ازف الرحيل
ابو نايف الشامي
1432/09/25 - 2011/08/25 03:07AM
الْحَمْدُ لِلَّهِ؛ يُقَلِّبُ الْلَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَيُمْضِيَ الْشُّهُوْرَ وَالْأَعْوَام؛ لِتَعْلَمُوَا عَدَدَ الْسِّنِيْنَ وَالْحِسَابَ، نَحْمَدُهُ عَلَىَ مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ إِدْرَاكِ رَمَضَانَ، وَأَعَانَنَا فِيْهِ عَلَىَ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ،وَأَشْهَدُ أَلّا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ؛ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىَ كُلِّ شَئٍ قَدِيْرٌ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ تَعَالَىْ وَاشْكُرْهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ؛ بَعَثَهُ الْلَّهُ تَعَالَىْ رَسُوْلَا إِلَىَ الْنَّاسِ لِيُخْرِجَهُمْ مِنْ الْظُّلُمَاتِ الَىَّ الْنُّوْرِ فَبَلَّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ، وَأَدَّى أَمَانَتَهُ، وَنَصَحَ لِأُمَّتِهِ، فَجَزَاهُ الْلَّهُ عَنَّا وَعَنْ الْمُسْلِمِيْنَ خَيْرَ مَا جَزَىَ نَبِيّا عَنْ أُمَّتِهِ، وَصَلَّىَ الْلَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَهْلِ الْبِرِّ وَالْتُّقَىْ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَاقْتَفَى أَمَّا بَعْدُ
عِبَادَ الْلَّهِ أُوْصِيْكُمْ وَنَفْسِيْ بِتَقْوَى الْلَّهِ فَاتَّقُوا الْلَّهَ وَأَطِيْعُوْهُ (يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ اتَّقُوْا رَبَّكُمُ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالْا كَثِيْرَا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا الْلَّهَ الَّذِيْ تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ الْلَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْبَا)
إِخْوَة الْايْمَانِ مَا أَسْرَعَ مَا تَنْقَضِيَ الْلَّيَالِي وَالْأَيَّامِ، وَمَا أَعْجَلَ مَا تَنْصَرِمُ الْشُّهُوْرَ وَالْأَعْوَامِ، وَهَذِهِ سُنَّةُ الْحَيَاةِ. فَهَذَا، شَهْرُ رَمَضَانَ تَقَوَّضَتِ خِيَامَهُ، وَتَصَرَّمَتْ لَيَالِيْهِ وَأَيَّامُهُ، قَرُبَ رَحِيْلُهُ، وَأَزِفَ تَحْوِيْلُهُ، انْتَصَبَ مُوَدِّعا، وَسَارَ مُسَارِعَا، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ عَلَىَ مَا قَضَىَ وَأَبْرَمَ، وَلَهُ الْشُّكْرُ عَلَىَ مَا أَعْطَىَ وَأَنْعَمْ. كُنَّا بِالْأَمْسِ نَتَلَقَّى الْتَّهَانِيْ بِقُدُوْمِهِ، وَنَسْأَلُ الْلَّهَ بُلُوْغِهِ، وَالْيَوْمِ نَتَلَقَّى الْتَّعَازِي بِرَحِيْلِهِ، وَنَسْأَلُ الْلَّهَ قَبُوْلِهِ. فَهَا نَحْنُ الْيَوْمَ فِيْ آَخِرِ جُمُعَةٍ مِنْ هَذَا الْشَّهْرِ الْعَظِيْمِ فَاسْتَدْرِكُوْا رَحِمَكُمُ الْلَّهُ بَقِيَّتَهُ بِالْمُسْارَعَةِ إِلَىَ الْمَكَارِمِ وَالْخَيْرَات وَاغْتِنَامِ الْفَضَائِلِ وَالْقُرُبَاتِ، وَمَنْ أَحْسَنَ فَعَلَيْهِ بِالْتَّمَامِ، وَمَنْ فَرَّطَ فَلْيَخْتِمْ بِالْحُسْنَى فَالَعَمَلُ بَالْخِتَامِ قَالَ تَعَالَىْ{ لِلَّذِيْنَ أَحْسَنُوْا الْحُسْنَىَ وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوْهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيْهَا خَالِدُونَ} أَلَا فَمَا أَجْمَلَ أَنْ نُوَدِّعَ رَمَضَانَ بِالْأَعْمَالِ الْصَّالِحَةِ وَالْعَزْمُ عَلَىَ الْإِسْتِقَامَةِِ عَلَىَ الطَّاعَاتِ وَ بِكَثْرَةِ دُعَاءِ الْمَوْلَىْ جَلَّ وَعَلَّا بِأَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا صِيَامَه وَقِيَامَه وَسَائِرَ الْعِبَادَاتِ وَالْطَّاعَاتِ فْقَد وَصَفَ الْلَّهُ حَالَ عِبَادهِ الْمُؤْمِنِيْنَ بَعْدَ الْقِيَامِ بِالْعِبَادَاتِ وَالْطَّاعَاتِ بِأَنَّهُمْ{ يُؤْتُوْنَ مَا آَتَوْا وَقُلُوْبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىَ رَبِّهِمْ رَاجِعُوْنَ } أَيْ يَخَافُوْنَ أَنْ تُرَدَّ أَعْمَالَهُمْ مِنْ صِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَصَدَقَةٍ وَلَا تُقْبَلُ مِنْهُمْ فَهَلْ شَغَلَِكَ هَذَا الْهَاجِسُ يَا عَبْدَ الْلَّهِ وَأَنْتَ تُوَدّعُ شَهْرَ رَمَضَانَ قَالَ عَلِيُ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ : " كُوْنُوْا لِقَبُوْلِ الْعَمَلِ أَشَدُّ اهْتِمَامَا