اصناف الناس بعد رمضان. مستفادة من خطب عدد من المشائخ الكرام

Abosaleh75 Abosaleh75
1443/10/05 - 2022/05/06 03:34AM

الحمدُ للهِ ذي الجلالِ والإكرامِ، والطَّوْلِ والإنعامِ، عمّ بخيرِه الأنامَ، ووسعت مغفرتُه الآثامَ، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُالملِكُ السلامُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آله وصحبِه الكرامِ.

أما بعد: أما بعد: فاتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، (( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّتُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )).                                            أيها المسلمون :إن شهر رمضان قد قوضخيامه وفك أطنابه وقد أودعناه ما شاء الله أن نودع من الأعمال والأفعال والأقوال              والأيامُ خزائنُحافظةٌ لأعمالكم، تُدعَون بها يوم القيامة (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا) [آل عمران:30]، يناديربكم: " يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفِّيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غيرذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه " رواه مسلم.
رمضان ياكرام سوق قام ثم انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، فمن كان محسناً فليحمد لله وليسألالله القبول فإن الله جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، ومن كان مسيئاً فليتب إلى الله فالعذر قبل الموتمقبول والله يحب التوابين.

عباد الله :لقد كان الشهرُ الراحلُ ميداناً لتنافس الصالحين بأعمالهم, ومجالاً لتسابق المحسنين بإحسانهم ،وعاملاً لتزكية النفوس وتهذيبها وتربيتها..        لكن الناس بعد رمضان على صنفين صنف ما إن خرجوا منرمضان إلى شوال حتى خرجوا من الواحة إلى الصحراء ومن الهداية إلى التيه ومن السعادة إلى الشقاوةفهجروا القرآن وتخلفوا عن الصلوات ورجعوا الى المعاصي والمنكرات فبئس قومٌ هذا ديدنهم.                               وصنف انتهى رمضانُ فعلى العبادةِ استقاموا ، وعلى عملِ الخيرِ والبرِ استمروا ، وعلى جليلِ الطاعةِداوموا . فحافظوا على صلاتهم وتعاهدوا قرآن ربهم ولم ينسوا نصيبهم من قيام الليل والوتر والصدقةوالبذل وبادروا بصيام الست من شوال ونوعوا الطاعات.                               وهذا ديدنُ المؤمنينَ ودأبهم ، إذالمؤمنُ يعرفُ العبادةَ في كل زمنٍ  وينشطُ لها في كل أوانٍ لأن  المرادُ من العبدِ ما قصدَه اللهُ فيما خَلقَه لَهُ أنيَعبده وحدهُ لا شريكَ لَهُ ، وأنْ يداوم على العبادة مابقي ، قال تعالى: (يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكموالذين من قبلكم لعلكم تتقون)          وليس للعبادةِ والاستقامةِ عليها تاريخُ صلاحيةٍ أو أوانُ انقطاعٍ أو زمنُنهايةٍ ، قبلَ أَنْ تضعَ الروحُ عصى الترحالِ ، أو تُسلِمَ الحالَ إلى باريها قال الحسنُ البصريُ - رحمهُ اللهُ - : إنَّالله لمْ يجعلْ لعملِ المؤمنِ أَجلاً دونَ الموتِ ثُمَ قرأ : ( واعبد ربك حتى يأتيكَ اليقينُ )                                                                         
الخطبة الثانية:                                           الحمد لله، حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه، كما يحب ربُّنا ويرضى،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آلهوصحبه ومن اهتدى بهُداهم إلى يوم الدين.. أما بعد:

عباد الله أيها المسلمون وأحبَّ العَملِ إلى اللهِ أدومُه؛

سُئل رسولُ اللَّهِ r: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّه؟ قال: (أَدْوَمُهُ، وإنْ قَلَّ)          والـمُداوَمةَ على الطَّاعاتِ والقُرُبات؛مِنْ سِمَاتِ الأنبياءِ والصّالحين، روى مسلمٌ في صحيحهِ عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: (كان رسولُ الله r إذاعَمِلَ عَمَلاً أثْبَـتَه) أيْ: داوَمَ عليه.

وعن سفيانَ بنِ عبدِ اللهِ الثقفيِّ t أنه قال للنبيِّ r: قُلْ لي في الإسلامِ قولاً لا أَسأَلُ عنه أَحَدًا بَعدَكَ. قالالحبيبُ r: (قُلْ: آمنتُ بِاللهِ، ثم استقِمْ)..

والمُدَاوَمةُ على الأعمالِ الصَّالحةِ سببٌ لمحبةِ اللهِ لعبدِه، ورِضاهُ عنه، وسبَبٌ في حُصولِ المودَّةِ له؛ مِنْ أهلِالأرضِ والسَّماوات؛ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)

  • والمُداوَمةُ على الأعمالِ الصالحة: سببٌ كذلكَ لحُسْنِ الخاتمة؛ فمَنْ داوَمَ على شيءٍ ماتَ عليه، ومَنْ ماتَ علىشيءٍ بُعِثَ عليه.. فهنيئًا لمن ثَبَتَ واستَقَامَ قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنزلُ عَلَيْهِمُالْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)
المشاهدات 736 | التعليقات 1

الله يسعدك كفيت ووفيت