اذكروا الله واشكروه

عايد القزلان التميمي
1444/12/12 - 2023/06/30 05:44AM
الحمد لله يمنّ على من يشاء من عباده بالقبول والتوفيق، أحمده تبارك وتعالى وأشكره على أن منّ علينا بإدراك عيد الأضحى وأيام التشريق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هدانا لأكمل شريعة وأقوم طريق، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي الفضل والتصديق، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
أيها المؤمنون: قال الله تعالى ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ يأمر تعالى بذكره في الأيام المعدودات؛ وهي أيام التشريق الثلاثة بعد العيد؛ لمزيتها وشرفها، ولهذا حرم صيامها، فللذكر فيها مزية ليست لغيرها؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أَكْلٍ وشُربٍ وذِكْرٍ للَّهِ عزَّ وجلَّ
))؛ [رواه أبو داود، وصححه الألباني]،
إشارةٌ إلى أنَّ الأكل والشُّرب في أيام التشريق إنما يستعان به على ذكر الله- تعالى- وطاعته، وذلك من تمام شكر النعمة أن يُستعان بها على الطاعات.
وسُميت أيام التشريق بذلك؛ لأن الناس يُشَرِّقُونَ فيها لحوم الأضاحي والهدايا؛ أي: يُقَدِّدُونَها وينشرونها لِتَجِف.
عباد الله وأيام التشريق الثلاثة هي: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة، ولكل يوم اسم خاص.
 اليوم الأول: (يوم القَر) وسمّي بذلك لأنّ الحجّاج يقرّون ويبيتون فيه بمنى. قال - صلّى الله عليه وسلّم -: ((
أعظم الأيّام عند الله يوم النّحر ثمّ يوم القر)).
 اليوم الثاني: (يوم النّفر الأوّل) ويجوز النّفر فيه لمن تعجّل بعد رمي جمرات العقبة الأولى والثّانية.
اليوم الثالث: (يوم النّفر الثاني) وهو يأتي بعد رمي الجمرات في اليوم الثّالث من أيّام التّشريق.
والذِكر المطلوب في أيام التشريق لغير الحاج ذِكر الله - تعالى- دبر الصلوات الخمس المفروضة وذلك بالتكبير بعدها، وهو مشروعٌ من صبح يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق.
و ذِكر الله - تعالى - بالتسمية والتكبير عند ذبح الهدي للحاج والاضحية لغير الحاج، فإن وقت ذبح الهدايا والأضاحي يمتدُّ من بعد اتمام الحاج الرمي وغير الحاج بعد خطبة العيد إلى عصر آخر أيَّام التشريق.
قال - تعالى -: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾
ومن ذِكر الله أيام التشريق : ذِكر الله -تعالى - على الأكل والشرب، فإن المسنون في الأكل والشرب أن يُسمى الله في أولهما، ويحمده في آخرهما، .
ومن ذِكر الله أيام التشريق : ذِكْرِ الله -تعالى- المطلق، فإنه يُستحب الإكثار من ذِكر الله -تعالى ومن ذلك التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد
فمن ذَكَرَ اللهَ ذَكَرَهُ الله قال -تعالى-: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾
وذِكرِه سُبحانه أعظم الأشياء قال تعالى: ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا أُنَبِّئُكم بِخَيْرِ أعمالِكُم ، وأَزْكاها عِندَ مَلِيكِكُم ، وأَرفعِها في دَرَجاتِكُم ، وخيرٌ لكم من إِنْفاقِ الذَّهَب والوَرِقِ ، وخيرٌ لكم من أن تَلْقَوا عَدُوَّكم ، فتَضْرِبوا أعناقَهُم ، ويَضْرِبوا أعْناقكُم ؟ ! ، قالوا : بَلَى ، قال : ذِكْرُ اللهِ ))
أخرجه الترمذي وصححه الألباني

فنسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
بارك الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خِلفة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له  ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
فيا عباد الله اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَاعْتَبِرُوا بِمُرُورِ اللَّيَالِي وَالأَيَّامِ، فَهَا هِيَ الأَيَّامُ الفَاضِلَةُ -خَيْرُ أَيَّامِ السَّنَةِ- تَنْقَضِي . وفي هذا اليوم يوَدَّع المُتَعَجِّلُونَ مِنَ الحُجَّاجِ البَيْتَ الحَرَامَ، وغدا يُوَدِّعُهُ المُتَأَخِّرُونَ، وَبِهِ تُخْتَمُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.
عباد الله يَا مَنْ وفقكم الله وصُمْتُمْ تسع ذِي الحَجَّةِ ويوم عرفة: اشْكُرُوا اللهَ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ، اشْكُرُوا اللهَ تَعَالَى أن أعانكم عَلَى صِيَامِهِ، وَيَا مَنْ ذَبَحْتُمْ الأضاحي: اشْكُرُوا اللهَ تَعَالَى عَلَى مَا وَسَّعَ عَلَيْكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنْ أَثْمَانِهَا، ويسّرَ لكم ذلك وَوَفَّقَكُمْ لِأَدَاءِ طاعته والتقرب إليه، وَقَدْ حُرِمَ ذَلِكَ مَلايِينُ من المُسْلِمِينَ، بل مِلْيَارَات من البَشَرِ.
واعلموا عباد الله أن عبادة الله عز وجل باقية, لا تنتهي بانتهاء مواسم الخيرات . قال تعالى: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ‏}. فالتقرب إلى الله عز وجل, وفعل الخيرات, , والإكثار من ذِكر الله ، عبادات وطاعات مُستمرة مع المسلم لا تنقطع إلا بموته, فالسعيد من وفقه الله عز وجل لعبادته.
عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾    
المرفقات

1688093396_اذكروا الله واشكروه.docx

المشاهدات 1068 | التعليقات 0