استعمال الوسائل الحديثة في خطبة الجمعة
أبو عبد الرحمن
[glint]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/glint]
استعمال التكنولوجيا في «خُطبة الجمعة»
هذه الفكرة لاقت انقساماً بين الفقهاء والعلماء، فمنهم من رأى أن استعمال تلك الوسائل لا يتعارض مع مبادئ الإسلام وتعاليمه، وليس هناك مانع شرعاً من استعمالها، غير أن فريقاً آخر رأى أن هذه الفكرة غريبة عن منهج الإسلام، ولا يقبلها خاصة في مجال العبادات.
بينما أصر المانعون على عدم الجواز، مؤكدين أن الخُطبة لها آداب لا يمكن الخروج عنها، مقترحين أن تظل الخطبة على وضعها، وأن تتم الاستفادة من تلك الوسائل فيما يسمى بـ«الدرس» بعد الصلاة.
أدلة المانعين :
وقد استند المانعون لفكرة استعمال الوسائل الحديثة في خطبة الجمعة إلى عدد من الأدلة، من أهمها:
أن استعمال مثل هذه الوسائل يتنافى مع الخشوع في الصلاة، كما قال تعالى: (قّدً أّفًلّحّ پًمٍؤًمٌنٍونّ (1)الَّذٌينّ هٍمً فٌي صّلاتٌهٌمً خّاشٌعٍونّ (2))(المؤمنون)، ويبني على ذلك الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن هذه الوسيلة ضررها أكبر من نفعها؛ لأن شاشات العرض تتنافى مع الخشوع في الصلاة؛ وهو من مقاصد الصلاة.
ويرى الدكتور محمد الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف المصري الأسبق؛ أن استعمال هذه الوسيلة نوع من الإسراف، وأن الأولى صرف الأموال إلى احتياجات المساجد كالفرش، والتنظيف، والإصلاح، والترميم، فهذا أهم ألف مرة من استخدام وسائل التكنولوجيا التي قد تجعل قبول صلاة الناس في خطر.
كما استند المانعون إلى أن مثل هذه الأمور قد تحدث لغواً من خلال توجيه بعض الأسئلة للإمام أثناء الشرح، وقد جاء في السنة أن من لغا فلا صلاة له حتى لو كان يقول لمن بجواره «صهٍ» (وهي كلمة صغيرة)، فما بالنا بمن يدخل في حوار مع الإمام، وقد يحدث خلاف، أو حتى مشادة بين الخطيب وبعض المصلين ولا نضمن رد فعل البعض أثناء الاختلاف؛ مما قد يؤدي إلى إثارة الفتنة التي ينبغي إبعادها عن المساجد على وجه الخصوص؛ ولهذا فإن من يدعو إلى ذلك ينطبق عليه قوله تعالى يّدًعٍو لّمّن ضّرٍَهٍ أّقًرّبٍ مٌن نَّفًعٌهٌ لّبٌئًسّ الًمّوًلّى وّلّبٌئًسّ العّشٌيرٍ) (13الحج).
وإذا كان هذا الاقتراح قد وجد رفضاً من بعض العلماء، فإنه قد لاقى قبولاً وتشجيعاً من عدد من الفقهاء، ورأوا أنه مباح شرعاً، ومنهم الدكتور محمد المختار المهدي عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد الله سمك رئيس قسم الأديان بكلية الدعوة جامعة الأزهر، والدكتور محمد فؤاد البرازي رئيس الرابطة الإسلامية في الدنمارك.
أدلة المجيزين :
واستند المبيحون لاستخدام الوسائل الحديثة في خطبة الجمعة إلى عدد من الأدلة، أهمها: أنه ليست هناك مخالفة شرعية في استخدام تلك الوسائل، وأن خطبة الجمعة كلام شفوي يوجهه الخطيب إلى مستمعيه؛ بهدف استمالتهم والتأثير فيهم وحملهم على ما يراد منهم من العلم والمعرفة، ومن حقه استخدام الوسائل التي يراها تحقق له هذا الهدف، منها الوسائل التكنولوجية، مثل الكمبيوتر وشاشات العرض؛ لأنه لا يوجد شرعاً ما يدل على النهي عن استخدام تلك الوسائل الحديثة.
كما استندوا إلى أن الأصل في الأمور الإباحة ما لم يرد نص بالتحريم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم في الخطابة كان يصور الكلمات بشكل مجسم ومؤثر؛ من التغيير في صوته، ومن الخفض والرفع، واستفهاماته، واستفساراته، واستخدام الصور البيانية المؤثرة؛ بل إنه كان يصحب معه عصاه يتكئ عليها ويمسك بها، وربما أشار بها، وكان في صلاة الاستسقاء يحول ثيابه يميناً ويساراً حتى تبدو الكلمة كأنها إنسان يتحرك أمام الناس.
كما يستندون إلى أن استعمال تلك الوسائل من البدع الحسنة، ودلالة على مرونة الشريعة التي تصلح لكل زمان ومكان، وأن أتباعه لا يعيشون بمعزل عن عصرهم. وأن استعمال تلك الوسائل يدعم خطبة الجمعة، وقد قرر الفقهاء أن الوسائل تأخذ حكم المقاصد، وأننا لسنا محصورين في وسائل بعينها.
كما أن هناك من المجتمعات ما يتناسب معها تلك الوسائل الحديثة، وأنها تؤثر أكثر مما يؤثر فيها الكلام المعتاد، وكل هذا مع الالتزام بآداب المسجد.
استخدامها في الدروس :
ومن العلماء من أجاز استعمال الوسائل الحديثة في الدروس وفي القضايا التي تحتاج لهذا فقط، والتي يكون فيها حماية للأمة من الأمراض الجسدية، والنفسية، والاجتماعية الخطيرة، مثل الإيدز، والاكتئاب، والانتحار، والإدمان، وغيرها، وأن تقسم الخطبة إلى جزأين، جزء اعتيادي، وجزء للشرح والإيضاح، وأن يقسم الخطيب خطبته إلى جزأين: الأول شرعي، ويتم تناوله في الخطبة التي يمكن أن تكون في حدود ربع ساعة، ثم يتم تناول الموضوع من الناحية العلمية في الدرس الذي يمكن أن يأخذ فيه الإمام والمصلون واقتاً واسعاً في الحوار، دون أن يكون هناك أي مأخذ شرعي.. وللعلم، فإن الخطيب الذي يستخدم وسائل العرض الإلكترونية ينبغي أن يكون الحديث في اتجاه واحد، ولا يتم الاستماع إلى آراء أو أسئلة المصلين إلا في أضيق الحدود وبصفة استثنائية.، وهو ما مال إليه الدكتور محمد المختار المهدي الأستاذ بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر.
صحة الصلاة :
وإذا كان عدد من الفقهاء يمنع استعمال تلك الوسيلة، فإنهم يرون صحة الصلاة معها، كما يذهب لذلك الدكتور صبري عبد الرؤوف وغيره.
وفي ظني أنه يمكن الإفادة من تلك الوسائل الحديثة على وجه يحفظ طريقة خطبة الجمعة التي سارت عليها الأمة، فيكون الإفادة من خلال النقل، بحيث يمكن أن تكون هناك شاشات عرض لمن لا يرى الإمام، وخاصة في بعض المساجد التي لا يمكن لكل الناس أن ترى الإمام يخطب، بحكم أن الرؤية لها أثر، أما استعمال بعض أدوات الشرح والإيضاح، فهي أكثر قبولاً في الدروس حتى تكون هناك مساحة من التجاوب بين الإمام والمأمومين، وأن يفسح المجال لمن يريد الاستفسار، وأن تبقى خطبة الجمعة كما كانت السنة على عهد رسول الله إلى يومنا.
http://quran.maktoob.com/vb/quran54957/
[glint]
[/glint]
[glint]
[/glint]
[/align][/cell][/table1][/align]
المشاهدات 13004 | التعليقات 10
[ALIGN=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('https://khutabaa.com/wp-content/uploads/site_imgs/vb_backgrounds/51.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
[glint]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/glint]
بين الإجازة والرفض
(اللاب توب) و(البروجكتور) وشاشات العرض الكبيرة.. في صلاة الجمعة!
