الآيات الكونية تأمل واعتبار
د مراد باخريصة
1434/05/25 - 2013/04/06 05:53AM
[font="]عباد الله: إن مما يلفت النظر في هذه الآونة المتأخرة[/font][font="] كثرة الحوادث الكونية وتكاثر الآيات والنذر وازدياد المتغيرات التي تحدث في هذا الكون الفسيح.[/font]
[font="]تظهر أحداث عظام وتتجلى آيات كبار ويتحدث علماء الفلك عن تتابع الحوادث والكوارث التي تحدث في هذا الزمان المعاصر هنا وهناك.[/font]
[font="]زلازل مدمرة وأوبئة وأمراض مهلكة وأعاصير عاتية وأمواج[/font][font="] وفيضانات طاغية وحرائق مخيفة ورياح تسير بسرعات مذهلة وجنود غير متناهية {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ}.[/font]
[font="]نذر وآيات وعقوبات وتخويفات لا يستطيع البشر ردها ولا يملكون السيطرة عليها[/font][font="] ولا يستطيعون أن يوقفوا انتشارها ولا يقدرون على دفعها أوردها.[/font]
[font="]آيات مسخرات لا تطيقها الطاقات ولا تقدر عليها القدرات[/font][font="] ولا تنفع معها التنبؤات والترصدات ولا تصل إليها المضادات ولا تتمكن منها الامكانات {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} ويقول سبحانه وتعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}.[/font]
[font="]فسبحانك ربنا ما أعظمك فلا قدرة فوق قدرتك ولا قوة فوق قوتك[/font][font="] تخلق ما تشاء وتأمر بما تشاء وتمسك ما تشاء عمن تشاء وترسل ما تشاء إلى من تشاء.[/font]
[font="]هواء وماء وأرض وسماء وبر وبحر ونجوم وكواكب وإنس وجن ومخلوقات كثيرة ما لا نعلمه منها أكثر مما نعلمه[/font][font="] ومالا نراه منها أكثر من الذي نراه وكلهم جنود لله خاضعون لعظمة الله جل جلاله وعز كماله وتعالت عظمته.[/font]
[font="]عباد الله: كل يوم نشاهد الأخبار ونتابع الأحوال ونرى ونسمع الحوادث والقوارع ولكن هل نسمع الأخبار بإذن معتبرة واعية متفكرة أم نسمع الأخبار مجرد سماع عابر وتحليل مجرد؟ [/font]
[font="]وهل نقوم بربط هذه الأحداث والأخبار الكونية بالآيات الشرعية والقدرة الإلهية أم أننا نرى ونسمع دون أن نربط ذلك بعظمة الله وجلاله وقوته وملكه وسلطانه.[/font]
[font="]لو تأملنا في جميع الأخبار سواء كانت الأخبار السياسية أو الاقتصادية أو الكونية[/font][font="] والجوية أو غيرها لرأينا أمر الله فيها نافذ وقدرته وسلطانه عليها واضح ولكن أين من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد؟.[/font]
[font="]أين نحن من هذه النذر التي تنذرنا والموقظات التي تنبهنا من غفلتنا والأحداث التي تدعونا إلى الاتعاظ والاعتبار بغيرنا؟[/font][font="] يقول الله جل وعلا: {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا * أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا}.[/font]
[font="]فعجبا لنا حينما نرى البحار تهتز ولا تهتز قلوبنا وعجباً لنا حين نرى الأرض تتصدع والجبال بالبراكين تتشقق ولم تخشع قلوبنا[/font][font="] وعجباً لنا حين نرى الديار ترتجف وتتساقط ولا ترتجف أفئدتنا وعجباً لنا حين نرى الرياح تعصف فلا تعتصف نفوسنا وعجباً لنا نرى مَن حولنا يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا نتذكر ولا نتوب لربنا وعجباً لنا حين نرى العالم يموج كموج البحر بالأحداث العظام ونحن لا نزال في سهونا ولهونا وانتهاكنا لحرمات ربنا وتضييعنا لعباداتنا وتفريطنا لمسئولياتنا فهل أمنا مكر الله {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}.[/font]
