الأسباب الشرعية لسعة ويسر الأرزاف 6 ـ الإنفاق في سبيل الله
جابر السيد الحناوي
1431/06/27 - 2010/06/10 16:25PM
بسـم الله الرحمـن الرحـيم
الأســـباب الشــرعية لســـعة
و يســـر الأرزاق
6 ـ الإنفاق في سبيل الله
الأســـباب الشــرعية لســـعة
و يســـر الأرزاق
6 ـ الإنفاق في سبيل الله
عرفنا في الخطبة السابقة إن من الهموم التي تسيطر على كثير من الناس مسألة أعباء الحياة ومستلزماتها ، وقلة الرزق وعدم البركة ، وأصبح طلب الرزق وتدبير المعاش مما يشغل بال الكثير منهم بل ويقلقه ، وترجموا ذك إلي سلوكيات خاطئة بحجة تدبير المعاش ، ، فهذا يغش ويسرق ، وذاك يرابي ويرتشي ، وثالث ينافق ويخادع ، ورابع يسفك الدماء ويقطع الأرحام ... الخ تاركين طاعة الله من أجل مجاراة الناس ، واستجابة لأهواء النفس الأمارة بالسوء.
ونسي هؤلاء أن الله سبحانه وتعالىبيَّن لنا في مواطن عديدة من كتابه العزيز ، وعلي لسان نبيه صلي الله عليه وسلم، أن التمسك الحق بشرع الله من أعظم أسباب الرزق وأيسـره ،وقد تناولنا في الخطب الماضية بعضا من الأسباب الشرعية لســـعة و يســـر الأرزاق، واليوم ـ إن شاء الله تعالي ـ مع مفتاح جديد من مفاتيح أبواب الرزق وهو الإنفاق في سبيل الله .
فقد وردت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة تدل على أن الإنفاق في سبيل الله من الأسباب التي يُستجلب بها الرزق ، منها قوله سبحانه وتعالى : " قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " ( [1] )
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : أي مهما أنفقتم من شيء مما أمركم الله به وأباحه لكم فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل ، وفي الآخرة بالجزاء والثواب ( [2] ) ، وهذه قاعدة صحيحة ومضطردة في باب الرزق ، فكلما أنفقت من مالك في سبيل اللهكان ذلك سبباً لكثرته ، متي أخرجت المال زاد ، لا كمايظن الماديون أن المال ينقص إذا أخرج في سبيل الله ، ولذا لما أمر الله عز وجل بالإنفاق في سبيل الله ، كما في قوله سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ " قال بعد ذلك مباشرة : "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " ( [3] )
تضمنت هاتان الآيتان أمورا عظيمة منها : الحث على الإنفاق ، وتلبيس الشيطان علي الإنسان أمور دينه ... عن ابن عباس [4]، قال: اثنان من الله ، واثنان من الشيطان " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ " يقول : لا تنفق مالك وأمسكه لك فإنك تحتاج إليه " وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ . وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ " على هذه المعاصي " وَفَضْلاً " في الرزق ( [5] ) ، والمغفرة هي الستر على عباده في الدنيا والآخرة ، والفضل هو الرزق في الدنيا والتوسعة فيه ، بأن يخلف عليه أكثر مما أنفق وأضعافه ، إما في الدنيا أو في الدنيا والآخرة .
ومن النصوص الدالة علي أن الإنفاق في سبيل الله من مفاتيح الرزق قوله صلي الله عليه وسلم : " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ وَقَالَ يَمِينُ اللَّهِ مَلأَى ( مَلآنُ ) سَحَّاءُ لا يَغِيضُهَا شَيْءٌ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ" . ( [6] )
وأيضا قوله صلي الله عليه وسلم: " مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا " ( [7] )
وكذلك قوله صلي الله عليه وسلم : " أنفق بلال ! و لا تخش من ذي العرش إقلالا " ( [8] )
فكل هذه النصوص وغيرها كثير تضمنت الحثُّ على الإنفاق في وجوه الخير، والبشري بالخُلف من فضل الله سبحانه وتعالى على من أنفق .
بعض المسلمين لا يمكن أن يتخيل أن يكون في يوم من الأيام من الذين ينفقون في سبيلالله إلا إذا كان من أصحاب الملايين وهذا خطأ ، لأن كلا يمكنه أن ينفق بحسبه ووضعه وإمكانياته ، فقد يكون الجنيه الواحد الذي تنفقه في سبيل الله بصدق وإخلاص أعظم منالمليون الذي ينفقه غيرك لأنه أراد الشهرة مثلاً ، والله هو أعلم بالنيات قال الله سبحانه وتعالى : " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " ( [9] )
والإنفاق في سبيل الله تعالى له صور وميادين كثيرة منها :
1 ـ الجهاد في سبيل الله :
المتتبع لآيات القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة ، يجد أنهما يحضان في كثير من المواطن علي الإنفاق في سبيل الله ، وأنه أفضل استثمار في الوجود ، وأن العائد منه هو أفضل الأرزاق ، يقول الله سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " ( [10] )
فبعد أن بين الله سبحانه وتعالى الثواب الأخروي للجهاد في سبيل الله ، أتبعه بالثواب الدنيوي لهذه التجارة ، فذكره بقوله : " وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا " أي : ويحصل لكم خصلة أخرى تحبونها وهي : " نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ " [لكم] على الأعداء، يحصل به العز والفرح ، " وَفَتْحٌ قَرِيبٌ " تتسع به دائرة الإسلام ، ويحصل به الرزق الواسع . ( [11] )
فالجهاد في سبيل الله يتحقق من ورائه فوائد جمة دنيوية وأخروية ، منها ـ وهو الشاهد من الآيات ـ أنه يحصل به الرزق الواسع الطيب في الحياة الدنيا ، سواء الغنائم أو الفيء ، التي أحلها الله لأمة محمد صلي الله عليه وسلم قال سبحانه وتعالى : " فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا " ( [12] ) وقال صلي الله عليه وسلم : " أُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَلَمْ تُحَلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي " ( [13] )
و" الغنيمة " : هي المال المأخوذ من الكفار بإيجاف الخيل والركاب. و" الفيء " : ما أخذ منهم بغير ذلك ، كالأموال التي يصالحون عليها ... ومن العلماء من يطلق الفيء على ما تطلق عليه الغنيمة، والغنيمة على الفيء أيضا . ( [14] )
يقول الإمام القرطبي في تفسيره : الأسباب التي يطلب بها الرزق ستة أنواع : أعلاها كسب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، قال صلى الله عليه وسلم : " ... وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي". ( [15] ) فجعل الله رزق نبيه صلى الله عليه وسلمفي كسبه لفضله ، وخصه بأفضل أنواع الكسب ، وهو أخذ الغلبة والقهر لشرفه. ( [16] ) وهذا من لطفه سبحانه وتعالى بهذه الأمة ، أن أحل لها الغنائم التي هي أفضل أنواع الكسب ، ولم يحلها لأمة قبلها.
2 ـ الإحسان إلي الضعفاءوالمحتاجين :
من ميادين الإنفاق في سبيل الله ، أخرج البخاري في بَاب الاسْتَعَانَة بِالضُّعَفَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، أن سَعْدا بن أبي وقاص رضي الله عنه رَأَى أَنَّ لَهُ فَضْلا عَلَى مَنْ دُونَهُ من الصحابة ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم : " هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ "( )[17]
قال ابن بطال : تأويل الحديث أن الضعفاء أشد إخلاصا في الدعاء وأكثر خشوعا في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا ، وقد روى عبد الرزاق من طريق مكحول في قصة سعد هذه زيادة مع إرسالها فقال : " قال سعد يا رسول الله أرأيت رجلا يكون حامية القوم ويدفع عن أصحابه أيكون نصيبه كنصيب غيره " ؟ فذكر الحديث وعلى هذا فالمراد بالفضل إرادة الزيادة من الغنيمة فأعلمه صلي الله عليه وسلم أن سهام القاتلة سواء فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه . ( [18] )
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم يَقُولُ : " ابْغُونِي ضُعَفَاءَكُمْ فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ " ( [19] )
يبين هذان الحديثان أن العناية بالضعفاء والمحتاجين من أعظم أسباب الرزق ، وأن الله يرزق العباد وينصرهم بسبب إحسانهم إلى ضعفائهم .
والضعفاء الذين جعل النبي صلي الله عليه وسلم الإحسان إليهم سبباً لجلب الرزق والنصر على الأعداء أنواع : منهم الفقراء والأيتام والمساكين والمرضى والغرباء والمرأة التي لا عائل لها ، والمملوك ... والإحسان إليهم يختلف ، فالإحسان إلى الفقير الذي لا مال له يكون بالصدقة والعطية والمواساة ، والإحسان إلى اليتيم والمرأة التي لا عائل لها يكون يتفقد أحوالهم والقيام على أمورهم بالمعروف ، والإحسان إلى المرضى يكون بعيادتهم وزيارتهم وحثهم على الصبر والاحتساب... وهكذا.
وعلي الجانب الآخر فإن الإساءة إليهم وإيذاءهم سبب لحرمان الرزق ، وفي قصة أصحاب البستان الذين قصَّ الله خبرهم في سورة القلم العبرة والعظة.
3 ـ الحرص علي التصدق وإخراج الزكاة :
يقول الله سبحانه وتعالى : " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ... " ( [20] ) الخطاب في الآية من اللهسبحانه وتعالى لرسوله صلي الله عليه وسلم ومن قام مقامه ، آمرا له بما يطهر المؤمنين ، ويتمم إيمانهم : " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً " وهي الزكاة المفروضة ، " تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا " أي : تطهرهم من الذنوب والأخلاق الرذيلة " وَتُزَكِّيهِمْ " أي : تنميهم ، وتزيد في أخلاقهم الحسنة ، وأعمالهم الصالحة ، وتزيد في ثوابهم الدنيوي والأخروي ، وتنمي أموالهم . ( [21] ) فإنفاق الأموال في مصارف الزكاة يؤدي إلي زيادة الثروة والبركة فيها لا نقصانها ، كما قد يظن الماديين قصار النظر ، ويؤكد رسول الله صلي الله عليه وسلم ذلك بقوله : " ثَلَاثٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنْ كُنْتُ لَحَالِفًا عَلَيْهِنَّ لَا يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا ... الحديث "( [22] ) وقد رأينا أن الإحسان إلي الضعفاء والمحتاجين من أسباب زيادة الرزق ، والملاحظ أنهم يمثلون بعضا من أفراد مصارف الزكاة ، التي هي أيضا سبب في زيادة الرزق ، وفي هذا دافع للمزكي علي أن يتحري موضع زكاته ، لا أن يخرجها كيفما اتفق ليتخلص منها ، بل يتحري الجمع في النية بين إخراج الزكاة وبين مساعدة المحتاجين فهو خير له وأحسن أجرا .
