الأمان والإيمان (تعميم)

يوسف العوض
1446/03/15 - 2024/09/18 08:24AM

الخطبة الأولى

أيّها المسلمون: نعم الله تعالى سبحانه وآلاؤه نعم عظيمة، نعمة التمسك بالإسلام، والاستقامة على الإيمان، ونعمة الأمن والأمان، والاستقرار والاطمئنان، في الدور والأوطان ونعمة الصحة والسلامة في الأبدان، ونعمة الأرزاق العاجلة والآجلة ... قال تعالى: ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) وتحوط النعم كلها نعمة سلامة الله والعقيدة، فاحمدوا الله تعالى واشكروه على ما حباكم من هذه النعم فبالشكر تدوم النعم، قال الله تعالى: ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ).

أيها المسلمون: الحديث عن نعم الله تعالى وما ينبغي تجاهها، وما يتعامل به المسلم معها حديث تحبه النفوس المؤمنة، وتطمئن له الأفئدة الشاكرة، المتعلقة بالمنعم سبحانه، وهذا ديدن الكرماء، فإن الكريم إذا أكرمته ملكته، فكيف وإذا كان المكرم أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين، سبحانه وتعالى.

أيها المسلمون: إن من أجلِّ النعم وأعظمها بل وكثير من النعم تقوم عليها، وتؤدى من خلالها: نعمة الأمن والأمان في الدور والأوطان، والهدوء والاستقرار، هذه النعمة لا يعرف قيمتها هذه النعمة العظيمة نوه الباري سبحانه وتعالى بشأنها في آيات كثيرة وفي مواضع متعددة من كتابه الكريم، حيث جعله سبحانه مطلب أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام فقد قال: ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ وأشار إليه سبحانه في آيات مشابهة عند امتنانه على أهل مكة فقال: ( الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ )، ولعظمه فقد جعله الله تعالى صفة دائمة لبيته الحرام فقال: ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ) وقال سبحانه: ( أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) ولا شكَّ أيها المسلمون أنه بالأمن تستقر الحياة، ويأمن الناس على حياتهم ويستقيم معاشهم، ويأمنوا على أموالهم وأعراضهم ويتوجهون إلى العلم والعمل، والتحصيل والإنتاج في سائر مناحي الحياة، ويشتغل الناس في البناء والتنمية ويعبدون الله حق عبادته رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ ) فقدم إبراهيم عليه الصلاة والسلام في الدعاء طلب الأمن على التوحيد وأهميتها وعظم شأنها إلا من ذاق مرارة فقدانها.

أيها المسلمون: في ظل الأمن يطيب طعم الطعام، وتظهر حلاوة المذاق، وتستقر الحقوق وتؤدى إلى أهلها.

أيها المسلمون: إن من تمام النعمة السعي إلى استمرارها واستقرارها وذلكم بشكر الله تعالى عليها والقيام بحقوقه حق القيام، واستعمال نعمه في طاعته واجتناب نواهيه، فإنه بالشكر تدوم النعم، قال تعالى: ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) .

الخطبة الثانية

أيها المسلمون: وإن مما ينبغي أن تلهج الألسن فيه بالشكر، ما أتمه علينا من هذه النعمة في هذه البلاد المباركة التي حباها الله سبحانه وتعالى بما فقد في غيرها، فلقد كانت هذه البلاد مسرحًا للفتن والمشكلات، حتى منّ الله سبحانه وتعالى على أهلها بظهور دعوة التوحيد على يد الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، وبقيام الحكم بشريعة الله على أيدي القادة من آل سعود أيدهم الله بتوفيقه منذ تعاهد الإمام محمد بن سعود مع الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمهما الله تعالى- حتى أصبحت هذه البلاد ولا تزال مضرب المثل في الأمن والاستقرار مما لم تظفر به أمة من الأمم التي تملك السلاح والقوة المادية، ولن تزال هذه البلاد بحول الله بخير وأمان متمسكة بعقيدة التوحيد وحكمة لشريعته.

أيها المسلمون: يجب أن يكون الجميع يدًا واحدة في كل أمور الخير ودفع الشر.

وعلى بيان كل من يريد الإخلال بهذا الأمن وذلك التماسك، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ثم إن مثل هذا التعاون من أفضل أبواب الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو سمة هذه الأمة ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ).

إن كل مسلم على ثغر، فالله الله أن لا يؤتى دينه وعرضه ووطنه من ثغره.

المرفقات

1726654890_أمان.docx

المشاهدات 948 | التعليقات 0