استفزاز دائم ، واساءة متجددة للشيخ صالح الجبري

منصور الفرشوطي
1433/11/04 - 2012/09/20 20:55PM
بسم الله الرحمن الرحيم


استفزاز دائم ، واساءة متجددة

نحن نعرف أن الله سبحانه وتعالى قد امتن علينا بنعمة الإسلام، وهي أعظم نعمة على الإطلاق (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) لذلك أكد لنا سبحانه أن لا يجوز لمسلم أن يفتح قلبه لغير الإسلام لأن من فتح قلبه لشيء دان له وابتغاه ديناً. والأمر الصادر عن الله تعالى في هذه القضية صريح وقاطع لا يحتمل تأويلاً ولا يقبل تحويلاً يقول الحق سبحانه (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران : 85 )
لماذا لأنه لا دين عند الله إلا الإسلام (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (آل عمران : 19 ) ولما أرسل الله محمد صلى الله عليه وسلم أرسله بالهدى كله وبالحق كله فهو الحق وغيره الباطل ولم يأت الإسلام ليأخذ من الأديان الأخرى أو يعطيها، أو ليعقد معها الأحلاف ويعايشها في إخاء ومودة ويقرها على كفرها لا. فقد حسم الله سبحانه هذه القضية بقوله (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف:9).
إذن فالإسلام جاء بالحق كله، وبالهدى كله وجاء ليظهر على الأديان كلها، ولو كره أعداء الإسلام وحاولوا الوقوف أمام تحقيق هذا الأمر.
والملاحظ أن أعداء الإسلام لا يرضون بأحقية الإسلام عليهم أبداً لذا فهم يحاربونه بكل سلاح يملكونه، فهم الآن لا يتوقفون عن النباح ليلا ونهارا بأن الإسلام دين الإرهاب والتطرف والتعصب وهذا ليس بغريب عليهم لأن الله بين لنا أنهم يكرهون أي خير يصيبنا ويريدون من أعماقهم أن تحبط بنا الشرور والآلام تأملوا في قوله تعالى (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (البقرة:105). تأملوا في قوله تعالى (وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) (آل عمران : 69 ) تأملوا في قوله تعالى (إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) (الممتحنة:2).
لكن هل ودادتهم أن نكفر انتهت إلى التمني القلبي فقط؟ لا إن هذا التمني القلبي تحول عندهم إلى سلوك عملي، فهم مثلا يكرهون كل من يدعوا إلى الإسلام ويحرضون على منعه والتنكيل به وإخراس صوته (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (الحج : 72 ) هل يكتفون بهذا؟ لا إنهم لن يرضوا إلا إذا تركنا هذا الدين لماذا؟ لأن الإسلام نور جاء ليضئ العالم والكفار عندما وجدوا دينا جديدا يفلح حيث خابوا وينجح حيث فشلوا، وكما يكره أدعياء الطب الطبيب الصحيح الناجح، وكما يكره التجار الفاشلون التاجر النقي الذي لا يغش كما يقع هذا في الدنيا وجدنا الكفار يضيقون بالإسلام ويكرهونه ويعلمون أنه ما بقي يعرض عليهم نفسه ومبادئه ويمكن للناس من أن يطلعوا على حقائقه فلا مجال لهم ولا بقاء لهم لذلك قال ربنا موضحا الرسالة (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) (البقرة : 120 )
وهل يكتفون بعدم الرضا؟ لا (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ) (البقرة : 217 ).
هذا عندما كان المسلمون ضعفاء كانوا يستخدمون معهم القوة العسكرية وما أمر الحملات الصليبية عنا ببعيد، وفي هذا العصر ولأنه تلوح في الأفق بداية يقظة إسلامية، طاشت عقولهم وراحوا يفكرون في خطط جديدة ووسائل جديدة يمكن لهم بها من القضاء على الإسلام في نفوس المسلمين، فهم عرفوا مثلا عشق الناس للحضارة والتقدم فراحوا يشيعون بين المسلمين أن التطور مرتبط بالتخلي عن الإسلام، فقالوا لهم: الدين إذا عارض مصالحكم أصبح عقبة في طريق التقدم، وكل عقبة تقف في طريق التقدم ينبغي أن تزال لذلك إذا وقف الدين دون مصلحة من مصالحكم فأزيلوه وأبعدوه وأعلموا أنه لم يعد صالحا لزمانكم هذا أو غيروه وشكلوه حتى يصبح مماشيا لمصالحكم خادما مطيعا لها كما فعلنا نحن إما أن تكونوا مثلنا وإما أن تتركوا دينكم.
