الأصل التاريخي لـ عيد الحب
الفريق العلمي
الناظر في كتب التاريخ يرى أن أصل هذا العيد مبني على عدة روايات، مما يدل على اضطراب في أصله، وهذه الروايات إنما هي منقطعات لا تتصل بسند؛ فضلا عن أن يكون رجالها ممن تتحقق فيهم العدالة، فما هي إلا خرافات عوام، وزبالات أفهام.
وانظر -يا رعاك الله- إلى بعض هذه الروايات بعين الفاحص الخبير، لترى مقدار عقول من اخترع هذه الروايات، بل مدى تفاهة من يصدق بها، فهاك بعض الروايات:
1- هذه الرواية تقول: إن قسيسا يدعى "فالنتاين” كان يعيش في القرن الثالث الميلادي تحت حكم إمبراطور وثني يدعى "كلاوديس الثاني"، وفي (14/2/270م)، أُعدِمَ هذا القسيس لأنه كان يدعو إلى النصرانية فصبر عليها، فصار هذا اليوم تخليدا لذكراه.
2- والرواية الثانية: وجد الإمبراطور قدرة المحاربين غير المتزوجين على الحرب أكبر من المتزوجين فمنعهم من الزواج، إلا أن القسيس ظل يعقد الزيجات سرا، فاكتشفوا أمره، فسُجِنَ، ثم تعرف إلى ابنة السجّان وهو في السجن، وكانت مريضة، فوقع في حبها، وقبل إعدامه أرسل لها بطاقة "من المخلص فالنتاين".
3- الرواية الثالثة: هذا العيد من أعياد الروم الوثنيين، وهو عندهم تعبير عن المفهوم الوثني للحب الإلهي، وهو مبني على أساطير حتى عند الروم أنفسهم، ولهم فيه شعائر خاصة.
4- الرواية الرابعة: فالنتاين هذا هو أحد ضحايا تعذيب بعض الأباطرة، فلما مات بنوا له كنيسة تخليدا له، فلما اعتنق الروم النصرانية أبقوا على احتفالهم بعيدهم السابق، ولكنهم غيروا مفهومه الوثني من "الحب الإلهي” إلى مفهوم آخر يعبر عنه بـ "شهداء الحب” مُمَثَّلًا بالقسيس فالنتاين الداعية إلى الحب والسلام بزعمهم. وسُمِيَّ أيضا بـ "عيد العشاق” واُعْتُبِرَ القسيس فالنتاين شفيعَ العشاق وراعيهم.
فتوى العلامة محمد بن صالح العثيمين في حكم الاحتفال بعيد الحب:
قال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله): "الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه:
– الأول: أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة.
– الثاني: أنه يدعو إلى العشق والغرام
– الثالث: أنه يدعو إلي اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح -رضي الله عنهم- .
فلا يحل أن يَحْدُثَ في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك، وعلى المسلم أن يكون عزيزا بدينه، ولا يكون إمَّــعَــةً يتبع كل ناعق.
فتوى اللجنة الدائمة في عيد الحب:
دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة – وعلى ذلك أجمع سلف الأمة – أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما: عيد الفطر وعيد الأضحى، وما عداهما من الأعياد -سواء كانت متعلقة بشخصٍ أو جماعة أو حَدَثٍ أو أي معنى من المعاني- فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء لأن ذلك من تعدي حدود الله ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه.
وإذا انضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم لأن في ذلك تشبهاً بهم ونوع موالاة لهم وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز، وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من تشبه بقوم فهو منهم".
وعيد الحب هو من جنس ما ذُكِرَ لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ، بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعدا عن أسباب سخط الله وعقوبته. كما يَحْرُم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول والله جل وعلا يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب).
ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لاسيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد، وعليه أن يكون فطنا حذرا من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقارا ولا يرفعون بالإسلام رأسا، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه.
عيد الحب – للشيخ صالح الفوزان:
"وشه عيد الحب ؟ عيد النصارى، ما يجوز للمسلمين يشاركوهم، ولا يشجعوهم عليه، ولا يشهدون الزور، هذه أعياد الكفار لا يشجعونهم، حب، لمن هذا الحب ؟ حبا لإبليس ؟ أو حب للمسيح -عليه الصلاة والسلام- ؟ أو حب لما بينهم ؟ ما بينهم حب وهم كفار: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى)، قالوا: الحب مع المرأة ؟ هذا فاحشة".
المصدر/ بوابة طالب العلم