((الأسلام والعنف 2))
فايق البصري
1436/03/03 - 2014/12/25 14:20PM
إن الحمد لله: ((الأسلام والعنف 2))
إخوتي في الله:
تكلمنا في الجمعة الماضية عن الشبهة التي تنسب الى الاسلام بأنه دين عنف وقتل وإرهاب، وذكرنا بأن هناك أسباب أدت الى ظهور هذه التهمة الباطلة ، أولها هو الاعلام المعادي للاسلام التابع للطواغيت الذي يريدون القضاء على الاسلام ودعوته، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّـهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف:8]، كما حوربت دعوة الانبياء والمرسلين من قبل، وذكرنا بأن من يرجع الى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجد الاسلام دين رحمة ودين إحسان ورفق: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، رحمة لكل العالمين.
الله تعالى أخبرنا بأنه كرّم بني آدم، جميع بني آدم :{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الاسراء:70]، وأمر بحفظ الانفس ونهى عن قتل النفس بغير ذنب : { مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}[المائدة:32]، فقتل الابرياء حرام حرام حرام في الاسلام.
يستغل أعداء الاسلام التصرفات الخاطئة لبعض المسلمين ويذيعوا في الافاق ان هذا هو الاسلام، فهل يقاس الاسلام على هذه التصرفات الخاطئة؟ ، لا طبعا، المنصف لا يأخذ بمثل هذا القياس، وإنما ترد هذه التصرفات والأعمال على أصحابها، وواجبنا أن نزيل هذا الالتباس، الاسلام دين كامل لكني كمسلم لست كاملا، فإذا أنا أخطأت فلوموني ولا تلوموا الاسلام، وإذا ظهرت مجموعة تقتل الابرياء فالعيب في المجموعة وليس في الاسلام.
ولكن مشهد فرعون الذي ذكرناه في الجمعة الماضية يتكرر عبر العصور، فكان يقول: أنا ربكم الأعلى ويُقَتِّل أبناءهم ويسْتحيي نِساءهم هذا ليس فسادا برأيه ، أما أن يدعوَ موسى إلى اللهِ عز وجل فقد عدَّه هو الفسادُ ، ولكن في الحقيقة من هو المفسد؟ ويكفينا أن ننظر الى الارقام والاحصائيات لكي نعرف ماذا صنع الذين يتهمون الاسلام بالعنف والقتل والارهاب ، بل يكفينا ان ننظر بعين الانصاف الى الواقع لكي نرى أن شعوبا كاملة تعرضت للقتل والعنف والإرهاب والتشريد على أيدي هؤلاء الذين يتهمون الاسلام، ولكن تتكرر سياسة فرعون، {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر:29]، فهذه حقيقة يجب أن يعيَها المسلمون.
والحقيقة الاخرى التي يجب أن نعرفها هي أن العنف يولد العنف ولكل فعل ردة فعل كما يقولون، وأن أحد أسباب ظهور الجماعات المتطرفة وربما يكون من أقوى الأسباب هو كونه ردة فعل على ما يحصل من ظلم وقتل بغير الحق في الارض، ومن الحقائق المعروفة أيضاً أن أعداء الاسلام يدعمون كثيرا من هذه الجماعات المتطرفة لكي يلصقوا التهم الجاهزة بالاسلام، بل إنهم يصنعون التطرف والإرهاب ثم يصدرونه إلى بلاد المسلمين ثم يُلْصِقُونَه بالإسلام، فيقولون : التطرف الإسلامي، الإرهاب الإسلامي.
وأسباب ظهور المجموعات المتطرفة كثيرة منها الجهل بالدين فنجد كثير منهم صغار السن أو حديثي العهد بالاسلام ونكاد لا نرى فيهم عالماً معروفا أو معتبرا، وتأخذهم العواطف والحماس ،، ومنها أتباع الأهواء، ومنها حب الزعامة والشهرة، ومنها حب المال ومنها تأويل كتاب الله على غير ما أراد الله ،وغيرها من الاسباب.
أما منهج الاسلام فهو واضح ودستوره واضح، دستور الاسلام هو كتاب الله وقدوتنا هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،القرآن يحذر من الغلو والتطرف والإرهاب الإجرامي، ألم يقل كتاب الله عز وجل لرسوله: صلى الله عليه وآله وسلم: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران : 159]، وهذا الكلام ليس خاصاً بمعاملته بالمسلمين فقط بل بكل من قد أُرْسِلَ إليه، وقد جاء الاسلام ليقضي على العصبية والتعصب العرقي أو القومي، ولا تجد في العالم كله ولا في التاريخ البعيد والقريب مثل كتاب الله سبحانه وتعالى يحارب التطرف والغلو، والتاريخ يتحدث لنا عن كيفية معاملة الناس كل الناس في ظل دولة الاسلام بالرحمة والمسامحة والعدل.
