الأخلاقُ الحسنةُ-17-1-1436ه-محمد الشرافي-الملتقى-بتصرف

محمد بن سامر
1437/01/16 - 2015/10/29 19:04PM
[align=justify]أمابعد: فالإسلامُ دِينُ كل ِّالْأَخْلَاقِ الجميلةِ وَالصِّفَاتِ الطيبةِ, فهذا نبيُنا-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- وصفه اللهُ بِجَمِيلِ الْأَخْلَاقِ فَقَالَ-سبحانه-: [وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ], وَجَعَلَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهَ وَسَلَّمَ-خلاصةَ رِسَالَتِهِ مَعَاليَ الْأَخْلَاقِ فقال: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ".
وَقَدْ طَبَّقَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-ذَلِكَ فِي حَيَاتِهِ الْعَمَلِيَّةِ, فَعَنْ أَنَسٍ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ-قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-عَشْرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَهُ؟ وَلَا لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ لِمَ تَرَكْتَهُ؟".
إخواني: إِنَّنَا نَحْنُ المسلمين أَوْلَى الناسِ بِحُسْنِ الْخُلُقِ, فقَدْ حَثَّنَا دِينُنَا عَلَى التَحَلِّي بِذَلِكَ وَرَغَّبَ فِيهِ, وَرَتَّبَ عَلَيْهِ الْأُجُورَ الْعَظِيمَةَ, قالَ: رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ قَائِمِ اللَّيْل وصائمِ النَّهَار"، ومعنى الحديثِ: إذا أديتَ الفرائضَ، وحسنتَ أخلاقَك مع اللهِ والناسِ، فلكُ مثلُ أجرِ من يصومُ كلَّ يومٍ، ويصلي كلَّ ليلةٍ، وقالَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلَ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ"، ومعنى الحديثِ: أثقلُ الأعمالِ الصالحةِ في الميزانِ يومَ القيامةِ الأخلاقُ الحسنةُ.
وحُسْنَ الْخُلُقِ يَكُونُ فِي الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ, وَيَكُونُ مَعَ اللهِ-عَزَّ وَجَلَّ-وَيَكُونُ مَعَ الْخَلْقِ, قَالَ اللهُ-تَعَالَى-: [وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ]، وَقَالَ: [وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ], فسر ابْنُ عَبَّاسٍ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- هَذِهِ الْآيَةَ فقالَ: أَمَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالصَّبْرِ عِنْدَ الْغَضَبِ، وَالْحِلْمِ عِنْدَ الْجَهْلِ، وَالْعَفْوِ عِنْدَ الْإِسَاءَةِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَخَضَعَ لَهُمْ عَدُوُّهُمْ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ.
أخي الحبيب: إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ سَبَبٌ لِمَحَبَّةِ اللهِ-سبحانه- لَكَ, قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "أَحَبُّ عِبَادِ اللهِ إِلَى اللهِ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا"، وسَبَبٌ لِمَحَبَّةِ الرَّسُولِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ لَكَ، وَقُرْبِكَ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "إنَّ مِنْ أحبِّكم إليَّ وأقرَبِكُم منِّي مجْلِسًا يومَ القيامَةِ أحاسِنَكم أخْلاقًا".
إخواني: رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-عَلَّمَنَا وَرَغَّبَنَا فِي الْأَعْمَالِ التِي تَنْشُرُ الْأُلْفَةَ وَالْمَحَبَّةَ بَيْنَنَا فما أجملَ أن نعلمَها ونعملَ بها, ومنها:
إفشاءُ السلامِ-نشرهُ بين المسلمينَ-قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ"، فَنُسِلِّمَ عَلَى كلِّ مَنْ لَقِينَاه مِنَ الْمُسْلِمِينَ عرفناهُ أمْ لمْ نعرفْه؛ نَشْرًا لِلْمَحَبَّةِ وَكَسْبًا لِلْأَجْرِ وَطَلَبًا لِلْأُلْفَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.
