اعتصموا بالله
د مراد باخريصة
1437/08/06 - 2016/05/13 07:29AM
اعتصموا بالله
إن من أجل الأمور وأعظمها خاصة في زمن الملمات والمحن أن يكون العبد قريبا من الله سبحانه وتعالى مكثراً من التعلق به كثير الذكر له منتظراً للأمل منه
لأنه يعلم أن له رباً عظيماً كريما براً رحيماً لاتخفى عليه خافية ولايظلم عنده أحد ولايغيب عن نظره وسمعه شيء وهو على كل شيء قدير
فحري بالعبد أن يلوذ بمولاه ويعتصم به ويتمسك بحبله وينظر إليه وحده ولا يلتفت أبداً إلى غيره وينسب كل النعم والفضائل إليه جل جلاله وعز كماله {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ} [الأنعام : 46].
إن هذه العقيدة عقيدة تعظيم الله والتعلق به والتوكل عليه هي العقيدة السليمة الصحيحة التي يجب أن نغرسها في قلوبنا ونربي عليها أولادنا وفتياتنا
ونوقن كل اليقين بها حتى نلقى الله سبحانه وتعالى ونحن مؤمنون به موحدون له راضون عنه وهو راض عنا (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ).
يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغرس في قلوب أصحابه وأحبابه وأهله عقيدة الإيمان والتوحيد فيقول لابن عباس عندما رَكِبَ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا غُلامُ ، إِنِّي مُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، وَإِذَا سَأَلْتَ فاَسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلامُ ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ.
فهل حفظنا الله حدود الله وأوامره حتى يحفظنا الله وينجينا ويعصمنا من مضلات الفتن والأهواء؟ أم ضيعنا حدوده وخالفنا أوامره وارتكبنا منهياته وبارزناه بالمعاصي ليلا ونهاراً وسراً وجهارا فإن الله يغار عندما تنتهك حرماته وتضيع فروضه وتعصى أوامره وحدوده {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة : 98] {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر : 4].
كيف ننتظر من الله فرجاً ومخرجاً وحلاً لمشاكلنا ونحن بعيدون عنه وغير متعلقين به وغير مؤملين فيه؟
كيف نريد الخير لأنفسنا ومجتمعنا وبلدنا إذا كنا نتنكب الصراط المستقيم ونعرض عن ذكر الله وشكره وعبادته؟
كيف يرحمنا الله ويغفر لنا ويرضى عنا إذا كثر فينا الخبث والفجور والمعاصي؟
كيف نرجوا من الله أن يتجه إلينا ونحن لم نتجه إليه ولم نهتدي بهديه ولم نتمسك بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ألم يقل الله (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى)
للمزيد ...
إن من أجل الأمور وأعظمها خاصة في زمن الملمات والمحن أن يكون العبد قريبا من الله سبحانه وتعالى مكثراً من التعلق به كثير الذكر له منتظراً للأمل منه
لأنه يعلم أن له رباً عظيماً كريما براً رحيماً لاتخفى عليه خافية ولايظلم عنده أحد ولايغيب عن نظره وسمعه شيء وهو على كل شيء قدير
فحري بالعبد أن يلوذ بمولاه ويعتصم به ويتمسك بحبله وينظر إليه وحده ولا يلتفت أبداً إلى غيره وينسب كل النعم والفضائل إليه جل جلاله وعز كماله {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ} [الأنعام : 46].
إن هذه العقيدة عقيدة تعظيم الله والتعلق به والتوكل عليه هي العقيدة السليمة الصحيحة التي يجب أن نغرسها في قلوبنا ونربي عليها أولادنا وفتياتنا
ونوقن كل اليقين بها حتى نلقى الله سبحانه وتعالى ونحن مؤمنون به موحدون له راضون عنه وهو راض عنا (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ).
يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغرس في قلوب أصحابه وأحبابه وأهله عقيدة الإيمان والتوحيد فيقول لابن عباس عندما رَكِبَ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا غُلامُ ، إِنِّي مُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، وَإِذَا سَأَلْتَ فاَسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلامُ ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ.
فهل حفظنا الله حدود الله وأوامره حتى يحفظنا الله وينجينا ويعصمنا من مضلات الفتن والأهواء؟ أم ضيعنا حدوده وخالفنا أوامره وارتكبنا منهياته وبارزناه بالمعاصي ليلا ونهاراً وسراً وجهارا فإن الله يغار عندما تنتهك حرماته وتضيع فروضه وتعصى أوامره وحدوده {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة : 98] {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر : 4].
كيف ننتظر من الله فرجاً ومخرجاً وحلاً لمشاكلنا ونحن بعيدون عنه وغير متعلقين به وغير مؤملين فيه؟
كيف نريد الخير لأنفسنا ومجتمعنا وبلدنا إذا كنا نتنكب الصراط المستقيم ونعرض عن ذكر الله وشكره وعبادته؟
كيف يرحمنا الله ويغفر لنا ويرضى عنا إذا كثر فينا الخبث والفجور والمعاصي؟
كيف نرجوا من الله أن يتجه إلينا ونحن لم نتجه إليه ولم نهتدي بهديه ولم نتمسك بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ألم يقل الله (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى)
للمزيد ...