الأَمَانَةُ أصلٌ في جميع العبادات والمعاملات
محمد البدر
الأَمَانَةُ أصلٌ في جميع العبادات والمعاملات –الْمَسَاجِدَ والوظائف
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللهِ :قَال تَعَالَى:﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً﴾وَقَال تَعَالَى:﴿وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾وَقَال تَعَالَى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾وَقَالَﷺ:«أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا:حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.قَالَﷺ:«إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ،فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.وَقَالَﷺ:«أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ:«أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا،وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا،إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ،وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ،وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ،وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللهِ :من أعظم الأمانات أمانة الوظائف بشتى صورها وأشكالها، فتجب تقوى الله فيها، والحرص على أدائها على الوجه الأكمل، والقيام بواجباتها ومسئولياتها ومن أهمها وأعظمها وأشرفها وظيفة الخطيب والإمام والمؤذن فهم مؤتمنون على المساجد المكلفون بها من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وبعض أهل الخير أصحاب المساجد الأهلية فاتقوا الله في هذه الأمانة فأنتم تحملون دعوة ورسالة ودلالة لهداية الناس إلى المنهج الحق وإلى التوحيد والسنة والعقيدة الصحيحة والناس تقتدي بكم وتستمع لكل ما تتفوهون به وتصدق كل ما تقولون وتقتدي بكل أعمالكم فراقبوا الله في كل أموركم قَال تَعَالَى:﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ وعلموهم ما ينفعهم وحذروهم من كل ما يضرهم ويؤذيهم وفق ما جاء بهﷺوصحابته رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ومن تبعهم إلى يوم الدين فالله الله بالمحافظة على هذه الأمانة واخلاص العمل لله واحتساب الأجر والثواب واجعلوا المنابر والمحاريب منارات خير وهدى وفلاح وتقوى،قَالَﷺ:«الْإِمَامُ ضَامِنٌ وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ،اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَاقتدوا بخير خلق الله تفلحوا فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ«مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلاَةً،وَلاَ أَتَمَّ مِنَ النَّبِيِّ ﷺوَإِنْ كَانَ لَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَيُخَفِّفُ مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَنَ أُمُّهُ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.وَقَالَﷺ:«مَنْ أَمَّ النَّاسَ فَأَصَابَ الْوَقْتَ فَلَهُ وَلَهُمْ،وَمَنِ انْتَقَصَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعَلَيْهِ وَلَا عَلَيْهِمْ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَقَالَ الأَلبَانيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
عِبَادَ اللهِ :واعلموا ان الأمانة أصلٌ في جميع العبادات والمعاملات، فطاعة ولاة الأمر أمانة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمانة والصلاة أمانة ،تؤديها في أوقاتها كاملة بالشروط والواجبات والأركان، والوضوء أمانة والوزن والكيل أمانة والودائع أمانة والصيامُ أمانةٌ، والزكاةُ أمانة،والأيمانُ والوفاء بالعهود والمواثيق والالتزامات والمواعيد أمانة،والصحة أمانة،وسمعك وبصرك ولسانك وفؤادك أمانةٌ،قَال تَعَالَى:﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾وسوف تسأل عنها،قَال تَعَالَى:﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً﴾.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللهِ :قَالَﷺ:«إِذَا رَأَيْتُمُ النَّاسَ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ،وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ،وَكَانُوا هَكَذَا»وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ،قَالَ:فَقُمْتُ إِلَيْهِ،فَقُلْتُ:كَيْفَ أَفْعَلُ عِنْدَ ذَلِكَ،جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ:«الْزَمْ بَيْتَكَ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَقَالَ الأَلبَانيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ.واتقوا الله في أنفسكم وأهليكم ومن تحت أيديكم قَالَﷺ:«كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.وَقَالَﷺ:«مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.فيا مَن تحمَّل مسؤولية من المسؤوليات مثل الوظائف والأعمال وتشرفت بخدمة بيوت الله بأي وظيفة كانت ويكفيك فخر واعتزاز بأن ملك هذه البلاد يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين وكل من في هذه البلاد يتشرف بخدمة بيوت الله،لقد استرعاكم ربكم -عز وجل-مسئولياتٍ جساماً،فاتقوا الله فيها وفي رعايتها والقيام بما يرضي الله.الا وصلوا...
المرفقات
1623282453_الأَمَانَةُأصلٌ في جميع العبادات والمعاملات –الْمَسَاجِدَ والوظائف0.pdf