بيد اليهود قتلة الأنبياء وأصحاب الغدر والخيانة والذين لا يرون لنبي حرمة ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة فجعل الله موته بأيديهم القذرة لينال النبي شرف الشهادة ولتبقى عداوتنا لهم مستمرة فقبح الله كل من ظن أن اليهود أصحاب سلام وأهل مودة ووئام . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا )) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ........
المشاهدات 3599 | التعليقات 3
رشيد بن ابراهيم بوعافية;16621 wrote:
صدقت أستاذ منديل ؛ اليهودُ هم اليهودُ لم يتغيّروا ولم يتبدّلوا ، ولكن نحنُ من بدّلَ وغيَّر !
اليهودُ اليوم مجتمعٌ في الأرض المحتلة يتألَّفُ من مُهاجري 102 دولة،يتكلمون 70 لغة مختلفة من شتات الأرض جمعهم الهمُّ الواحد والهدفُ الواحد والعقيدة الواحدة،رغم اختلاف الألوان واللغات والقوميات والعناصر والأوطان والأفكار . . ! على رغم جُبنِهم وخُنوعهم هم يدٌ واحدةٌ على من سواهُم،شعبًا وحكومة، ساسةً وقادةً حربيّين،صغارًا وكبارًا،نساءً ورجالاً،أغنياءَ وفقراء،مثقَّفين وغير مثقَّفين،كلُّهم في طريق واحد :" العملُ لمجد إسرائيل الكبيرة التي تمتدُّ من النيل إلى الفُرات ولو بعد ألف سنة " . . !
وأمَّا العربُ فالواقعُ أثبت أنَّهم كياناتٌ متضاربةٌ متصارعة،شيعٌ وأحزاب،فرقٌ وطرائق، قتلهم الاختلافُ وفرَّقتهم المصالحُ والأهواء،على مستوى الشعوب والحكومات،على مستوى ساستهم وعسكرهم،نسائهم ورجالهم،أغنيائهم وفقرائهم،مثقَّفيهم وجُهَّالهم . .كلُّ في طريق،ولكلٍّ ليلاه،لا يجمعهم همٌّ ولا هدف . .
انتبهوا- أيها الأحباب- : اليهودُ جعلوا العقيدةَ والشعورَ الدّيني أساسَ حياتهم ومماتهم،أساسَ قيامِ دولتهم وبناءِ مناهجِ تعليمهم و تربيةِ شعبهم، عليها يعيشون، وفي سبيلها يقاتلون..
وأما المسلمون فهم باللغة الدارجة :" غاشي عظيم".. اتَّخَذُوا عقيدَتَهم الصافية الصحيحة وراءَهم ظِهريَّا،لا علاقة لها بحياتهم،ولا بمناهج تعليمهم ولا بسياستهم ومؤسَّساتهم،لا تصنعُ مصالحهم وآمالَهم،ولا دخلَ لها في حروبهم ووَلائِهم،غايةُ ما لها في حياتهم أنَّهم بها ينطقون، ولحروفها يردّدون،وفي خمس أوقات بها يصلُّون،ثم لا يُسْمَعُ لها بعد ذلك في الحياة رِكزٌ ولا صَدَى..[font="]!
نسأل الله السلامة والعافية . ولك كامل الشكر والتقدير أستاذ منديل .
****************************
الشكر موصول لك على تواجدك الدائم وتعليقاتك المفيدة فمنكم نستفيد فأهلا بك
اليهودُ اليوم مجتمعٌ في الأرض المحتلة يتألَّفُ من مُهاجري 102 دولة،يتكلمون 70 لغة مختلفة من شتات الأرض جمعهم الهمُّ الواحد والهدفُ الواحد والعقيدة الواحدة،رغم اختلاف الألوان واللغات والقوميات والعناصر والأوطان والأفكار . . ! على رغم جُبنِهم وخُنوعهم هم يدٌ واحدةٌ على من سواهُم،شعبًا وحكومة، ساسةً وقادةً حربيّين،صغارًا وكبارًا،نساءً ورجالاً،أغنياءَ وفقراء،مثقَّفين وغير مثقَّفين،كلُّهم في طريق واحد :" العملُ لمجد إسرائيل الكبيرة التي تمتدُّ من النيل إلى الفُرات ولو بعد ألف سنة " . . !
