اكتساب الأخلاق الحسنهHow can I acquire good characteristics?.

محمد مرسى
1434/05/01 - 2013/03/13 13:16PM
الحمد لله
أولا :
الخلق الحسن صفة سيد المرسلين وأفضل أعمال الصديقين ، وهو - على التحقيق - شطر الدين وثمرة مجاهدة المتقين ورياضة المتعبدين ، والأخلاق السيئة هي السموم القاتلة والمخازي الفاضحة .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إِنَّمَا بُعِثتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخلَاقِ ) رواه البخاري في "الأدب المفرد" (273) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (45)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ ؟ فَقَالَ : ( تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ )
رواه الترمذي (2004) وقال صحيح غريب . وصححه الألباني في صحيح الترمذي
لذلك كانت العناية بضبط قوانين العلاج لأمراض القلوب وطرق اكتساب الأخلاق الفاضلة من أهم الواجبات ، إذ لا يخلو قلبٌ من القلوب من أسقام لو أُهلمت تَراكمت وترادفت ، ولا تخلو نفس من أخلاق لو أطلقت لساقت إلى الهلكة في الدنيا والآخرة .
وهذا النوع من الطب يحتاج إلى تأنُّقٍ في معرفة العلل والأسباب ، ثم إلى تشمير في العلاج والإصلاح ، كي ينال الفلاح والنجاح ، يقول تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ) الشمس/9 ،
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بحسن الخلق ويقول : ( الَّلهُمَّ حَسَّنتَ خَلْقِي فَحَسِّن خُلُقِي ) رواه ابن حبان في صحيحه (3/239) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (75)
ثانيا :
إذا عرف العبد عيوب نفسه أمكنه العلاج ، ولكنَّ كثيرا من الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم ، يرى أحدُهم القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه ، فمن أراد أن يعرف عيوب نفسه فله أربعة طرق :
الأول : أن يجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس ، مُطَّلعٍ على خفايا الآفات يأخذ عنه العلم والتربية والتوجيه معاً .
الثاني : أن يطلب صديقا صدوقا بصيرا متدينا ، فينصبه رقيبا على نفسه ليلاحظ أحواله وأفعاله ، فما كره من أخلاقه وأفعاله وعيوبه الباطنة والظاهرة ينبهه عليه ، فهكذا كان يفعل الأكياس والأكابر من أئمة الدين ، كان عمر رضي الله عنه يقول : رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي .
الطريق الثالث : أن يستفيد معرفة عيوب نفسه من ألسنة أعدائه ، فإن عين السخط تبدي المساويا ، ولعل انتفاع الإنسان بعدو مُشاحن يذكِّرُهُ عيوبَه أكثرُ من انتفاعه بصديقٍ مداهنٍ يُثنى عليه ويمدحه ويخفى عنه عيوبه .
الطريق الرابع : أن يخالط الناس ، فكل ما رآه مذموما فيما بين الخلق فليطالب نفسه به وينسبها إليه ، فإن المؤمن مرآة المؤمن ، فيرى من عيوب غيره عيوب نفسه ، قيل لعيسى عليه السلام : مَن أدَّبك ؟ قال : ما أدبني أحد ، رأيت جهل الجاهل شَينًا فاجتنبته .
ثالثا :