http://www.al-jazirah.com.sa/2008jaz/dec/26/is10.htm
[glint]و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/glint]
[/align][/cell][/table1][/align]
السؤال: هل يوجد مانع شرعي من استخدام وسائل الإيضاح المرئية ، والإلكترونية ، كشاشات التلفاز ، أو " البروجكترات " ، كأداة مساعدة للخطيب في خطبة الجمعة ، من غير أن يصدر منها أي صوت يقطع صوت الخطيب ؟ فالهدف من خطبة الجمعة هو تذكير الناس ، ووعظهم ، وتعليمهم ، والتواصل معهم في أمور دينهم ، وأمور حياتهم اليومية ، والنابعة من بيئتهم ومجتمعهم ، وأن مثل هذه الوسائل تساعد علي إيصال الخطبة بشكل أكثر فعالية للمصلين ، وجذبهم للب الموضوع ، مع مراعاة جميع النواحي الشرعية في الوسيلة التوضيحية ، فمكبرات الصوت ساعدت على إيصال صوت الخطيب إلى عدد كبير من الناس ، فهي أداة سمعية مساعدة ، وبالمثل : فالشاشات ، والبروجكترات هي أدوات بصرية مساعدة ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير التواصل مع أصحابه بإشارات من يديه الكريمتين لتقريب الفكرة بصريّاً ، فساعة نراه عليه الصلاة والسلام يقرب بين السبابة والوسطى ، وساعة نراه عليه الصلاة والسلام يرسم ثلاث خطوط على الأرض يحدد فيها الإنسان وأجله وأمله كما جاء في " مسلم " ، فهي أمور بسيطة في ذلك الزمن ، ولكنها تساعد على إيضاح فكرة ما ، أو تقريب الصورة إلى أذهان المستمعين . فأرجو من فضيلتكم الرد على سؤالي
الحمد لله
أولاً:
مخطئ من يظن أن الإسلام يتعارض في أحكامه مع " التطور " التقني ، والاختراعات الحديثة ، وما استعمال الإنترنت ، والقنوات الفضائية ، وأدوات الاتصال الحديثة إلا أدلة يسيرة على صدق هذا القول ، لكن ذلك مشروط بموافقته للشرع ، وعدم وجود محاذير ، أو آثار سلبية .
والذي نراه أن استعمال " البروجكتر " في خطبة الجمعة لا يتوافق مع الشرع ؛ لأسباب :
1. أن خطبة الجمعة لها هيبتها ، ومنزلتها التي سماها الله تعالى في كتابه " ذكر الله " ، فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) الجمعة/ 9 .
وإن استعمال جهاز العرض ذاك يقلل هيبتها ، أو يُذهبه ، ولا يتناسب مع كون الخطبة ذِكراً لله تعالى .
2. أن السنَّة في خطبة الجمعة أنها تكون قصيرة ، ومن شأن استعمال جهاز العرض فيها أن يطوِّلها ، وهو مخالف للهدي النبوي .
قَالَ أَبُو وَائِلٍ : خَطَبَنَا عَمَّارٌ – أي : ابن ياسر - فَأَوْجَزَ ، وَأَبْلَغَ ، فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا : يَا أَبَا الْيَقْظَانِ لَقَدْ أَبْلَغْتَ وَأَوْجَزْتَ فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ – أي : أطلتَ - ، فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ ، فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ ، وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ ، وَإِنَّ مِنْ الْبَيَانِ سِحْراً ) .
رواه مسلم ( 869 ) . وانظر جواب السؤال رقم (122701 ) .
3. أن من شأن ذلك الاستعمال أن يكون لأناس دون آخرين ، ومن شأنه أن يحرم طائفة من المصلين ، كالنساء ، أو من يجلسون في مكان لا يمكنهم فيه المشاهدة ، من هذا العرض ، الذي سيكون ـ في هذه الحالة ـ جزءا من الخطبة ، متمما لكلام الخطيب !!
4. وإن من شأن استعمال جهاز العرض ذاك أن تُطفأ الأنوار ! وأن تشغل أنوار جهاز العرض ، وهو ما سيتسبب في حركة بعض المصلين الحاضرين في الإطفاء ، والتشغيل ، وإشغالهم بطريقة العرض ، والصور المعروضة ، أو الصوت الخارج منها ، وهو ما يتنافى مع أحكام الجمعة ، وقد حرَّم النبي صلى عليه وسلم مسَّ الحصى أثناء الخطبة ، وجعل من فعل ذلك متعمداً أنه يُحرم من أجر الجمعة ، بل حرم العبث بالحصى الذي يكون ـ عادة ـ في أرض المسجد : ( وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا ) رواه مسلم (857) من حديث أبي هريرة .
فالذي نراه : هو عدم جواز استعمال جهاز العرض الضوئي في خطبة الجمعة ، وأما في الدروس والمواعظ والمحاضرات : فالأمر فيه واسع ، ولا حرج في استعماله .
والله أعلم
السلام عليكم
عندي اقتراح وهو أن ينقل هذا الموضوع إلى ملتقى الخطباء لكي يطرح الخطباء فيها آراءهم لأن أكثر دخولهم ومشاركاتهم تكون في ملتقى الخطباء.
وبالنسبة لك يا أبا عبد الرحمن عندي لك اقتراح خاص بك والأمر لك: وهو إن كنت من الخطباء فإني أرى أن تشارك باسمك الصريح لكي تستطيع أن تطرح مثل هذه المواضيع في ملتقى الخطباء لما سبق.
وشكرا لك على مشاركاتك القيمة.
:confused:[align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('https://khutabaa.com/wp-content/uploads/site_imgs/vb_backgrounds/17.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
شكرا لمشاركتكم وقولكم بارك الله فيكم في الرابط ("نحن كما نعلم أن أغلب الخطباء في الأمة اليوم عاديون وتأثيرهم غير كبير" ومن هنا يرى أن مثل هذه الوسائل مفيدة وجيدة وتساعد على تحقيق الغرض إذا كان لا يستخدمها الإمام بمعنى أنها, أي هذه الوسائل, تعمل بتلقائية أي دون تدخل مباشر لتشغيلها من الخطيب، أو أي شخص مكلف بالصلاة والإنصات, لأن هؤلاء واجب عليهم الإنصات وعدم مس أي شيء كما في الحديث الصحيح "من مس الحصى فقد لغى". )
تعلمون أن حكم المنع من مس الحصى ونحوه والإنصات خاص بالمأموم ، وقد يقترح تسهيلا على الأئمة وخروجا من تحفظ البعض أن يطلب من المخترعين المسلمين أو الموردين والوكلاء النظر في إيجاد جهاز تلقائي .
المخترعات موجودة ولا نحتاج في هذا الباب إلى مخترعين ...
قبل بداية الخطبة يشغل العرض من خلال برنامج البوربوينت أو الفلاش.
وكلها فيما أعلم يمكن جعلها تعرض تلقائياً بأوقات للصفحات والشرائح يمكن تحديدها مسبقاً .
ما أحرانا أن نستحضر دائمًا أن لخطبة الجمعة هيبتها ومنزلتها ، وألا نستعجل إدخال جديد فيها ما لم يعط العلماء الراسخون فيه رأيًا واضحًا ، فهي عبادة ، والأصل فيها التوقيف .
وفي رأيي أن ثمة فرقًا بين مكبر الصوت وما أشير إليه من هذه الأدوات البراقة ، مما يجعل قياسها عليه قياسًا مع الفارق .
أما وضع الشاشات في الأماكن التي لا يُرى فيها الخطيب فأظنه أسهل بكثير من أدوات العرض التي قد لا يحتاج إليها ، وقد يكون فيه مصلحة عند رؤية الخطيب التي لأجلها وضع المنبر .
ومع ما ذكرتُ من رأي لست فيه بِمُفتٍ ، فالأمر يحتاج إلى دراسة متأنية من المجامع الفقهية المتخصصة ولجان الإفتاء المعتمدة .
وأما طرحه للعقول والآراء المجردة فباب لا يغلق .
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدًا .
مخالفة للسنة وتشويش للمصلّين
عبدالله المهنا
لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .
( مالك بن أنس )
تعديل التعليق