اعتداء اليهودِ الغاصبين على غزَّة – بعض من مواقف المملكة مع فلسطين

الْخُطْبَةِ الأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾.وَقَالَﷺ«إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ.مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.لا يخفى على أحدٍ مِنَ العالم في هذه الأيَّام ما يَحْدُث لأهالي غزَّة من اعتداء اليهودِ الغاصبين إِخْوَانَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ ؛ مِنْ دمارٍ شاملٍ، وتقتيلٍ جماعيٍّ، وإبادةٍ ساحقةٍ، لا تفرِّق بين صغيرٍ وكبيرٍ، أو بين محاربٍ ومسالم، ولا مَنْ يُحرِّك ساكنًا لإنقاذهم وتخليصهم من آلات الدَّمار الحاصد للأرواح، المخرِّب للعمران؛ ونتسائل ونقول اين هم اصحاب الشعارات الزائفة والصرخات الماجنة من المنافقين والكاذبين ،وأين هم من الفيالق والمقاومات المزعومة وأين هم ممن  يتفاخر بقوته على اليهود وأين حزب الشيطان الذي يتبجح بقوته في قتال اليهود أين هم من اخوانهم المستضعفين في غزة أين بطولاتهم الوهمية ومقاومتهم المزعزمة واين ايران وغيرهم ممن يحاربون أهل السنة أهل التوحيد في بلاد مهبط الوحي قبلة المسلمين أين من ذلك أين بطولاتهم وانتصاراتهم وصواريخهم  الوهمية التي تقتل المسلمين في كل مكان وتريد هدم الاسلام،فهؤلاء لا يسلطون أسلحتهم الا على أهل السنة قَالَ عنهم قَالَﷺ«يَقْتُلُونَ، أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.ويقذفون اليهود بالورود والقبلات لسانهم سليط على بلاد الحرمين يمتلىء اعلامهم بالقدح والشتم والقذف على بلاد الحرمين فحالهم كمال قَالَ تَعَالَى:﴿لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾.هؤلاء هم من تفوق على اليهود في نقض العهود.

عِبَادَ اللَّهِ:وأما مواقف المملكة بلاد التوحيد والسنة فمعروفة ملموسة ومشاهدة منذ إحتلال اليهود لفلسطين ،ونذكر من نسي أو تناسى أو تغافل عن مواقف المملكة العربية السعودية ومنها ما قامة به المملكة العربية السعودية من تجهيز جيش شارك فيه  العديد من أبنائها في تلك الفترة لصد عدوان اليهود المعتدين الغاصبين يقول الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في وداع رجاله المجاهدين الى فلسطين وقال فيهم كلمته المشهورة (إن أبناء فلسطين كأبنائي فلا تدخروا جهدا في مساعدتهم وفي تحرير أرضهم).والتاريخ يشهد بذلك كذلك الدفاع عن قضية فلسطين في كل المحافل الدولية ومنها أن المملكة فتحت أبوابها لعدد كبير من الفلسطينيين للعمل فيها من خلال المشروعات الرامية لمساعدة الفلسطينيين وتحسين أحوالهم ومنها أنها أستضافت أبناء فلسطين اللاجئين وعاملتهم معاملة أبناءهم في كل المجالات فلم يجعلوهم في مخيمات منبوذين قَالَ تَعَالَى:﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾.والآن تجدد المملكة مواقفها نحو إخوانها فيي غزة فتعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها للهجوم الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ،وأكدت الوزارة على وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء التصعيد، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل كافة الجهود لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلا﴾.فمن هذا المكان نطلب من كل المسلمين بلا استثناء في هذا المسجد وفي غيره من المساجد وفي كل مكان أن يرفعوا أكف الضراعة إلى الله  بالدعاء لإخوانهم في غزة بالنصر والتمكين ودفع المعتدين من اليهود الغاصبين إِخْوَانَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ،وعلينا أن ننصرهم بالدعاء لهم في كل الأحوال في الأسحار، وفي السجود ،وننصر إخواننا بالدعاء في أحوال ذِكرنا لله ونتوجه إلى الله بأن ينصر أهل الإسلام المستضعفين؛ نسأل الله أن يرفع عنهم هذه اليد الظالمة وأن يثبتهم بالقول الحق وينصرهم على عدونا وعدوهم فيأهل غزة كونوا على يقين أن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً قَالَ تَعَالَى:﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ﴾.وانشروا التوحيد والعقيدة الصحيحة تفلحوا واكثروا من العبادات وحافظوا عليها من صلاة وصيام ودعاء واستغفار وقراءة قرآن وذكر لله تعالى وغيرها، فإن ذلك سلاح من أشد أسلحة النصر والفرج، ولا يدري الإنسان أيكون أجله في هذه الغارة أو يكون ممن يمدد له في العمر.ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيِّه، فقال في محكم التنزيل:﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،اللّهمّ أعِزّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشِّركَ والمشركين، ودمِّر أعداءَ الدّين،واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة الناصحة الصادِقة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.