مِنْكُمْ بِالْعَمَلِ ، أَلَمْ تَسْمَعُوْا إِلَىَ قَوْلِ الْحَقِّ عَزَ وَجَلَّ : { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الْلَّهُ مِنَ الْمُتَّقِيْنَ }أَوْرَدَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ عَنِ عَلَيَّ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُنَادِيْ فِيْ آَخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ " يَالَيْتَ شِعْرِيَ مِنْ الْمَقْبُوْلِ مِنَّا فَنُهَنِّيهِ وَمَنْ الْمَحْرُوْمِ فَنُعَزِّيَهُ ثُمَّ يُنَادِيْ أَيُّهَا الْمَقْبُوْلُ هَنِيْئَا لَكَ أَيُّهَا الْمَرْدُوْدُ جَبَرَ الْلَّهُ مُصِيْبَتَكَ "
إِخْوَةٌ الْايْمَانِ إِنَّ الاسْتِقَامَةَ عَلَىَ الطَّاعَاتِ وَالْأَعْمَالِ الْصَّالِحَةِ وَالُمَحَافَظَةَ عَلَيْهَا فِيْ رَمَضَانَ وَبَعْدَ رَمَضَانْ لَدَلِيْلٌ وَاضِحٌ عَلَىَ قَبُوْلِ الْعَمَلِ عِنْدَ الْلَّهِ وَإِنَّهَا لِبِشَارَةِ عَظِيْمَة لِلْعَبْدِ فِيْ الْدُّنْيَا فَاللَّهُ سُبْحَانَهْ وَتَعَالَىْ لَا يَتَقَبَّلُ إِلَّا مَنْ الْمُتَّقِيْنَ .. وَمَنْ نَكَثَ عَنْ الْصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيْمِ وَعَادَ إِلَىَ الْتَّفْرِيْطِ وَالتَّقْصِيْرِ وَارْتِكَابِ الْمُحَرَّمَاتِ وَالْمُوْبِقَاتِ فَذَلِكَ وَالْلَّهِ هُوَ الْمَحْرُوْم مِنْ رَّحْمَةِ الْلَّهِ مَنْ الَّذِيْنَ قَالَ الْلَّهُ فِيْهِمْ {وَلَا تَكُوْنُوَا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثا} فَهَلْ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآَنِ وَالْذِّكْرِ وَالْصَّدَقَةِ وَأَعْمَالِ الْخَيْرِ يَكُوْنُ الْعِصْيَانِ وَالتَّقْصِيْرِ وَالْتَّفْرِيْطِ إِنَّ هَذَا وَالْلَّهِ لَيْسَ مِنْ عَلَامَاتِ الْتَّوْفِيْقِ وَقَبُوْلِ الْأَعْمَالِ فَيَا مَنْ أَعْتَقَهُ مَوْلَاهُ مِنْ الْنَّارِ، إِيَّاكَ ثُمَّ إِيَّاكَ أَنْ تَعُوْدَ بَعْدَ أَنْ صِرْتَ حُرا إِلَىَ رَقِّ الْأَوْزَارِ، أَيُبَعْدُكَ مَوْلَاكَ مَنْ الْنَّارِ وَأَنْتَ تَقْتَرِبْ مِنْهَا؟! وَيُنْقِذُكَ وَأَنْتَ تُوَقِعُ نَفْسَكَ فِيْهَا وَلَا تَحِيْدُ عَنْهَا؟!فَأُعْلِمُوا رَحِمَكُمُ الْلَّهُ أَنَّ الْلَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَنَا بِالاسْتِقَامَةِ عَلَىَ الْطَّاعَةِ حَتَّىَ نَلْقَاهُ لِأَنَّ الْعِبْرَةَ بِخَوَاتِيْمِ الْأَعْمَالِ وَلَا يَدْرِيَ أَحَدُنَا مَتَىَ يَأْتِيَهِ أَجَلُهُ فَوَجَبَ عَلَىَ كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُلَازِمَ الاسْتِقَامَةَ لِيَنَالَ الْبُشْرَىَ{ إِنَّ الَّذِيْنَ قَالُوْا رَبُّنَا الْلَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوْا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَا تَخَافُوَا وَلَا تَحْزَنُوْا وَأَبْشِرُوْا بِالْجَنَّةِ الَّتِيْ كُنْتُمْ تُوْعَدُوْنَ }وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ مُخَاطِبَا رَسُوْلَهُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتَهُ مِنْ بَعْدِهِ{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُوْنَ بَصِيْرٌ} عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْلَّهِ الْثَّقَفِيِّ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ قُلْ لِيَ فِيْ الْإِسْلَامِ قَوْلَا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدا غَيْرَكَ، قَالَ: "قُلْ آَمَنْتُ بِالْلَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ". أُمَّةَ الْاسْلَامِ لَقَدْ كَانَ الْصَّحَابَةُ وَالْتَّابِعِيْنَ أَكْثَرَ الْنَّاسِ عِبَادَةً وَخُشُوْعَا وَتَقْوَى لِلَّهِ وَمَعَ ذَلِكَ كَانُوْا أَشَدَّ الْنَّاسِ خَوْفا مِنْ أَنْ تَرُدَّ أَعْمَالُهُمْ وَلَا يُكْتَبُ لَهَا الْقَبُوْلُ عِنْدَ الْلَّهْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىْ فَهَذَا فَارُوْق الْأُمَّة عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ لَمَّا طُعِنَ جَاءَهُ عَبْدُ الْلَّهِ بِنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ : يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ، أَسْلَمْتَ حِيْنَ كَفَرَ الْنَّاسُ وَجَاهَدْتَ مَعَ رَسُوْلِ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ حِيْنَ خَذَلَهُ الْنَّاسِ، وَقُتَِلْتَ شَهِيْدا وَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ اثْنَانِ، وَتُوُفّيَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ .. فَقَالَ لَهُ : أَعِد مَقَالَتَكَ . فَأَعَادَ عَلَيْهِ، فَقَالَ : الْمَغْرُوْرُ مَنْ غَرَرْتُمُوْهُ، وَالْلَّه لَوْ أَنَّ لِيَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الْشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمطَلَعِ قَالَ عَبْدُالْلَّهِ بْنُ عُمَرَ : كَانَ رَأْسُ عُمَرَ عَلَىَ فَخِذِيّ فِيْ مَرَضِهِ الَّذِيْ مَاتَ فِيْهِ فَقَالَ : ضَعْ رَأْسِي عَلَىَ الْأَرْضِ لَعَلَّ الْلَّهَ أَنْ يَرْحَمُنِي .. قَالَ عَبْدُالْلَّهِ : فَوَضَعْتُهُ عَلَىَ الْأَرْضِ فَأَخَذَ يُمَرِّغُهَ بِالْتُّرَابِ وَيَقُوْلُ : وَيْلِيَ وَوَيْلَ أُمِّي إِنَّ لَمْ يَرْحَمُنِي رَبِّيَ عَزَّوَجَلَّ وَقَالَ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَحِمَهُ الْلَّهُ-: "لَوْ أَنِيْ أَعْلَمُ أَنَّ الْلَّهَ تَقَبَّلَ مِنِّيْ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ الْدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا". الْلَّهُ أَكْبَرُ! هَذِهِ حَالُ الْمُشَمِّرِينَ، وَفِيْ صَحِيْحِ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيْمِ)، فَلَا تَغُرَّنَّكَ الْطَّاعَة يَا عَبْدَ الْلَّهِ، فَبَادِر إِلَىَ الْطَّاعَةِ وَالاسْتِقَامَةِ عَلَيْهَا، لِأَنَّكَ لَا تَدْرِيْ مَتَىَ يُوَافِيْكَ الْأَجَلَ فَهَاهُوَ رَمَضَانَ وَلَّىَ وَانْصَرَمَ كَأَنَّمَا هُوَ طَيْفٌ عَابِرٌ مُرّ وَقَدْ أَحْسَنَ فِيْهِ أُنَاسٌ وَأَسَاءَ آَخَرُونَ،وَهُوَ شَاهِدٌ عَلَيْنَا أَوْ لَنَا بِمَا أَوْدَعْنَاهُ مِنَ أَعْمَالِ، شَاهِدٌ لِلمُشَمْرِينَ بِصِيَامِهِمْ وَقِيَامِهُمْ وَبِرُّهُمْ وَإِحْسَانِهِمْ، وَشَاهِدٌ عَلَىَ الْمُقَصِّرِيْنَ بِغَفلْتِهُمْ وَإِعْرَاضِهِمْ وَشُحَّهم وَعِصْيَانِهِمْ، وَلَا نَدْرِيْ وَالْلَّه هَلْ سِنُدْرِكَهُ مُرَّةَ أُخْرَىَ أَمْ سَيُحَولُ بَيْنِنَا وَبَيْنَهُ هَادِمُ الْلَّذَّاتِ وَمُفَرِّقُ الْجَمَاعَاتِ.فَمَتَىَّ يا أمة محمد: يُغْفَرْ لِمَنْ لَمْ يُغْفَر لَهُ فِيْ هَذَا الْشَّهْرِ؟! وَمَتَىْ يُقْبَلَ مِنْ رُدَّ فِيْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟! عِبَادَ الْلَّهِ: لَئِنْ انْقَضَىَ شَهْرُ الصِّيَامِ، فَإِنَّ زَمَنَ الْعَمَل لَا يَنْقَضِيَ إِلَا بِالْمَوْتِ، وَلَئِنِ انْقَضَتْ أَيَّامُ صِيَامَ رَمَضَانَ فَإِنَّ الصِّيَامَ لَا يَزَالُ مَشْرُوْعَا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ- فِيْ كُلِّ وَقْتٍ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا رَغَّبَ فِيْهِ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صِيَامِ أَيَّامِ سِتَّ مِنْ شَوَّالٍ فَإِنَّهَا مِنْ جُمْلَةِ شُكْرِ الْعَبْدُ لِرَبِّهِ عَلَىَ تَوْفِيْقِهِ لِصِيَامِ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِ، لَكِنْ مَنْ عَلَيْهِ قَضَاءٌ مِنْ رَمَضَانَ فَلْيُبَادِرْ إِلَىَ صِيَامِهِ ثُمَّ يُتْبِعُهُ بِسِتِّ مِنْ شَوَّالٍ، لِيَتَحَقّقْ لَهُ بِذَلِكَ إِكْمَالَ الصِّيَامَ الْمَفْرُوْضَ وَإِتَّبَاعِهِ بِالسِّتِّ مِنْ شَوالٍ، قَالَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُم اتْبَعَهُ سِتَا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الْدَّهْرِ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ. الْلَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا وَتَقَبَّلْ مِنَّا دُعَائَنَا يَا رَبِّ الْعَالَمِيْنَ. بَارَكَ الْلَّهُ لِيْ وَلَكُمْ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِيْ بِنِعْمَتِهِ تَتِمُ الْصَّالِحَاتُ، وَبِفَضْلِهِ تُرْفَعَ الْدَّرَجَاتِ وَتُكَفَّرُ الْسَّيِّئَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ قَاضِيْ الْحَاجَاتِ، وَالْعَالَمُ بِالْخَفَايَا وَالْمَكَنُوِّنَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدا عَبْدُ الْلَّهِ وَرَسُوْلُهُ سَيِّدُ الْبَرِيَّاتِ، صَلَّىَ الْلَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَىَ آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ أُوْلِيْ الْفَضْلِ وَالْمَكْرُمَاتِ، وَالْتَّابِعِيْنَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ مَا دَامَتِ الْأَرْضُ وَالْسَّمَاوَاتُ. أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الْلَّهِ، فَاتَّقُوا الْلَّهَ وَاسْتَوَدْعُوا شَهْرَكُمْ عَمَلَا صَالِحا يَشْهَدُ لَكُمْ عِنْدَ مَوْلَاكُمْ جَلَّ جَلَالُهُ وَأْعَلَمُوا أَنَّ الْلَّهَ شَرَعَ لَكُمْ فِيْ خِتَامِ شَهْرِكُمْ أَعْمَالا عَظِيْمَةً، تَسُدُّ الْخَلَلِ، وَتَجَبُرُ الْتَّقْصِيرِ، وَتَزِيْدُ الْمَثُوَبَة وَالْأَجْر، فَنَدَبَكُمْ فِيْ خِتَامِ شَهْرِكُمْ إِلَىَ تَكْبِيْرِه عَزَ وَجَلَّ عَلَىَ مَا هَدَاكُمْ لِلْإِيْمَانِ، وَشُكْرِهِ عَلَىَ مَاوَفَقَّكُم لِلِصِّيَامِ {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا الْلَّهَ عَلَىَ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوْنَ}وَيَبْدَأُ التَّكْبِيْر مِنْ غُرُوْبِ شَمْسِ آَخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ إِلَىَ صَلَاةِ الْعِيْدِ. وممَا شُرِعَ لَكُمْ في ختام شهركم زَكَاةَ الْفِطْرِ شَكَرا لِلَّهِ عَلَىَ نِعْمَةِ الْتَّوْفِيْق لِلِصِّيَامِ وَالْقِيَامِ، وَطُهْرَةً لِلْصَّائِمِ مِنْ الْلَّغْوِ وَالْرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِيْنِ، وَتَّحْرِيكا لِمَشَاعِر الْأُخُوَّةِ وَالْأُلْفَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِيْنَ، عَنْ ابْنٍ عَبَّاسٍ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :" فَرَضَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلْصَّائِمِ مِنْ الْلَّغْوِ وَالْرَّفَثِ ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِيْنِ "وَمِقْدَارُهَا صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ مِنْ بِرِّ أَوْ نَحْوُهُ مِنْ قُوَّتِ الْبَلَدِ كَالْأُرْزِ وَغَيْرِهِ، وَذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَمْثَال شَيْخُ الْاسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ وَابن الْقَيِّمِ رَحِمَهُمَا الْلَّهُ الِى أَنَّهُ يُجْزِئُ عَنْ الْمُسْلِمِ أَنْ يُخْرِجَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ غَيْرِ الْأَصْنَافِ الْمَذْكُوْرَةِ فِيْ الْحَدِيْثِ كَالْأَرْزِ وَغَيْرِهِ ويَجِبُ إِخْرَاجُهَا عَنْ الْكَبِيْرِ وَالْصَّغِيْرِ وَالْذِّكْرِ وَالْأُنْثَىْ، كَمَا فِيْ حَدِيْثِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : " فَرَضَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صّاعا مِنْ تَمْرٍ ، أَوِ صّاعا مِنْ شَعِيْرٍ عَلَىَ الْعَبْدِ وَالْحُرِّ ، وَالْذِّكْرِ وَالْأُنْثَىْ وَالْصَّغِيْرِ وَالْكَبِيْرِ ، مَنْ الْمُسْلِمِيْنَ وَأَمَرَ أَنْ تُؤَدَّىَ قَبْلَ خُرُوْجِ الْنَّاسِ إِلَىَ الصَّلَاةِ " وَيُسْتَحَبُّ إِخْرَاجُهَا عَنْ الْحَمْلِ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ، ويُخْرِجُهَا الْرَّجُلُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَمَّنْ تَلْزَمُهُ نَفَقَتُهُ مِنَ زَوْج وَوَلَدٍ وَنَحْوِهِمْ، وَالْسَّنَةَ أَنْ يُخْرِجَهَا طَعَاما وَلَا يَجُوْزُ إِخْرَاجُهَا نُقُوْدا وَوَقْتُ اخْرَاجِ زَكَاةَ الْفِطْرِ يَبْدَأُ مِنْ غُرُوْبِ الْشَّمْسِ لَيْلَةَ الْعِيْدِ وَأَفْضَلُهُ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعِيْدِ وَيَجُوْزُ اخْرَاجُهَا قَبْلَ الْعِيدِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ وَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ
مَقْبُوْلَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الْصَّدَقَاتِ فأدُّوها طيبةً بها نفوسكم
وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ الْلَّهُ أَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ قَدْ عَزَمَ عَلَىَ الْرَّحِيْلِ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَا الْقَلِيْلَ، فَمَنْ أَحْسَنَ فِيْهِ، فَعَلَيْهِ الْتَّمَامُ، وَمَنْ فَرَّطَ فَلْيَخْتِمْهُ بِالْحُسْنَىَ، وَالْعَمَلُ بَالْخِتَامِ، فَاسْتَغَنموّا مِنْهُ مَا بَقِيَ وَاسْتَوَدْعُوهُ عَمَلَا صَالِحا يَشْهَدُ لَكُمْ بِهِ عِنْدَ مَوْلَاكُمْ جَلَّ وَعَلَا.