والخُلُق عبارة عن هيئة النفس وصورتها الباطنة ، وكما أن حسن الصورة الظاهرِ مطلقا لا يتم بحسن العينين دون الأنف والفم والخد ، بل لا بد من حسن الجميع ليتم حسنُ الظاهر ، فكذلك في الباطن أربعة أركان لا بد من الحسن في جميعها حتى يتم حسن الخلق ، فإذا استوت الأركان الأربعة واعتدلت وتناسبت حصل حسن الخلق ، وهو :
قوة العلم ، وقوة الغضب ، وقوة الشهوة . وقوة العدل بين هذه القوى الثلاث .
أما قوة العلم فحسنها وصلاحها في أن تصير بحيث يسهل بها إدراك الفرق بين الصدق والكذب في الأقوال ، وبين الحق والباطل في الاعتقادات ، وبين الجميل والقبيح في الأفعال ، فإذا صلحت هذه القوة حصل منها ثمرة الحكمة ، والحكمة رأس الأخلاق الحسنة .
وأما قوة الغضب : فحسنها في أن يصير انقباضها وانبساطها على حد ما تقتضيه الحكمة .
وكذلك الشهوة : حسنها وصلاحها في أن تكون تحت إشارة الحكمة ، أعني إشارة العقل والشرع .
وأما قوة العدل : فهو ضبط الشهوة والغضب تحت إشارة العقل والشرع .
فالعقل مثاله مثال الناصح المشير . وقوة العدل هي القدرة ، ومثالها مثال المنفذ الممضي لإشارة العقل ، والغضب هو الذي تنفذ فيه الإشارة .
فمن استوت فيه هذه الخصال واعتدلت فهو حسن الخلق مطلقا ، وعنها تصدر الأخلاق الجميلة كلها .
ولم يبلغ كمال الاعتدال في هذه الأربع إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والناس بعده متفاوتون في القرب والبعد منه ، فكل من قرب منه في هذه الأخلاق فهو قريب من الله تعالى بقدر قربه من رسول الله .
رابعا :
وهذا الاعتدال يحصل على وجهين :
أحدهما : بجود إلهي وكمال فطري .
والوجه الثاني : اكتساب هذه الأخلاق بالمجاهدة والرياضة ، وأعني به حمل النفس على الأعمال التي يقتضيها الخلق المطلوب .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه ) رواه الخطيب وغيره من حديث أبي الدرداء ، وحسنه الألباني .
فمن أراد مثلا أن يحصل لنفسه خلق الجود ، فطريقه أن يتكلَّفَ تعاطيَ فعل الجواد ، وهو بذل المال ، فلا يزال يطالب نفسه ويواظب عليه تكلفا مجاهدا نفسه فيه حتى يصير بذلك طبعا ، ويتيسر عليه فيصير به جوادا .
وكذا من أراد أن يحصل لنفسه خلق التواضع ، وقد غلب عليه الكبر ، فطريقُهُ أن يواظب على أفعال المتواضعين مدة مديدة وهو فيها مجاهد نفسه ومتكلف إلى أن يصير ذلك خلقا له وطبعا فيتيسر عليه .
وجميع الأخلاق المحمودة شرعا تحصل بهذا الطريق ، ولن ترسخ الأخلاق الدينية في النفس ، ما لم تتعود النفس جميع العادات الحسنة ، وما لم تترك جميع الأفعال السيئة ، وما لم تواظب عليه مواظبة من يشتاق إلى الأفعال الجميلة ويتنعم بها ، ويكره الأفعال القبيحة ويتألم بها .
ويعرف ذلك بمثال :
وهو أن من أراد أن يصير الحذق في الكتابة له صفةً نفسية حتى يصيرَ كاتبًا بالطبع فلا طريق له إلا أن يتعاطى بجارحة اليد ما يتعاطاه الكاتب الحاذق ويواظب عليه مدة طويلة يحاكي الخط الحسن ، فيتشبه بالكاتب تكلفا ، ثم لا يزال يواظب عليه حتى يصير صفةً راسخةً في نفسه فيصدر منه في الآخر الخط الحسن طبعا .
وكذلك مَن أراد أن يصير فقيهَ النفس ، فلا طريق له إلا أن يتعاطى أفعالَ الفقهاء وهو التكرار للفقه ، حتى تنعطف منه على قلبه صفةُ الفقه فيصيرَ فقيهَ النفس .
وكذلك من أراد أن يصير سخيًّا عفيفَ النفسِ حليما متواضعا ، فيلزمه أن يتعاطى أفعال هؤلاء تكلفا حتى يصير ذلك طبعا له ؛ فلا علاج له إلا ذلك .
وكما أن طالب فقه النفس لا ييأس من نيل هذه الرتبة بتعطيل ليلة ولا ينالها بتكرار ليلة ، فكذلك طالب تزكية النفس وتكميلها وتحليتها بالأعمال الحسنة لا ينالها بعبادة يوم ولا يحرم عنها بعصيان يوم ، ولكن العطلة في يوم واحد تدعو إلى مثلها ، ثم تتداعى قليلا قليلا حتى تأنس النفس بالكسل .
خامسا :
مثال النفس في علاجها بمحو الرذائل والأخلاق الرديئة عنها وجلب الفضائل والأخلاق الجميلة إليها مثالُ البدن في علاجه بمحو العلل عنه وكسب الصحة له وجلبها إليه .
وكما أن الغالب على أصل المزاج الاعتدال ، وإنما تعتري المعدة المضرة بعوارض الأغذية والأهوية والأحوال ، فكذلك كل مولود يولد معتدلا صحيح الفطرة وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، أي بالاعتياد والتعليم تكتسب الرذائل .
وكما أن البدن في الابتداء لا يخلق كاملا وإنما يكمل ويقوى بالتنشئة والتربية بالغذاء ، فكذلك النفس تخلق ناقصة قابلة للكمال ، وإنما تكمل بالتربية وتهذيب الأخلاق والتغذية بالعلم .
وكما أن البدن إن كان صحيحا فشأن الطبيب تمهيد القانون الحافظ للصحة ، وإن كان مريضا فشأنه جلب الصحة إليه ، فكذلك النفس منك إن كانت زكية طاهرة مهذبة فينبغي أن تسعى لحفظها وجلب مزيد قوة إليها واكتساب زيادة صفائها ، وإن كانت عديمة الكمال والصفاء فينبغي أن تسعى لجلب ذلك إليها .
وكما أن العلة المغيرة لاعتدال البدن الموجبة المرض لا تعالج إلا بضدها ، فإن كانت من حرارة فبالبرودة ، وإن كانت من برودة فبالحرارة ، فكذلك الرذيلة التي هي مرض القلب علاجها بضدها ، فيعالج مرض الجهل بالتعلم ، ومرض البخل بالتسخي ، ومرض الكبر بالتواضع ، ومرض الشره بالكف عن المشتهى تكلفا .
وكما أنه لا بد من الاحتمال لمرارة الدواء وشدة الصبر عن المشتهيات لعلاج الأبدان المريضة ، فكذلك لا بد من احتمال مرارة المجاهدة والصبر لمداواة مرض القلب ، بل أولى ، فإن مرض البدن يخلص منه بالموت ، ومرض القلب - والعياذ بالله تعالى - مرض يدوم بعد الموت أبد الآباد .
فهذه الأمثلة تُعَرِّفُك طريق معالجة القلوب ، وتُنبهك على أن الطريق الكلي فيه سلوك مسلك المضاد لكل ما تهواه النفس وتميل إليه ، وقد جمع الله ذلك كله في كتابه العزيز في كلمة واحدة ، فقال تعالى : ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) النازعات/40-41
وأخيرا :
الأصل المهم في المجاهدة الوفاء بالعزم ، فإذا عزم على ترك شهوة فينبغي أن يصبر ويستمر ، فإنه إن عَوَّدَ نفسه ترك العزم أَلِفَت ذلك ففسدت ، وإذا اتفق منه نقضُ عزمٍ فينبغي أن يُلزِمَ نفسه عقوبةً عليه ، وإذا لم يخوف النفس بعقوبة غلبته وحسنت عنده تناول الشهوة فتفسد بها الرياضة بالكلية .
هذه المباحث مستخلصة من كتاب "إحياء علوم الدين" للغزالي (3/62-98) مع تصرف وزيادة .
والله أعلم .
Praise be to Allaah.
Firstly:

A good attitude is the characteristic of the best of the Messengers and is the best action of the righteous. It is – no doubt – half of religion, the fruit of the efforts of the pious and the practice of the devoted worshipper. Bad characteristics are lethal poison and lead to shameful consequences.

The Prophet (peace and blessings of Allaah be upon him) said: “I have only been sent to perfect good characteristics." Narrated by al-Bukhaari in al-Adab al-Mufrad (273) and classed as saheeh by al-Albaani in al-Silsilah al-Saheehah (45).

It was narrated that Abu Hurayrah (may Allaah be pleased with him) said: The Messenger of Allaah (peace and blessings of Allaah be upon him) was asked about that which will admit most people to Paradise. He said: “Fear of Allaah and a good attitude."

Narrated by al-Tirmidhi (2004); he said it is saheeh ghareeb. It was classed as saheeh by al-Albaani in Saheeh al-Tirmidhi.

Hence Islam paid a great deal of attention to laying down guidelines for treating diseases of the heart (i.e., spiritual diseases) and ways of acquiring good characteristics, which is regarded as one of the most important duties, because no heart will be free of sicknesses. If the heart is neglected, sicknesses will accumulate. No soul is free of inclinatons which, if they are given free rein, will lead it to doom in this world and in the Hereafter.

This kind of medicine requires profound knowledge of reasons and causes, then it needs hard work to remedy it and set things straight, in order to reach a successful outcome. Allaah says (interpretation of the meaning):

“Indeed he succeeds who purifies his ownself"

[al-Shams 91:9]

The Prophet (peace and blessings of Allaah be upon him) used to pray for a good attitude, saying, “O Allaah, You have made my outward form beautiful so make my attitude good too." Narrated by Ibn Hibbaan in his Saheeh (3/239) and classed as saheeh by al-Albaani in Irwa’ al-Ghaleel (75).

Secondly:

If a person knows what his shortcomings are he can do something to remedy them, but many people are unaware of their faults and shortcomings. A person may see the speck in his brother’s eye and not see the log in his own. The person who wants to know what his own faults are may do four things:

1. He may sit before a Shaykh who has insight into people’s faults and knowledge of the subtlety of some problems and learn from him knowledge, good attitudes and manners.

2. He may ask a sincere friend who has insight and is religiously committed to keep watch over him and take note of his actions, so that he can draw attention to whatever he dislikes of his attitude, actions, and inward and outward faults. This is what the best and greatest imams of Islam used to do. ‘Umar (may Allaah be pleased with him) used to say: “May Allaah have mercy on a man who shows me my shortcomings."

3. He can learn about his faults and shortcomings from the lips of his enemies, because the eye of one who is resentful will always notice bad things about you. A man may benefit more from an enemy who wants to cause trouble and mentions his faults than from a friend who wants to flatter him by praising him and concealing his faults.

4. He can mix with people. Everything that he sees as blameworthy among people, he should guard against in his own self, because the believer is the mirror of his fellow believer, and in the faults of others he can see his own faults. It was said to ‘Eesa (peace be upon him): “Who taught you?" He said: “No one taught me; I saw the ignorance of the ignorant as something bad and I avoided it."

Thirdly:

Attitude reflects how a person thinks and the way he is inside. Just as, in general, a person’s outward form cannot be beautiful if only the eyes are beautiful and not the nose, mouth and cheek, and everything must be beautiful in order for the entire outward form to be beautiful, so too there are four requirements of inward beauty which must all be met in order for one’s attitude to be good or beautiful. If all four requirements are met and balanced then a good attitude is acquired, the characteristics of which are: strong knowledge, control of anger, control of desire, and a proper balance between these three aspects.

With regard to strong knowledge, good and sound knowledge means understanding in such a way that one can see the difference between telling the truth and telling lies in speech, between truth and falsehood in beliefs, between beauty and ugliness in actions. If this strength becomes sound, there will result from it wisdom, and wisdom is the head of a good attitude.

With regard to strength of anger, its beauty is that it is used in accordance with what is dictated by wisdom. The same applies to desire; its beauty and strength should be controlled by wisdom, meaning under the control of reason and sharee’ah.

With regard to balance, it means proper control of desires and anger, under the control of wisdom and sharee’ah.

Reason is like a sincere adviser. Justice and balance is power, and it is like one who does what is dictated by reason. Anger is to be subjected to control.

The one who acquires and balances these characteristics is a man of good character in general, and from it stem all good qualities.

No one achieved perfect balance of these four characteristics except the Messenger of Allaah (peace and blessings of Allaah be upon him); people after him vary in how close or distant they are to him in character. Everyone who is close to him in these characteristics is close to Allaah, to the extent that he is close to the Messenger of Allaah.

Fourthly:

This balance may be achieved in two ways:

1 – By the blessing of Allaah, as part of one's inherent nature

2 – By acquiring these characteristics through effort and training, i.e., pushing oneself to do the actions dictated by the desired characteristic.

The Messenger of Allaah (peace and blessings of Allaah be upon him) said: “Knowledge is acquired by seeking it, and patience is acquiring by striving to be patient. The one who strives to attain good will be given it, and the one who strives to protect himself from evil will be protected. Narrated by al-Khateeb and others from the hadeeth of Abu’l-Darda’; classed as hasan by al-Albaani.

If a person wants to attain the characteristic of generosity, the way to attain that is by pushing himself to do the actions of one who is generous, which is giving away wealth. So he keeps pushing himself and persisting in that, striving against his own inclinations, until that becomes second nature and it becomes easy for him, thus he becomes generous.

Similarly, if a person wants to attain the characteristic of humility, when he is inclined to be arrogant, the way he does it is by persisting in doing the actions of the humble for a long time, striving and pushing himself until that becomes one of his characteristics, and it becomes second nature to him and easy for him.

All praiseworthy characteristics that are prescribed in Islam may be acquired in this way. Religious characteristics will never become entrenched in the soul unless the soul gets accustomed to doing all good habits, unless it gives up all bad habits, and unless it persists in doing good deeds like one who loves good deeds and enjoys doing them, and hates bad deeds and is pained by them.

This may be explained by means of examples:

The one who wants to become proficient in writing, so that this becomes one of his characteristics and writing beautifully becomes second nature to him, has no other way but to hold in his hand that which the proficient writer holds, and persist for a long time, trying to imitate beautiful hand writing, and keep on doing so until it becomes well established in him, then finally beautiful writing will become second nature to him.

Similarly, if a person wants to become a faqeeh, he has no choice but to do what the fuqaha’ do, which is to keep studying issues of fiqh until his heart develops a love of the subject.

And if a person wants to become generous and refrain from asking people, and become patient and humble, he has to keep on doing the actions of those people until they become second nature to him. He should not despair of attaining those characteristics if he fails to study for one night, for he will not be able to attain it with one night’s study. Perfecting the soul and adorning it with good deeds will not be attained by worshipping for one day, and he will not be deprived of it if he sins for one day. But slacking off for one day may lead to another day, then slowly one becomes accustomed to laziness.

Fifthly:

The likeness of the soul and the way to treat it to rid it of bad characteristics and make it attain good characteristics is that of the body, when treating it to rid it of disease and bring it good health.

Although the humours are usually in balance, the stomach may become sick due to food, drink or circumstances. Similarly, everyone is born with a balanced nature, but his parents make him a Jew, Christian or Magian, i.e., by training and teaching one acquires bad characteristics.

Just as the body is not created perfect in the first place, rather it is made perfect by rearing and food, similarly the soul is also created imperfect but with the potential to become perfect, and it can only be perfected by means of education, discipline and nourishment with knowledge. If the body is sound, the doctor’s role is to show one the way to maintain good health; if it is sick, then the doctor’s job is to restore health. The same applies to the soul; if it is pure and sound then one should strive to preserve it and bring it more strength and acquire more good characteristics; if it is imperfect then one should strive to perfect it and purify it.

Sickness that causes imbalance in the body can only be treated by its opposite, so if it is caused by cold it is treated with heat and vice versa. Similarly, bad characteristics, which are diseases of the heart, are treated by applying the opposite. So the remedy for the disease of ignorance is seeking knowledge, and the remedy for the disease of miserliness is pushing oneself to be generous, and the remedy for the disease of arrogance is pushing oneself to be humble, and the remedy for the sickness of eating too much is imposing self restraint.

Just as it is essential to put up with the bitterness of the remedy and show patience in refraining from what one desires when treating physical sickness, so too it is essential to put up with the bitterness of striving and being patient when treating diseases of the heart; rather it is more important, because one gets rid of physical sickness when one dies, but the sicknesses of the heart – Allaah forbid – may persist after death and continue forever and ever.

These examples show you the way to treat diseases of the heart, and demonstrate that the holistic way is to treat them with the opposite of whatever one is inclined towards and likes. Allah has summed up all of that in His Holy Book, when He said (interpretation of the meaning):

“But as for him who feared standing before his Lord, and restrained himself from impure evil desires and lusts.

41. Verily, Paradise will be his abode"

[al-Naazi’aat 79:40-41]

Finally:

What matters with regard to striving is fulfilling what one resolves to do. If a person resolves to give up a desire, then he must show patience and persist, because if he gets used to giving up what he resolved to do, that will lead to corruption. If it so happens that he falls short of what he resolved to do, then he must impose some punishment on himself because of that, because if he does not scare himself with that punishment, his evil inclinations will overwhelm him and he will be attracted to indulging in desires, and all his efforts will be spoiled.

Summarized and adapted from Ihya’ ‘Uloom al-Deen by al-Ghazaali (3/62-98).

And Allaah knows best.
المشاهدات 2111 | التعليقات 0