استثمار الإجازة وإضاعتها
عبدالله بن جابر الزهراني
1433/07/18 - 2012/06/08 03:30AM
استغلال الإجازة وإضاعتها:
الخطبة الأولى:
بدأت الإجازة الصيفية وبدأ الناس يتهيئون لملأ أوقاتهم وإليكم مثالان لأسرتين يمثلان طريقة الناس في استقبالهم لهذه الإجازة ولكم المقارنة بينهما :
الأسرة الأولى: يفكر الأب كيف يشغل أوقات أولاده فيما يعود عليهم بالفائدة والنفع، فنظم وقته وأوقات أولاده فسجل أولاده في حلقات القرآن، وبحث عن بعض الدورات المفيدة لبعض أولاده الكبار لتنمية مواهبهم وأفكارهم، وبعض الأنشطة الرياضية، وراقب أولاده وحرص على حفظهم من رفقاء السوء وخلطاء الشوارع، وفي جزء من الإجازة سافر لأداء العمرة وزيارة المسجد النبوي ثم توجه لزيارة والديه وأقاربه وصلة أرحامه ثم مر على بعض الأماكن الترفيهية فنفس عن نفسه وأهله ومضت الإجازة والأسرة في محافظة على صلاتها ودينها واستغلال لوقتها فنعم الأسرة هذه الأسرة، وهنيئا لمن قطع ليله ونهاره في رضا ربه ومولاه، وحفظ نفسه وأهله من الفتن وربى أولاده على مكارم الأخلاق وعلى حفظ أوقاتهم.
أما الأسرة الثانية فبمجرد دخول الإجازة انقلب الليل نهاراً والنهار ليلاً نوم إلى الليل ثم سهر إلى الضحى، نوم عن الصلوات وسهر على الفضائيات والمواقع المشبوهة ، أوقات الأولاد ما بين رفقة الشوارع والمقاهي ووسائل الانحراف ، وأوقات البنات في الأسواق والحفلات، والأب في غفلة وانشغال بالدنيا وسهر مع خلطاء المقاهي وسراق الوقت، ثم بعد الملل من هذا الحال أرادوا التجديد فسافرت الأسرة إلى إحدى دول الكفر، فتغيرت الفطرة وانتكست ، وتمنى الأولاد لو أنهم يعيشون بين أظهر الكفار ليمارسوا شهواتهم المحرمة، وانبهروا ببريق الانفلات والحياة البهيمية التي لا يحكمها شرع ولا خلق، ثم رجعت الأسرة مكملة برنامجها الضائع حتى انتهت الإجازة التي تعطلت فيها الفرائض وقراءة العلم والقرآن وأهدرت فيها الأوقات والأموال.
أيها المسلمون:
إن الله جل وعلا لم يخلقنا للعب واللهو، وإضاعة الأوقات ، بل خلقنا لحكمة عظيمة يقول الله جل وعلا: (وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين، ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون)، خلقنا الله لعبادته وتوحيده قال جل وعلا: (وما خلقت الجن والإنس ...) وقال سبحانه: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) (أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ...)، وأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعبادته وجعل الغاية والنهاية التي يتوقف فيها عن العبادة هي الموت والرحيل فقال سبحانه (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)، ولما عرف سلفنا الحكمة من خلقهم عمروا أوقاتهم بطاعة الله والتقرب إليه، وعرفوا قيمة الوقت فسخروه في طاعة الله، كانوا يتمنون وقت فراغ ليعمروا ذلك الوقت بطاعة الله، وكانوا يتحسرون على الأوقات التي تذهب من غير فائدة يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت فيه شمسه فنقص أجلي ولم يزدد فيه عملي) ويقول أبو الدرداء رضي الله عنه: يا ابن آدم إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى منك بعضك، كانوا يشغلون أنفسهم بالحق والخير قبل أن تشغلهم بالباطل والشر، يقول الإمام الشافعي رحمه الله: نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلت بالمعصية. ولما سهلت أسباب المعيشة وكثرت النعم علينا وأصبح المال متوفرا بأيدينا بدأنا نبحث عما نرفه به عن أنفسنا وبحثنا عن الوسائل التي تقطع الوقت بدون شعور به، ناسين أن هذا الوقت والفراغ هو نعمة سوف نسأل عنها كما نسأل عن كل النعم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نعمتان مغبون فيها كثير من الناس: الصحة والفراغ)) فقد يكون الإنسان صحيحا، ولا يكون متفرغا, لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا، فإذا اجتمعا ـ الصحة والفراغ ـ فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون، وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة، وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة، فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبون، ومن استعملها في معصية الله فهو المغبون، لأن الفراغ يعقبه الشغل، والصحة يعقبها السقم، فحصول الفراغ وكمال الصحة للعبد نعمة عظيمة، قل في الناس من يدركها ويستشعر فضلها، ليستثمرها فيما يعود عليه بالنفع في الأولى والآخرة.
