اسْتِقْبَال شَهْرُ رَمَضَانَ - أهمية ترشيد المياه
محمد البدر
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾.فالماء حياة للأرض وللانسان وللنبات والحيوان فلنحافظ عليه من الزوال ونحمد الله على هذه النعمة ونقتصد في استعماله فالماء هو عصب الحياة ويحتاج إلى حسن تدبير واقتصاد وديننا الحنيف ينهى عن الاسراف والتبذير فمن صور الاسراف المذمومة الاسراف في استخدام الماء واستعماله ، لاسيما الماء الصالح للشرب فيهدر في ريّ المزروعات وغسل السيارات وتنظيف الأفنية و المبالغة في استعماله في المطابخ ودورات المياه في المساجد ودور التعليم وأماكن العمل والدوارة العمومية في الحدائق وغيرهافالنبي ﷺمن أشد الناس محافظة على الماء حتى في العبادة فلنقتدي به فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِﷺمَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ،فَقَالَ : مَا هَذَا السَّرَفُ فَقَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ» صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ «كَانَ النَّبِيَّ ﷺيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ» مُتّفَقٌ عَلَيْهِ .,فهل استشعرنا حقاً قدر الماء؟
فيجب أن نعود أنفسنا على ترشيد الماء المستعمل في الوضوء والاغتسال وغيره ولنتذكر أن الماء نعمة كبيرة وأصل كل شيء حي وأن نقتصد في استعماله..
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾. المسلمون في العالم يستعدون لا ستقبال سيد الشهور واعظمها، ويتهيأوون لاستقبال هذا الضيف العزيز شهر رمضان المبارك ،والناس في مثل هذه الأيام تبتهج وتفرح بقرب حلول الشهر لكسب الحسنات واستباق الخيرات والمحافظة على الصلوات والتقرب إلى الله بقراءة القرآن ويهذب العبد نفسه على العبادة والطاعة ويكثر من فعل الخيرات ويتصدق ويربي أبناءه ومن يعول على الإحسان والبر والرفق وكل خصال الخير ،فهؤلاء بإذن الله هم الفائزون حقاً.
عِبَادَ اللَّهِ:ها هو شهر الخير والإحسان اقترب ونتمنى ونؤمل أن تختفي بعض المظاهر السيئة ومنها: ما تبثه بعض القنواة الفضائية من تجهيز مسابقات وتمثيليات ومسرحيات وأغاني وأفلام وبرامج مختلفة لاشغال وقت الناس بكل ما هب ودب كذلك بعض الناس يرسل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع ورسائل لقصص وآثار وأحاديث مكذوبة وموضوعة كذلك نشر الشائعات والأخبار المكذوبة وغير المكذوبة.ومنها:ما نراه في الأسواق التجارية والمحلات وغيرها وبرغم أننا نعيش في ظل جائحة كورونا والدولة وفقها الله لا تألوا جهداً في الحد من انتشارها وتوصي بالالتزام بالاحترازات الوقائية بجدية ومع ذلك نرى الكثير يضحي بصحته ويزاحم ولا يهتم بالتعليمات لغرض التسوق وجمع ما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات والزينة وغيرها فاحذروا أن تكونواممن قَالَ فيهمﷺ:«رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً﴾.فاحذروا يا عِبَادَ اللَّهِ من المبالغة والاسراف في شراء وتكديس أصناف الأطعمة والمشروبات بحاجة وبغير حاجة والتي تستنزف الأموال وتملأ البطون ثم تلقى في الطرقات تؤذي المارة والجيران بالروائح الكريهة قَالَﷺ:«مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ،بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ،فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.فلتعاون على البر والتقوى والبحث عن الفقراء والمحتاجين وخاصة المتعففين منهم وتوفير ما يحتاجونه للإفطار في رمضان..الا وصلوا ...
المرفقات
1617192605_اسْتِقْبَال شَهْرُ رَمَضَانَ - أهمية ترشيد المياه.pdf