وبفضل الله تعالى فإن هذا السلاح المستخدم ضد الاسلام والذي يريدون به إطفاء نور الله والقضاء على الاسلام لم ينجح بل أدى إلى عكس ما يريدون من نتيجة، وكلما زادت الحرب على الاسلام زاد عدد الداخلين فيه، كثير من الناس أرادوا أن يتعرفوا على هذا الدين الذي يصفونه بالارهاب وعندما بحثوا وقرأوا معاني القرآن والسيرة النبوة وجدوا الحقيقة ودخلوا في دين السلم والسلام : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً} [البقرة : 208]، تلك هي رسالة الاسلام.
وعلى المسلمين أن لا يقعوا في هذا الفخ ثم يتصرفوا بالعاطفة وردة الفعل وبالتالي يعطوا الفرصة لظهور مثل هذه الاتهامات، والخطوة الاولى الواجبة على المسلمين هي أن يحققوا الرحمة والتسامح فيما بينهم ليتمكنوا بعد ذلك من تحقيقه بينهم وبين الاخرين، فالإسلام هو دين الرحمة والتسامح والعدل ، يصحح الحضارة عندما تفسد ويقوِّمها عندما تعوج، ويؤمِّن الناس عندما تخاف.
المسلم عندما ينظر الى العاصي والكافر، فانه لا ينظر اليه بعين الحقد وحب الانتقام ولا بعين النقص والاحتقار ، بل ينظر اليه بعين الرأفة والعطف ليخرجه من الظلمات الى النور، ومن المعصية الى الطاعة، ومن الكفر الى الايمان رحمة به وإشفاقاً عليه، فالمسلم يكره المعصية ويبغض الكفر ولكنه لا يبغض ذات الانسان فالله الذي هداك الى الحق قادر على ان يهديه ، والله هو أعلم بالخواتيم، ولا تدري إن كانت خاتمك خير من خاتمة غيرك.
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}[التوبة:128].
إخوتي في الله:
تكلمنا في الجمعة الماضية عن الشبهة التي تنسب الى الاسلام بأنه دين عنف وقتل وإرهاب، وذكرنا بأن هناك أسباب أدت الى ظهور هذه التهمة الباطلة ، أولها هو الاعلام المعادي للاسلام التابع للطواغيت الذي يريدون القضاء على الاسلام ودعوته، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّـهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف:8]، كما حوربت دعوة الانبياء والمرسلين من قبل، وذكرنا بأن من يرجع الى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجد الاسلام دين رحمة ودين إحسان ورفق: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، رحمة لكل العالمين.
الله تعالى أخبرنا بأنه كرّم بني آدم، جميع بني آدم :{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الاسراء:70]، وأمر بحفظ الانفس ونهى عن قتل النفس بغير ذنب : { مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}[المائدة:32]، فقتل الابرياء حرام حرام حرام في الاسلام.
يستغل أعداء الاسلام التصرفات الخاطئة لبعض المسلمين ويذيعوا في الافاق ان هذا هو الاسلام، فهل يقاس الاسلام على هذه التصرفات الخاطئة؟ ، لا طبعا، المنصف لا يأخذ بمثل هذا القياس، وإنما ترد هذه التصرفات والأعمال على أصحابها، وواجبنا أن نزيل هذا الالتباس، الاسلام دين كامل لكني كمسلم لست كاملا، فإذا أنا أخطأت فلوموني ولا تلوموا الاسلام، وإذا ظهرت مجموعة تقتل الابرياء فالعيب في المجموعة وليس في الاسلام.
ولكن مشهد فرعون الذي ذكرناه في الجمعة الماضية يتكرر عبر العصور، فكان يقول: أنا ربكم الأعلى ويُقَتِّل أبناءهم ويسْتحيي نِساءهم هذا ليس فسادا برأيه ، أما أن يدعوَ موسى إلى اللهِ عز وجل فقد عدَّه هو الفسادُ ، ولكن في الحقيقة من هو المفسد؟ ويكفينا أن ننظر الى الارقام والاحصائيات لكي نعرف ماذا صنع الذين يتهمون الاسلام بالعنف والقتل والارهاب ، بل يكفينا ان ننظر بعين الانصاف الى الواقع لكي نرى أن شعوبا كاملة تعرضت للقتل والعنف والإرهاب والتشريد على أيدي هؤلاء الذين يتهمون الاسلام، ولكن تتكرر سياسة فرعون، {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر:29]، فهذه حقيقة يجب أن يعيَها المسلمون.