معاشر المسلمين: إن الإجازة فرصة عظيمة لأداء بعض الطاعات التي لا يتمكن الإنسان من فعلها في وقت العمل، فمن تلك الطاعات صلة الرحم والأقارب من الوالدين والإخوان والأخوات فصلة الرحم عبادة عظيمة، وقطعها كبيرة من الكبائر، كم نحن مقصرون في حق الوالدين أفليست الإجازة فرصة للقرب منهم والتودد إليهم؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يبسط له في رزقه و ينسأ له في أثره فليصل رحمه).
الإجازة فرصة عظيمة لأداء فريضة العمرة، فما أقرب هذه البلاد من بلد الله الحرام ، وما أكثر الناس الذين لا يعرفون الحرم ولا يعرفون العمرة ، وما أكثر الناس الذين يأتون من أبعد بلاد الدنيا إلى هذا البلد ويدفعون الأموال الكثيرة لأداء العمرة ورؤية بيت الله الحرام، فقربنا من مكة والمدينة النبوية نعمة يغبطنا عليها كثير من المسلمين.
أيها الأب: الإجازة فرصة عظيمة لكي تملأ وقت فراغ أولادك وعائلتك بالبرامج النافعة الهادفة، فحلقات القرآن منتشرة في المساجد ودور التحفيظ النسائية في كل الأحياء ولله الحمد، ولم يبق إلا أن تصطحب ابنك وتحثه على الاشتراك في هذه الحلقات والدور القرآنية المباركة التي تحفظ أوقات الأبناء وتحتضنهم في جو إيماني وتحت إشراف معلمين فضلاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
الإجازة فرصة لتنمية مواهب الأبناء بإشراكهم في دورات علمية أو رياضية أو مراكز صيفية، تنمي مواهبهم وتفرغ طاقاتهم فيما يعود عليهم بالفائدة.
لا تنس أن يكون لك في حياتك اليومية ورد من كتاب ربك ترطب به لسانك، وتلين به فؤادك، وتزيد به حياتك إيمانا وتقوى. وأن تقرأ ما يعود عليك بالفائدة في الدنيا والآخرة
عباد الله: الإجازة فرصة للسير في الأرض والتفكر في عجيب خلق الله، والنظر في أحوال الناس والترويح عن النفس والتمتع بالأجواء الممتعة، وما أكثر الأماكن المحافظة التي يستطيع الإنسان أن يتنزه فيها بعيداً عما يكدر الأخلاق والفطر في هذه البلاد المباركة أو في بلاد المسلمين المحافظة، يقول الله جل وعلا: (إن في خلق السموات والأرض..) .