[font="]اسمعوا إلى قول ربنا جل وعلا وهو يخاطبنا فيقول لنا[/font][font="] {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ * فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} ويقول سبحانه وتعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}.[/font]
[font="]قبل أيام مر علينا هنا في حضرموت منخفض جوي تتابعت فيه الأمطار[/font][font="] وتغيرت فيه الأجواء وسالت فيه الأودية بقدرة الله بالسيول وحدثت فيه بعض الحوادث والكوارث وقد سبقه قبل أعوام منخفض أكبر منه وأعظم فهل اتعظنا بمثل هذه المواعظ؟ وهل تفكرنا في مثل هذه الحوادث؟ وهل تأملنا فيها حق التأمل وتفكرنا فيها حق التفكر أم أنها مرت علينا كما يمر علينا غيرها من الأخبار والأحداث.[/font]
[font="]سمعنا قبل أقل من نصف شهر بإعصار بنجلاديش[/font][font="] الذي دمر الآلاف المساكن وأجبر مئات الآلاف من السكان على الفرار وارتفعت فيه المياه المصحوبة بالإعصار ارتفاعاً هائلاً وجرح فيه مئات البشر واعتبر فيه أمثالهم في عداد المفقودين ودمر عشرين قرية على الأقل وحطم المنازل وقلع الاشجار وحاصر الناس تحت أنقاض المنازل ودمر خطوط الكهرباء والبنية التحتية كل هذا حدث في ساعات بسيطة ولحظات قليلة {وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ * هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}.[/font]
[font="]ويقول جل وعلا: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ}.[/font]
[font="]الخطبة الثانية: [/font]
[font="]الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره وعلم مورد كل مخلوق ومصدره وأثبت في أم الكتاب ما أراده وسطره فلا مؤخر لما قدمه ولا مقدم لما أخره ولا ناصر لمن خذله ولا خاذل لمن نصره ولا هادي لمن أضله ولا مضل لمن هداه والصلاة والسلام على رسول الله خير خلق الله من اصطفاه ربه واجتباه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه.[/font]
[font="]أما بعد: عباد الله [/font]
[font="]قبل اعصار بنجلاديش رأيتم وراينا ما حل في روسيا من حدث عظيم ومنظر مرعب مخيف أرعب قلوب الملايين وهز نفوس العالمين[/font][font="] عندما سقط النيزك على إحدى المدن الروسية قبل حوالي شهر ونصف.[/font]
[font="]وكانت سرعة سقوطه هائلة جداً حيث كانت سرعته أثناء سقوطه 18 كيلو متر في الساعة الثانية الواحدة وانفجر في الجو قبل أن يصطدم بالأرض فولد انفجاراً ضخماً أقوى من انفجار القنبلة الذرية التي سقطت على هروشيما بثلاثين ضعفاً وأدى إلى إصابة حوالي ألف وخمسمائة شخص وألحق الضرر بأكثر من ثلاثة الآلاف مبنى.[/font]
[font="] كل هذا حدث عندما انفجر في الجو ولو قدر الله له أن ينفجر في الأرض[/font][font="] ويصطدم بها اصطداماً مباشراً لأحدث دماراً هائلاً وكارثة كونية كبرى لا تكاد توصف.[/font]
[font="]علماً أن تلك الاصابات التي أصابت البشر في ذلك الحادث كانت فقط بسبب تهشم زجاج النوافذ والأبواب وذلك لقوة الانفجار فكيف لو اصطدم بالأرض.[/font]
[font="]وقد كان أصحاب الإرصاد والفلك يتابعون هذا النيزك منذ بداية تحركه وكانت دراساتهم وتقاريرهم حوله تؤكد لهم أنه لن يقترب كثيراً من الغلاف الجوي ولكن الله سبحانه وتعالى أراد بعظمته وقدرته أن يظهر لهم ضعفهم ويبين لهم عجزهم ويفاجأهم بما لم يكن في حسبانهم وبما لايتوقعون.[/font]
[font="]وكان وزنه اثنا عشر طناً ويعد من أصغر المذنبات مقارنة بغيره[/font][font="] من المذنبات الأخرى مما جعل علماء الفلك والإرصاد هناك يعكفون على القيام بالدارسات والأبحاث حول سقوطه ليتأكدوا هل كان سقوطه بشكل مستقل أم أنه جسم صغير سقط من جسم كبير؟ هذا ما ظل يخيفهم ويرعبهم ويبحثون إلى اليوم عن جواب شاف حول هذا السؤال.[/font]
[font="]تأملوا هذه الآية ياعباد الله يقول الله سبحانه وتعالى:[/font][font="] {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} ويقول: {أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}.[/font]
[font="]ويقول سبحانه وتعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} ويقول: {وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.[/font]
[font="]فلنتق الله في أنفسنا ولنراجع أنفسنا ولنقم بتصحيح أحوالنا فإن الله جل جلاله ليس بينه وبين أحد منا نسب ولا جاه ويغار جل جلاله إذا انتهكت حدوده واستحلت محارمه.[/font]
[font="]وإننا نرى اليوم أحكام الله قد ضيعت وحدوده قد انتهكت ومحارمه قد استحلت[/font][font="] ولهث الناس وراء المناهج الشرقية والغربية وتركوا منهج الله وضاع الولاء والبراء وكثر الخنا والفساد وانتشر الربا والحرام وتجبر المتجبرون وضاعت حقوق الضعفاء وسمح للأفكار المنحرفة أن تروج وتنشر وغيبت الحقيقة وحورب أهل الحق.[/font]
[font="]أفلا نخشى بعد هذا كله من عذاب الله أن يحل بنا أو ينزل في أوساطنا نعوذ بالله من سخطه وأليم عذابه وشديد عقابه[/font][font="] يقول الله جل جلاله وعز كماله {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} ويقول {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ}.[/font]
[font="]ويقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ» وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ» رواه البخاري ومسلم.[/font]
[font="]صلوا وسلموا[/font]
[font="]تظهر أحداث عظام وتتجلى آيات كبار ويتحدث علماء الفلك عن تتابع الحوادث والكوارث التي تحدث في هذا الزمان المعاصر هنا وهناك.[/font]
[font="]زلازل مدمرة وأوبئة وأمراض مهلكة وأعاصير عاتية وأمواج[/font][font="] وفيضانات طاغية وحرائق مخيفة ورياح تسير بسرعات مذهلة وجنود غير متناهية {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ}.[/font]
[font="]نذر وآيات وعقوبات وتخويفات لا يستطيع البشر ردها ولا يملكون السيطرة عليها[/font][font="] ولا يستطيعون أن يوقفوا انتشارها ولا يقدرون على دفعها أوردها.[/font]
[font="]آيات مسخرات لا تطيقها الطاقات ولا تقدر عليها القدرات[/font][font="] ولا تنفع معها التنبؤات والترصدات ولا تصل إليها المضادات ولا تتمكن منها الامكانات {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} ويقول سبحانه وتعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}.[/font]
[font="]فسبحانك ربنا ما أعظمك فلا قدرة فوق قدرتك ولا قوة فوق قوتك[/font][font="] تخلق ما تشاء وتأمر بما تشاء وتمسك ما تشاء عمن تشاء وترسل ما تشاء إلى من تشاء.[/font]
[font="]هواء وماء وأرض وسماء وبر وبحر ونجوم وكواكب وإنس وجن ومخلوقات كثيرة ما لا نعلمه منها أكثر مما نعلمه[/font][font="] ومالا نراه منها أكثر من الذي نراه وكلهم جنود لله خاضعون لعظمة الله جل جلاله وعز كماله وتعالت عظمته.[/font]
[font="]عباد الله: كل يوم نشاهد الأخبار ونتابع الأحوال ونرى ونسمع الحوادث والقوارع ولكن هل نسمع الأخبار بإذن معتبرة واعية متفكرة أم نسمع الأخبار مجرد سماع عابر وتحليل مجرد؟ [/font]
