الأقصى في خطر ...الحث على صيام عاشوراء

مجمد شراحيلي
1436/01/06 - 2014/10/30 21:25PM
هذه خطبة جمعة اجتهدت في جمعها وترتيبها أسأل الله أن ينفع بها ويكتب الأجر والمثوبة
الأقصى في خطر ..1436/1/7
الخطبة الأولى:
معاشر المؤمنين ..
في فؤادي المسجد الأقصى وما لامست رجلاي منه العتبه
دونه اللِّصُّ الذي يسرقـــــــــــــــــــــــــه كلَّما جـــاء محبّ ضـربـــــــــــــه
دون أحبابي جـــــــــــــدار فـــاصـــــــل وعمـــــيل يـــــــــــده مضطـــــــربه
وعقول وعيهـــــــــــــــــــا مســـــــــــــــتلب وقلـــــوب روحهــــــــــــا مستلبه
لم تكد تمر علينا الذكرى المؤلمة التي كانت طعنة في قلب الأمة الإسلامية ، ذكرى إحراق المسجد الأقصى على يد يهودي صهيوني عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين ميلادية ، حين التهمت النار أجزاء هامة منه كمنبر صلاح الدين الايوبي محرر الأقصى من الصليبيين، في اعتداء آثم لازالت ذكراه تؤلم قلوب المسلمين ،حتى فجعنا بالأمس القريب من خبر منع الصهاينة للمسلمين في فلسطين من الصلاة في المسجد الأقصى ولأول مرة منذ احتلاله في مشهد مذل ومهين للمسلمين ..

المسجد الأقصى قبلة المسلمين ، و مسرى رسول الله ومعراجه إلى السماء ، ومنه أعلن الله إمامته على الأنبياء تشريفا وتكريما له من ربه جل جلاله . • لقد كانت رحلة الإسراء والمعراج إيذانا بتعظيم هذه الأمة وتعظيم هذا النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ..وفيها ما يدل على أن باب السماء مقابل للمسجد الأقصى وأنه أقرب أماكن الأرض إلى السماء . • شرف الله المسجد الأقصى في قوله : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " فمجّده بهذا الوصف : "الذي باركنا حوله " وقد أمر الله خليله إبراهيم عليه السلام ببنائه فبناه بعد الكعبة بأربعين عاما ، وبناه بعده أنبياء الله ، حتى فُتح لرسول الله صلى الله عليه وسلم . • وفتحه المسلمون في أيام امير المؤمنين عمر بن الخطاب ..ثم بناه عمر فجعل الصخرة خلف المصلين وبنى المسجد أمامها في مكانه الذي هو فيه الآن وهو الجامع القبلي جامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
• إن هذا المسجد المبارك .. يدنسه الصهاينة اليوم .. وقد احتله الصليبيون 95 عاما حتى طهره منهم صلاح الدين الأيوبي بجيوش المسلمين . • ..ثم بعد ذلك احتلته هذه الشرذمة من اليهود الذين جاءوا من مشارق الأرض ومغاربها وأحرقوه ودنسوه وهم اليوم يقتحمونه في هذا الأسبوع ويخرجون منه المصلين ويؤذون أهله . • المسجد الأقصى أمانة في رقاب المسلمين جميعا وتشريف لأمتهم وهو مرتبط بعقيدتهم يقرؤون فضله في كتاب ربهم المنزل من فوق سبع سماوات ، ويعرفون ما جاء فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من التشريف ؛ فقد قال تعالى فيه : " الذي باركنا حوله " وقال: " وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرة " فتلك هي الارض المباركة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم :(يوشك أن يكون خير مُهاجركم مُهاجر أبيكم إبراهيم عليه السلام وإنها تكون هجرةٌ بعد هجرةٍ) وقال :( إن الله تكفل لي بالشام تظله أجنحة الملائكة)
عباد الله : المسجد الأقصى في خطر فنار المكر والحقد الصهيوني مستعرة وبقوة في السنوات الأخيرة ,إنها النار التي لا زالت تلتهم الأقصى والقدس والمقدسيين حتى الآن، إنها نار الكيد الصهيوني لتدنيس المسجد وتهويد القدس، فلا زالت حرب الاقتحامات والمصادرة لأملاك المقدسيين والتهويد والاغتصاب العنصري مستمرة، ولا زال المقدسيون يعانون، ولا زال الأقصى يعاني من محاولات عزله عن أهله .
وما يفعله اليهود اليوم من الاعتداء جسٌّ للنبض .. هل بقيت في هذه الأمة حياة ؟ .. فهم يرون الأمة قد قُطعت أشلاءً ومُزقت أعضاؤها .. فهم يحسبون أن هذا الوقت مناسب للقضاء على المسجد الأقصـى.
إنَّ الغفلة عن المسجد الأقصى وما يتعرض له أمارةٌ على ضعف الإيمان وموت القلب ، ولا يجتمع حبُّ النبي صلى الله عليه وسلم وإهمال قضية المسجد الأقصى فهو مسراه صلى الله عليه وسلم وفيه أمَّ الأنبياء ؛ فارتبطت بذلك نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ونصرة المسجد الأقصى . • لا بد من بذل الجهد في الدفاع عن المسجد الأقصى والمساهمة في ذلك فكل جهد صادق محتاج إليه ولوكان جهدا يسيرا إذا كان هو قدر استطاعتك ..فالله غني عنا وعن جهودنا كما قال تعالى :" ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوَا بَعضكم ببعض "
نصرة الأقصى واجبة على كل مسلم بما يطيق ويستطيع ولو بالكلمة والدعاء لأن اعتقاد القلب بوجوب النصرة والتبرؤ من الخذلان أمر لازم لتبرأ الذمة، يوم الوقوف بين يدي الواحد الديان .