معاشر الصائمين لقد كان رسولناصلى الله عليه وسلم يتعاهد أموراً في العيد, وحري بالمسلم أن يتأسى فيها بنبيه صلى الله عليه وسلم فمن ذلك أن يأكل قبل خروجه لصلاة عيد الفطر تمرات والسنة أن يكنّ أول ما يأكل,وأن يأكلهن وتراً, ثلاثاً أو أكثر من ذلكوالأفضل أن يأكلهن عند خروجه وأن يأتي للمسجد من طريق ويعود من طريقآخر كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم .وأن يبادر المسلم بالخروج إلى المصلى من بعد صلاةالصبح ليحصل له الدنو من الإمام وانتظار الصلاة, وهو في صلاة ما انتظر الصلاة, هَذَا وَصَلُّوْا رَحِمَكُمُ الْلَّهُ عَلَىَ مَنْ أُمِرْتُمْ بِالْصَّلاةِ وَالسْلام عَلَيْهِ : (إِنَّ الْلَّهَ وَمَلَـائِكَـتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىَ الْنَّبِىِّ يَاأَيُّهَا الَّذِيْنَ ءَامَنُوا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْما) الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَحَبِيْبِنَا وَقُدْوَتِنَا مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الْلَّهِ
عِبَادَ الْلَّهِ أُوْصِيْكُمْ وَنَفْسِيْ بِتَقْوَى الْلَّهِ فَاتَّقُوا الْلَّهَ وَأَطِيْعُوْهُ (يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ اتَّقُوْا رَبَّكُمُ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالْا كَثِيْرَا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا الْلَّهَ الَّذِيْ تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ الْلَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْبَا)
إِخْوَة الْايْمَانِ مَا أَسْرَعَ مَا تَنْقَضِيَ الْلَّيَالِي وَالْأَيَّامِ، وَمَا أَعْجَلَ مَا تَنْصَرِمُ الْشُّهُوْرَ وَالْأَعْوَامِ، وَهَذِهِ سُنَّةُ الْحَيَاةِ. فَهَذَا، شَهْرُ رَمَضَانَ تَقَوَّضَتِ خِيَامَهُ، وَتَصَرَّمَتْ لَيَالِيْهِ وَأَيَّامُهُ، قَرُبَ رَحِيْلُهُ، وَأَزِفَ تَحْوِيْلُهُ، انْتَصَبَ مُوَدِّعا، وَسَارَ مُسَارِعَا، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ عَلَىَ مَا قَضَىَ وَأَبْرَمَ، وَلَهُ الْشُّكْرُ عَلَىَ مَا أَعْطَىَ وَأَنْعَمْ. كُنَّا بِالْأَمْسِ نَتَلَقَّى الْتَّهَانِيْ بِقُدُوْمِهِ، وَنَسْأَلُ الْلَّهَ بُلُوْغِهِ، وَالْيَوْمِ نَتَلَقَّى الْتَّعَازِي بِرَحِيْلِهِ، وَنَسْأَلُ الْلَّهَ قَبُوْلِهِ. فَهَا نَحْنُ الْيَوْمَ فِيْ آَخِرِ جُمُعَةٍ مِنْ هَذَا الْشَّهْرِ الْعَظِيْمِ فَاسْتَدْرِكُوْا رَحِمَكُمُ الْلَّهُ بَقِيَّتَهُ بِالْمُسْارَعَةِ إِلَىَ الْمَكَارِمِ وَالْخَيْرَات وَاغْتِنَامِ الْفَضَائِلِ وَالْقُرُبَاتِ، وَمَنْ أَحْسَنَ فَعَلَيْهِ بِالْتَّمَامِ، وَمَنْ فَرَّطَ فَلْيَخْتِمْ بِالْحُسْنَى فَالَعَمَلُ بَالْخِتَامِ قَالَ تَعَالَىْ{ لِلَّذِيْنَ أَحْسَنُوْا الْحُسْنَىَ وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوْهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيْهَا خَالِدُونَ} أَلَا فَمَا أَجْمَلَ أَنْ نُوَدِّعَ رَمَضَانَ بِالْأَعْمَالِ الْصَّالِحَةِ وَالْعَزْمُ عَلَىَ الْإِسْتِقَامَةِِ عَلَىَ الطَّاعَاتِ وَ بِكَثْرَةِ دُعَاءِ الْمَوْلَىْ جَلَّ وَعَلَّا بِأَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا صِيَامَه وَقِيَامَه وَسَائِرَ الْعِبَادَاتِ وَالْطَّاعَاتِ فْقَد وَصَفَ الْلَّهُ حَالَ عِبَادهِ الْمُؤْمِنِيْنَ بَعْدَ الْقِيَامِ بِالْعِبَادَاتِ وَالْطَّاعَاتِ بِأَنَّهُمْ{ يُؤْتُوْنَ مَا آَتَوْا وَقُلُوْبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىَ رَبِّهِمْ رَاجِعُوْنَ } أَيْ يَخَافُوْنَ أَنْ تُرَدَّ أَعْمَالَهُمْ مِنْ صِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَصَدَقَةٍ وَلَا تُقْبَلُ مِنْهُمْ فَهَلْ شَغَلَِكَ هَذَا الْهَاجِسُ يَا عَبْدَ الْلَّهِ وَأَنْتَ تُوَدّعُ شَهْرَ رَمَضَانَ قَالَ عَلِيُ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ : " كُوْنُوْا لِقَبُوْلِ الْعَمَلِ أَشَدُّ اهْتِمَامَا مِنْكُمْ بِالْعَمَلِ ، أَلَمْ تَسْمَعُوْا إِلَىَ قَوْلِ الْحَقِّ عَزَ وَجَلَّ : { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الْلَّهُ مِنَ الْمُتَّقِيْنَ }أَوْرَدَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ عَنِ عَلَيَّ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُنَادِيْ فِيْ آَخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ " يَالَيْتَ شِعْرِيَ مِنْ الْمَقْبُوْلِ مِنَّا فَنُهَنِّيهِ وَمَنْ الْمَحْرُوْمِ فَنُعَزِّيَهُ ثُمَّ يُنَادِيْ أَيُّهَا الْمَقْبُوْلُ هَنِيْئَا لَكَ أَيُّهَا الْمَرْدُوْدُ جَبَرَ الْلَّهُ مُصِيْبَتَكَ "
