الأضاحي ويوم عرفة والعيد
محمد البدر
1435/12/05 - 2014/09/29 12:00PM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد عباد الله :قال تعالى :{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ }. الحمد لله الذي انعم علينا بإدراك هذا اليوم يوم عرفة يوم يُبَاهِي اللَّهَ مَلَائِكَتَهُ بِأَهْلِ عَرَفَةَ وهو يوم مغفرة الذنوب، وأجر صيامه لغير الحاج كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ »رَوَاهُ مُسْلِمُ.
وهو يوم العتق من النيران ، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً .
والدعاء مستجاب في الأغلب قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وثانياً يوم النحر :هو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو أول يوم من أيام عيد الأضحى ، وهو من أفضل الأيام عند الله ، قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
ويوم القر هو: اليوم الذي يلي يوم النحر ، سمي بذلك لأن الناس يقرون فيه بمنى (أي يوم الاستقرار في منى) وهو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة ، وهو أفضل الأيام بعد يوم النحر، وهذه الأيام الأربعة هي أيام نحر الهدي والأضاحي على الراجح من أقوال أهل العلم؛ تعظيماً لله تعالى .
عباد الله :وتشرع الأضحية في يوم النحر (وهو أول أيام العيد) ، وأيام التشريق (ثاني وثالث ورابع أيام العيد) وهو سنة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين فدى الله ولده بذبح عظيم ، وقد ثبت عَنْ أَنَسٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : (ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(الصفحة :هي جانب العنق)
عباد الله :ويكون ذبح الأضحية بعد صلاة العيد لقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُعِدْ مَكَانَهَا أُخْرَى وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، ووقت الذبح أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: (كُلُّ أيامِ التشريقِ ذَبْحٌ) رَوَاهُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ ، والسنة أن يشهد المضحي أضحيته .وأن ينحرها بنفسه إن استطاع ، وإن لم يستطع فليوكل من ينحرها عنه ويكبر عليها ويقول« بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ »وأن يأكل منها شيئاً كما فعل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كان لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته ،و تجزئ الشاة الواحدة عنه وعن أهل بيته ،لقول أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا سُئِلَ:(كيفَ كانتْ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رسولِ الله .فقال :كان الرَّجلُ يُضَحِّي بالشَّاةِ عنهُ وعن أهلِ بَيْتِهِ فيأكلُون ويُطْعِمونَ حتى تَبَاهَى الناسُ فصارت كما ترَى)رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وتجزئ البدنة أو البقرة عن سبعةٍ وأهلِ بيوتهم ؛ لحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
«حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَحَرْنَا الْبَعِيرَ عَنْ سَبْعَةٍ وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ» رَوَاهُ مُسْلِمُ.
وأقل ما يجزئ من الضأن ما له نصف سنة ، وهو الجذع ؛ لقول عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
« ضَحَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَذَعٍ مِنْ الضَّأْنِ» رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
وأقل ما يجزئ من الإبل والبقر والمعز مُسنَّة ( وهي من المعز ما له سنة، ومن البقر ما له سنتان، ومن الإبل ما له خمس سنوات ) لحديث جابر رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لاَ تَذْبَحُوا إِلاَّ مُسِنَّةً إِلاَّ أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ » رَوَاهُ مُسْلِمُ.
الأفضل من الأضاحي جنساً : الإبل ، ثم البقر إن ضحى بها كاملة ، ثم الضان ثم المعز ، ثم سُبْعَ الْبَدَنَةِ ، ثم سُبْعَ الْبَقَرَةِ ، والأفضل منها صفة :الأسمن الأكثر لحماً الأكمل خلقة الأحسن منظراً .
وَ فِي الأَضَاحِي أَرْبَعٌ لاَ تَجُوزُ: كما فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« أَرْبَعٌ لاَ تَجُوزُ فِي الأَضَاحِي الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا وَالْكَسِيرُ الَّتِي لاَ تَنْقَى »
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
والعرجاء البيّن ظَلْعُها ( أي: عرجها ) والكسير( أي: المنكسرة ) ، وفي لفظ: والعجفاء ( أي: الهزيلة) التي لا تنقي ( أي: لا مخ لها لضعفها وهزالها )
أقول قولي هذا ....