*** *** ***
4 ـ الإنفاق علىطلبة العلم الشرعي :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم : " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ " ( [23] ) وقال صلي الله عليه وسلم : " إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ "( [24] ) يستفاد من هذين الحديثين ـ ومن غيرهما ـ أن من ساعد طالب العلم الفقير فله نفس أجره عن تحصيل العلم ، وهذا باب مع الأسف غفل عنه الكثيرون ، فتري المسلم ينفق على فقيرمحتاج ، لكن إذا دعي لمشروع دعوى من أجل طلب علم شرعي ، أو حلقات تحفيظ القرآن الذيهو أعظم العلم تراه يحجم ولا يشارك ويقول بأن سد حاجة الفقير أولى ، وهذا خطأفي بعض الأحيان.
فمثلا الإنفاق على الجهاد في سبيل الله يكون في الغالب أعظم من إطعام فقير، لأن الفقير لا يموت من الجوع ، أما الجهاد إذا عطّل فإن الأمة كلها قد تنكب ويصيبها الذل والهوان كما هو حاصل الآن ، وباب العلمالشرعي ليس بأقل من باب الجهاد ، لأن هذا جهاد بالسيف والسنان ، وذاك جهاد بالقلم والبيان،والأمة محتاجة للأمرين معاً .
وفي تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : " كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّصلي الله عليه وسلم( أي في زمنه ) فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأْتِي النَّبِيَّصلي الله عليه وسلم( أي لطلب العلم والمعرفة ) وَالْآخَرُ يَحْتَرِفُ ( أي يكتسب أسباب المعيشة فكأنهما كانا يأكلان معا ) فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم( أي في عدم مساعدة أخيه إياه في حرفته وفي كسب آخر لمعيشته ) فَقَالَ ( صلي الله عليه وسلم ) لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ "بصيغة المجهول أي أرجو وأخاف أنك مرزوق ببركته لأنه مرزوق بحرفتك فلا تمنن عليه بصنعتك ، قال الطيبي : ومعنى لعل في قوله : " لَعَلَّكَ " يجوز أن يرجع إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فيفيد القطع والتوبيخ كما ورد "فهل ترزقون إلا بضعفائكم" وأن يرجع المخاطب ليبعثه على التفكر والتأمل فينتصف من نفسه ، انتهى . ( [25] )
وقد ذكر بعض أهل العلم أن المتفرغين لطلب العلم الشرعي داخلون في قوله سبحانه وتعالى : " لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ... " ( [26] ) فيكون الإنفاق علي طالب العلم الشرعي الفقير مرضاة للرب ، مجلبة للرزق ، مساهمة في تكوين جيل من الدعاة إلي الإسلام يكون لك مثل أجر عمله الصالح في ميزان حسناتك إلي يوم القيامة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )
[5] تفسير الطبري 5 /571
[6] صحيح مسلم 5 /156
[7] صحيح البخاري 5 /270
[8] السلسلة الصحيحة 6 /160
[9] هود: 15، 16
[10] الصف 11 ـ 12
[11] تفسير السعدي ص 860
[12] الأنفال 69
[13] صحيح مسلم 3 /107
[14] تفسير ابن كثير 4 /59
[15] مسند أحمد 10 /404
[16] تفسير القرطبي 8 /108
[17] صحيح البخاري 10 /25
[18] فتح الباري لابن حجر 9 /46
[19] سنن الترمذي 6 /290
[20] التوبة 103
[21] تفسير السعدي ص 350
[22] مسند أحمد4 /96
[23] سنن الترمذي 9 /279
[24] مسند أحمد 17 /7
[6] صحيح مسلم 5 /156
[7] صحيح البخاري 5 /270
[8] السلسلة الصحيحة 6 /160
[9] هود: 15، 16
[10] الصف 11 ـ 12
[11] تفسير السعدي ص 860
[12] الأنفال 69
[13] صحيح مسلم 3 /107
[14] تفسير ابن كثير 4 /59
[15] مسند أحمد 10 /404
[16] تفسير القرطبي 8 /108
[17] صحيح البخاري 10 /25
[18] فتح الباري لابن حجر 9 /46
[19] سنن الترمذي 6 /290
[20] التوبة 103
[21] تفسير السعدي ص 350
[22] مسند أحمد4 /96
[23] سنن الترمذي 9 /279
[24] مسند أحمد 17 /7