إِخْوَةٌ الْايْمَانِ إِنَّ الاسْتِقَامَةَ عَلَىَ الطَّاعَاتِ وَالْأَعْمَالِ الْصَّالِحَةِ وَالُمَحَافَظَةَ عَلَيْهَا فِيْ رَمَضَانَ وَبَعْدَ رَمَضَانْ لَدَلِيْلٌ وَاضِحٌ عَلَىَ قَبُوْلِ الْعَمَلِ عِنْدَ الْلَّهِ وَإِنَّهَا لِبِشَارَةِ عَظِيْمَة لِلْعَبْدِ فِيْ الْدُّنْيَا فَاللَّهُ سُبْحَانَهْ وَتَعَالَىْ لَا يَتَقَبَّلُ إِلَّا مَنْ الْمُتَّقِيْنَ .. وَمَنْ نَكَثَ عَنْ الْصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيْمِ وَعَادَ إِلَىَ الْتَّفْرِيْطِ وَالتَّقْصِيْرِ وَارْتِكَابِ الْمُحَرَّمَاتِ وَالْمُوْبِقَاتِ فَذَلِكَ وَالْلَّهِ هُوَ الْمَحْرُوْم مِنْ رَّحْمَةِ الْلَّهِ مَنْ الَّذِيْنَ قَالَ الْلَّهُ فِيْهِمْ {وَلَا تَكُوْنُوَا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثا} فَهَلْ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآَنِ وَالْذِّكْرِ وَالْصَّدَقَةِ وَأَعْمَالِ الْخَيْرِ يَكُوْنُ الْعِصْيَانِ وَالتَّقْصِيْرِ وَالْتَّفْرِيْطِ إِنَّ هَذَا وَالْلَّهِ لَيْسَ مِنْ عَلَامَاتِ الْتَّوْفِيْقِ وَقَبُوْلِ الْأَعْمَالِ فَيَا مَنْ أَعْتَقَهُ مَوْلَاهُ مِنْ الْنَّارِ، إِيَّاكَ ثُمَّ إِيَّاكَ أَنْ تَعُوْدَ بَعْدَ أَنْ صِرْتَ حُرا إِلَىَ رَقِّ الْأَوْزَارِ، أَيُبَعْدُكَ مَوْلَاكَ مَنْ الْنَّارِ وَأَنْتَ تَقْتَرِبْ مِنْهَا؟! وَيُنْقِذُكَ وَأَنْتَ تُوَقِعُ نَفْسَكَ فِيْهَا وَلَا تَحِيْدُ عَنْهَا؟!فَأُعْلِمُوا رَحِمَكُمُ الْلَّهُ أَنَّ الْلَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَنَا بِالاسْتِقَامَةِ عَلَىَ الْطَّاعَةِ حَتَّىَ نَلْقَاهُ لِأَنَّ الْعِبْرَةَ بِخَوَاتِيْمِ الْأَعْمَالِ وَلَا يَدْرِيَ أَحَدُنَا مَتَىَ يَأْتِيَهِ أَجَلُهُ فَوَجَبَ عَلَىَ كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُلَازِمَ الاسْتِقَامَةَ لِيَنَالَ الْبُشْرَىَ{ إِنَّ الَّذِيْنَ قَالُوْا رَبُّنَا الْلَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوْا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَا تَخَافُوَا وَلَا تَحْزَنُوْا وَأَبْشِرُوْا بِالْجَنَّةِ الَّتِيْ كُنْتُمْ تُوْعَدُوْنَ }وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ مُخَاطِبَا رَسُوْلَهُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتَهُ مِنْ بَعْدِهِ{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُوْنَ بَصِيْرٌ} عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْلَّهِ الْثَّقَفِيِّ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ قُلْ لِيَ فِيْ الْإِسْلَامِ قَوْلَا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدا غَيْرَكَ، قَالَ: "قُلْ آَمَنْتُ بِالْلَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ". أُمَّةَ الْاسْلَامِ لَقَدْ كَانَ الْصَّحَابَةُ وَالْتَّابِعِيْنَ أَكْثَرَ الْنَّاسِ عِبَادَةً وَخُشُوْعَا وَتَقْوَى لِلَّهِ وَمَعَ ذَلِكَ كَانُوْا أَشَدَّ الْنَّاسِ خَوْفا مِنْ أَنْ تَرُدَّ أَعْمَالُهُمْ وَلَا يُكْتَبُ لَهَا الْقَبُوْلُ عِنْدَ الْلَّهْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىْ فَهَذَا فَارُوْق الْأُمَّة عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ لَمَّا طُعِنَ جَاءَهُ عَبْدُ الْلَّهِ بِنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ : يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ، أَسْلَمْتَ حِيْنَ كَفَرَ الْنَّاسُ وَجَاهَدْتَ مَعَ رَسُوْلِ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ حِيْنَ خَذَلَهُ الْنَّاسِ، وَقُتَِلْتَ شَهِيْدا وَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ اثْنَانِ، وَتُوُفّيَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ .. فَقَالَ لَهُ : أَعِد مَقَالَتَكَ . فَأَعَادَ عَلَيْهِ، فَقَالَ : الْمَغْرُوْرُ مَنْ غَرَرْتُمُوْهُ، وَالْلَّه لَوْ أَنَّ لِيَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الْشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمطَلَعِ قَالَ عَبْدُالْلَّهِ بْنُ عُمَرَ : كَانَ رَأْسُ عُمَرَ عَلَىَ فَخِذِيّ فِيْ مَرَضِهِ الَّذِيْ مَاتَ فِيْهِ فَقَالَ : ضَعْ رَأْسِي عَلَىَ الْأَرْضِ لَعَلَّ الْلَّهَ أَنْ يَرْحَمُنِي .. قَالَ عَبْدُالْلَّهِ : فَوَضَعْتُهُ عَلَىَ الْأَرْضِ فَأَخَذَ يُمَرِّغُهَ بِالْتُّرَابِ وَيَقُوْلُ : وَيْلِيَ وَوَيْلَ أُمِّي إِنَّ لَمْ يَرْحَمُنِي رَبِّيَ عَزَّوَجَلَّ وَقَالَ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَحِمَهُ الْلَّهُ-: "لَوْ أَنِيْ أَعْلَمُ أَنَّ الْلَّهَ تَقَبَّلَ مِنِّيْ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ الْدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا". الْلَّهُ أَكْبَرُ! هَذِهِ حَالُ الْمُشَمِّرِينَ، وَفِيْ صَحِيْحِ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيْمِ)، فَلَا تَغُرَّنَّكَ الْطَّاعَة يَا عَبْدَ الْلَّهِ، فَبَادِر إِلَىَ الْطَّاعَةِ وَالاسْتِقَامَةِ عَلَيْهَا، لِأَنَّكَ لَا تَدْرِيْ مَتَىَ يُوَافِيْكَ الْأَجَلَ فَهَاهُوَ رَمَضَانَ وَلَّىَ وَانْصَرَمَ كَأَنَّمَا هُوَ طَيْفٌ عَابِرٌ مُرّ وَقَدْ أَحْسَنَ فِيْهِ أُنَاسٌ وَأَسَاءَ آَخَرُونَ،وَهُوَ شَاهِدٌ عَلَيْنَا أَوْ لَنَا بِمَا أَوْدَعْنَاهُ مِنَ أَعْمَالِ، شَاهِدٌ لِلمُشَمْرِينَ بِصِيَامِهِمْ وَقِيَامِهُمْ وَبِرُّهُمْ وَإِحْسَانِهِمْ، وَشَاهِدٌ عَلَىَ الْمُقَصِّرِيْنَ بِغَفلْتِهُمْ وَإِعْرَاضِهِمْ وَشُحَّهم وَعِصْيَانِهِمْ، وَلَا نَدْرِيْ وَالْلَّه هَلْ سِنُدْرِكَهُ مُرَّةَ أُخْرَىَ أَمْ سَيُحَولُ بَيْنِنَا وَبَيْنَهُ هَادِمُ الْلَّذَّاتِ وَمُفَرِّقُ الْجَمَاعَاتِ.فَمَتَىَّ يا أمة محمد: يُغْفَرْ لِمَنْ لَمْ يُغْفَر لَهُ فِيْ هَذَا الْشَّهْرِ؟! وَمَتَىْ يُقْبَلَ مِنْ رُدَّ فِيْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟! عِبَادَ الْلَّهِ: لَئِنْ انْقَضَىَ شَهْرُ الصِّيَامِ، فَإِنَّ زَمَنَ الْعَمَل لَا يَنْقَضِيَ إِلَا بِالْمَوْتِ، وَلَئِنِ انْقَضَتْ أَيَّامُ صِيَامَ رَمَضَانَ فَإِنَّ الصِّيَامَ لَا يَزَالُ مَشْرُوْعَا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ- فِيْ كُلِّ وَقْتٍ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا رَغَّبَ فِيْهِ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صِيَامِ أَيَّامِ سِتَّ مِنْ شَوَّالٍ فَإِنَّهَا مِنْ جُمْلَةِ شُكْرِ الْعَبْدُ لِرَبِّهِ عَلَىَ تَوْفِيْقِهِ لِصِيَامِ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِ، لَكِنْ مَنْ عَلَيْهِ قَضَاءٌ مِنْ رَمَضَانَ فَلْيُبَادِرْ إِلَىَ صِيَامِهِ ثُمَّ يُتْبِعُهُ بِسِتِّ مِنْ شَوَّالٍ، لِيَتَحَقّقْ لَهُ بِذَلِكَ إِكْمَالَ الصِّيَامَ الْمَفْرُوْضَ وَإِتَّبَاعِهِ بِالسِّتِّ مِنْ شَوالٍ، قَالَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُم اتْبَعَهُ سِتَا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الْدَّهْرِ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ. الْلَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا وَتَقَبَّلْ مِنَّا دُعَائَنَا يَا رَبِّ الْعَالَمِيْنَ. بَارَكَ الْلَّهُ لِيْ وَلَكُمْ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِيْ بِنِعْمَتِهِ تَتِمُ الْصَّالِحَاتُ، وَبِفَضْلِهِ تُرْفَعَ الْدَّرَجَاتِ وَتُكَفَّرُ الْسَّيِّئَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ قَاضِيْ الْحَاجَاتِ، وَالْعَالَمُ بِالْخَفَايَا وَالْمَكَنُوِّنَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدا عَبْدُ الْلَّهِ وَرَسُوْلُهُ سَيِّدُ الْبَرِيَّاتِ، صَلَّىَ الْلَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَىَ آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ أُوْلِيْ الْفَضْلِ وَالْمَكْرُمَاتِ، وَالْتَّابِعِيْنَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ مَا دَامَتِ الْأَرْضُ وَالْسَّمَاوَاتُ. أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الْلَّهِ، فَاتَّقُوا الْلَّهَ وَاسْتَوَدْعُوا شَهْرَكُمْ عَمَلَا صَالِحا يَشْهَدُ لَكُمْ عِنْدَ مَوْلَاكُمْ جَلَّ جَلَالُهُ وَأْعَلَمُوا أَنَّ الْلَّهَ شَرَعَ لَكُمْ فِيْ خِتَامِ شَهْرِكُمْ أَعْمَالا عَظِيْمَةً، تَسُدُّ الْخَلَلِ، وَتَجَبُرُ الْتَّقْصِيرِ، وَتَزِيْدُ الْمَثُوَبَة وَالْأَجْر، فَنَدَبَكُمْ فِيْ خِتَامِ شَهْرِكُمْ إِلَىَ تَكْبِيْرِه عَزَ وَجَلَّ عَلَىَ مَا هَدَاكُمْ لِلْإِيْمَانِ، وَشُكْرِهِ عَلَىَ مَاوَفَقَّكُم لِلِصِّيَامِ {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا الْلَّهَ عَلَىَ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوْنَ}وَيَبْدَأُ التَّكْبِيْر مِنْ غُرُوْبِ شَمْسِ آَخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ إِلَىَ صَلَاةِ الْعِيْدِ. وممَا شُرِعَ لَكُمْ في ختام شهركم زَكَاةَ الْفِطْرِ شَكَرا لِلَّهِ عَلَىَ نِعْمَةِ الْتَّوْفِيْق لِلِصِّيَامِ وَالْقِيَامِ، وَطُهْرَةً لِلْصَّائِمِ مِنْ الْلَّغْوِ وَالْرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِيْنِ، وَتَّحْرِيكا لِمَشَاعِر الْأُخُوَّةِ وَالْأُلْفَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِيْنَ، عَنْ ابْنٍ عَبَّاسٍ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :" فَرَضَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلْصَّائِمِ مِنْ الْلَّغْوِ وَالْرَّفَثِ ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِيْنِ "وَمِقْدَارُهَا صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ مِنْ بِرِّ أَوْ نَحْوُهُ مِنْ قُوَّتِ الْبَلَدِ كَالْأُرْزِ وَغَيْرِهِ، وَذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَمْثَال شَيْخُ الْاسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ وَابن الْقَيِّمِ رَحِمَهُمَا الْلَّهُ الِى أَنَّهُ يُجْزِئُ عَنْ الْمُسْلِمِ أَنْ يُخْرِجَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ غَيْرِ الْأَصْنَافِ الْمَذْكُوْرَةِ فِيْ الْحَدِيْثِ كَالْأَرْزِ وَغَيْرِهِ ويَجِبُ إِخْرَاجُهَا عَنْ الْكَبِيْرِ وَالْصَّغِيْرِ وَالْذِّكْرِ وَالْأُنْثَىْ، كَمَا فِيْ حَدِيْثِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : " فَرَضَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صّاعا مِنْ تَمْرٍ ، أَوِ صّاعا مِنْ شَعِيْرٍ عَلَىَ الْعَبْدِ وَالْحُرِّ ، وَالْذِّكْرِ وَالْأُنْثَىْ وَالْصَّغِيْرِ وَالْكَبِيْرِ ، مَنْ الْمُسْلِمِيْنَ وَأَمَرَ أَنْ تُؤَدَّىَ قَبْلَ خُرُوْجِ الْنَّاسِ إِلَىَ الصَّلَاةِ " وَيُسْتَحَبُّ إِخْرَاجُهَا عَنْ الْحَمْلِ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ، ويُخْرِجُهَا الْرَّجُلُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَمَّنْ تَلْزَمُهُ نَفَقَتُهُ مِنَ زَوْج وَوَلَدٍ وَنَحْوِهِمْ، وَالْسَّنَةَ أَنْ يُخْرِجَهَا طَعَاما وَلَا يَجُوْزُ إِخْرَاجُهَا نُقُوْدا وَوَقْتُ اخْرَاجِ زَكَاةَ الْفِطْرِ يَبْدَأُ مِنْ غُرُوْبِ الْشَّمْسِ لَيْلَةَ الْعِيْدِ وَأَفْضَلُهُ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعِيْدِ وَيَجُوْزُ اخْرَاجُهَا قَبْلَ الْعِيدِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ وَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ
مَقْبُوْلَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الْصَّدَقَاتِ فأدُّوها طيبةً بها نفوسكم
وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ الْلَّهُ أَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ قَدْ عَزَمَ عَلَىَ الْرَّحِيْلِ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَا الْقَلِيْلَ، فَمَنْ أَحْسَنَ فِيْهِ، فَعَلَيْهِ الْتَّمَامُ، وَمَنْ فَرَّطَ فَلْيَخْتِمْهُ بِالْحُسْنَىَ، وَالْعَمَلُ بَالْخِتَامِ، فَاسْتَغَنموّا مِنْهُ مَا بَقِيَ وَاسْتَوَدْعُوهُ عَمَلَا صَالِحا يَشْهَدُ لَكُمْ بِهِ عِنْدَ مَوْلَاكُمْ جَلَّ وَعَلَا.
معاشر الصائمين لقد كان رسولناصلى الله عليه وسلم يتعاهد أموراً في العيد, وحري بالمسلم أن يتأسى فيها بنبيه صلى الله عليه وسلم فمن ذلك أن يأكل قبل خروجه لصلاة عيد الفطر تمرات والسنة أن يكنّ أول ما يأكل,وأن يأكلهن وتراً, ثلاثاً أو أكثر من ذلكوالأفضل أن يأكلهن عند خروجه وأن يأتي للمسجد من طريق ويعود من طريقآخر كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم .وأن يبادر المسلم بالخروج إلى المصلى من بعد صلاةالصبح ليحصل له الدنو من الإمام وانتظار الصلاة, وهو في صلاة ما انتظر الصلاة, هَذَا وَصَلُّوْا رَحِمَكُمُ الْلَّهُ عَلَىَ مَنْ أُمِرْتُمْ بِالْصَّلاةِ وَالسْلام عَلَيْهِ : (إِنَّ الْلَّهَ وَمَلَـائِكَـتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىَ الْنَّبِىِّ يَاأَيُّهَا الَّذِيْنَ ءَامَنُوا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْما) الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَحَبِيْبِنَا وَقُدْوَتِنَا مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الْلَّهِ
المشاهدات 2901 | التعليقات 3
وجزاك الله الجنة أخي ابا اليسر
كتب الله لك الأجر
أبو اليسر
جزاك الله خير وما قصرت ونفع الله بك وغفر ذنبك ورفع قدرك ..
تعديل التعليق