ماذا جنى أرباب السفر إلى بلاد الكفار أو بلاد الفسق والمجون إلا ضياع الدين وضعف الغيرة والحياء والجرأة على معصية الخالق سبحانه وكسب السيئات والخطايا وهدر الأموال وتبذير الثروات؟! كم هي الأسر التي تسافر فتشاهد المعاصي والفجور فيزينها الشيطان في أعينهم ، وتتنكر أنفسهم للحياء والحشمة والطهر والعفاف، وكم هي الأموال والأوقات التي تصرف وتهدر على غير فائدة ، يقول الله جل وعلا: (يا أيها الذين آمنوا قوا ...)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
أيها المسلمون: إن من الكبائر التي يغفل عنها كثير من الناس في الإجازة، النوم عن الصلوات وتأخيرها عن وقتها وجمعها مع الصلوات الأخرى لغير عذر شرعي، والتفريط في بعض الصلوات ونسيانها والتشاغل عنها بالملهيات، ولقد توعد الله الذين يتساهلون في الصلاة ويؤخرونها عن وقتها فقال جل وعلا: (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) وقال جل وعلا: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً)، كم هي الملاعب التي نمر بجانبها ونرى أولادنا يلعبون فيها في أثناء وقت الصلاة، ولا ينكر أحد و لا يستشعر الأب مسؤوليته عن ابنه، هذا والله نذير شر، وإذا لم يفعل كل منا ما كلف به أثم الجميع، فإذا استخف الأبناء بالصلاة واستمرأ المجتمع ذلك المنكر فهو مؤذن بعذاب، فعليك أيها الأب مسؤولية مراقبة ولدك وأمره بالصلاة، وعلى من مر على من يلعب في وقت الصلاة أن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر حتى يقضى على هذا المنكر.
بارك الله لي ولكم في القرآن...
الخطبة الثانية:
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنكم مسؤولون عن نعمة الفراغ والصحة والمال يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ...) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل و هو يعظه : (اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك و صحتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك) وعن ابن عمر رضي الله عنهما: قال عن ابن عمر قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال : يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. فكان ابن عمر يقول: إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وخذ من صحتك لسقمك ومن حياتك لموتك. عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بادروا بالأعمال سبعا هل تنظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر
هذا وصلوا -رحمكم الله- على النبي الكريم والمرشد العظيم.
الخطبة الأولى:
بدأت الإجازة الصيفية وبدأ الناس يتهيئون لملأ أوقاتهم وإليكم مثالان لأسرتين يمثلان طريقة الناس في استقبالهم لهذه الإجازة ولكم المقارنة بينهما :
الأسرة الأولى: يفكر الأب كيف يشغل أوقات أولاده فيما يعود عليهم بالفائدة والنفع، فنظم وقته وأوقات أولاده فسجل أولاده في حلقات القرآن، وبحث عن بعض الدورات المفيدة لبعض أولاده الكبار لتنمية مواهبهم وأفكارهم، وبعض الأنشطة الرياضية، وراقب أولاده وحرص على حفظهم من رفقاء السوء وخلطاء الشوارع، وفي جزء من الإجازة سافر لأداء العمرة وزيارة المسجد النبوي ثم توجه لزيارة والديه وأقاربه وصلة أرحامه ثم مر على بعض الأماكن الترفيهية فنفس عن نفسه وأهله ومضت الإجازة والأسرة في محافظة على صلاتها ودينها واستغلال لوقتها فنعم الأسرة هذه الأسرة، وهنيئا لمن قطع ليله ونهاره في رضا ربه ومولاه، وحفظ نفسه وأهله من الفتن وربى أولاده على مكارم الأخلاق وعلى حفظ أوقاتهم.
