اكفر وارتد فلن نقيم عليك الحد // إيهاب كمال

احمد ابوبكر
1435/12/16 - 2014/10/10 03:07AM
[align=justify]
رغم تفاهة تلكم الكاتبة المرتدة التي سخرت من الأضحية ومن قصة نبي الله إبراهيم وولده النبي إسماعيل عليهما السلام، فإنني أراني مضطرًا للتعرض لذلك البيان الذي أصدرته مؤخرًا والذي ظاهره الاعتذار لكن حقيقته المزيد من الكفر والزندقة .
وما يدفعني للرد على كلام تلك المرتدة رغم تفاهتها وتهافت كلامها هو رغبتي في فضح ذلك المنهج المرسوم الذي تتبعه هي وأمثالها وهو في الواقع جزء من حملة ممنهجة مدروسة للتشكيك في شعائر الدين والطعن في ثوابته مع الترويج للمذاهب الكفرية والشركية، وبالتالي فلا عجب أن تهتم الصحف الكبرى (كالأهرام) بنشر هذا البيان، وما يشتمل عليه من كفر وضلال وتلبيس على الجهال دون إبداء نكير يذكر.

بالإضافة إلى ذلك فإنني أحببت أن أبين أن وصفنا لتلك المرأة بالردة ليس نوعًا من الغلو أو السب أو الاندفاع العاطفي، بل هو حكم شرعي ينبني على الأدلة والأصول والقواعد الشرعية، وإن التقصير في بيان هذا الحكم هو نوع من التفريط والتخاذل غير المقبول لا سيما في مواجهة مثل تلك الحملات المسمومة.

- إن هذه المرتدة تقول في بيانها: (لديّ رفٌّ في مكتبة بيتي يحمل القرآن الكريم إلى جوار تمثال تخيّلي للسيدة العذراء عليها وعلى ابنها السلام، جوار تماثيل للزاهدين: بوذا وزرادشت ودلاي لاما وغيرهم، أسميه: رفَّ: "الباحثون عن الحقيقة". فأنا أحترمُ مَن يجتهد للوصول إلى الله، حتى وإن عبر طريق مغاير لطريقي)

هكذا تساوي بين القرآن وبين المذاهب الشركية الكفرية وهذه ردة صريحة عن الإسلام بالإجماع، فالدين الصحيح الوحيد المقبول عند الله هو دين الإسلام، قال الله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام) وقال سبحانه: (ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).

فالمسلم الحق على يقين من دينه لا يشك ولا يرتاب فيه ولا يحتاج للبحث عن الحقيقة خارجه، فهو ليس جاهلاً للحقيقة لا يعلم أين هي ليحتاج للبحث عنها ؛ بل هو على يقين أنه أصاب عين الحق وعرف أصل الحقيقة لا يرتاب في ذلك كما قال الله تعالى: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ) وإن القرآن حق لا ريب فيه كما وصفه الله تبارك وتعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين).
فأي حقيقة تلك التي تبحث عنها هذه المرتدة بجوار القرآن في تماثيل العذراء وبوذا وزرادشت ودلاي لاما؟! وأي احترام تدعيه لهذا الشرك والكفر الذي تحاول أن تصفه بالبحث عن الحقيقة لتزينه في عيون الجهلة وضعاف العقول؟

إن من شك أو شكك في القرآن أو ساوى بينه وبين المذاهب والعقائد الكفرية كاليهودية والنصرانية والبوذية والمجوسية فهو كافر مرتد.
وكذلك فقد تقرر في الأصول أن من لم يكفّر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر.

- إن هذه المرتدة تدجل على الناس بقولها: (رغم أنني مسلمةٌ وأحفظُ من القرآن، إلا أنني أنتقي من "الفلسفات"، (ولا أقول "العقائد")، الأخرى ما يناسب تركيبتي النفسية. لهذا حاكيتُ البوذيين والزرادشتيين في الامتناع نهائيًّا عن إزهاق أي روح).

ونحن نقول: هل يجوز للمسلم أن ينتقي من المذاهب الكفرية الشركية ما يناسب هواه ويعرض عن شريعة رب العالمين؟ هل يجوز لمسلم أن يفضل مذهب كفري من صنع البشر على حكم الله تبارك وتعالى بزعم أن هذا ما يناسب تركيبته النفسية؟

إن هذا لهو الكفر بعينه وإن حاولت هذه المرتدة أن تخرجه في ثوب أنيق فهذا دجل لا يغير من حقيقة الأمر شيئًا.
فقد تقرر في الأصول أن من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر، وأن من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه فهو كافر.

وإن من أتى بناقض من نواقض الإسلام فهو كافر مرتد وإن زعم أنه مسلم يحفظ القرآن ويصلي ويصوم، فالمرتد لا تقبل له صلاة ولا صيام ولا تحل ذبيحته ويفرق بين وبين زوجه، ويقام عليه حد الردة إن لم يتب، ولا يدفن في مدافن المسلمين.

- وتقول هذه المرتدة (رفضي القتل على إطلاقه، جعلني أرفض عقوبة الإعدام حتى للسفاحين القتلة. لأننا يجب أن نكون أرقى من قاتلينا وإلا شابهناهم).
ولا شك أن هذا الرفض - وإن حاولت أن تظهره بمظهر الرحمة والرأفة - فهو مصادم لنصوص الشريعة من الكتاب والسنة التي أجازت القتل في مواضع، بل وأوجبته في مواضع أخرى، فالقصاص حق ثابت في كتاب الله تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون)

وأمر الله بإقامة حد الحرابة على المفسدين في الأرض فقال سبحانه: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ).