الخطبة الثانية:
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قدم رسول الله المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: ((ما هذا اليوم الذي تصومونه؟)) قالوا: هذا يوم عظيم، أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرَّق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه، فقال رسول الله : ((فنحن أحق وأولى بموسى منكم))، فصامه رسول الله وأمر بصيامه. وقد كان صيام يوم عاشوراء واجبًا قبل أن يفرض صيام رمضان، فلما فرض صيام رمضان أصبح صيام عاشوراء سنة مؤكدة.
ولا زالت الأمة تصوم هذا اليوم وتتأسى بنبيها في صيامه. وسن لنا نبينا أيضا صيام اليوم التاسع من هذا الشهر، يقول في الحديث الذي أخرجه ابن ماجه عن ابن عباس: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)) أي: إن عشت إلى العام المقبل لأصومن التاسع أيضا، ولكنه مات قبل أن يصومه ،
ورتب الله سبحانه على صيام عاشوراء أجرا عظيما، لا ينبغي لمسلم أن يزهد فيه أو يفرط، فقد ذكر أن صيام عاشوراء يُكفِّر السنة التي قبله، فيا له من فضل عظيم، ويا لها من بشرى طيبة، عن أبي قتادة أن رسول الله قال عن صيام يوم عاشوراء: ((إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)) أخرجه أبو داود.
يصوم الإنسان هذا اليوم مؤمنا مخلصا محتسبا، فيكفر الله عنه خطايا عامه المنصرم، ويستقبل عامه الآتي بنفس منشرحة وقلب عامر بالإيمان، فهذه نعمة يتفضل بها الله سبحانه على عباده، وهذا ميدان للتنافسِ والتسابقِ على كسبِ الحسنات، ينبغي لكل حازم أن يضرب فيه بسهم، وأن يزاحم عليه ما دام في العمر فرصة وفي الجسد قوة، فلا نضيع هذه الغنيمة فكم هم الذين قد حرموها ووسدوا القبور ، وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير سنة كامله والله ذو الفضل العظيم
هذا صلوا وسلموا على النبي المصطفى والرسول المجتبى والحبيب المرتضى كما قال تعالى في كتابه الكريم )) إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما))


المشاهدات 1849 | التعليقات 0