الآن بدأت المعركة..!

HAMZAH HAMZAH
1440/06/30 - 2019/03/07 09:58AM

الآن بدأت المعركة..!

د. حمزة فايع الفتحي

5/2/1425 هـ

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (الأحزاب : 70).

معاشر المسلمين : هل تأملتم مايجري لأمتكم، وهل أحسستم بواقع الذل والمهانة الذي تتجرعه الأمة، غير مبالية ولا متفكرة .

أكثر من خمسين سنة ، وفلسطين المسلمة تحت الاحتلال الصهيوني المبارك المحروس بالعدو الصليبي ..!!

ولقد اشتدت المعركة في السنوات الأخيرة بين العدو الصهيوني، وقدمت فلسطين آلاف الشهداء، واستطاعت المنظمات الإسلامية تأديب المحتل، وكسر هامة العدو الضخم .

وعندما أعلن الصليبيون على الإسلام ( الحرب على الإرهاب ) وكانت الانتفاضة قد التهبت، واستطاع المجاهدون الفلسطينيون تأديب المحتل، والوصول معه إلى الندية في الحرب، رغم ضعف الإمكانات العسكرية، ورغم المخططات المكشوفة من جهات أخرى ...!!

إلا إنهم صمدوا، واتخذت الحرب منعطفاً آخر، وأعلن الصليبيون برعاية الولايات غير المتحدة الأمريكية، أن حركة المقاومة الإسلامية جماعة إرهابية لقتل كل معاني المقاومة والجهاد الأمة، ولوأد كل عمل من أعمال الشرف والعزة .

وواصل الحماسيون جهادهم، وقدموا دماء زكية، وأرواحاً رضية، كان أولهم الشيخ المجاهد والقائد الفذ الكبير أحمد ياسين رحمه الله، ذاك الذي صنع ما لم يصنع الزعماء، وفعل ما لم يفعله الأصحاء.

واننا إذ نذكره  نعزي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ونسأل الله أن يجبر مصاب الأمة..

وكم كنا نتمنى لو أقر الله عينه بانتصار أمته، وتحرير بلده المسلم .

ولكن قدّر الله وماشاء فعل ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ..

وددتُ والله لو لم يصدق الخبرُ

حتى نرى الدعوة الغراء تنتصرُ

يا مرشدَ الجيل للجلّى الجهاد شدا

والجيش يزحف والأمجاد تنتظرُ

فكيف ودعتنا يافخرَ دعوتِنا

ورحتَ عنا في بطن الأرض تستترُ

علمتنا كيف يفدي الحر دعوتَه

وكيف للظالم المغرور يحتقرُ

هي النفوس الأبياتُ التي احتملت

في جانب الله ما لا يحمل الحجرُ

فلو تلونت كالحرباء كنت على

رأس الخزائن تحويها وتدخرُ

لقد كان الشيخ المجاهد رجلا بأمة، بما يحمله من مبادئ صادقة، وتضحيات جبارة لقد كان مقيدا مشلولا لكن ، جسده صحيح، يتفطر لأمته، ويعمل لقضاياها، ويصمد تجاه أعدائها ..

كان قعيدا، لكن عالي الهمة، قوي العزيمة، يعمل ويجد و يخطط ويبتكر..

كان قعيدا.. لكنه المجاهد الباذل المضحي..

كان قعيدا، لكنه ذو اليقين الراسخ، الذي تحطمت دونه كل التحديات والأخطار والتهديدات..!

إن من أجل الدروس المستفادة من حادث اغتيال الشيخ رحمه الله ...

نصرته لهذا الدين، وهو بتلك الحالة المرضية الشديدة، فأين شبابنا ودعاتنا من تلك الصورة العجيبة؟! التي هزأت بالحياة الدنيا، وتجاوزت حدود المرض والوهن والنصب، وقامت تحتسب خطواتها لله ! وقامت تحتسب فكرها وهمها وحزنها لله تعالى ... لقد قال الشيخ عندما اشتدت الإنتفاضة ( إن التاريخ لن يرحم الجبناء )، وستكشف الأيام والسنين جبن الجبناء، وتخديل المخدلين، وهوان الممتهنين، الذين جرعوا الأمة، غصص الهزائم، ورموها إلى مستنقع المأساة والبلاء والتنكيل.

بما يقدمونه من تنازلات ومبادرات في إطار سياسي زعموا!! فمن (أوسلوا) إلى يومنا هذا، والصهاينة يدوسون كل توقيع، ويمشون على كل مفاوضة.

ياللجراحِ بعيدات المدى نكَأت

أعماقَهن جراحٌ غضةٌ جددُ

لو لامست أذنَ الفاروق خيبتُهم

لكدر الصفوَ في جناته الكمدُ

أو كان يدري صلاح الدين ما اقترفت

تلك العلوجُ لضج الفاتح النجِدُ

من نصف قرن وأرضُ الأنبياء على

درب الدموع تنادينا ونُفتقدُ

أيها الإخوة الكرام: إن معركتنا مع العدو الصهيوني لا تزال مستمرة، بل إنها بدأت الآن والتهبت واشتعلت، وقد أعلنت حركات المقاومة نصرهم الله، الحرب الشاملة على إسرائيل، ومن يرعاها، وإن عملياتها القادمة سوف تكون نوعية ضخمة لم تسمع بها إسرائيل. وهذا ما ينشده كل مسلم .

إخوة الإسلام: لقد طال هجوعُنا، وعظمت غفلتنا عن قضايا أمتنا!! فمتى الاستيقاظ ومتى الانتباه، ومتى الجد والعمل ؟!

هل يريد أحدكم أن يعيش بمعزل عن دينه وأمنه ؟! يأكل ويشرب وينام ثم يموت موتة البهائم ؟!

إن هذا لا يسوغ ولا يجوز في حياتنا الإسلامية قال تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) (محمد: 18) .

فقوموا بواجب النصرة والتأييد لأمتكم وقضاياها، وتأهبوا للمعركة الشاملة مع اليهود والنصارى الذين أعلنوها جهارا نهارا جرح في فلسطين ، وجرح في العراق، جرح في أفغانستان والشيشان ...

قال تعالى (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) (البقرة:217).

وقال (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة:120) .

وقال (لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (المائدة: 51).

وقال (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً) (سورة النساء: 102) .

وقال (لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) (آل عمران: 118).

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ...

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين: ....

عباد الله: يتساءل كثيرون كيف أنصر هذا الدين، وكيف أدعم قضاياه ؟! وكيف أقوم بالأمانة المنوطة علي؟!

لقد توالت الأحزان، وتكاثرت المصائب ! نعم أمتكم منكوبة، ومبتلاة، لكننا لن نيأس ولن نحزن، ولن نجبن وننقطع، قد قال الله ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) (الأنفال:60).

الإعداد العسكري، إلاعداد الإيماني، والفكري في كافة مجالات الحياة .

ومن الوسائل : التهمم لقضايا المسلمين، والسؤال عنها، ومتابعتها والدفاع عنها بالعلم والبيان.

ومنها الدعاء بأن ينصرهم الله، ويثبت أقدامهم فالدعاء هو العبادة (وقال ربكم أدعوني استجب لكم) (البقرة:60).

فادعوا لإخوانكم المنكوبين في فلسطين والعراق، وأفغانستان والشيشان وفي كل مكان..

وصلوا وسلموا يا مسلمون على الهادي البشير والسراج المنير...

المشاهدات 869 | التعليقات 0