اقرأ . . أوّل ما نزل من الوحي ، فلِمَ لا نقرأ ؟!

رشيد بن ابراهيم بوعافية
1434/05/09 - 2013/03/21 17:33PM
[FONT="]خطبة الجمعة : اقرأ . . أوّل ما نزل من الوحي ، فلِمَ لا نقرأ ؟! [/FONT]
[FONT="]الاستفتاح بخطبة الحاجة،ثم أما بعد[/FONT][FONT="] : [/FONT]
[FONT="] أيها الإخوة في الله : [/FONT][FONT="]في المتفق عليه عن عائشة -رضي اللهُ عنها- تحكي نزولَ الوحي على النبيّ صلى الله عليه وسلم في غار حراء قالت : " .. حتِّى جاءهُ الحقُّ وهو في غار حراء، فجاءَهُ المَلَكُ فقال: اقرأ، قال:" ما أنا بقارئ" قال:" فأخذني فغطَّني حتَّى بلغَ منّي الجَهدَ ثمَّ أرسلني فقال: "اقرأ"، قال:" ما أنا بقارئ"،فأخذني فغطَّني الثانيةَ حتَّى بلغَ منّي الجَهدَ ثمَّ أرسلني فقال:اقرأ"،قال :" ما أنا بقارئ"، فأخذني فغطَّني الثالثةَ ثمَّ أرسلني فقال[/FONT][FONT="]:﴿[/FONT][FONT="]اقرا باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم[/FONT][FONT="]﴾، [/FONT][FONT="]قالت عائشة رضي الله عنها : فرجعَ بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يرجُفُ فؤادُه..".[/FONT]
[FONT="] أيها الإخوةُ في الله[/FONT][FONT="] : هذا أوَّل مجلس من مجالس القراءة و التعليم في الإسلام، لا بُدَّ من النظرِ في أسراره و حقائقه ،واستخراجِ دقائقه وأبعاده ، المعلّمُ فيه أمينُ الوحي وسيدُ الملائكة الأبرار: جبريل عليه السلام ، و المتعلّمُ فيه خاتمُ المُرسلين وسيدُ الخلق أجمعين محمدٌ صلى الله عليه وسلم . في هذا اللقاء الأوَّل أُرسلَ جبريلُ عليه السلام بالكلمة الأولى من القرآن الكريم ، تُلقي النُّور في الأرض وتبعثُ فيها الحياةَ من جديد . تأمَّلوا- معشر المؤمنين- بعين الحكمة في أوَّل كلمة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في الغار لتطرُقَ آذانَ الإنسانيَّة . . :[/FONT]
[FONT="] لم تكن تلكَ الكلمةُ الأولى التي سمعها النبيُّ صبى الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام :" صلَّ " و لا :" جاهد" ولا : " تعبَّد " ولا :" تكلَّم معهم" ولا :" قم فأنذرهم ". . وإنَّما كانت أوَّلُ كلمة نزلت عليه صلى الله عليه وسلم :" اقرأ " إيذانًا بفجر حياةٍ جديدةٍ يقومُ كلُُّ شيء فيها على النور والعلم والقراءة ، وتربيةً للمؤمنين الذين سيسمعون القرآن ويؤمنون به على القاعدة الأولى التي ينبني عليها كلُّ قولٍ صالح ،و كلُّ عملٍ صحيح ناجحٍ في الحياة : [/FONT][FONT="]
-[/FONT][FONT="]"اقرأ " قبل أن تركع وتسجُد، لتعرف صفةَ الركوع والخضوع ! ، وإلى أي جهةٍ ينبغي أن تسجُد وتخضع..[/FONT]!
[FONT="]
-[/FONT][FONT="]"اقرأ " قبل أن تعبدَ وتسجُد ؛ لأنَّ عبادةَ الجاهل مسخرةٌ للشيطان، وفقيهٌ واحدٌ أشدُُّ على الشيطان من ألف عابد..![/FONT]
[FONT="]
-[/FONT][FONT="]" اقرأ " قبل أن تُقاتلَ و تُجاهد لأنَّ الأمَّةَ التي لا تعرف القراءةَ أمَّةٌ مغلوبةٌ مقهورةٌ لا تتحرَّر أبدَ الآبدين، وإن جاهدت بلا قراءةٍ ولا علمٍ كان جهادُها ظُلمًا للعباد ، وإفسادًا في الأرض..[/FONT]!
[FONT="]
-[/FONT][FONT="]"اقرأ " قبل أن تتحرَّك وتنطلق، لأنَّ الانطلاقَ والحركةَ بدون قراءةٍ ولا عِلمٍ قطارٌ سريعٌ[/FONT]
[FONT="] لاهثٌ بلا سائقٍ ولا مَكَابح، يوشكُ أن يضلَّ الطريقَ وينشُرَ الحريق..![/FONT]
[FONT="] لهذه الأسباب وغيرها بدأت أوَّلُ التكاليف في القرآن والإسلام بالحثِّ على القراءة والعلم قبل القول والعمل . [/FONT]
[FONT="]أيها الإخوةُ في الله[/FONT][FONT="] : هكذا كان منهجُ النبي صلى الله عليه وسلم في تربية المؤمنين على حبِّ العلم والقراءة، كان يوجِّهُ عنايتهم إلى القراءة والعلم على أنَّ ذلك فريضةٌ من فرائض الله على كل مسلم، وأنَّ الخارجَ في طلب القراءة والعلم خارجٌ في سبيل الله حتَّى يرجع :[/FONT]
[FONT="] عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" طلب العلم فريضة على كل مسلم"[FONT="][1][/FONT]. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع"[/FONT][FONT="][2][/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="] ولكَ أن تتأمََّّل- أخي المسلم- هذه الفريضةَ الجديدةَ على سمع الكثيرين : " طلب العلم فريضة .." : [/FONT]
[FONT="] هل التلميذُ المسلمُ اليوم يعتقدُ حقًّا ويُحسُّ أنَّ العلمَ والقراءةَ فريضة ؟! [/FONT]
[FONT="] هل في النَّاس اليوم من يُحسُّ بأنَّ اللهَ عز وجل قد فرضَ عليه طلبَ العلم كما فرضَ عليه الصلاةَ والصيامَ والزَّكاة والحج..؟! قليلٌ من قليلٍ من قليل..! ، ودليلُ ذلك أنَّكَ يمرُّ عليكَ اليومُ فلا تستطيعُ أن تتركَ الصَّلاة لأنَّها فريضة ، وتمرُّ عليكَ الشهورُ والأعوامُ لا تطلبُ علمًا ،ولا تفتحُ كتابًا، ولا تحملُ قلمًا، ولا تجلسُ مجلسًا للعلم والمدارسة . . وأنت تعلمُ أنَّ العلمَ فريضة..! [/FONT]
[FONT="] طلب العلم فريضة على كل مسلم : كلمة أعطت للأمة الكثير حينما أعطتها الأمة كلَّ شيء من قلوبها وأوقاتها وجهودها..![/FONT]
[FONT="] نسأل اللهَ العظيم السلامة والعافية ، ونسأله التوفيق إلى ما يحب ويرضى، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم . [/FONT]
[FONT="]الخطبة الثانية:[/FONT]
[FONT="]أيها الإخوة في الله[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]إنَّ الأوَّلين- ممن باركَ اللهُ لهم في مسيرة الحياة في الأرض- كانوا يطلبون العلم ويقرؤون على أنَّ العلم والقراءة فريضةٌ إسلاميَّةٌ كالصلاة والصوم والحج ..[/FONT]
[FONT="] علموا بأن العلم والقراءة فريضةٌ على كل مسلم فانطلقوا في مشارق الأرض ومغاربها يطلبون العلم ويقرؤون،ويستحوذون على كل ما يجدونه في الطريق من معرفة،ويزيدون في العلوم بالبناء والإضافة، حتى ظهر من بينهم حشد هائل من العباقرة والعلماء في كل جانب من جوانب المعرفة في الحياة . . والدافع من وراء تميزهم في ذلك هو روح الفريضة التي ربط بها النبي صلى الله عليه وسلم حركة القراءة و التعلم في حياة المسلم . . [/FONT]
[FONT="] - الأستاذ يحصّلُ العلم ويتطوَّر على الدوام لأنَّ العلم فريضة تقربه إلى الله كالصلاة والصيام والحج ،ويحرص على تبليغه للناس لأن أداءه صدقة وقربة : يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه :" تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة..". [/FONT]
[FONT="] - الطُّلاَّبُ يحرصون على القراءة والعلم والحفظ ،لا لأنَّ ذلكَ سببٌ في إيجاد وظيفة؛ ولكن لأنَّهُ فريضةٌ شرعيَّةٌ كالصلاة والصيام والحج ..! [/FONT]
[FONT="]- الأمَّةُ تحرصُ على القراءة والعلم والتخصُّص لا لأَنَّ ذلك سببٌ في إيجاد الوظائف وتحصيل الرُّتَب؛ ولكن لأنَّهُ فريضةٌ شرعيَّةٌ تحفظُ الدين وتنهضُ بالدنيا.. ! [/FONT]
[FONT="] أيها الإخوة في الله : الإنسانُ ظلمَ القراءةَ مرَّتين لأنَّهُ لم يُصغِ إلى قوله سبحانه :[/FONT][FONT="][FONT="]][/FONT][/FONT][FONT="] اقرا باسم ربك الذي خلق[/FONT][FONT="][FONT="][[/FONT][/FONT][FONT="]،[/FONT][FONT="]فأمَّا كثيرٌ من المسلمين اليوم، فتركُوا القراءةَ بصفتِها فريضةً إسلامية، وفرَّطوا في العلم والطلب، وأما غيرُ المسلمين من بني الإنسان فقرَؤُوا وبحثُوا وحصَّلوا من العلوم الكثير . . ولكنَّهم ضَلُّوا عن حقيقةٍ أخرى ثانية وهي:" القراءةُ باسمِ الله الذي خلق ! "،نسوا أن يعيشوا في سبيل اللهِ الذي خلق ،وأن يُنْتِجُوا في سبيله، فظُلِمَتِ القراءةُ من الإنسانِ مرَّتين !! [/FONT]
[FONT="]نسأل الله التوفيق إلى ما يحب ويرضى،اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين،وصلي اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .[/FONT]


[FONT="][1][/FONT][FONT="] - صحيح الجامع(3914).[/FONT]

[FONT="][2][/FONT][FONT="] - صحيح الترغيب والترهيب(88).[/FONT]
المشاهدات 3324 | التعليقات 0