أما إذا أردتم التمسك بإسلامكم فلا مانع لكن عليكم أن تكونوا متسامحين، كيف قالوا نحن الذين نحدد لكم ما هو التسامح. يعني سبحان الله التسامح كلمة حق لكن الأعداء أرادوا بها باطلا: لأنه بداية نحن نعرف أن ديننا هو دين التسامح فقد تسامح الإسلام مع غير المسلمين الذين اختاروا العيش في المجتمع الإسلامي فلم يكرههم على الدخول في الإسلام لأن الله يقول: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة:256).
ورضي الله تعالى للمسلمين أن يعاملوا غير المسلمين الذي يعيشون معهم معاملة حسنة يتجلى فيها البر والعدل (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة : 8 ) .
وقد ذكر القرطبي أن رجلا مسلما أراد إرغام ابنه النصراني على الإسلام، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أيدخل بعضي النار وأنا قادر على منعه؟ ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم تلا الآية (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة:256) ووقعت سرقة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان جيران هذا البيت المسروق بعضهم مسلم وبعضهم يهودي واتهم اليهودي، لكن الوحي نزل يقول: لا اليهودي برئ والذي سرق منافق يتظاهر بالإسلام (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً* وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً* َلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً) (النساء:105-107) . أي تسامح مثل هذا الذي عرفه الإسلام والمسلمون لكن أي تسامح هذا الذي يدعون إليه في الغرب الآن بمساعدة أذنابهم في العالم الإسلامي إنهم هم دعوا بالأفعال لا بالأقوال إلى التسامح في كل الحدود التي شرعها الله: فالزاني لا يجلد ولا يرجم والسارق لا يقطع وشارب الخمر لا يضرب، كما دعوا إلى التسامح في التخلي عن إقامة أركان الإسلام فلا الصلاة تقام، ولا الصيام يحترم، ولا الزكاة تدفع فبالله عليكم ماذا يبقى من الإسلام بعد ذلك.
وتسامحوا مع المنصرين فمكنوهم من بناء الكنائس والدعوة إلى النصرانية، وتسامحوا مع اعتناق عقائد الإلحاد الكافرة في أوساط المسلمين باسم حرية الفكر فظهر سلمان رشدي وظهرت أمثلة له في كثير من بلاد المسلمين. وصار الطعن في الإسلام هو صك الغرب من الغرب والتودد إليه وكلما ظهر مرتد يطعن في الإسلام وأهله رحب به الغرب واستقبله وأعطاه الجوائز وسخر له وسائل الإعلام تمجده ليلا ونهارا. نكاية في المسلمين وهم مع ذلك كله يقولون للسذج من المسلمين: نحن لسنا ضد الإسلام ولكننا ضد التطرف، يعني يا مسلمون إما أن ترضوا بالهوان وتخضعون لنا وتكيفوا أنفسكم وإسلامكم كما نريد نحن فتصبحون عندنا من المعتدلين. وإما أن تحكموا الدين فنقف ضدكم ونحاربكم في عقيدتكم واقتصادكم وكل حياتكم فاستجاب لهم كثير من المسلمين وساروا في ركابهم فصار همهم في هذا الدنيا إرضاء الغرب بأية وسيلة كانت حتى يرضوا عنهم فهل حصل ذلك؟.
في الحقيقة يول المثل لدينا رضينا بالهم والهم لم يرضى بنا، طالبونا بالتفتح والتسامح وأكثرنا فعل ذلك بل أن بعضنا قدم ما يمكن وما لا يمكن ومع ذلك لم يتركونا في حالنا بل طعنونا في أعظم وأحب إنسان لدينا وهو سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وخرجوا علينا بفيلم سينمائي قبيح أخرجه قواد مشهور بإخراج الأفلام الإباحية في عمل استفزازي بغيض يدل على خسة ونذالة وحقارة ليس لها مثيل ولنا مع هذا الأمر وقفات:
أولا: قضية الفيلم المسيء تؤكد أننا أمام مسلسل قديم جديد يتصاعد مع صعود الإسلام لأن الإسلام الآن أكثر الأديان انتشارا في العالم والغرب يرى في ذلك الخطر كل الخطر لأنه وبالمقابل فقد أقفلت كثير من الكنائس الغربية أبوابها حتى أن الذين يذهبون إلى قداس يوم الأحد في فرنسا والتي يسمونها بيت الكاثلوكية لا يتعدى 5% من عدد السكان، أي أقل من 3 ملايين، وهو ما يمثل نصف عدد المسلمين الذي يصلون الجمعة على أرض فرنسا حتى أن بعض الكنائس صارت تحاول جذب الزبائن بموسيقى الديسكو وتزويج الشواذ، بينما الإسلام ينتشر بجذبهم إلى التوحيد والفضيلة والعفة ومن هنا يحاول الغرب تحجيم انتشار الإسلام في الدول الغربية عن طريق الإعلام الموجه العام والخاص والذي يحاول بشتى الوسائل تشويه صورة الإسلام والمسلمين لإبعاد الشعوب الغربية عنه. قال سبحانه (وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين)
ثانيا: في كل مرة تصدر فيها إساءة للإسلام في الغرب تبرر السلطات الحاكمة في الغرب موقفها المتخاذل منها بأنها لا تستطيع منع حرية الرأي والإبداع وفي الحقيقة لا نعلم كيف تكون البذاءة إبداعا أو فنا، هل الإساءة إلى أمريكا وازدرائها بنظرهم حرية رأي بالطبع لا، إذن كيف تمنع الإساءة إلى نفسها وتبيح الإساءة إلى الذات الإلهية أو الرسول والأنبياء ومقدسات أمة تمثل ربع تعداد البشرية بأكملها بل إنهم يمنحون المسيئين الضوء الأخضر في عمل ما يريدون بحجة حرية التعبير يقول الأستاذ جميل الذيابي الحكومات الغربية خلال السنوات الماضية وفي ظل ازدراء بعض المتطرفين للإسلام ورسوله وأهله لم تقم بالدور المسؤول للجم هؤلاء المتطاولين وكف شرورهم وتطبيق القوانين لمحاكمة من يبث الكراهية ويوقظ الفتنة ويزدري الأديان والأنبياء وهناك حالات واضحة تدلل على تناقض الحكومات الغربية وطريقة تعاطيها وتساهلها عندما يخص الأمر المسلمين، ويمكن القياس فعندما يهاجم الإسلام ويزدرى رسوله، يعتبر الأمر حرية تعبير، وعندما يتعلق الموضوع بمجرد التشكيك في المحرقة اليهودية، تصبح القضية عنصرية ومعاداة للسامية وتتحول إلى قضية عالمية بامتياز.
لذلك نرى أنه من حقنا أن نطالب بتجريم المساس بالإسلام ورموزه ونطالب باحترام مشاعرنا وعدم التعرض بسوء لرموزنا من نبي وقرآن. ومن أراد أن يناقش أو يحاول أو يناظر فنحن على استعداد لذلك ونتقبل ذلك أما الإساءة فلا أما التعدي فلا لأن الله يقول لنا (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (آل عمران : 139 ).
لذلك لا توجد قوة على الأرض تجبرنا على الرضا بالإساءة أو قبولها فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام ولدينا من الوسائل ما يمكننا من مواجهة وتأديب أمثال هؤلاء المجرمين نعم لأنه من حقنا أن نغضب وإذا لم نغضب من أجل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فلا خير فينا بل باطن الأرض خير لنا من ظاهرها لكن لابد أن يكون غضبنا مشروعاً لماذا لأننا نحن لسنا مثلهم فنحن الدين الوحيد الذي يحترم مقدسات الأديان الأخرى من أنبياء وكتب رغم أننا الدين الذي يحظى بالقدر الأكبر من الإساءات.
ولأن غضبنا لابد أن يكون مشروعا حكيما، فلابد أن ترفض كل رد فعل عنيف من اعتداء أو تخريب أو قتل لأي أحد لعدة أسباب منها:
1- حتى لا نأخذ أحداً بريئا بذنب المسيء لأن الله يقول (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (فاطر:18).
2- لأن ردود الفعل العنيفة هي ما يريده هؤلاء السفلة حتى يقولوا للعالم ألم نقل لكم أن الإسلام دين عنف وقتل وتخريب.
3- هناك من يستغل مثل هذه الأحداث لتحقيق أهداف معينة فحادثة قتل السفير الأمريكي في ليبيا والاعتداء على السفارات الغربية في بعض الدول الإسلامية أضر بالقضية السورية واستغلها البعض بالقول أن ذلك هو المصير الذي ينتظر المنطقة في حالة انتصار ثورة الشعب السوري لأن الجماعات الإرهابية هي التي ستكون البديل للنظام البعثي الفاسد القائم الآن.
4- ردة الفعل الغير المنضبطة ساهمت في نشر الفيلم بشكل كبير وهذا ما أراده أصحابه فهذا الفيلم المسيء تم تحميله منذ أكثر من شهرين ولم يتجاوز أل500 مشاهدة أما الآن فقد تجاوز عدده أكثر من 30مليون مشاهدة وأكثر من 4.9مليون صفحة عربية وأجنبية على الانترنت تحدثت عنه 3000 وسيلة إعلامية تحدثت عنه حول العالم والخطورة الآن أن هناك الآلاف من الصفحات والمواقع والأفلام التي تسيء للإسلام ولم تنتشر والمعلومات تقول أن أصحابها يبحثون الآن عن مديري تسويق لمحتواهم ونتمنى ألا نقع فريستهم مرة أخرى لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) ولو تم تجاهل الفيلم من الأساس لنسيه الناس وانتهى أمره.


الخطبة الثانية:

الوقفة الثالثة: رغم كل ما حدث فمن باب الأمانة نقول أن هناك بعض الإيجابيات قد واكبت حدوث هذا الأمر السيئ فالموقف الرسمي الأمريكي كان أفضل من الماضي وندد بالفيلم ورفض الإساءة جملة وتفصيلاً وهذا لم يكن موجودا في الماضي والممثلون الذين شاركوا في التمثيل أعلنوا براءتهم منه وأنهم خدعوا وضللوا وهذا أمر إيجابي أيضا.
وهروب واختفاء المخرج الجبان أمر إيجابي وهو يدخل في معنى قوله تعالى لنبيه الكريم (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (الحجر:95).
هل تذكرون سلمان رشدي وهو رائد الإساءة للإسلام وهو الذي استقبله الغرب بترحاب شديد وأغدقوا عليه الجوائز والألقاب لطعنه بالإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، أين هو الآن ؟ هل تعلمون أنه أصيب بالعمى 1999م ورغم حربه على تعدد الزوجات إلا أنه كل ما تزوج وقد تزوج عدة مرات، تركته زوجته لأنها رأته يعيش مثل الخفافيش يخاف من ظله ويخاف من الظلام ويخاف من النور ومصاب بمرض الخوف والرعب وكانت آخر زوجاته ممثله هندية فارقته بعد بضعة أسابيع ووصفته بالمجنون وهو الآن يعيش وحيدا منتظرا أجله إما قتلا كما قال هو من خنجر أو رصاصة مجهولة أو أن يسُلم روحه بعد مرض معنوي سيكون أقسى من السرطان فبالله عليكم أهذه حياة يتمناها أي إنسان وصدق الله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً) (الأحزاب : 57 ) عذابا مهينا في الدنيا ولقد أهانه الله في الدنيا ولعذاب الآخرةِ أشدُّ وأبقى.
الوقفة الرابعة: كيف نرد على مثل هذه الإساءات المتكررة لديننا الحنيف ولرسولنا الكريم:
1- عدم الانشغال بتتبع مثل هذه الإساءات وتجاهلها حتى لا تنتشر وتتعاظم هذا من أفضل أنواع العلاج.
2- لابد أن نركز جهودنا جميعا في إيضاح حقائق الإسلام للعالم من حولنا وشرح موقف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من غير المسلمين وسماحة الإسلام مع غير المسلمين وقد رأيت مقطعا في اليوتيوب لبعض الشباب السعودي يخاطب المجتمع الأمريكي بلهجته الشعبية ويحدثهم فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان جهدا موفقا ومسددا ومثيرا للإعجاب وفعلا (ومايعلم جنود ربك إلا هو )
3- علينا نشر فضائل الإسلام ورسول الإسلام بكل اللغات، بل علينا نشر ما قاله المفكرون والشخصيات المحترمة في الغرب عن الإسلام ورسول الإسلام وهي كثيرة وستكون أفضل رد على أمثال هؤلاء المجرمين الذين أساؤوا لرسول الإسلام كما أساؤوا من قبل إلى موسى وعيسى عليهما السلام في مناسبات سابقة و أفلام مماثلة.
4- لابد من توعية الناس بالأساليب المنضبطة لردود الأفعال العاقلة تجاه مثل هذه القضايا وغيرها نصرة لديننا وحتى لا نحقق آمال الصهاينة في حشد وتجييش الغرب النصراني ضد المسلمين للوقوف ضد انتشار دين الله في الغرب لأنه يهدد مصالحهم القائمة على الهيمنة والتسلط والسيطرة.
ومن هذه الأساليب ملاحقة منتج الفيلم قانونيا وقضائيا والعمل مع العقلاء والأحرار من الغربيين الذين يناصرون القضايا العربية لفضح هذه الممارسات وبالمناسبة فقد رأيت لقاء فضائيا لمثقف نصراني يدافع عن الإسلام وعن نبي الإسلام ويطالب بمحاكمة المسيئين ومحاسبتهم في أسرع وقت، وأقسم بالله العظيم أنه أشرف وأفضل من كثير من المنافقين عندنا وعند غيرنا من الذين صبوا جام غضبهم على المحتجين على الإساءة ولم يدافعوا ولو بكلمة واحدة عن الإسلام ونبي الإسلام قاتلهم الله أنى يؤفكون وصدق الله (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج : 46 ).
5- ومن هذه الأساليب المقاطعة وأقرب مثال مقاطعة موقع اليوتيوب، ولو قوطع هذا الموقع لعدة أيام فقط، لاستجاب صاغرا ونفذ مطالبنا المشروعة مثال: هل تعلمون أن السعودية الثانية عالميا في تصفح اليوتيوب والأولى عربيا وأن السعوديين يشاهدون يوميا ما يزيد على 36 مليون مقطع فيديو لو أن هؤلاء فقط توقفوا عن مشاهدة هذا الموقع عدة أيام في وقت واحد هل تظنون أنهم لن يرضخوا، إن ظننتم ذلك فأنتم مخطئون.
لذلك نحن نثمن موقف هيئة الاتصالات التي أبلغت شركة غوغل بناء على توجيهات خادم الحرمين وفقه الله بضرورة حجب جميع روابط الفيلم المسيء وفي حالة عدم الاستجابة فستقوم الهيئة بحجب موقع يوتيوب بالكامل.
أخيرا: أيها الإخوة نجحت إسرائيل في إصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلى السامية أليس من الأولى أن نطالب بأن تكون المعاملة بالمثل ونعمل على صياغة قانون دولي يجرم الإساءة إلى الإسلام ورموزه، ولماذا لا يستخدم العرب والمسلمون نفوذهم الاقتصادي في تحقيق هذا الهدف.
ونقول أخيرا: لا ينال الحاقدون من نبينا الكريم إلا رفع الله ذكره وأعلى مكانته فلا نحزن فهذا الرسول العظيم الذي بدأ دعوته وهو رجل واحد، أتباعه الآن يتجاوزون ربع البشرية والمستقبل للإسلام والمستقبل لدين الإسلام والمستقبل لدين رسول الإسلام شاء من شاء وأبى من أبى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون) وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

خطيب جامع أم الخير بجدة

صالح محمد الجبري


5/11/1433هــ
المرفقات

استفزاز د...doc

استفزاز د...doc

المشاهدات 2138 | التعليقات 0