الخطبة الثانية :
وختام الأيام العشر العيد ويسن في العيد :
1- والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلا فيصلى في المسجد لفعل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
2- الذهاب إلى مصلى العيد ما شياً إن تيسر له ذلك .
3- الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة : والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة ، لقوله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيض والعواتق، ويعتزل الحيض المصلى لحديث أم عطية قول النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « لِتَخْرُجِ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ - أَوِ الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ - وَالْحُيَّضُ ، فَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ ، وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ ، وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وعلى المسلم الحرص على أداء صلاة العيد حيث تصلى ، وحضور الخطبة والاستفادة منها .
4- مخالفة الطريق : يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن جابر رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
«كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يومُ عيدٍ خَالَفَ الطَّريقَ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
قَوْله : (( خَالَفَ الطَّريقَ )) يعني : ذَهَبَ في طريقٍ ، وَرَجَعَ في طريقٍ آخَرَ .
5- التهنئة بالعيد : يجوز التهنئة بالعيد وذلك لثبوته عن صحابة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونقول: «تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ» .
6 – وأن يذبح بعد الصلاة لقول النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّىَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى ، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
7- وعلى المسلم معرفة الحكمة من شرعية هذا العيد ، وانه يوم شكر وعمل بر ، فلا يجعله يوم أشر وبطر ولا يجعله موسم معصية وتوسع في المحرمات كالأغاني والملاهي ونحوها مما قد يكون سبباً لحبوط الأعمال الصالحة التي عملها في أيام العشر .
8 - التَّكْبِيرِ : ويشرع التَّكْبِيرِ مِنْ فَجْرِ يَوْمِ عَرَفَةَ عَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ إلى عصر آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.
ألا وصلوا عباد الله على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم بذلك اللطيف الخبير { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[/align]
أما بعد عباد الله :قال تعالى :{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ }. الحمد لله الذي انعم علينا بإدراك هذا اليوم يوم عرفة يوم يُبَاهِي اللَّهَ مَلَائِكَتَهُ بِأَهْلِ عَرَفَةَ وهو يوم مغفرة الذنوب، وأجر صيامه لغير الحاج كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ »رَوَاهُ مُسْلِمُ.
وهو يوم العتق من النيران ، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً .
والدعاء مستجاب في الأغلب قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وثانياً يوم النحر :هو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو أول يوم من أيام عيد الأضحى ، وهو من أفضل الأيام عند الله ، قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
ويوم القر هو: اليوم الذي يلي يوم النحر ، سمي بذلك لأن الناس يقرون فيه بمنى (أي يوم الاستقرار في منى) وهو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة ، وهو أفضل الأيام بعد يوم النحر، وهذه الأيام الأربعة هي أيام نحر الهدي والأضاحي على الراجح من أقوال أهل العلم؛ تعظيماً لله تعالى .
عباد الله :وتشرع الأضحية في يوم النحر (وهو أول أيام العيد) ، وأيام التشريق (ثاني وثالث ورابع أيام العيد) وهو سنة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين فدى الله ولده بذبح عظيم ، وقد ثبت عَنْ أَنَسٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : (ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(الصفحة :هي جانب العنق)
عباد الله :ويكون ذبح الأضحية بعد صلاة العيد لقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُعِدْ مَكَانَهَا أُخْرَى وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، ووقت الذبح أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: (كُلُّ أيامِ التشريقِ ذَبْحٌ) رَوَاهُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ ، والسنة أن يشهد المضحي أضحيته .وأن ينحرها بنفسه إن استطاع ، وإن لم يستطع فليوكل من ينحرها عنه ويكبر عليها ويقول« بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ »وأن يأكل منها شيئاً كما فعل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كان لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته ،و تجزئ الشاة الواحدة عنه وعن أهل بيته ،لقول أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا سُئِلَ:(كيفَ كانتْ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رسولِ الله .فقال :كان الرَّجلُ يُضَحِّي بالشَّاةِ عنهُ وعن أهلِ بَيْتِهِ فيأكلُون ويُطْعِمونَ حتى تَبَاهَى الناسُ فصارت كما ترَى)رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وتجزئ البدنة أو البقرة عن سبعةٍ وأهلِ بيوتهم ؛ لحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
«حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَحَرْنَا الْبَعِيرَ عَنْ سَبْعَةٍ وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ» رَوَاهُ مُسْلِمُ.