والحقيقة الاخرى التي يجب أن نعرفها هي أن العنف يولد العنف ولكل فعل ردة فعل كما يقولون، وأن أحد أسباب ظهور الجماعات المتطرفة وربما يكون من أقوى الأسباب هو كونه ردة فعل على ما يحصل من ظلم وقتل بغير الحق في الارض، ومن الحقائق المعروفة أيضاً أن أعداء الاسلام يدعمون كثيرا من هذه الجماعات المتطرفة لكي يلصقوا التهم الجاهزة بالاسلام، بل إنهم يصنعون التطرف والإرهاب ثم يصدرونه إلى بلاد المسلمين ثم يُلْصِقُونَه بالإسلام، فيقولون : التطرف الإسلامي، الإرهاب الإسلامي.
وأسباب ظهور المجموعات المتطرفة كثيرة منها الجهل بالدين فنجد كثير منهم صغار السن أو حديثي العهد بالاسلام ونكاد لا نرى فيهم عالماً معروفا أو معتبرا، وتأخذهم العواطف والحماس ،، ومنها أتباع الأهواء، ومنها حب الزعامة والشهرة، ومنها حب المال ومنها تأويل كتاب الله على غير ما أراد الله ،وغيرها من الاسباب.
أما منهج الاسلام فهو واضح ودستوره واضح، دستور الاسلام هو كتاب الله وقدوتنا هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،القرآن يحذر من الغلو والتطرف والإرهاب الإجرامي، ألم يقل كتاب الله عز وجل لرسوله: صلى الله عليه وآله وسلم: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران : 159]، وهذا الكلام ليس خاصاً بمعاملته بالمسلمين فقط بل بكل من قد أُرْسِلَ إليه، وقد جاء الاسلام ليقضي على العصبية والتعصب العرقي أو القومي، ولا تجد في العالم كله ولا في التاريخ البعيد والقريب مثل كتاب الله سبحانه وتعالى يحارب التطرف والغلو، والتاريخ يتحدث لنا عن كيفية معاملة الناس كل الناس في ظل دولة الاسلام بالرحمة والمسامحة والعدل.
وبفضل الله تعالى فإن هذا السلاح المستخدم ضد الاسلام والذي يريدون به إطفاء نور الله والقضاء على الاسلام لم ينجح بل أدى إلى عكس ما يريدون من نتيجة، وكلما زادت الحرب على الاسلام زاد عدد الداخلين فيه، كثير من الناس أرادوا أن يتعرفوا على هذا الدين الذي يصفونه بالارهاب وعندما بحثوا وقرأوا معاني القرآن والسيرة النبوة وجدوا الحقيقة ودخلوا في دين السلم والسلام : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً} [البقرة : 208]، تلك هي رسالة الاسلام.
وعلى المسلمين أن لا يقعوا في هذا الفخ ثم يتصرفوا بالعاطفة وردة الفعل وبالتالي يعطوا الفرصة لظهور مثل هذه الاتهامات، والخطوة الاولى الواجبة على المسلمين هي أن يحققوا الرحمة والتسامح فيما بينهم ليتمكنوا بعد ذلك من تحقيقه بينهم وبين الاخرين، فالإسلام هو دين الرحمة والتسامح والعدل ، يصحح الحضارة عندما تفسد ويقوِّمها عندما تعوج، ويؤمِّن الناس عندما تخاف.
المسلم عندما ينظر الى العاصي والكافر، فانه لا ينظر اليه بعين الحقد وحب الانتقام ولا بعين النقص والاحتقار ، بل ينظر اليه بعين الرأفة والعطف ليخرجه من الظلمات الى النور، ومن المعصية الى الطاعة، ومن الكفر الى الايمان رحمة به وإشفاقاً عليه، فالمسلم يكره المعصية ويبغض الكفر ولكنه لا يبغض ذات الانسان فالله الذي هداك الى الحق قادر على ان يهديه ، والله هو أعلم بالخواتيم، ولا تدري إن كانت خاتمك خير من خاتمة غيرك.
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}[التوبة:128].