[font="]وهل نقوم بربط هذه الأحداث والأخبار الكونية بالآيات الشرعية والقدرة الإلهية أم أننا نرى ونسمع دون أن نربط ذلك بعظمة الله وجلاله وقوته وملكه وسلطانه.[/font]
[font="]لو تأملنا في جميع الأخبار سواء كانت الأخبار السياسية أو الاقتصادية أو الكونية[/font][font="] والجوية أو غيرها لرأينا أمر الله فيها نافذ وقدرته وسلطانه عليها واضح ولكن أين من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد؟.[/font]
[font="]أين نحن من هذه النذر التي تنذرنا والموقظات التي تنبهنا من غفلتنا والأحداث التي تدعونا إلى الاتعاظ والاعتبار بغيرنا؟[/font][font="] يقول الله جل وعلا: {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا * أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا}.[/font]
[font="]فعجبا لنا حينما نرى البحار تهتز ولا تهتز قلوبنا وعجباً لنا حين نرى الأرض تتصدع والجبال بالبراكين تتشقق ولم تخشع قلوبنا[/font][font="] وعجباً لنا حين نرى الديار ترتجف وتتساقط ولا ترتجف أفئدتنا وعجباً لنا حين نرى الرياح تعصف فلا تعتصف نفوسنا وعجباً لنا نرى مَن حولنا يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا نتذكر ولا نتوب لربنا وعجباً لنا حين نرى العالم يموج كموج البحر بالأحداث العظام ونحن لا نزال في سهونا ولهونا وانتهاكنا لحرمات ربنا وتضييعنا لعباداتنا وتفريطنا لمسئولياتنا فهل أمنا مكر الله {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}.[/font]
[font="]اسمعوا إلى قول ربنا جل وعلا وهو يخاطبنا فيقول لنا[/font][font="] {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ * فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} ويقول سبحانه وتعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}.[/font]
[font="]قبل أيام مر علينا هنا في حضرموت منخفض جوي تتابعت فيه الأمطار[/font][font="] وتغيرت فيه الأجواء وسالت فيه الأودية بقدرة الله بالسيول وحدثت فيه بعض الحوادث والكوارث وقد سبقه قبل أعوام منخفض أكبر منه وأعظم فهل اتعظنا بمثل هذه المواعظ؟ وهل تفكرنا في مثل هذه الحوادث؟ وهل تأملنا فيها حق التأمل وتفكرنا فيها حق التفكر أم أنها مرت علينا كما يمر علينا غيرها من الأخبار والأحداث.[/font]
[font="]سمعنا قبل أقل من نصف شهر بإعصار بنجلاديش[/font][font="] الذي دمر الآلاف المساكن وأجبر مئات الآلاف من السكان على الفرار وارتفعت فيه المياه المصحوبة بالإعصار ارتفاعاً هائلاً وجرح فيه مئات البشر واعتبر فيه أمثالهم في عداد المفقودين ودمر عشرين قرية على الأقل وحطم المنازل وقلع الاشجار وحاصر الناس تحت أنقاض المنازل ودمر خطوط الكهرباء والبنية التحتية كل هذا حدث في ساعات بسيطة ولحظات قليلة {وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ * هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}.[/font]
[font="]ويقول جل وعلا: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ}.[/font]
[font="]الخطبة الثانية: [/font]
[font="]الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره وعلم مورد كل مخلوق ومصدره وأثبت في أم الكتاب ما أراده وسطره فلا مؤخر لما قدمه ولا مقدم لما أخره ولا ناصر لمن خذله ولا خاذل لمن نصره ولا هادي لمن أضله ولا مضل لمن هداه والصلاة والسلام على رسول الله خير خلق الله من اصطفاه ربه واجتباه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه.[/font]
[font="]أما بعد: عباد الله [/font]
[font="]قبل اعصار بنجلاديش رأيتم وراينا ما حل في روسيا من حدث عظيم ومنظر مرعب مخيف أرعب قلوب الملايين وهز نفوس العالمين[/font][font="] عندما سقط النيزك على إحدى المدن الروسية قبل حوالي شهر ونصف.[/font]
[font="]وكانت سرعة سقوطه هائلة جداً حيث كانت سرعته أثناء سقوطه 18 كيلو متر في الساعة الثانية الواحدة وانفجر في الجو قبل أن يصطدم بالأرض فولد انفجاراً ضخماً أقوى من انفجار القنبلة الذرية التي سقطت على هروشيما بثلاثين ضعفاً وأدى إلى إصابة حوالي ألف وخمسمائة شخص وألحق الضرر بأكثر من ثلاثة الآلاف مبنى.[/font]
[font="] كل هذا حدث عندما انفجر في الجو ولو قدر الله له أن ينفجر في الأرض[/font][font="] ويصطدم بها اصطداماً مباشراً لأحدث دماراً هائلاً وكارثة كونية كبرى لا تكاد توصف.[/font]
[font="]علماً أن تلك الاصابات التي أصابت البشر في ذلك الحادث كانت فقط بسبب تهشم زجاج النوافذ والأبواب وذلك لقوة الانفجار فكيف لو اصطدم بالأرض.[/font]
[font="]وقد كان أصحاب الإرصاد والفلك يتابعون هذا النيزك منذ بداية تحركه وكانت دراساتهم وتقاريرهم حوله تؤكد لهم أنه لن يقترب كثيراً من الغلاف الجوي ولكن الله سبحانه وتعالى أراد بعظمته وقدرته أن يظهر لهم ضعفهم ويبين لهم عجزهم ويفاجأهم بما لم يكن في حسبانهم وبما لايتوقعون.[/font]
[font="]وكان وزنه اثنا عشر طناً ويعد من أصغر المذنبات مقارنة بغيره[/font][font="] من المذنبات الأخرى مما جعل علماء الفلك والإرصاد هناك يعكفون على القيام بالدارسات والأبحاث حول سقوطه ليتأكدوا هل كان سقوطه بشكل مستقل أم أنه جسم صغير سقط من جسم كبير؟ هذا ما ظل يخيفهم ويرعبهم ويبحثون إلى اليوم عن جواب شاف حول هذا السؤال.[/font]
[font="]تأملوا هذه الآية ياعباد الله يقول الله سبحانه وتعالى:[/font][font="] {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} ويقول: {أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}.[/font]
[font="]ويقول سبحانه وتعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} ويقول: {وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.[/font]
[font="]فلنتق الله في أنفسنا ولنراجع أنفسنا ولنقم بتصحيح أحوالنا فإن الله جل جلاله ليس بينه وبين أحد منا نسب ولا جاه ويغار جل جلاله إذا انتهكت حدوده واستحلت محارمه.[/font]
[font="]وإننا نرى اليوم أحكام الله قد ضيعت وحدوده قد انتهكت ومحارمه قد استحلت[/font][font="] ولهث الناس وراء المناهج الشرقية والغربية وتركوا منهج الله وضاع الولاء والبراء وكثر الخنا والفساد وانتشر الربا والحرام وتجبر المتجبرون وضاعت حقوق الضعفاء وسمح للأفكار المنحرفة أن تروج وتنشر وغيبت الحقيقة وحورب أهل الحق.[/font]
[font="]أفلا نخشى بعد هذا كله من عذاب الله أن يحل بنا أو ينزل في أوساطنا نعوذ بالله من سخطه وأليم عذابه وشديد عقابه[/font][font="] يقول الله جل جلاله وعز كماله {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} ويقول {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ}.[/font]
[font="]ويقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ» وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ» رواه البخاري ومسلم.[/font]
[font="]صلوا وسلموا[/font]
المرفقات
الأحداث الكونية آيات وعبر.doc
الأحداث الكونية آيات وعبر.doc
قلبي دليلي
جزاك ربي كل خير ونفع بك
تعديل التعليق