اسم الله الرزاق
أحمد السويلم
1437/02/22 - 2015/12/04 07:45AM
اسم الله (الرزاق)
22/2/1437
الحمدُ لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، نحمده حمدًا كثيرا، ونشكره شكرًا مزيدا .. تفرد بالعظمة والجلال، وتوحد في الملك والتدبير، وهو الغني الحميد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فمع تقصيرنا بحقه سبحانه .. ما يزال يغذونا بنعمه، ويمن علينا بفضله وكرمه، يطعمنا ويسقينا، ويسترنا ويؤوينا، ومن كل خير يعطينا، وهو الرزاق العليم .
وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله، وحبيبه ومصطفاه، علم أن رزقه بيد خالقه فكان أغنى الناس عما في أيدي الناس، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد: فاتقوا الله حق تقاته، واعبدوا ربكم، واشكروا له، فما حقق التقوى من غفل قلبه، وجهل مع الجاهلين {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} .
أيها المسلمون: التعلق بالله تعالى، ومعرفته بأسمائه وصفاته أجل أبواب الإيمان به سبحانه، بل لا يستغني العباد إذا أرادوا الهداية والفوز في الدنيا والآخرة عن التعرف على ربهم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، {وللهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
ومن أسماء الجمال لله سبحانه: (الرزاق)، فله الرَّزْق المطلق، الذي عمَّ جميع المخلوقات، وشَمَل جميع الكائنات {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}
ما من مخلوق إلا وهو متمتع برزقه، مغمور بكرمه، فهو سبحانه القائم على كل نفس بما يقيمها من قُوتِها، وسع الخلقَ كلهم رزقُه ورحمتُه، لا يخص بذلك مؤمنًا دون كافر، ولا وليًّا دون عدو، يسوقه إلى الضعيف الذي لا حيلة له، كما يسوقه إلى الجلد القوي، متكفل بالأقوات وإيصالها، بحيث يأخذ كل كائن نصيبه من هذه الأرزاق، قال تعالى: {كُلاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}
وخزائن الله -عزَّ وجلَّ- مملوءة بكل شيء، يعطي منها جميع الخلائق ولا تنقص إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر، قال الله –تعالى {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ}، بل لو سأله جميع الخلائق فأعطاهم لم ينقص ذلك من ملكه شيئًا، فضله عظيم، لا يصفه الواصفون، ولا يخطر بقلب بشر، بل وصل فضله وإحسانه إلى ما وصل إليه علمه، {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلمًا}، فعمّ بفضله وإحسانه وعلمه ورحمته جميع الخلائق.
وتدبروا قول الله تعالى {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}, فما أحسن الوصف وما أكمل البشارة .. لطيف بعباده يرزقهم .. وهو رزاق لهم يلطف بهم.. وهو قريبٌ منهم، تكفّل بهم من غير عوضٍ أو حاجة، فيسَّر أسبابهم، وقدّر أرزاقهم، وهداهم لما يصلحهم، فنعمته عليهم سابغة، وحكمته فيهم بالغة.
فسبحان الرزاق الذي يرزق البرّ والفاجر؛ فلم يقتل خلقه جوعًا بمعاصيهم، بل وسَّع عليهم في أرزاقهم؛ حيث جعل رزق العبد من الطيبات، وقدَّر جميع رزقه، وفرقه له على سني عمره، ولم يدفعه إليه مرة واحدة فيسرف فيه، ولم يمنعه رحمته؛ كي لا يهلك.
عباد الله: حين أثنى الله -تبارك وتعالى- على ذاته العلية، وصف نفسه بأنه الرزاق، وقرن ذلك بعبادته، فقال تعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} وبيَّن -سبحانه- أن رزقه أفضل الرزق, قال تعالى {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}. وأخبر أن رزقه ليس له عدٌّ ولا حساب, لكن لمن شاء من عباده { وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
فبعلمه وسعه رحمته تكفل بأرزاق الخلائق جميعًا، قال سبحانه {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
ولقد كان نبينا محمدٌ -ﷺ- يثني على ربه، ويعلق قلوب أمته بربهم، بما يخبرهم من صفات جلاله وجماله، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -ﷺ«إن الله هو المسعِّر، القابض الباسط الرزاق..» رواه الترمذي.
وكان -ﷺ- ينسب الرزق لربه مادحًا إياه على كرمه وتتابع رزقه لعباده مع عصيانهم له وتمردهم على شرعه، بل وكفرهم وشركهم به، فعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -ﷺ«مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ، يَدَّعُونَ لَهُ الوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ» رواه البخاري.
فأين حَيارى بني آدم من هذا المعنى البديع! وأين أهل الضلال والإلحاد من نداء رب العالمين، فسبحان الربِّ الرحيمِ، الغنيِّ الكريمِ، الذي استغنى وتقدس عن الشبيه والنظير والصاحبة والولد.
إخوة الإيمان: الرّزَّاقُ -سبحانه- هو خالق الأَرْزاق ومالكها، يرزق جميع خلقه بلا كلفة ولا ثقل ولا مشقة، وخزائنه ملأى بكل شيء يحتاجه الخلق، يصرّف الأرزاق، ويقسّمها على الخلائق بحسب علمه وحكمته كيف يشاء، وبالقدر الذي يشاء، {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} فيزيد لبعض عباده في الرزق، ويقدِر على آخرين، {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} وهذا التفضيل لحكمٍ يعلمها سبحانه، فما الذين فضلوا بالرزق بأحب إليه، ولا المفضل عليهم بأبغض إليه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
ألا فمن تعلق قلبه برِزق من مخلوق فليعلم أن ذلك المخلوق لا يملك أن يرزق نفسه فضلًا أن يرزق غيره، وذلك أنه الله تعالى قد تفرد بالرزق وحده لا شريك له، قال سبحانه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} وقال تبارك وتعالى { وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .
فهل يستحق منا التعظيم من تكفل بجميع أقوات المخلوقات التي تتغذى بها مهما صغرت أو كبُرت، قال سبحانه {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}، فيبعث إلى كل مخلوق من الرزق ما يُصلحه، حتى الذرّ في باطن الأرض، والطير في الهواء، والحيتان في الأعماق، والأجنّة في الأرحام، والحشرات في الصخور، فسبحان الرزاق العليم.
واعلموا ياعباد الله أن الرزق ليس الأموال والوظائفَ والأولادَ فحسب، بل أطيب الرزق رزق الأرواح والقلوب الذي يوصل العبد إلى أسمى الغايات، وأرفع الدرجات، وهو الإيمان والتوحيد والعلم النافع، الذي يرزقه الله من يستحقه ويشكره، فإذا جمع إلى ذلك الرزقَ الحلال، والقناعة بما أعطاه الله منه، فقد تمت أموره، واستقامت أحواله الدينية والبدنية، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله -ﷺ- قال«قد أفلح من أسلم، ورُزق كَفَافًا، وقنَّعه الله بما آتاه» رواه مسلم، وعَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه-، أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: "إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ -ﷺ-، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ، قَالَ«قُلْ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ» رواه الترمذي. وإذا تأمل الإنسان في رزق الله -عز وجل- لعباده، وعلم أن ربه قد تكفل برزقه.. امتلأ قلبه يقينًا وتوكلاً عليه -سبحانه وتعالى- وترك الحرص والشح الذي لا يزيد في رزقه فوق ما قسمه الله له ؛ فترتاح نفسه ويطمئن قلبه، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: «لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت، لأدركه رزقُه كما يدركه الموتُ» أخرجه البيهقي بسند حسن.
وعن أبي ذر -رضي الله عنه-، قال: قال ﷺ: قال الله -تبارك وتعالى- في الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي: كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلا مَنْ أطْعَمْتُـهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادِي: كُلُّكُمْ عَارٍ إِلا مَنْ كَسَوْتُـهُ، فَاسْتَكْسُونِي أكْسُكُمْ. يَا عِبَادِي: لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَألُونِي، فَأعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْألَتَـهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِـمَّا عِنْدِي إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أدْخِلَ الْبَحْرَ» أخرجه مسلم.
ألا فــ«اتَّقُوا اللهَ وَأَجمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ» .
أقول ما تسمعون.
الخطبة الثانية
الحمدلله.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى أيها المؤمنون، واعلموا أن الله تعالى هو خالقكم ورازقكم ومدبر أمركم، فإليه الملتجى وهو المرتجى سبحانه وتعالى، {أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} والرزق يطلب منه وحده سبحانه {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }.
ثم اعلموا يا عبادالله .. أن كثرة عطاء الله لبعض الناس، وتوسعتَه عليهم في الصحة والمال والولد ليست دليلًا على محبة الله تعالى ورضاه عنهم، لأن الله يعطي الدنيا مَن يحب ومَن لا يحب، ولا يعطي الآخرة وثوابها إلا لمَن يحب، ولذا أنكر الله تعالى على المشركين هذه الشبهة فقال {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}.
وأهل المعاصي والفسق قد يرزقون في الدنيا ويوسع عليهم، ولكنّ معاصيهم تذهب ببركة أرزاقهم، وقد تحرمهم منها أو من التمتع بها كما يشتهون، كما أن الإيمان والعمل الصالح يورث البركة في الأرزاق ويزيد النفع فيها {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}. وعن ثَوْبَان -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -ﷺ«لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ» رواه ابن ماجه .
هذا.. وإن أعظم رزق يرزقه الله عباده، وأحسنه وأكمله، وأفضله وأكرمه، وأعلاه وأدومه، وهو الذي لا ينقطع ولا يزول، هو أن يرزقهم الجنة بفضله ومنّه وكرمه، قال –تعالى {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} وذلك الرزق قد اختص به المؤمنين دون غيرهم، قال سبحانه{وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا}. فنسأل الله تعالى بمنّه وكرمه ورحمته أن يرزقنا ووالدينا وأهلينا الفردوس الأعلى من الجنة، وأن لا يؤاخذنا بتقصيرنا وذنوبنا .
ثم صلوا وسلموا ..
22/2/1437
الحمدُ لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، نحمده حمدًا كثيرا، ونشكره شكرًا مزيدا .. تفرد بالعظمة والجلال، وتوحد في الملك والتدبير، وهو الغني الحميد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فمع تقصيرنا بحقه سبحانه .. ما يزال يغذونا بنعمه، ويمن علينا بفضله وكرمه، يطعمنا ويسقينا، ويسترنا ويؤوينا، ومن كل خير يعطينا، وهو الرزاق العليم .
وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله، وحبيبه ومصطفاه، علم أن رزقه بيد خالقه فكان أغنى الناس عما في أيدي الناس، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد: فاتقوا الله حق تقاته، واعبدوا ربكم، واشكروا له، فما حقق التقوى من غفل قلبه، وجهل مع الجاهلين {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} .
أيها المسلمون: التعلق بالله تعالى، ومعرفته بأسمائه وصفاته أجل أبواب الإيمان به سبحانه، بل لا يستغني العباد إذا أرادوا الهداية والفوز في الدنيا والآخرة عن التعرف على ربهم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، {وللهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
ومن أسماء الجمال لله سبحانه: (الرزاق)، فله الرَّزْق المطلق، الذي عمَّ جميع المخلوقات، وشَمَل جميع الكائنات {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}
ما من مخلوق إلا وهو متمتع برزقه، مغمور بكرمه، فهو سبحانه القائم على كل نفس بما يقيمها من قُوتِها، وسع الخلقَ كلهم رزقُه ورحمتُه، لا يخص بذلك مؤمنًا دون كافر، ولا وليًّا دون عدو، يسوقه إلى الضعيف الذي لا حيلة له، كما يسوقه إلى الجلد القوي، متكفل بالأقوات وإيصالها، بحيث يأخذ كل كائن نصيبه من هذه الأرزاق، قال تعالى: {كُلاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}
وخزائن الله -عزَّ وجلَّ- مملوءة بكل شيء، يعطي منها جميع الخلائق ولا تنقص إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر، قال الله –تعالى {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ}، بل لو سأله جميع الخلائق فأعطاهم لم ينقص ذلك من ملكه شيئًا، فضله عظيم، لا يصفه الواصفون، ولا يخطر بقلب بشر، بل وصل فضله وإحسانه إلى ما وصل إليه علمه، {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلمًا}، فعمّ بفضله وإحسانه وعلمه ورحمته جميع الخلائق.