وأقل ما يجزئ من الضأن ما له نصف سنة ، وهو الجذع ؛ لقول عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
« ضَحَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَذَعٍ مِنْ الضَّأْنِ» رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
وأقل ما يجزئ من الإبل والبقر والمعز مُسنَّة ( وهي من المعز ما له سنة، ومن البقر ما له سنتان، ومن الإبل ما له خمس سنوات ) لحديث جابر رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لاَ تَذْبَحُوا إِلاَّ مُسِنَّةً إِلاَّ أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ » رَوَاهُ مُسْلِمُ.
الأفضل من الأضاحي جنساً : الإبل ، ثم البقر إن ضحى بها كاملة ، ثم الضان ثم المعز ، ثم سُبْعَ الْبَدَنَةِ ، ثم سُبْعَ الْبَقَرَةِ ، والأفضل منها صفة :الأسمن الأكثر لحماً الأكمل خلقة الأحسن منظراً .
وَ فِي الأَضَاحِي أَرْبَعٌ لاَ تَجُوزُ: كما فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« أَرْبَعٌ لاَ تَجُوزُ فِي الأَضَاحِي الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا وَالْكَسِيرُ الَّتِي لاَ تَنْقَى »
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
والعرجاء البيّن ظَلْعُها ( أي: عرجها ) والكسير( أي: المنكسرة ) ، وفي لفظ: والعجفاء ( أي: الهزيلة) التي لا تنقي ( أي: لا مخ لها لضعفها وهزالها )
أقول قولي هذا ....
الخطبة الثانية :
وختام الأيام العشر العيد ويسن في العيد :
1- والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلا فيصلى في المسجد لفعل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
2- الذهاب إلى مصلى العيد ما شياً إن تيسر له ذلك .
3- الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة : والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة ، لقوله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيض والعواتق، ويعتزل الحيض المصلى لحديث أم عطية قول النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « لِتَخْرُجِ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ - أَوِ الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ - وَالْحُيَّضُ ، فَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ ، وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ ، وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وعلى المسلم الحرص على أداء صلاة العيد حيث تصلى ، وحضور الخطبة والاستفادة منها .
4- مخالفة الطريق : يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن جابر رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
«كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يومُ عيدٍ خَالَفَ الطَّريقَ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
قَوْله : (( خَالَفَ الطَّريقَ )) يعني : ذَهَبَ في طريقٍ ، وَرَجَعَ في طريقٍ آخَرَ .
5- التهنئة بالعيد : يجوز التهنئة بالعيد وذلك لثبوته عن صحابة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونقول: «تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ» .
6 – وأن يذبح بعد الصلاة لقول النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّىَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى ، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
7- وعلى المسلم معرفة الحكمة من شرعية هذا العيد ، وانه يوم شكر وعمل بر ، فلا يجعله يوم أشر وبطر ولا يجعله موسم معصية وتوسع في المحرمات كالأغاني والملاهي ونحوها مما قد يكون سبباً لحبوط الأعمال الصالحة التي عملها في أيام العشر .
8 - التَّكْبِيرِ : ويشرع التَّكْبِيرِ مِنْ فَجْرِ يَوْمِ عَرَفَةَ عَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ إلى عصر آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.
ألا وصلوا عباد الله على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم بذلك اللطيف الخبير { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[/align]
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق