اقتراح حول التجديد في الخطب*

وائل عبدالله باجروان
1430/10/09 - 2009/09/28 16:19PM
للشيخ الدكتور/ سعود بن إبراهيم الشريم حفظه الله
من خلال استقرائي جملة من الخطب العصرية لعدد من الخطباء على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم وأقاليمهم إلا أنني أجد اتفاقا واضحا في الاستدلال على المواضيع المطروحة بأحاديث مطروقة مبذولة بكثرة، وليس هذا احتقارا أو تقليلا من شأنها، كلا بل إنني أريد أن أصل إلى مرادي، وهو التجديد في الأدلة، لأننا ربما نجد أن الخطباء حينما يخطبون عن موضوع ما وليكن مثلا في بر الوالدين أو صلة الرحم، فإنك تجدهم يتفقون على أحاديث معينة يكثر طرحها وذكرها مع أن هناك أحاديث أخرى لا تقل عنها صحة ولا صراحة في الموضوع، غير أن كثيرا من الناس يجهلها ولا يعرفها أو هي معلومة عند بعضهم ولكن يغفل عنها الكثير ولعلي أرجع السبب في ذلك إلى أن بعض الخطباء يقتبس من غيره في الاستدلال أو أن يكون المرجع في مثل ذلك كتابا واحدا يعول عليه جلُ الخطباء مثل كتاب رياض الصالحين، وهو كتاب عظيم لكنه لم يستوعب الأحاديث كلها.
والذي أريد أن أصل إليه هو أن اختيار الأحاديث التي تخفى على كثير من الناس بسبب قلة طرحها يضيف إليهم جديدا وهو معرفة الحديث والعمل به، وفي هذا خير كبير للأمة.
غاية ما يحتاج إليه الخطيب في هذا المجال هو التنقيب في بطون كتب الحديث والخروج بمثل هذه الفوائد.
ولعلي أختم هذه المسألة بمثال وقع لي ورأيت ثمرته في الواقع، فقد سبق وأن خطبت بالمسجد الحرام خطبة عن الأخوة والولاء والبراء في الدين، فبدا لي أن آتي بما يدل على الموضوع بدليل بعيد المرمى دون غيره من الأحاديث المشتهرة على ألسنة الناس، فأتيت بحديث النبي r في أمره بقتل الوزغ لأنه كان ينفخ النار على أبينا إبراهيم عليه السلام، فأخذت منه أن من كان عدوا للدين فهو عدو لنا ولو كانت حشرات صغيرة كالأوزاغ... إلخ، وبعد الخطبة وجدت استحسان بعض الناس من جهتين: الأولى في العلم بأن الوزغ كان ينفخ النار على إبراهيم عليه السلام، الثانية: في أن كل من عادى الدين بأي نوع من أنواع العداوة فهو عدو لنا حتى ولو كان مثل الوزغ، ولذلك أمرنا النبي r بقتله. والله أعلم.
واللجنة الدائمة للبحوث العلمية برئاسة سماحة شيخنا عبد العزيز بن باز لها كلام جيد حول هذا تقول فيه: "الأحسن أن يجدد الخطيب الخطبة بقدر ما تيسر له ذلك لما في ذلك من زيادة العلم والتشويق وقوة التأثير والبعد عن الملل والسآمة" اهـ.
________________________
* الشامل في فقه الخطيب والخطبة للشيخ سعود الشريم ص 74
المشاهدات 4978 | التعليقات 4

[align=center][align=center]أشكرك شيخ وائل على هذا الموضوع
وأدعو الإخوة الخطباء إلى الإدلاء بدلوهم حول التجديد في خطبة الجمعة من حيث الموضوعات ومن حيث الأساليب فهل يوجد عند أحد رؤية في هذا ؟
علماً بأني بإذن الله سأطرح رؤية حررتها قبل مدة ولكن بعد أن أرى مرئيات الإخوة حول الموضوع. [/align][/align]


التجديد في خطبة الجمعة مطلب وللتجديد صور منها :


1- التجديد في الاستهلال والمقدمة فتنويع المحامد والمدائح لله مندوب إليه وفيه تنبيه الغافل لأن التكرار يورث ضعف التركيز .
2- التجديد في الوصية بالتقوى , وقد تحدث الفقهاء أن من وظائف الخطبة الوصية بالتقوى والخطباء يتفاوتون في الوصية بها وحامل لواء التجديد هو الذي يستدل بآيات التقوى جميعا وما أعظمها , وليبرز في في كل خطبة صفحة من صفحات التقوى وخلة من خلالها .
3- التجديد في عنصرة الخطبة والبعد عن الطرح التقليدي , جميل أن يصنع الخطيب جوا مفعما بالتفاعل من خلال عرضه لقصة او موقف ثم يتبعه بالدليل بعد أن تتوق النفوس للدليل والحكم .
4- التجديد في الاستدلال وقد قام هذا الموضوع بهذا العنصر فأوفاه .
5- التجديد في تناول الموضوع فلكل موضوع جوانب كثيرة وأكثر الخطباء يطرقون جانبا أو جانبين ويغفلون عن صفحات أخرى في ذات الموضوع لا تقل جمالا وعظمة وحسنا .. فعلى سبيل المثال في موضوع آداب الدعاء ما ذا لوكانت الخطبة عن استقصاء أدعية الأنبياء الواردة في كتاب الله واستخراج الآداب منها بدلا عن العنصرة التقليدية : الأدب الأول .. الأدب الثاني ..
6 - التجديد في اختيار العناوين العامة للخطب , ما ذا لو خطب خطيب عن التنمية مثلا ووظف هذه المفردة التي يعزف عليها الإعلام في إصلاح الناس وهكذا ...

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه


أفكار لجعل خطبة الجمعة أكثر فائدة وإمتاعا!



د. عمار بكار



من المعروف أن خطبة الجمعة هي جزء من حياة الناس في أي مجتمع إسلامي، وإن كانت الرؤية العامة نحو خطبة الجمعة في مختلف دول العالم الإسلامي أنها إما أن تكون وعظا تقليديا في أمور يعرفها الناس (وإن كان التذكير بها أمر إيجابي طبعا) تلقى بأسلوب بارد تراه في تثاؤب الحضور وحركتهم الكسولة ونوم بعضهم، أو أنها خطاب سياسي بحت، حيث يخرج الخطيب غاضبا إلى المنبر يعلن مواقفه الحادة من خلال خطاب ديني يخلط النقد السياسي بالموعظة الدينية والتحليل الفقهي، الأمر الذي جعل عددا من دول العالم الإسلامي تبحث عن وسائل للسيطرة على خطبة الجمعة.




لكن خطبة الجمعة قد تكون أمرا مختلفا تماما لو أنها خضعت لوسائل التطوير، وهو أمر لا أفهم لماذا بقي في إطار جامد رغم هذه السنوات التي تقدم فيها فن التدريب والخطابة والتعامل مع الجمهور وتقدمت وسائل العرض التكنولوجية، وصار على الخطباء أن ينافسوا وسائل الإعلام التي تعمل كل يوم على تطوير نفسها. سأطرح فيما يلي بعض الأفكار لتطوير الخطبة وزيادة فائدتها وإمتاعها للجمهور، وأنا أطرحها دون أن أعرف أن فيها ما يخالف نصوص الشريعة الإسلامية التي درستها، وقد تكون بعض هذه الأفكار أفكارا رديئة، ولكن رسالة هذا المقال تقول إن الخطبة يجب أن تتطور وتخرج عن ثوبها التقليدي لتصبح جزءا من حياة الناس العصرية، حتى تتواكب مع تطلعاتهم ونمط حياتهم السريع، وعلى الفقهاء أن ينظروا في هذه الأفكار وغيرها ويجتهدوا في مدى مناسبتها لروح ونصوص الإسلام.




أول هذه الأفكار هو وجود بعض المساجد في كل مدينة (وخاصة منها التي لا تمثل مساجد أساسية للأحياء) بحيث تكون الخطبة متخصصة في مجال معين، وحيث نجد مسجدا يركز خطيبه على قضايا علم النفس، وآخر على قضايا الاقتصاد والمعاملات، وثالثا على القضايا الاجتماعية، ورابعا يستفيد من الخطبة بحيث تكون حلقة من سلسلة تدريبية على أمر معين، وخامسا يجعل خطبته موجهة للشباب الصغار أو للنساء أو غير ذلك.




في الفقه الإسلامي يجب أن تتناول الخطبة أمرا نافعا للناس، وليس هناك – حسب ما أعلم - نصوص ترى أن هذه الأمور يجب أن تكون دينية بحتة، وما ينفع الناس لا حد له، بل إن الخطبة بذلك تتحول إلى أداة إلى تطوير عموم الناس، والتخصص وتحديد الجمهور ومخاطبته حسب توقعاته هو أمر معروف في عالم تعليم الجمهور العام وفي عالم الإعلام والتدريب.




أستغرب لماذا لا يستخدم الخطباء بعض أساليب التكنولوجيا الحديثة في مخاطبة الجمهور فمثلا لماذا لا يستخدم جهاز عرض مربوط بكمبيوتر محمول يقدم الخطيب من خلاله موضوعه بشكل شيق مصحوب بالصور ومقاطع الفيديو التي تشرح موضوع خطبته (إذا كانت في سياق الموضوع وضمن إطار المباح شرعا)، بل إن بعض الأساليب التقليدية المتبعة في التدريب ما زالت مفقودة في خطب الجمعة مثل توزيع مواد مرافقة للخطبة على الجمهور، حيث يأخذونها معهم إلى بيوتهم حتى تبقى الاستفادة قائمة.




في عدد من القصص التراثية في أيام الخلفاء نجد تفاعلا بين الخطيب والجمهور، حيث يقوم أحد الناس ويسأل الخطيب سؤالا فيجيبه عليه أمام الناس، وبعض المذاهب الفقهية لا تعد الحديث مع الإمام ممنوعا في خطبة الجمعة. وإذا قبل الفقهاء بذلك فقد يعني هذا بداية الطريق لخطبة تفاعلية يوجه فيها الخطيب أسئلة للجمهور ويتفاعل معهم ويتلقى أسئلتهم في آخر الخطبة ويجيب عليها. وأساليب التكنولوجيا التي تسمح بذلك دون أن تحصل الكثير من الحركة موجودة ومتعددة.




سيقول البعض إن هذا يتطلب أن يكون الخطيب مختلفا عن خطيب الجمعة التقليدي، أن يكون مثقفا أو أكاديميا، يملك الأسلوب الشائق، والقدرة على التفاعل مع جمهوره، ولديه الروح العصرية التي تجعله يتقبل كل هذه التغييرات، وغير ذلك من الصفات.




هذا بلا شك صحيح، فتطبيق هذا التغيير يحتاج إلى تدريب الخطباء وتعيين المساعدين لهم وحملة عامة لتوضيح أن هذا مقبول لأن الجمهور قد يظن أن هذا حرام، كما يحتاج ولاة الأمور إلى عزل بعض الخطباء الذين لا يستطيعون مواكبة التغيير، وغير هذا من أساليب التغيير.



في رأيي الشخصي، الثمن يستحق كل ذلك!






http://www.aleqt.com/2007/11/26/article_10705.html


بارك الله فيكم على هذا الموضوع
ولا يخفى على جميع الخطباء ان عنصر التجديد مهم
للفت انظار المصلين وامتاعهم وايصال الفائدة لهم باذن الله
وهذا هدف الخطباء الاول بان تعم الفائدة وتفتيح القلوب المغلقة