وتدبروا قول الله تعالى {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}, فما أحسن الوصف وما أكمل البشارة .. لطيف بعباده يرزقهم .. وهو رزاق لهم يلطف بهم.. وهو قريبٌ منهم، تكفّل بهم من غير عوضٍ أو حاجة، فيسَّر أسبابهم، وقدّر أرزاقهم، وهداهم لما يصلحهم، فنعمته عليهم سابغة، وحكمته فيهم بالغة.
فسبحان الرزاق الذي يرزق البرّ والفاجر؛ فلم يقتل خلقه جوعًا بمعاصيهم، بل وسَّع عليهم في أرزاقهم؛ حيث جعل رزق العبد من الطيبات، وقدَّر جميع رزقه، وفرقه له على سني عمره، ولم يدفعه إليه مرة واحدة فيسرف فيه، ولم يمنعه رحمته؛ كي لا يهلك.
عباد الله: حين أثنى الله -تبارك وتعالى- على ذاته العلية، وصف نفسه بأنه الرزاق، وقرن ذلك بعبادته، فقال تعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} وبيَّن -سبحانه- أن رزقه أفضل الرزق, قال تعالى {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}. وأخبر أن رزقه ليس له عدٌّ ولا حساب, لكن لمن شاء من عباده { وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
فبعلمه وسعه رحمته تكفل بأرزاق الخلائق جميعًا، قال سبحانه {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
ولقد كان نبينا محمدٌ -ﷺ- يثني على ربه، ويعلق قلوب أمته بربهم، بما يخبرهم من صفات جلاله وجماله، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -ﷺ«إن الله هو المسعِّر، القابض الباسط الرزاق..» رواه الترمذي.
وكان -ﷺ- ينسب الرزق لربه مادحًا إياه على كرمه وتتابع رزقه لعباده مع عصيانهم له وتمردهم على شرعه، بل وكفرهم وشركهم به، فعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -ﷺ«مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ، يَدَّعُونَ لَهُ الوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ» رواه البخاري.
فأين حَيارى بني آدم من هذا المعنى البديع! وأين أهل الضلال والإلحاد من نداء رب العالمين، فسبحان الربِّ الرحيمِ، الغنيِّ الكريمِ، الذي استغنى وتقدس عن الشبيه والنظير والصاحبة والولد.
إخوة الإيمان: الرّزَّاقُ -سبحانه- هو خالق الأَرْزاق ومالكها، يرزق جميع خلقه بلا كلفة ولا ثقل ولا مشقة، وخزائنه ملأى بكل شيء يحتاجه الخلق، يصرّف الأرزاق، ويقسّمها على الخلائق بحسب علمه وحكمته كيف يشاء، وبالقدر الذي يشاء، {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} فيزيد لبعض عباده في الرزق، ويقدِر على آخرين، {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} وهذا التفضيل لحكمٍ يعلمها سبحانه، فما الذين فضلوا بالرزق بأحب إليه، ولا المفضل عليهم بأبغض إليه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
ألا فمن تعلق قلبه برِزق من مخلوق فليعلم أن ذلك المخلوق لا يملك أن يرزق نفسه فضلًا أن يرزق غيره، وذلك أنه الله تعالى قد تفرد بالرزق وحده لا شريك له، قال سبحانه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} وقال تبارك وتعالى { وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .
فهل يستحق منا التعظيم من تكفل بجميع أقوات المخلوقات التي تتغذى بها مهما صغرت أو كبُرت، قال سبحانه {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}، فيبعث إلى كل مخلوق من الرزق ما يُصلحه، حتى الذرّ في باطن الأرض، والطير في الهواء، والحيتان في الأعماق، والأجنّة في الأرحام، والحشرات في الصخور، فسبحان الرزاق العليم.
واعلموا ياعباد الله أن الرزق ليس الأموال والوظائفَ والأولادَ فحسب، بل أطيب الرزق رزق الأرواح والقلوب الذي يوصل العبد إلى أسمى الغايات، وأرفع الدرجات، وهو الإيمان والتوحيد والعلم النافع، الذي يرزقه الله من يستحقه ويشكره، فإذا جمع إلى ذلك الرزقَ الحلال، والقناعة بما أعطاه الله منه، فقد تمت أموره، واستقامت أحواله الدينية والبدنية، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله -ﷺ- قال«قد أفلح من أسلم، ورُزق كَفَافًا، وقنَّعه الله بما آتاه» رواه مسلم، وعَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه-، أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: "إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ -ﷺ-، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ، قَالَ«قُلْ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ» رواه الترمذي. وإذا تأمل الإنسان في رزق الله -عز وجل- لعباده، وعلم أن ربه قد تكفل برزقه.. امتلأ قلبه يقينًا وتوكلاً عليه -سبحانه وتعالى- وترك الحرص والشح الذي لا يزيد في رزقه فوق ما قسمه الله له ؛ فترتاح نفسه ويطمئن قلبه، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: «لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت، لأدركه رزقُه كما يدركه الموتُ» أخرجه البيهقي بسند حسن.
وعن أبي ذر -رضي الله عنه-، قال: قال ﷺ: قال الله -تبارك وتعالى- في الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي: كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلا مَنْ أطْعَمْتُـهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادِي: كُلُّكُمْ عَارٍ إِلا مَنْ كَسَوْتُـهُ، فَاسْتَكْسُونِي أكْسُكُمْ. يَا عِبَادِي: لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَألُونِي، فَأعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْألَتَـهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِـمَّا عِنْدِي إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أدْخِلَ الْبَحْرَ» أخرجه مسلم.
ألا فــ«اتَّقُوا اللهَ وَأَجمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ» .
أقول ما تسمعون.
الخطبة الثانية
الحمدلله.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى أيها المؤمنون، واعلموا أن الله تعالى هو خالقكم ورازقكم ومدبر أمركم، فإليه الملتجى وهو المرتجى سبحانه وتعالى، {أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} والرزق يطلب منه وحده سبحانه {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }.
ثم اعلموا يا عبادالله .. أن كثرة عطاء الله لبعض الناس، وتوسعتَه عليهم في الصحة والمال والولد ليست دليلًا على محبة الله تعالى ورضاه عنهم، لأن الله يعطي الدنيا مَن يحب ومَن لا يحب، ولا يعطي الآخرة وثوابها إلا لمَن يحب، ولذا أنكر الله تعالى على المشركين هذه الشبهة فقال {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}.
وأهل المعاصي والفسق قد يرزقون في الدنيا ويوسع عليهم، ولكنّ معاصيهم تذهب ببركة أرزاقهم، وقد تحرمهم منها أو من التمتع بها كما يشتهون، كما أن الإيمان والعمل الصالح يورث البركة في الأرزاق ويزيد النفع فيها {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}. وعن ثَوْبَان -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -ﷺ«لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ» رواه ابن ماجه .
هذا.. وإن أعظم رزق يرزقه الله عباده، وأحسنه وأكمله، وأفضله وأكرمه، وأعلاه وأدومه، وهو الذي لا ينقطع ولا يزول، هو أن يرزقهم الجنة بفضله ومنّه وكرمه، قال –تعالى {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} وذلك الرزق قد اختص به المؤمنين دون غيرهم، قال سبحانه{وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا}. فنسأل الله تعالى بمنّه وكرمه ورحمته أن يرزقنا ووالدينا وأهلينا الفردوس الأعلى من الجنة، وأن لا يؤاخذنا بتقصيرنا وذنوبنا .
ثم صلوا وسلموا ..
المرفقات
اسم الله الرزاق.doc
اسم الله الرزاق.doc
أحمد السويلم
للفائدة
تعديل التعليق