الأخوة الإيمانية
حسن بن ناصر
1435/11/02 - 2014/08/28 21:34PM
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
اللهم ربنا لك الحمد .. لك الحمد بالإسلام .. ولك الحمد بالقرآن .. ولك الحمد بالمال والأهل والمعافاة .. كبّت عدونا .. وبسطت رزقنا وأظهرت أمننا، وجمعت فرقتنا، وأحسنت معافاتنا، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا .. فلك الحمد على ذلك حمداً كثيراً .. لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، أو خاصة أو عامة .. أو سر أو علانية، ، أو حي أو ميت، أو شاهد أو غائب.
لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فبلغ الرسالة و أدى الأمانة ونصح الأمة ، وكشف الله به الغمة ، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه الأتقياء الطيبين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون .
ثم أمابعد :
فأوصيكم ونفسي أيها المسلمون بتقوى الله فهي الحرز المكين والسياج الأمين وهي ملاذ المذبين ، وكهف التائبين ، بها تستدرك الهفوات ، وتحفظ الأوقات ، وتصان الأعمار ، والفائز من ترحل عن هذه الدنيا بتقوى الله ، والنادم من لم يرحل بزاد من التقى .
أيها المسلمون
حديثي هذا اليوم عن نعمة عظيمة، من أعظم نعم الله علينا وأجلها، أشاد الله بها في كتابه الكريم وامتن بها على عباده المؤمنين، وجلاها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..
هذه النعمة اختص الله بها عباده المؤمنين، وأكرمهم بها من بين الأمم .
بها ينال المسلم لذة الدنيا ونعيم الآخرة ، وتزداد متعة الحياة ورونقها ، وتزدان الدنيا وتعظم بهجتها ، من حرم خيرها فهو المحروم ،
ومن فقدها فهو الخاسر المحسور .
إنها نعمة الأخوة الإسلامية
قال تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)
وامتن الله على رسوله الكريم بهذه النعمة العظيمة التي لا تشترى بأموال الدنيا كلها وبين أنها من أسباب قوة المسلمين وانتصارهم على عدوهم فقال جل وعلا ( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إنه عزيز حكيم )
أيها الأخوة ..
إن ائتلاف المجتمع وتآخي أفراده من أعظم مقومات السعادة ، ومن أوفر أسباب الأمن والأمان ، وإن أي مجتمع لا يقوم على هذا الاساس المتين مجتمع محفوف بالأخطار .. و مهدد بالمصائب ، وعرضة للبلايا والفتن ، وإن أعظم عذاب وأشد بلاء تضرب به المجتمعات .. وجود العداوات وانتشار البغضاء بين أفراده
قال الله تعالى (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ )
إيها الأخوة الأحباب
إن الأخوة الإسلامية من أعظم المبادئ التي دعا إليها الإسلام وحث أتباعه عليها ونهاهم عما يخالفها من الفرقة والاختلاف ، قال الله تعالى (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
ولقد حرص الإسلام على بناء العلاقات المتينة بين أفراده ، وترسيخ جذور الحب والائتلاف .. ونشر قيم الإخاء و المودة بين المسلمين قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
إن الأخوة وصف ملازم للجماعة المسلمة مهما وقع بين أفرادها من الشحناء والبغضاء ( إنما المؤمنون إخوة فاصلحوا بين أخويكم )
الأخوة في اللّه ، تصغر إلى جانبها الأحقاد التاريخية ، والثارات القبلية ، والأطماع الشخصية والرايات العنصرية ، ويتجمع الصف تحت لواء اللّه الكبير المتعال ..