وأمَّا العربُ فالواقعُ أثبت أنَّهم كياناتٌ متضاربةٌ متصارعة،شيعٌ وأحزاب،فرقٌ وطرائق، قتلهم الاختلافُ وفرَّقتهم المصالحُ والأهواء،على مستوى الشعوب والحكومات،على مستوى ساستهم وعسكرهم،نسائهم ورجالهم،أغنيائهم وفقرائهم،مثقَّفيهم وجُهَّالهم . .كلُّ في طريق،ولكلٍّ ليلاه،لا يجمعهم همٌّ ولا هدف . .
أتدرون أحبّتي لماذا تميَّزَ اليهودُ عن العرب فكان الذُّلُّ والعار على العرب رغم كثرتهم،وكان الانتفاشُ والانتصار لليهود رغمَ قِلَّتِهم وذِلَّتهم...؟
وأما المسلمون فهم باللغة الدارجة :" غاشي عظيم".. اتَّخَذُوا عقيدَتَهم الصافية الصحيحة وراءَهم ظِهريَّا،لا علاقة لها بحياتهم،ولا بمناهج تعليمهم ولا بسياستهم ومؤسَّساتهم،لا تصنعُ مصالحهم وآمالَهم،ولا دخلَ لها في حروبهم ووَلائِهم،غايةُ ما لها في حياتهم أنَّهم بها ينطقون، ولحروفها يردّدون،وفي خمس أوقات بها يصلُّون،ثم لا يُسْمَعُ لها بعد ذلك في الحياة رِكزٌ ولا صَدَى..[font="]!
نسأل الله السلامة والعافية . ولك كامل الشكر والتقدير أستاذ منديل .
****************************
الشكر موصول لك على تواجدك الدائم وتعليقاتك المفيدة فمنكم نستفيد فأهلا بك
[/font]
جزاك الله خيراً للتذكير .. ولكن من باب الأمانة يجب أن تنسب هذه الخطبة لقائلها وهو الشيخ عبدالوهاب الطريري
رشيد بن ابراهيم بوعافية
صدقت أستاذ منديل ؛ اليهودُ هم اليهودُ لم يتغيّروا ولم يتبدّلوا ، ولكن نحنُ من بدّلَ وغيَّر !
اليهودُ اليوم مجتمعٌ في الأرض المحتلة يتألَّفُ من مُهاجري 102 دولة،يتكلمون 70 لغة مختلفة من شتات الأرض جمعهم الهمُّ الواحد والهدفُ الواحد والعقيدة الواحدة،رغم اختلاف الألوان واللغات والقوميات والعناصر والأوطان والأفكار . . ! على رغم جُبنِهم وخُنوعهم هم يدٌ واحدةٌ على من سواهُم،شعبًا وحكومة، ساسةً وقادةً حربيّين،صغارًا وكبارًا،نساءً ورجالاً،أغنياءَ وفقراء،مثقَّفين وغير مثقَّفين،كلُّهم في طريق واحد :" العملُ لمجد إسرائيل الكبيرة التي تمتدُّ من النيل إلى الفُرات ولو بعد ألف سنة " . . !
وأمَّا العربُ فالواقعُ أثبت أنَّهم كياناتٌ متضاربةٌ متصارعة،شيعٌ وأحزاب،فرقٌ وطرائق، قتلهم الاختلافُ وفرَّقتهم المصالحُ والأهواء،على مستوى الشعوب والحكومات،على مستوى ساستهم وعسكرهم،نسائهم ورجالهم،أغنيائهم وفقرائهم،مثقَّفيهم وجُهَّالهم . .كلُّ في طريق،ولكلٍّ ليلاه،لا يجمعهم همٌّ ولا هدف . .
وأما المسلمون فهم باللغة الدارجة :" غاشي عظيم".. اتَّخَذُوا عقيدَتَهم الصافية الصحيحة وراءَهم ظِهريَّا،لا علاقة لها بحياتهم،ولا بمناهج تعليمهم ولا بسياستهم ومؤسَّساتهم،لا تصنعُ مصالحهم وآمالَهم،ولا دخلَ لها في حروبهم ووَلائِهم،غايةُ ما لها في حياتهم أنَّهم بها ينطقون، ولحروفها يردّدون،وفي خمس أوقات بها يصلُّون،ثم لا يُسْمَعُ لها بعد ذلك في الحياة رِكزٌ ولا صَدَى..[font="]!
نسأل الله السلامة والعافية . ولك كامل الشكر والتقدير أستاذ منديل .
[/font]
تعديل التعليق