ومنها: التَّبَسُّمُ وَالْبِشْرُ فِي وُجُوهِ إِخْوَانِكَ المسلمينَ, وَبَعْضُ النَّاسِ رُبَّمَا ظَنَّ أَنَّ التَّقْطِيبَ والعبوسَ فِي وُجُوهِ النَّاسِ يُكْسِبُهُ شَخْصِيَّةً قَوِيَّةً مَهِيبَةً, وَمَا عَرَفَ أَنَّ ذَلِكَ يُكْسِبُهُ الْبَغْضَاءَ فِي قُلُوبِ النَّاسِ حَتَّى وَإِنْ جَامَلُوهُ فِي وَجْهِهِ, قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ، وَلَا يُؤْلَفُ، وَخَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ".
مَطْلُوبٌ مِنَّا أَنْ نَتَعَمَّدَ إِدْخَالَ السُّرُورِ عَلَى إِخْوَانِنَا الْمُسْلِمِينَ, وَلَوْ بِالابْتِسَامَةِ الطَّيِّبَةِ فِي وُجُوهِهِمْ, قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ"، ومعنى الحديثِ: لا تستصغرْ أي عملٍ صالحٍ، حتى لو كانَ ابتسامةً صافيةً في وجهِ أخيكَ المسلمِ؛ فإنها كبيرةٌ في الميزانِ عند اللهِ، وقالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "إِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَتَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ-إزالتُك-الْحَجَرَ وَالشَّوْكَ وَالْعَظْمَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَهِدَايَتُكَ الرَّجُلَ-تَدُلُّهُ-فِي أَرْضِ الضَّالَةِ-مكانٍ لا يعرفُه-صَدَقَةٌ".
أَيْنَ هَذَهِ الأخلاقُ الجميلةُ الرائعةُ، مِمَّنْ يَتَكَبَّرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ؟!، وَخَاصَّةً الضعفاءَ والْفُقَرَاءَ وَالْغُرَبَاءَ مِنَ الْعُمَّالِ وَغَيْرِهِمْ, مِمَّنْ هُمْ فِي حَاجَةٍ إِلَى الْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ، وَالْأَخْلَاقِ الْحَسَنَةِ، التِي تُخَفِّفُ عَنْهُمْ أَلَمَ الْغُرْبَةِ، وَفِرَاقِ الْأَهْلِ، وَالضِّيقِ فِي الْعَيْشِ، وَمشقةِ الْعَمَلِ.
أخي المباركُ: إِنَّنَا مَنْهِيُّونَ عَنْ كُلِّ مَا يُدْخِلُ الْأَلَمَ أَوْ الْغَمَّ فِي قُلُوبِ الآخَرِينِ, فَالْإِسْلَامُ جَاءَ بِمُرَاعَاةِ الْخَوَاطِرِ، وَجَبْرِ النُّفُوسِ الْمُنْكَسِرَةِ, قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الْآخَرِ، حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُحْزِنَهُ"، ومعنى الحديثِ: لا تتكلمْ بسرٍ مع جليسِك، ومعكم شخصٌ ثالثٌ لا تشاركونه هذا السرَ، فإن هذا يجعلُه يحزنُ لأنه قد يظنُ أنكم تتكلمون فيه بسوءٍ.
أخي الرائعُ: وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِحُسْنِ خُلُقِكَ مَنْ هُمْ حَوْلَكَ, مِنَ الْوَالِدَيْنِ وَالزَّوْجَةِ وَالْأَوْلَادِ وَالْأَقَارِبِ وَالْجِيرَانِ, وَمَا أَسْوَأَ بَعْضَ النَّاسِ حينَ يَكُونُ حَسَنَ الْأَخْلَاقِ والمعاملةِ لأَصْدِقَائِهِ، وسيئَ الأخلاقِ والمعاملةِ لوَالِدَيهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ, "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ-فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّكَ، قال: ثمَّ من؟ قال: أَبُوكَ", وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي"، "مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ"، أستغفرُ اللهَ...