أيها المسلمون :
ولما كانت الإخوة الإسلامية من أعظم صفات أهل الإيمان ، ولها الأثر العظيم في ترابط المجتمع وتآلف أفراده .. فقد جعل الله لها من الكرامة والفضل وعلو المنزلة والأجر ما يدفع كل مسلم إلى استشرافها والحرص عليها قال صلى الله عليه وسلم : " قال الله تعالى :وجبت محبتي للمتحابين في والمتزاورين في والمتباذلين في "
وقال صلى الله عليه وسلم : " ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ "
وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ( ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه )
ولعظم منزلة الأخوة في الله فقد جاء الأمر من الله جل وعلا ومن رسوله صلى الله عليه وسلم بكل ما يقوي جانب الأخوة في الله ويزيد الألفة والمحبة بين المسلمين ، والنهى عن كل ما يوجب الفرقة والاختلاف ويورث العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع المسلم .. وذلك في آيات وأحاديث كثيرة يطول ذكرها ..
وحسبك أخي المسلم أن تعلم أن أعظم شرائع الإسلام وواجباته كلها قائم على مراعاة هذا الجانب ومؤكد عليه وداع إليه ولهذا شرعت الصلوات الخمس جماعة في المساجد في صفوف متساوية ، وشرعت الزكاة والصدقات لتحصل المواساة الألفة بين الفقراء والأغنياء ، وشرع الحج إلى بيت الله الحرام في أيام معلومة يجتمع فيها المسلمون بلباس واحد وفي بقعة واحدة .
وفي شهر الصيام تظهر أسمى معاني الأخوة الإسلامية حين يشعر الغني بجوع أخيه الفقير ويرق قلبه له ويعطف عليه ..
كما شرع الله جل وعلا الجمع والأعياد لاجتماع المسلمين وتآلفهم ..
ومن أجل هذا المبدأ العظيم حرم الله الظلم لما فيه من انتهاك حقوق الإخوة الإسلامية والأثرة والأنانية والاستبداد وحب الذات ، وحرم القتل وإيذاء المسلمين بالقول والفعل ، ونهى عن شرب الخمر ولعب الميسر لأنها توقع العداوة والبغضاء بين المسلمين وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة .
وأمر بالإحسان إلى الناس بالقول والفعل قال الله تعالى : وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا .. وقال تعالى : ( وقولوا للناس حسنا )
ونهى عن الحسد والبغضاء والتناجش في البيع والشراء ونهى عن القطيعة والتهاجر .. أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَا هُنَا ». وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ « بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ».
ومن أعظم خصال الإيمان الواجبة أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
وحث الإسلام على التواصل بين المسلمين وتبادل الزيارات فيما بينهم ، وهي وإن كانت من العادات الإجتماعية إلا إنها في ميزان الإسلام من العبادات العظيمة الجليلة لمن أخلص النية واحتسب الأجر فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- « أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِى قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى طريقه مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِى فِى هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا قَالَ لاَ غَيْرَ أَنِّى أَحْبَبْتُهُ فِى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ فَإِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيه"
وفي موطأ الإمام مالك من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله تبارك وتعالى وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في "
وحرم الإسلام التهاجر بين المسلمين ففي الصحيحين من حديث عَنْ أَبِى أَيُّوبَ الأَنْصَارِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ ».
أيها المسلمون
ومن أعظم مظاهر الأخوة الإسلامية ما وصف الله جل وعلا من حال المؤمنين الصادقين في قوله تعالى " يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين "
فهم رحماء على إخوانهم المسلمين رقيقة قلوبهم لهم ، أهل عزة على الأعداء كما قال الله تعالى في وصف الصحابة رضي الله عنهم ( أشداء على الكفار رحماء بينهم )
إن شدة المسلم على إخوانه المسلمين و إغلاضه لهم ، وإيذاءهم بلسانه وفعله ، والتسلط عليهم وصمة عار لا يتصف بها إلا من انحط قدره وفسدت أخلاقه ، وانتفت مروءته .
يظن بعض الناس أن الشدة على إخوانه المسلمين من صفات الرجولة .. ومن علامات الشجاعة والمروءة .. وبئس ما يظن ..
فإن شر الناس منزلة عند الله من تركه الناس اتقاء شره ، وأبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ، وليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب .
قال الله تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك )
وإن الرجل إذا اعتاد الشدة في تعامله ، والغلظة في تصرفاته ، والبذاءة في لسانه .. صار ممقوتا عند الله وعند الناس ، إذا حضر لم يفرح به ، وإن غاب لم يفقد ، يتحاشاه الناس ويتقون فحشه ، ويكرهون الجلوس إليه .
ولهذا كان حسن الخلق مع الناس من أعلى مراتب الإخوة الإيمانية و من أكمل الصفات وأجلها عن أبي الدرداء قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحَاسِنُهُمْ أَخْلاقًا ، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا ، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ ، وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لا يَأْلَفُ وَلاَ يُؤْلَفُ ..
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وبهدي سيد المرسلين أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه الغفور الرحيم .
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه .. ولعظيم سلطانه ، أحمده تعالى على عظيم فضله .. وأشكره على جزيل إحسانه .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى مغفرته ورضوانه .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه وإخوانه
أما بعد
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن من لوازم التقوى ومكملاتها القيام بحقوق الأخوة في الله ، قال صلى الله عليه وسلم " والذى نفسى بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم "
واعلموا رحمكم الله أن من حق المسلم على أخيه المسلم رَدُّ التَّحِيَّةِ ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ ، وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ .
وحسن العهد من الإيمان ، وإكرام الجار والضيف و الإحسان إلى الغريب من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر ..
اللهم طهر قلوبنا .. وأصلح سرائرنا ، وحسن أخلاقنا ، وجمل آدبنا ، واجعلنا من أهل البر والإحسان وألهمنا رشدنا ووفقنا لما تحب وترضى ..
هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المسداة والنعمة المهداة فقد أمَرَكم بذلك ربُّكم جلّ وعلا فقال عزّ قائلاً عليمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
اللّهم صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمد الأمين، وعلى آله الطيّبين الطاهرين، وأزواجه أمّهات المؤمنين، وارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين.. أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين
اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح ووفق ولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
وعبادك الصالحين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
فاذكروا الله ....
اللهم ربنا لك الحمد .. لك الحمد بالإسلام .. ولك الحمد بالقرآن .. ولك الحمد بالمال والأهل والمعافاة .. كبّت عدونا .. وبسطت رزقنا وأظهرت أمننا، وجمعت فرقتنا، وأحسنت معافاتنا، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا .. فلك الحمد على ذلك حمداً كثيراً .. لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، أو خاصة أو عامة .. أو سر أو علانية، ، أو حي أو ميت، أو شاهد أو غائب.
لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فبلغ الرسالة و أدى الأمانة ونصح الأمة ، وكشف الله به الغمة ، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه الأتقياء الطيبين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون .
ثم أمابعد :
فأوصيكم ونفسي أيها المسلمون بتقوى الله فهي الحرز المكين والسياج الأمين وهي ملاذ المذبين ، وكهف التائبين ، بها تستدرك الهفوات ، وتحفظ الأوقات ، وتصان الأعمار ، والفائز من ترحل عن هذه الدنيا بتقوى الله ، والنادم من لم يرحل بزاد من التقى .
أيها المسلمون
حديثي هذا اليوم عن نعمة عظيمة، من أعظم نعم الله علينا وأجلها، أشاد الله بها في كتابه الكريم وامتن بها على عباده المؤمنين، وجلاها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..
هذه النعمة اختص الله بها عباده المؤمنين، وأكرمهم بها من بين الأمم .
بها ينال المسلم لذة الدنيا ونعيم الآخرة ، وتزداد متعة الحياة ورونقها ، وتزدان الدنيا وتعظم بهجتها ، من حرم خيرها فهو المحروم ،
ومن فقدها فهو الخاسر المحسور .
إنها نعمة الأخوة الإسلامية
قال تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)
وامتن الله على رسوله الكريم بهذه النعمة العظيمة التي لا تشترى بأموال الدنيا كلها وبين أنها من أسباب قوة المسلمين وانتصارهم على عدوهم فقال جل وعلا ( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إنه عزيز حكيم )
أيها الأخوة ..
إن ائتلاف المجتمع وتآخي أفراده من أعظم مقومات السعادة ، ومن أوفر أسباب الأمن والأمان ، وإن أي مجتمع لا يقوم على هذا الاساس المتين مجتمع محفوف بالأخطار .. و مهدد بالمصائب ، وعرضة للبلايا والفتن ، وإن أعظم عذاب وأشد بلاء تضرب به المجتمعات .. وجود العداوات وانتشار البغضاء بين أفراده
قال الله تعالى (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ )
إيها الأخوة الأحباب
إن الأخوة الإسلامية من أعظم المبادئ التي دعا إليها الإسلام وحث أتباعه عليها ونهاهم عما يخالفها من الفرقة والاختلاف ، قال الله تعالى (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
ولقد حرص الإسلام على بناء العلاقات المتينة بين أفراده ، وترسيخ جذور الحب والائتلاف .. ونشر قيم الإخاء و المودة بين المسلمين قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
إن الأخوة وصف ملازم للجماعة المسلمة مهما وقع بين أفرادها من الشحناء والبغضاء ( إنما المؤمنون إخوة فاصلحوا بين أخويكم )
الأخوة في اللّه ، تصغر إلى جانبها الأحقاد التاريخية ، والثارات القبلية ، والأطماع الشخصية والرايات العنصرية ، ويتجمع الصف تحت لواء اللّه الكبير المتعال ..
أيها المسلمون :
ولما كانت الإخوة الإسلامية من أعظم صفات أهل الإيمان ، ولها الأثر العظيم في ترابط المجتمع وتآلف أفراده .. فقد جعل الله لها من الكرامة والفضل وعلو المنزلة والأجر ما يدفع كل مسلم إلى استشرافها والحرص عليها قال صلى الله عليه وسلم : " قال الله تعالى :وجبت محبتي للمتحابين في والمتزاورين في والمتباذلين في "
وقال صلى الله عليه وسلم : " ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ "
وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ( ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه )
ولعظم منزلة الأخوة في الله فقد جاء الأمر من الله جل وعلا ومن رسوله صلى الله عليه وسلم بكل ما يقوي جانب الأخوة في الله ويزيد الألفة والمحبة بين المسلمين ، والنهى عن كل ما يوجب الفرقة والاختلاف ويورث العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع المسلم .. وذلك في آيات وأحاديث كثيرة يطول ذكرها ..
وحسبك أخي المسلم أن تعلم أن أعظم شرائع الإسلام وواجباته كلها قائم على مراعاة هذا الجانب ومؤكد عليه وداع إليه ولهذا شرعت الصلوات الخمس جماعة في المساجد في صفوف متساوية ، وشرعت الزكاة والصدقات لتحصل المواساة الألفة بين الفقراء والأغنياء ، وشرع الحج إلى بيت الله الحرام في أيام معلومة يجتمع فيها المسلمون بلباس واحد وفي بقعة واحدة .
وفي شهر الصيام تظهر أسمى معاني الأخوة الإسلامية حين يشعر الغني بجوع أخيه الفقير ويرق قلبه له ويعطف عليه ..
كما شرع الله جل وعلا الجمع والأعياد لاجتماع المسلمين وتآلفهم ..
ومن أجل هذا المبدأ العظيم حرم الله الظلم لما فيه من انتهاك حقوق الإخوة الإسلامية والأثرة والأنانية والاستبداد وحب الذات ، وحرم القتل وإيذاء المسلمين بالقول والفعل ، ونهى عن شرب الخمر ولعب الميسر لأنها توقع العداوة والبغضاء بين المسلمين وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة .
وأمر بالإحسان إلى الناس بالقول والفعل قال الله تعالى : وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا .. وقال تعالى : ( وقولوا للناس حسنا )
ونهى عن الحسد والبغضاء والتناجش في البيع والشراء ونهى عن القطيعة والتهاجر .. أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَا هُنَا ». وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ « بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ».