فهل تريد هذه المرتدة أن تقنعنا أنها أكثر رحمة من أرحم الراحمين؟
وهل تريد أن تقول أننا لو نفذنا أمر الله في هؤلاء السفاحين فإننا بذلك نشابههم؟
فأي كفر وردة أكثر صراحة من ذلك؟ وأي تطاول وطعن في الشرع أخبث من ذلك؟

إن هذه الخبيثة تريد أن تقول أنها ذات نفسية رقيقة حنونة ترفض القتل ولذلك فهي تشابه البوذية والزرادشتية، وتعرض عن الإسلام - الذي يبيح القتل في مواضع - لأنها ترى أنه يشابه أفعال السفاحين!!

هذه مجرد إعادة صياغة لما تريد هذه المرتدة أن تلقيه على الناس من شبهات وافتراءات وهي ترتدي ثوب الحمل الوديع لينطلي كلامها الكفري على المغفلين والجهلة.
إن رفض هذه المرأة لحكم الله الثابت قطعًا في الكتاب والسنة وإعلان هذا الرفض هو ردة سافرة عن الإسلام ومجاهرة بالكفر توجب الاستتابة أو إقامة الحد.
- ومن مكر هذه المرتدة أنها تحاول أن تتملص من هجومها على الدين بأن توحي لنا أنها تخالف فهمنا نحن ولا تخالف الدين، فهي تدعي أن فهمنا غير صحيح لقصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لأن ("ذبح عظيم" هو قول مجازي رمزي ليس بالضرورة يعني خروفًا او نعجةً أو جديًا) على حد قولها..

ونحن نقول: هل كان فهم النبي صلى الله عليه وسلم مغلوطًا أيضًا؟ أليس هو من قام بالذبح بنفسه وحض أمته عليه وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى؟ ألم يتبعه في ذلك صحابته ثم الأمة كلها بعلمائها وأئمتها حتى صار هذا الأمر شعارًا ظاهرًا للمسلمين في عيد الأضحى على مدار أربعة عشر قرنًا وزيادة؟ وحتى صار أمرًا معلومًا بالدين بالضرورة من شريعة الإسلام من أنكره كفر؟
ألم يقل الله تبارك وتعالى : (فصل لربك وانحر)؟ فما معنى انحر يا من تدعين فهم اللغة والدين؟ إن النحر هو الذبح كما هو معلوم ومسطور في المعاجم وكتب التفسير.
إن الأضحية ليست مجرد استنتاج بشري يحاكي قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، بل هو أمر إلهي وشعيرة ربانية ثابتة بأمر الله تعالى في كتابه، وقول وفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إجماع الأمة من بعده.

وإن الطعن في هذه الشعيرة - فريضة كانت أو سنة - هو كفر وردة ظاهرة.
وإن تظاهر هذه المدعية بالرأفة والرحمة والخوف على النفسية من مظاهر الذبح ما هو إلا طعن مبطن في شريعة الله واتهام لها ولمنزلها تبارك وتعالى بالدموية وعدم الرحمة سبحانه وتعالى عما يقولون علوًا كبيرًا، وهذا كفر فوق الكفر.

وإن ادعاء هذه المرتدة أن الأمر لم ييعد منها إلا أنها ترفض الأضحية لأنها لا تستطيع أن تذبح لهو كذب وادعاء فاجر؛ لأن الأمر لم يتوقف على مجرد الامتناع عن ممارسة الذبح -وهذا مقبول لأنه منوط بالقدرة- بل تعدى ذلك إلى الطعن والسخرية وتبني مذهب البوذيين وهذا كفر وضلال.

بل إن المسألة في الحقيقة - كما رأينا- ليست مجرد حديث عن الأضحية، بل هي جزء من حملة ممنهجة للتشكيك في ثوابت الدين، ولنشر الكفر والضلال، وتمهيد لمزيد من الاجتراء على الدين والسعي في نزع القدسية عن كثير من الأمور الشرعية، والترويج في الوقت ذاته للكفر والفسوق والعصيان، ويكفي أن تضع تصريحات وزير الثقافة عن الحجاب والصور العارية بجوار تصريحات هذه المرتدة لتتضح لك الصورة أكثر.

أقول في النهاية ينبغي على علماء الأمة أن يجهروا بالحق ويبينوا أمر هؤلاء المرتدين وحكمهم، وأن يطالبوا بتنفيذ حكم الله فيهم وهو حد الردة، ولا ينبغي أن يُكتفى في ذلك بمجرد المناقشة والردود العلمية.

فإن هذه الشرذمة المارقة ليسوا أهل اجتهاد حتى نناقشهم ونرد عليهم بالعلم والأدلة فحسب بل هم دعاة للكفر والضلال والزندقة، يبتغون إضلال عباد الله ونشر الكفر بينهم، وهؤلاء الزنادقة لا سبيل لهم إلا أن يعلنوا توبتهم صريحة من هذا الكفر والضلال، أو يقام فيهم حد الردة، وإن أي تهاون في ذلك هو مدعاة لمزيد من الاجتراء على ثوابت الدين، تحت شعار ( اكفر وارتد فلن نقيم عليك الحد).

ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد[/align]
المشاهدات 1405 | التعليقات 0