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّنَا بِحَاجَةٍ شَدِيدَةٍ إِلَى أَنْ نُصْلِحَ تَعَامُلَنَا مَعَ الآخَرِينَ, وَنَزِنَ ذَلِكَ بِأَنْفُسِنَا, فَالذي تُحِبُّ أَنْ يُعَامِلَكَ النَّاسُ بِهِ عَامِلْهُمْ بِهِ, قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ".
وَاعْلَمْ-أخي-أَنَّ مُعَامَلَتَكَ لِلْآخَرِينَ هِيْ مِرْآةُ خُلُقِكَ.
إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ أَنْ تَسْخَرَ مِنَ الآخَرِينَ أَو تحتقرَهم أو تتكبرَ عليهم، ولَيْسَ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ أَنْ تَأْخُذَ حَقَّ الآخَرِينَ فِي الطَّرِيقِ, كَمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الناسِ-هدانا الله وإياهم-فَتَجِدَهُ يَقِفُ وَسْطَ الطَّريِقِ بسيارتِه يتكلمُ مع غيرِه، وخلفَه من كبارِ السنِ وغيرِهم من ينتظرُ سَمَاحَهُ لِيَمُرَّ ليوصلَ أولادَه إلى المدرسةِ, أو المستشفى أَوْ يريدُ الذهابَ إلى عملِه، أو أي حاجةٍ أخرى ليقضيَها، ولَيْسَ مِنْ حُسُنِ الْخُلُقِ أَنْ يُضَيِّقَ بَعْضُ النَّاسِ الطَّرِيقَ عَلَى الْمَارَّةِ، وَهُوَ وَاقِفٌ أَمَامَ المحلِ أَوِ الْمَطْعَمِ، يَنْتَظِرُ أَنْ يَأْتِيَهُ الْعَامِلُ يُحْضِرُ طَلَبَاتِهِ، وَهُوُ جَالِسٌ فِي سَيَّارَتِهِ, بَيْنَمَا لا يُكَلِّفُ نَفْسَهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ قَلِيلًا لِيَصُفَّ سَيَّارَتَهُ فِي مَوْقِفٍ مُنَاسِبٍ لا يُضَايِقُ الآخَرِينَ، ولَيْسَ مِنْ حُسُنِ الْخُلُقِ أن يرفعَ بعضهُم صوتَ الأغاني أو أيَّ صوتٍ يعجبُه حتى لو كانَ قرآنًا، فيزعجُ الآخرينَ، ويعكرُ عليهمْ صفوَهم، وربما أيقظَهم من نومِهم، وربما دعا عليه أحدٌ فاستجابَ اللهُ له فأمرضه أو أماته, ولَيْسَ مِنْ حُسُنِ الْخُلُقِ رميُ النفاياتِ في الشوارعِ والطرقِ، والحدائقِ والمتنزهاتِ، وفي ظلِ الأشجارِ، وعدمُ وضعها في أماكنِها الخاصةِ بها، وما أجملَ أن تحملَ معك كيسًا صغيرًا أو كبيرًا في سيارتِك ومتنزهِك، تضعُ فيه مخلفاتِك، ثم تضعُه في صندوقِ النفاياتِ، فتبقى سيارتُك وأماكنُ نُزهتِك وجلوسِك، نظيفةً لك ولغيرِك.
إخواني: هَذِهِ إِشَارَاتٌ لِبَعْضِ السُّلُوكِيَّاتِ التِي انْتَشَرَتْ فِي حياتِنا، فَلَيْتَنَا نَتَعَاوَنُ عَلَى الْبُعْدِ عَنْهَا وَالاتِّصَافِ بالإِيثَارِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْمَوَدَّةِ.[/align]
المرفقات

الأخلاقُ الحسنةُ-17-1-1436ه-محمد الشرافي-الملتقى-بتصرف.docx

الأخلاقُ الحسنةُ-17-1-1436ه-محمد الشرافي-الملتقى-بتصرف.docx

المشاهدات 1614 | التعليقات 0