ومن أعظم خصال الإيمان الواجبة أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
وحث الإسلام على التواصل بين المسلمين وتبادل الزيارات فيما بينهم ، وهي وإن كانت من العادات الإجتماعية إلا إنها في ميزان الإسلام من العبادات العظيمة الجليلة لمن أخلص النية واحتسب الأجر فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- « أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِى قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى طريقه مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِى فِى هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا قَالَ لاَ غَيْرَ أَنِّى أَحْبَبْتُهُ فِى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ فَإِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيه"
وفي موطأ الإمام مالك من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله تبارك وتعالى وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في "
وحرم الإسلام التهاجر بين المسلمين ففي الصحيحين من حديث عَنْ أَبِى أَيُّوبَ الأَنْصَارِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ ».
أيها المسلمون
ومن أعظم مظاهر الأخوة الإسلامية ما وصف الله جل وعلا من حال المؤمنين الصادقين في قوله تعالى " يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين "
فهم رحماء على إخوانهم المسلمين رقيقة قلوبهم لهم ، أهل عزة على الأعداء كما قال الله تعالى في وصف الصحابة رضي الله عنهم ( أشداء على الكفار رحماء بينهم )
إن شدة المسلم على إخوانه المسلمين و إغلاضه لهم ، وإيذاءهم بلسانه وفعله ، والتسلط عليهم وصمة عار لا يتصف بها إلا من انحط قدره وفسدت أخلاقه ، وانتفت مروءته .
يظن بعض الناس أن الشدة على إخوانه المسلمين من صفات الرجولة .. ومن علامات الشجاعة والمروءة .. وبئس ما يظن ..
فإن شر الناس منزلة عند الله من تركه الناس اتقاء شره ، وأبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ، وليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب .
قال الله تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك )
وإن الرجل إذا اعتاد الشدة في تعامله ، والغلظة في تصرفاته ، والبذاءة في لسانه .. صار ممقوتا عند الله وعند الناس ، إذا حضر لم يفرح به ، وإن غاب لم يفقد ، يتحاشاه الناس ويتقون فحشه ، ويكرهون الجلوس إليه .
ولهذا كان حسن الخلق مع الناس من أعلى مراتب الإخوة الإيمانية و من أكمل الصفات وأجلها عن أبي الدرداء قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحَاسِنُهُمْ أَخْلاقًا ، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا ، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ ، وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لا يَأْلَفُ وَلاَ يُؤْلَفُ ..
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وبهدي سيد المرسلين أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه الغفور الرحيم .
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه .. ولعظيم سلطانه ، أحمده تعالى على عظيم فضله .. وأشكره على جزيل إحسانه .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى مغفرته ورضوانه .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه وإخوانه
أما بعد
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن من لوازم التقوى ومكملاتها القيام بحقوق الأخوة في الله ، قال صلى الله عليه وسلم " والذى نفسى بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم "
واعلموا رحمكم الله أن من حق المسلم على أخيه المسلم رَدُّ التَّحِيَّةِ ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ ، وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ .
وحسن العهد من الإيمان ، وإكرام الجار والضيف و الإحسان إلى الغريب من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر ..
اللهم طهر قلوبنا .. وأصلح سرائرنا ، وحسن أخلاقنا ، وجمل آدبنا ، واجعلنا من أهل البر والإحسان وألهمنا رشدنا ووفقنا لما تحب وترضى ..
هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المسداة والنعمة المهداة فقد أمَرَكم بذلك ربُّكم جلّ وعلا فقال عزّ قائلاً عليمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
اللّهم صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمد الأمين، وعلى آله الطيّبين الطاهرين، وأزواجه أمّهات المؤمنين، وارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين.. أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين
اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح ووفق ولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
وعبادك الصالحين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
فاذكروا الله ....