الأعمال المستحبة في العشر من ذي الحجة
ياسر دحيم
الخطبة الأولى
الحمد لله..
فإنّ ممّا يستوجب على العبد حمد ربِّه، أنْ يمدّ الله له في عمرِه فيبلّغه مواسم الخيرات، ليفتح له أبوابها ويعرض عليه بركاتها، فيجتهد ويسابق إلى جنّة عرضها السّموات والأرض، وقد حَبانا الله دون كثيرٍ ما بين مُوسَّدٍ الثَّرى، وضالٍّ زاهدٍ في الآخرة، بأنْ بلّغنا شهر ذي الحِجّة الحرام، وأوائل أيّامِه العَشر، الأيّام الّتي وردت النّصوص حول فضائلها وخصائصها وشرفِها فهي أفضل أيّام الدّهر، حيث قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فيها: ((أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ العَشْرِ)) رواه البزّار وصحّحه الألباني في صحيح الجامع.
وهي الأيّام المعلومات الّتي أشار الله إلى فضلها بقوله: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَاللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾. وهي الأيّام الّتي رغّب فيها النّبي - صلّى الله عليه و سلّم - إلى العمل الصّالح بقوله: ((مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ)). فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ)) أخرجه التّرمذي
وهي الأيّام الّتي فيها يوم عَرَفَة، الّذي ورد فيه قول نبيّنا - صلّى الله عليه وسلّم: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ المَلاَئِكَةَ. فَيَقُولُ: مَا أَرادَ هَؤُلاَءِ؟)) رواه مسلم, وهي الأيّام الّتي فيها يوم النّحر، وهو يوم العاشر مِن ذي الحجّة الّذي رُوي فيه قوله – عليه الصّلاة والسّلام: ((إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ)) رواه أبو داود.
وممّا لا شكّ فيه، أنّ عبادةَ الله – تعالى - والتقرّبَ إليه بالطّاعات مطلوبةٌ مِن المسلم في كلّ وقتٍ وحين، إلاّ أنّها تتأكّد في الأوقات الفاضلة، كهذه الأيّام مِن شهر ذي الحجّة، فأحببتُ أن أذكّر ببعض الأعمال الصالحة نستغل بها أوقاتنا, فمن ذلك:
المحافظة على الصلوات المكتوبات في جماعة مع المسلمين: ففي الصحيح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إنَّ اللهَ قال: وما تقرِّبَ إليَّ عَبْدي بِشيءٍ أحبَّ إليَّ مِمَّا افْترضتُ عليْه", وعن عبد اللهِ ابن مسعود قالَ: سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ العمَلِ أَحَبُّ إلى اللهِ؟ (وفي روايةٍ: أفضل؟ قالَ: "الصلاةُ على وقتِها". قالَ: ثم أيُّ؟ قالَ: " بِرُّ الوالدَينِ". قالَ: ثم أيُّ؟ قالَ: "الجهادُ في سبيلِ الله".
وكم من أجور عظيمة مضاعفة يفرط فيها المفرطون في تأخرهم عن الصلاة, فللتبكير للصلاة والجلوس في المسجد في انتضار الصلاة فضل وأي فضل؟! في الصحيح قال رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لوْ يَعلَمُ الناس ما في النداءِ والصفِّ الأَوَّلِ؛ ثم لم يجدوا إلا أن يَستَهمُوا عليهِ لاستَهموا، ولوْ يعلَمونَ ما في التَّهجير -التبكير إلى الصلوات-؛ لاستَبقوا إليهِ، ولوْ يعلمون ما في العتَمَةِ والصُّبحِ؛ لأَتوْهُما ولوْ حَبْواً".
وكل خطوة يخطوها المسلم إلى المسجد حسنات في ميزانه, قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا توضَّأَ فأَحسَنَ الوُضوءَ، ثم خرَجَ إلى المسجدِ، لا يُخْرجُه إلا الصلاةُ، لم يَخْطُ خَطْوةً إلا رُفِعتْ له بها درجةٌ، وحُطَّ عنْه بها خطيئةٌ، فإذا صلَّى (وفي الرواية الأخرى: وإذا دخل المسجد) لمْ تَزَلِ الملائكةُ تصَلي عليْه ما دامَ في مصَلاَّه" البخاري.
ومن الأعمال الصالحة: النوافل على وجه العموم ونوافل الصلوات خاصة , وفي الحديث القدسي: "وما يزال عبدي يتقرّب إليَّ بالنّوافل حتّى أُحبّه", وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا في الْجَنَّةِ"
ومن الأعمال الصالحة: الصّيام: فهو مِن أفضل الأعمال الصّالحة الّتي وردت النّصوص الكثيرة في بيان فضله, عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قالَ: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "مَن صامَ يوماً في سبيلِ الله؛ بَاعدَ اللهُ وجْهَهُ عنِ النارِسبعينَ خريفاً".
فإذا عجز أحدٌ عن صيام التِّسع من ذي الحجة، فلا يعجز عن صيام ثلاثة أيام مِنها فإنّ صيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر سنّة مُتّبعة؛ فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ: "أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بثلاثٍ، لا أدَعُهنَّ حتى أموتَ: صوْمِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وصلاةِ (وفي روايةٍ: وركعَتي) الضحى، ونومٍ على وتْرٍ", فإنْ شُغلت النّفس وضعفت الهِمّة عن هذا كلّه، فلا ينبغي أنْ ينشغلنّ أحدٌ أو يضعفنّ عن صيام يوم عرفة (فق سُئِلَ النبي عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ فَقَالَ: "يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالبَاقِيَة".
