اسْتَهْدَافُ رِجَالَ الْأَمْنِ فِي مَدِينَةِ الزُّلْفِي
محمد البدر
1440/08/20 - 2019/04/25 00:54AM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى : ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الأنفال:30].
وَعَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»رَوَاهُ مُسْلِمُ .
إن هذه البلاد ولله الحمد تنعم بنعمة الأمن والإيمان والاستقرار، ووفرة الأرزاق ورغد العيش، فهي محسودة من الداخل ومن الخارج ، وهي مستهدفة في عقيدتها، وفي أمنها واستقرارها، ومستهدفة في شبابها وأبناءها وهي مغزوة أيضاً في أمنها واستقرارها، ومستهدفة من جميع الفرق المنحرفة مثل (الخوارج والاخوان والدواعش وغيرهم) والمعادية لأهل السنة والجماعة ، والتي كشرت عن أنيابها في عداوتها لهذه البلاد وعلمائها وولاة أمرها فهم يعيثون في البلاد الفساد ويقتلون ويفجرون ويدمرون ويهلكون الحرث والنسل ، وهذا دأبهم في كل زمان ومكان فهم لا دين لهم ولا وطن،ولكن ولله الحمد والمنة لا يزال في هذه البلاد من العلماء المعتبرين ممن يتصدى لهم ويرد هذه المكائد ويدحضها بالأدلة من الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة وولاة أمر يَقَظون ومتمسكون بعقيدة السلف الصالح ويُحيط بهم جنودٌ يذودون عن حياض هذا الدين ويقفون سدا منيعاً لحماية بلاد الحرمين.
عِبَادَ اللَّهِ:لقد آلمنا وأقض مضاجعنا خبر العمل الإرهابي الذي تناقلته وسائل الاعلام المختلفة والذي اسْتَهْدَفُ رِجَالَ الْأَمْنِ فِي مَدِينَةِ الزُّلْفِي حَرَسَهَا اللهُ, وَبِفَضْلِ اللهِ وَتَوْفِيقِهِ ، ثُمَّ بِفَضْلِ يَقَظَةِ رِجَالِ الْأَمْنِ الَّذِينَ أَفْشَلُوا مُخَطَّطَهُمُ الْفَاسِدَ، وَجَرِيمَتَهُمُ النَّكْرَاءَ، وَرَدَّ اللَّهُ كَيْدَهُمْ فِي نُحُورِهِمْ، وما قامت به الفئة الباغية الخارجة لهو عملٌ منكر وجرمٌ شنيع ينافي الدين والشرع والقيم والأخلاق،وتأملوا يا عِبَادَ اللَّهِ الفرق بين قتلى رجال الأمن أهل التوحيد والسنة أبناء بلاد الحرمين صقور الإسلام وأسود السنة وبين الخوارج الدواعش أهل الفواحش المارقين ، فَعَنْ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ أَنَّهُ قَالَ « كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلاَّ الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ قَالَ : « مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ أَجْرَى عَلَيْهِ أَجْرَ عَمَلِهِ الصَّالِحِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ ، وَأَجْرَى عَلَيْهِ رِزْقَهُ ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنَ الْفَزَعِ » رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . وأما مصير هؤلاء البغاة الخارجين عن الجماعة يقول صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ: « مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ فِى الأَرْضِ أَهَانَهُ اللَّهُ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
ومن إهانة السلطان إهانة جنده، أي إهانة جنده في تلك البلاد فلينتظر القتلة لرجال الأمن الهوان في الدنيا ويوم القيامة إن لم يغفر الله لهم قَالَ تَعَالَى : ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: عَنْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ ، حُدَّاثُ الأَسْنَانِ ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . تَأَمَّلُوا يا عِبَادَ اللَّهِ- كَيْفَ يَنْطَبِقُ هَذَا الْحَدِيث عَلَى مَا وَقَعَ مِنْهُمْ -أي الارهابيين - فِي مَدِينَةِ الزُّلْفِي, فَقَدْ قَصَدُوا أُنَاسًا مُسْلِمِينَ, وَكَانُوا هُمْ صِغَارًا حُدَثَاءَ أَسْنَانٍ وَسُفَهَاءَ.
فاتَّقُوا اللهَ -أَيُّهَا الآبَاءُ والأمهات والمدرسين والمدرسات فِي سَلاَمَةِ فِكْرِ الأبناء وَتَوَجُّهِهِمْ التوجه السليم فمسئوليتكم عظيمة لتنشأة جيل صالح من الأبناء على العقيدة السلفية الصحية اقتداء بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى قيام الساعة. قَالَ تَعَالَى : ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ﴾وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ…» الْحَدِيثُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، حَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ، حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ» رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.
الا وصلوا ....
المرفقات
رِجَالَ-الْأَمْنِ-فِي-مَدِينَةِ-الزّ
رِجَالَ-الْأَمْنِ-فِي-مَدِينَةِ-الزّ