اشكالية الروح المعنوية وواقع المعركة / عبد الغني المصري

احمد ابوبكر
1435/02/04 - 2013/12/07 04:00AM
لا يستطيع النظام او مليشيات المرتزقة التابعة له خوض اية معارك التحام مباشر او قريب مع الثوار لاسباب كثيرة منها:
-- يفقدها القتال القريب ميزة استخدام الطيران، والقصف الصاروخي والمدفعي، وهي روقة الجوكر الوحيدة التي لا يزال يحتفظ بها النظام في مواجهاته.
-- الالتحام القريب يفقده القدرة على استخدام سياسة الارض المحروقة.
لذا فإن اكثر ما يرغبه الحلف المجوسي الصفوي هو جر كتائب الجيش الحر الى معارك المدن التي لا يوجد فيها التحام قريب او مباشر، لاسباب كثيرة، منها:
-- يوفر له فرصة الضغط على المدنيين من خلال قطع الماء والكهرباء لاسابيع عديدة.
-- يوفر له فرصة تأديب الحاضنة الاجتماعية، وزرع وعي "قوة الحلف المجوسي النيرانية".
-- يستطيع من خلالها استنزاف ذخيرة الجيش الحر، حيث يقوم الجيش الحر باستخدام الذخيرة بكثافة مما بفقده ذخيرة هو بأمس الحاجة إليها في حرب العصابات.
-- توفر له المعارك البعيدة، اشباع شعور القوة لديه، وبانه مازال قادرا على الفعل.
-- توفر له تحقيق انتصارات الاعلامية يستطيع من خلالها إظهار نفسه امام المجتمع الدولي انه مازال قويا، وذلك ما يرغب المجتمع الدولي برؤيته ايضا.
-- توفر له تحقيق انتصارات يظهر من خلالها لحاضنته ان له بأس وسطوة على الارض.

اذا، الحرب النظامية هي غاية النظام في كل معاركه، والثورة كتائب باسلحة فردية او متوسطة، ولا تمتلك اسلحة ثقيلة بعمناها الحقيقي الذي يعني امكانية الصيانة وتوفر قطع الغيار والذخيرة. لذا فخيار الثورة دوما هو ما حدث في الغوطة الالتحامات المباشرة والقتل والذبح، والابتعاد عن اية معارك نظامية قدر الامكان، لانها تستنزف الجيش الحر، وتحقق للنظام نجاحا اعلاميا
يحتاجه بشدة.

الاشكالية في الثورة ان الحاضنة ووسائل التواصل الاجتماعي والتأثير الاعلامي للفضائيات يركز على امتلاك الارض، فتصبح الكتائب بين اشكاليتين:
-- إما ان تمسك بالارض، وذلك يعني المواجهة غير المتكافئة والتي تنتهي بأرض محروقة.
-- او الانسحاب، حفظا للذخيرة والرجال، ولكنه يعرض الكتائب الى حرب اعلامية ترمي الى اظهار ان الثورة تضعف، املا في فرض حل وهم دولي .

قد يكون، على كتائب الثورة، التوعية وباستمرار عبر بياناتها، ان حرب الثورة مع الحلف المجوسي الصفوي هي حرب استنزاف طويلة، من اهم وسائلها الاقتصاد بالارواح والذخيرة، وذلك يتطلب التقليل من المواجهات النظامية، والتركيز على استنزاف فرق الجيش والمليشيات عبر اثخان القتل وقصف المعسكرات والمطارات. مع استخدام سياسة القنص والتفخيخ.

اخيرا، ان تمكن الثورة من قتل مئة فرد من الحلف المجوسي الصفوي على امتداد الارض السورية يوميا عبر عمليات القنص، والالغام، والبيوت والعربات المفخخة، قد يكون افضل عشرات المرات من اثبات القوة في بقعة محصورة، قد تستنفذ الذخيرة وتخسر الرجال وتدمر الاحياء.

المصدر: ارفلون نت
المشاهدات 1003 | التعليقات 0