ومن الأعمال الصالحة: ذكر الله تعالى؛ فهذه الأيّام؛ أيّام ذِكرٍ لله - سبحانه وتعالى - بجميع أنواعه: مِن قراءةِ قرآنٍ، وتكبيرٍ، وتسبيحٍ، وتهليلٍ، وتحميدٍ، ودعاءٍ، واستغفارٍ؛ قال الله – عزّ وجلّ - في آية الحجّ: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ وقد أكّدت السنّة النّبوية على الذّكر والإكثار منه في هذه الأيّام، في حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما – عن النّبي - صلى الله عليه وسلّم - قال: ((ما مِن أيّامٍ أعظمُ عند الله ولا أحبُّ إليه العمل فيهنَّ مِن هذه الأيّام العشْر، فأكثروا فيهنَّ مِن التّهليل والتّكبير والتّحميد)), وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: ((ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا العدو وتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله))؛ رواه أحمد والترمذي.
فأكثروا من التسبيح والتحميد والتهليل فإن فضلها عظيم, قال النبي – صلى الله عليه وسلم-: "فَمَنْ ضَنَّ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَخَافَ الْعَدُوَّ أَنْ يُجَاهِدَهُ، وَهَابَ اللَّيْلَ أَنْ يُكَابِدَهُ، فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ" (صحيح الترغيب), وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ" (متفق عليه).
والتكبير في أيام العشر مطلوب ومستحب وهو من شعائر الله, وقد أصبح التّكبير في هذا الزّمن من السّنن المهجورة، ولا سيما في أوّل العشر فلا تكاد تسمعه إلا مِن القليل, فأعلنوا التكبير في بيوتكم وأسواقكم, ورحم الله من أحيا هذه السنّة وذكَّر الناس بها؛ روى الترمذي وحسنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث رضي الله عنه: «مَنْ أحْيا سُنَّةً من سُنَّتِي قدْ أُمِيتَتْ بَعدِي فإنَّ لهُ من الأجرِ مِثلَ مَنْ عَمِلَ بِها من غَيرِ أنْ يَنْقُصَ من أُجُورِهِمْ شيءٌ ".
ومن الذكر: تلاوة القرآن: فهو مِن أخصّ الأذكار وأعظمها، فلْيُقبِلْ المسلمون على تلاوةِ كتابِ ربِّهِم في هذه الأيّام المباركة، ولا يخفى ما للقرآنِ مِن فضلٍ عظيم, قال تعالى: ﴿ إِنّ الّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لنْ تَبُورَ * لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِن فَضْلِهِ، إِنّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾, وفي حديث عبد الله بن مسعود - رضي اللّه عنه - أنّ رسول اللهِ - صلّى الله عليه وسلّم - قال: ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، والحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ" رواه التّرمذي
ومن الأعمال الصالحة: الصّدقة: والصّدقة في وقت الحاجة والشدّة أفضل مِن بعض العبادات التطوّعية الخاصّةوذلك لأنّ العبادة التطوّعية الخاصّة نفعُها قاصرٌ على صاحبها، أمّا الصّدقة على المحتاجين مِن الجِياع والفقراء والمساكين والمرضى فنفعُه متعدّي، وما كان نفعُه متعدّيًا أفضل ممّا كان نفعه قاصرًا.
الصدقة تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله- صلى الله عليه وسلم-: "إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى صحيح الترغيب, والصدقة تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار" صحيح الترغيب, وهي وقاية من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "فاتقوا النار، ولو بشق تمرة", والصدقة تحصين للمال وشفاء من الأمراض, قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ" صَحِيح الْجَامِع.
{ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } [الحديد: 18]
أقول ما سمعتم وأستغفر الله.
الخطبة الثانية:
الحمد لله
عباد الله: ومن الأعمال الصالحة: زيارة المرضى, قوله- صلى الله عليه وسلم-: «إذا عادَ المُسلمُ أخاه المُسلمَ لم يزَل في خُرْفَة الجنة». قيل: يا رسول الله! وما خُرْفَة الجنة؟ قال: «جَنَاها»؛ رواه مسلم, وقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلاً". وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجَنَّةِ» الترمذي.
ومن العمال الصالحة: حسن الخلق قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ شَيْءٍ فِي الْمِيزَانِ أثقل من حسن الخلق" رواه الترمذي, وقال: "أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ "، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. قَالَ الْقَوْمُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله! قال: " أحسنكم خلقاً".
وبذل المعروف للناس من أفضل الصالحات, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ، وَالصَّدَقَةُ خَفِيًّا تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ زِيَادَةٌ فِي الْعُمُرِ، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ" صحيح الجامع.
وقضاء حوائج المسلمين من أهل الضعف والحاجة من أفضل القربات إلى رب البريات وصاحبها محبوب مقرَّب من ربه سبحانه, فعَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ» صححه الألباني.
أيها المسلم: أبواب الخير كثيرة ومتنوعة, وكرم الله واسع, فخذ من الأعمال الصالحة ما تستطيع, ولا تحقرن من المعروف شيئاً "إِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَتَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الْحَجَرَ وَالشَّوْكَ وَالْعَظْمَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَهِدَايَتُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضالة صدقة" الصحيحة, وإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر: "إن امرأة بغيًا سقت كلبًا فغفر الله لها" رواه البخاري ومسلم, و(بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَّرَهُ ، فَشَكَرَ الله لَهُ فَغَفَرَ لَهُ فَأُدْخِلَ الجَنَّةَ ) البخاري ومسلم في رواية عَنْ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلبُ فِي الجَنَّةِ ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيق ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ).
صلوا وسلموا على رسول الله فمن صلَّى على النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّةً صلَّى الله عليه بها عشرًا