أما الأسرة الثانية فبمجرد دخول الإجازة انقلب الليل نهاراً والنهار ليلاً نوم إلى الليل ثم سهر إلى الضحى، نوم عن الصلوات وسهر على الفضائيات والمواقع المشبوهة ، أوقات الأولاد ما بين رفقة الشوارع والمقاهي ووسائل الانحراف ، وأوقات البنات في الأسواق والحفلات، والأب في غفلة وانشغال بالدنيا وسهر مع خلطاء المقاهي وسراق الوقت، ثم بعد الملل من هذا الحال أرادوا التجديد فسافرت الأسرة إلى إحدى دول الكفر، فتغيرت الفطرة وانتكست ، وتمنى الأولاد لو أنهم يعيشون بين أظهر الكفار ليمارسوا شهواتهم المحرمة، وانبهروا ببريق الانفلات والحياة البهيمية التي لا يحكمها شرع ولا خلق، ثم رجعت الأسرة مكملة برنامجها الضائع حتى انتهت الإجازة التي تعطلت فيها الفرائض وقراءة العلم والقرآن وأهدرت فيها الأوقات والأموال.
أيها المسلمون:
إن الله جل وعلا لم يخلقنا للعب واللهو، وإضاعة الأوقات ، بل خلقنا لحكمة عظيمة يقول الله جل وعلا: (وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين، ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون)، خلقنا الله لعبادته وتوحيده قال جل وعلا: (وما خلقت الجن والإنس ...) وقال سبحانه: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) (أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ...)، وأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعبادته وجعل الغاية والنهاية التي يتوقف فيها عن العبادة هي الموت والرحيل فقال سبحانه (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)، ولما عرف سلفنا الحكمة من خلقهم عمروا أوقاتهم بطاعة الله والتقرب إليه، وعرفوا قيمة الوقت فسخروه في طاعة الله، كانوا يتمنون وقت فراغ ليعمروا ذلك الوقت بطاعة الله، وكانوا يتحسرون على الأوقات التي تذهب من غير فائدة يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت فيه شمسه فنقص أجلي ولم يزدد فيه عملي) ويقول أبو الدرداء رضي الله عنه: يا ابن آدم إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى منك بعضك، كانوا يشغلون أنفسهم بالحق والخير قبل أن تشغلهم بالباطل والشر، يقول الإمام الشافعي رحمه الله: نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلت بالمعصية. ولما سهلت أسباب المعيشة وكثرت النعم علينا وأصبح المال متوفرا بأيدينا بدأنا نبحث عما نرفه به عن أنفسنا وبحثنا عن الوسائل التي تقطع الوقت بدون شعور به، ناسين أن هذا الوقت والفراغ هو نعمة سوف نسأل عنها كما نسأل عن كل النعم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نعمتان مغبون فيها كثير من الناس: الصحة والفراغ)) فقد يكون الإنسان صحيحا، ولا يكون متفرغا, لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا، فإذا اجتمعا ـ الصحة والفراغ ـ فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون، وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة، وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة، فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبون، ومن استعملها في معصية الله فهو المغبون، لأن الفراغ يعقبه الشغل، والصحة يعقبها السقم، فحصول الفراغ وكمال الصحة للعبد نعمة عظيمة، قل في الناس من يدركها ويستشعر فضلها، ليستثمرها فيما يعود عليه بالنفع في الأولى والآخرة.
معاشر المسلمين: إن الإجازة فرصة عظيمة لأداء بعض الطاعات التي لا يتمكن الإنسان من فعلها في وقت العمل، فمن تلك الطاعات صلة الرحم والأقارب من الوالدين والإخوان والأخوات فصلة الرحم عبادة عظيمة، وقطعها كبيرة من الكبائر، كم نحن مقصرون في حق الوالدين أفليست الإجازة فرصة للقرب منهم والتودد إليهم؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يبسط له في رزقه و ينسأ له في أثره فليصل رحمه).
الإجازة فرصة عظيمة لأداء فريضة العمرة، فما أقرب هذه البلاد من بلد الله الحرام ، وما أكثر الناس الذين لا يعرفون الحرم ولا يعرفون العمرة ، وما أكثر الناس الذين يأتون من أبعد بلاد الدنيا إلى هذا البلد ويدفعون الأموال الكثيرة لأداء العمرة ورؤية بيت الله الحرام، فقربنا من مكة والمدينة النبوية نعمة يغبطنا عليها كثير من المسلمين.
