استغلال العشر الاخيرة من رمضان

رمزي حسان
1435/08/22 - 2014/06/20 14:27PM
ايام جميلة مرت ومضت انس المتعبدون بربهم انس الداعون بمناجاة مولاهم انس المعتكفون بخلواتهم مع ربهم انس اصحاب الحاجات برفع اكف الضراعه لرب الارض والسموات انس اصحاب الخطيئات برفع اكفهم لغافر الزلات انس المسبحون بربهم انس المستغفرون باستغفارهم انس المذنبون باعترافهم بذنوبهم انس البكاؤن بمناجاة من يخافون منه انس الصائمون بالامتناع عن الطعام والشراب طاعة لمولاهم انس المعتكفون بالقران في الخلوت انس المحتبسون لله بالدعوات انس المحتسبون لله بترك الاهل والزوجات انس المحبوسون في بيوت الله بالذ الدمعات انس المستانسون بالله في خلواتهم كم ذرفوا من دموع وكم صلوا وقاموا بخشوع فيالله احقا قرب وداع تلك اللحظات الجميلة والساعات الرائعه احقا سنودع شهر الصيام احقا سنودع شهر القيام احقا قرب رحيل رمضان
( لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا ... وقمت أشكو إلى مولاي ما أجد )

( وقلت يا عدتي في كل نائبة ... ومن عليه لكشف الضر أعتمد )
( أشكو إليك أمورا أنت تعلمها ... مالي على حملها صبر ولا جلد )
( وقد مددت يدي بالضر مبتهلا ... إليك يا خير من مدت إليه يد )
( فلا تردنها يا رب خائبة ... فبحر جودك يروي كل من يرد
سلام من الرحمن كل أوان على خير شهر قد مضى و زمان
سلام على شهر الصيام فإنه أمان من الرحمن كل أمان
لئن فنيت أيامك الغر بغتة فما الحزن من قلبي عليك بفان
حسره ...حسره...حسره...على كل محروم
لقد ذهبت أيامه و ما أطعتم.

و كتبت عليكم فيه آثامه و ما أضعتم.
و كأنكم بالمشمرين و قد وصلوا و انقطعتم.
أترى ما هذا التوبيخ لكم؟
أو ما سمعتم قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن؟ و من ألم فراقه تئن؟
كيف لا تجرى للمؤمن على فراقه دموع؟ و هو لا يدري هل بقي له في عمره إليه رجوع.
تذكر أياماً مضت و ليالياً خلت فجرت من ذكرهن دموع
أين قلق المتهجدين في أسحاره؟
فكيف حال من خسر في أيامه و لياليه؟
ماذا ينفع المفرط فيه بكاؤه و قد عظمت فيه مصيبته و جل عزاؤه؟
كم نصحت المسكين فما قبلت النصح؟
كم دعىت إلى المصالحة فما أجبت إلى الصلح؟
كم شاهد الواصلين فيه و هو متباعد؟
كم مرت بك زمر السائرين و هو قاعد؟
كم رايت القائمين يصون وانت راقد؟
كم رايت من مصل ومن خاشع وساجد؟
حتى إذا ضاع الوقت و خاف المقت ندم على التفريط حين لا ينفع الندم.

و طلب الاستدراك في وقت العدم.
دموع المحبين تدفق.
قلوبهم من ألم الفراق تشقق.
عسى وقفة للوداع تطفي من نار الشوق ما أحرق.
عسى توبة ساعة و إقلاع ترفوا من الصيام ما تخرق.
عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق.
عسى أسير الأوزار يطلق.
عسى من استوجب النار يعتق.
لا شك أن شهر رمضان أفضل الشهور، فقد رفع الله قدره و شرفه على غيره، و جعله موسماً للخيرات، و جعل صيامه و قيامه سبباً لمغفرة الذنوب و عتق الرقاب من النار.
فتح فيه أبوابه للطالبين، و رغب في ثوابه المتقين.
فالظافر من اغتنم أوقاته، و استغل ساعاته، و الخاسر من فرط في أيامه حتى فاته.
شهر الإفاضات و النفحات.
شهر إعتاق الرقاب الموبقات.
ترفع فيه الدرجات، و تقال فيه العثرات، و تسكب فيه العبرات، فبعده تنقطع هذه الحسنات.
فمن قبله الله فهو من أهل الكرامات و أعالي الدرجات في نعيم الجنات، و من رُدَّ عليه عمله فهو من أهل الحسرات لما فاته من الخيرات.
فلا أوحش الله منك يا شهر الصيام و القيام.
و لا أوحش الله منك يا شهر التجاوز عن الذنوب العظام.
و لا أوحش الله منك يا شهر التراويح.
و لا أوحش الله منك يا شهر الذكر و التسبيح.
و لا أوحش الله منك يا شهر المصابيح.
و لا أوحش الله منك يا شهر التجارات المرابيح.
و لا أوحش الله منك يا شهراً يترك فيه كل قبيح.
فيا ليت شعري من المقبول منا فنهنيه، و من المردود منا فنعزيه.
فيا أيها المقبول هنيئاً لك، و يا أيها المردود جبر الله مصيبتك.
(وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)
(وبالاسحار هم يستغفرون وفي اموالهم حق للسائل والمحروم)

حق لك ان تبكي يامن لم تقم ليلة واحد وعشرين
حق لك ان تعزى يامن ذهبت السوق ليلة ثلاث وعشرين
حق لك ان تتحسر يامن جلست امام التلفاز ليلة خمس وعشرين
والليلة ليلة سبعة وعشرين فاين مسمرك ومجلسك هلم الى موائد الرحمن هلم الى التوبة فربما تنزل الملائكة اللية الى الفجر اتريد ان تنزل الملائكة وانت امام التلفاز اتريد ان تنزل الملائكة وانت في السوق اتريد ان تنزل الملائكة وتسجل معاكسة للبنات في الشوارع هلموا جميعا الى الله يامن ينتظر الموت في كل لحظه تعال الى الله اعلن توبتك واوبتك وابداء صفحة مع الله مع السعاده
تمتع بدموع المحبين تمتع بحنين الخائفين ووجل المعترفين
وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102)

اجعل رمضان فرصة للتغيير الى الافضل الى العهد الجديد والميلاد الثاني لك ايها المقبل الى الله
ايها المؤمنون عباد الله
ماذا بعد رمضان
هل تستمر تلك الركعات والسجدات والقيام والصيام ام بعد ان ينتهي رمضان تخلس الايمان خلسا والعياذ بالله
ياايها المعتكف المحتبس لله واصل مسامراتك مع ربك
ايها المتهجد واصل تهجدك ولاتهجع
ايها الصائم حافظ على روح الصيام
واليكم ايها المؤمنون الصالحون المصلون الخاشعون المتهجدون الراكعون الساجد ويوثر عن علي رضي الله عنه:"كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل ألم تسمعوا الله عز وجل يقول "إنما يتقبل الله من المتقين" (المائدة /27).
خرج عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في يوم عيد الفطر فقال في خطبته: أيُّها الناس صُمتمْ للهِ ثلاثينَ يوماً ، وقُمتمْ ثلاثينَ ليلةً ، وخرجتم اليوم تطلبون من الله أنْ يَتَقبَّلَ منكم ما كان ! .
وكان بعضُ السلفِ يَظْهَرُ عليه الحزنُ يومَ عيدِ الفطرِ ، فيُقَالَ له : إنَّه يومُ فرحٍ وسرور ، فيقول : صَدَقْتُمْ ؛ ولكني عبدٌ أمرني مولاي أنْ أعملَ لَهُ عملاً ، فلا أَدْرِي أَيْقبَلُهُ مِنِّي أَمْ لا ؟.
غدا توفى النفوس ما كسبت * * * و يحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم * * * و إن أساءوا فبئس ما صنعوا
قال ابنُ رجب رحمه الله : لقد كان السلفُ رحمهم الله يَدْعُون الله ستةَ أشهرٍ أنْ يُبلّغهم شهرَ رمضان ، ثم يَدْعُون الله ستةَ أشهرٍ أنْ يَتقبَّله منهم .
عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ؛ أنَهَا قَالَتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحَبُّ إلى اللَّهِ ؟ قَالَ : أدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ . وَقَالَ : اكْلُفُوا مِنَ الأعمال مَا تُطِيقُونَ. أخرجه أحمد 6/176 والبخاري 8/122 و"مسلم" 2/189.
عن عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ:قَالَ لِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يَا عَبْدَ اللهِ ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ. ( متفق عليه ) .

اللهم وفقنا لاتمام رمضان وصيامه وقيامه وتقبله منا يارب العالمين اقول قولي هذا واستغفر الله .......


الخطبة الثانيه:
ايها المؤمنون عباد الله اذا خرج رمضان فحافظ على زرعك ارايت لو قلت لك ان زراعا زرع زلاعا جميلا وعتنى به فحرثه وسقاه وتعب من اجله ثم لما انتهى الموسم رجع الى زرعه وكسره واحرقه ماذا بربكم تقوقولون فيه اليس مجنونا ..
فكيف بك يامن صمت في رمضان وقم الليل وتهجدت وبكيت وخشع قلبك ودمعت عينك كيف بك اذا انسلخ رمضان.
ايها المؤمنون عباد الله :
ياتي هذا العيد ونحن نعيش هذه الازمات المتتابعة والفتن المهلكه فاتقوا الله فيها تحسس جارك المسكين واعطف على ذلك اليتيم فان الاسعار ترتفع ومن التجار من لايخاف الله يريد ان يربح الضعف اذا كانت البضاعة عليه بالف لايرضى بالمئة ولا بالمئتين ولا بالخمسمئة ايها التجار اتقوا الله فينا اين الرحمة والشفقة والعطف كيف تريدون ممن عنده خمسة او سته اولاد ان يفعل من اين يوفر لهم ملبسهم ولحم عيدهم اترضى ان ياتي العيد وانت فرح مسرور لبست احسن الثياب وتعطرت باجمل العطور وتبتخرترت بين الناس متفاخرا بلبسك وجارك واخوك وصاحبك يتلوى من الهم كلما راى ابناءه قالوا له بابا اين ثياب العيد ايها التجار ان رفع الاسعار فوق المعقول حرام حرام لاتظن انها شطارة لاتظن انها تجارة لاتظن انك تستغل حاجة الناس وازماتهم اتق الله فكم من محتاج لاينام الليل مهموما مغموما وكم من مستدين ياتيه العيد وشبح الدين بين عينيه .
فايها التاجر رفقا بالناس يرفق الله بك ارخص الاسعار وكن لطيفا في تعاملك يرزقك الله من حيث لاتحتسب
وانتم ايها الناس تكاتفوا بينكم ايها الجيران تحسسوا جيرانكم فقد قال عليه الصلاة والسلام والله لايؤمن والله لايؤمن من بات شبعان وجاره جائع ..
تحسس اليتيم والارملة ادفع اليهم زكاتك وصدقتك فان الناس في بلاء اسال الله ان يكشف مابنا
ياتي عليكم العيد واخوانكم المزارعون يكابدون ازمة الديزل صرف الله شرها وانتقم الله ممن تسبب فيها ان اخوانكم قد ضاقت معيشتهم وتعطلت اعمالهم ومصالحهم فان لمستم حاجة احدهم فاياك ان يسبقك الى جنة الله احد فابذل مابوسعك ولاتنتظر جزاء ولاشكورا
ياتي عليكم العيد والامة الاسلامية تضمد جراحها في العراق وافغانستان والصومال وافريقيا
ياتي عليكم العيد واهل الصومال يموتون من الجوع وهم اخوان لكم اصابهم مجاعة وفاقة وحاجة فاذا دعيتم الى الصدقة فانفقوا بسخاء فا نكم تتعاملون مع رب الارض والسماء

المشاهدات 1525 | التعليقات 0