أيها الأب: الإجازة فرصة عظيمة لكي تملأ وقت فراغ أولادك وعائلتك بالبرامج النافعة الهادفة، فحلقات القرآن منتشرة في المساجد ودور التحفيظ النسائية في كل الأحياء ولله الحمد، ولم يبق إلا أن تصطحب ابنك وتحثه على الاشتراك في هذه الحلقات والدور القرآنية المباركة التي تحفظ أوقات الأبناء وتحتضنهم في جو إيماني وتحت إشراف معلمين فضلاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
الإجازة فرصة لتنمية مواهب الأبناء بإشراكهم في دورات علمية أو رياضية أو مراكز صيفية، تنمي مواهبهم وتفرغ طاقاتهم فيما يعود عليهم بالفائدة.
لا تنس أن يكون لك في حياتك اليومية ورد من كتاب ربك ترطب به لسانك، وتلين به فؤادك، وتزيد به حياتك إيمانا وتقوى. وأن تقرأ ما يعود عليك بالفائدة في الدنيا والآخرة
عباد الله: الإجازة فرصة للسير في الأرض والتفكر في عجيب خلق الله، والنظر في أحوال الناس والترويح عن النفس والتمتع بالأجواء الممتعة، وما أكثر الأماكن المحافظة التي يستطيع الإنسان أن يتنزه فيها بعيداً عما يكدر الأخلاق والفطر في هذه البلاد المباركة أو في بلاد المسلمين المحافظة، يقول الله جل وعلا: (إن في خلق السموات والأرض..) .
ماذا جنى أرباب السفر إلى بلاد الكفار أو بلاد الفسق والمجون إلا ضياع الدين وضعف الغيرة والحياء والجرأة على معصية الخالق سبحانه وكسب السيئات والخطايا وهدر الأموال وتبذير الثروات؟! كم هي الأسر التي تسافر فتشاهد المعاصي والفجور فيزينها الشيطان في أعينهم ، وتتنكر أنفسهم للحياء والحشمة والطهر والعفاف، وكم هي الأموال والأوقات التي تصرف وتهدر على غير فائدة ، يقول الله جل وعلا: (يا أيها الذين آمنوا قوا ...)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
أيها المسلمون: إن من الكبائر التي يغفل عنها كثير من الناس في الإجازة، النوم عن الصلوات وتأخيرها عن وقتها وجمعها مع الصلوات الأخرى لغير عذر شرعي، والتفريط في بعض الصلوات ونسيانها والتشاغل عنها بالملهيات، ولقد توعد الله الذين يتساهلون في الصلاة ويؤخرونها عن وقتها فقال جل وعلا: (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) وقال جل وعلا: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً)، كم هي الملاعب التي نمر بجانبها ونرى أولادنا يلعبون فيها في أثناء وقت الصلاة، ولا ينكر أحد و لا يستشعر الأب مسؤوليته عن ابنه، هذا والله نذير شر، وإذا لم يفعل كل منا ما كلف به أثم الجميع، فإذا استخف الأبناء بالصلاة واستمرأ المجتمع ذلك المنكر فهو مؤذن بعذاب، فعليك أيها الأب مسؤولية مراقبة ولدك وأمره بالصلاة، وعلى من مر على من يلعب في وقت الصلاة أن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر حتى يقضى على هذا المنكر.
بارك الله لي ولكم في القرآن...
الخطبة الثانية:
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنكم مسؤولون عن نعمة الفراغ والصحة والمال يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ...) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل و هو يعظه : (اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك و صحتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك) وعن ابن عمر رضي الله عنهما: قال عن ابن عمر قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال : يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. فكان ابن عمر يقول: إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وخذ من صحتك لسقمك ومن حياتك لموتك. عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بادروا بالأعمال سبعا هل تنظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر
هذا وصلوا -رحمكم الله- على النبي الكريم والمرشد العظيم.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق