اخر جمعة في شعبان هي لإستقبال رمضان
محمود الطائي
1434/08/26 - 2013/07/05 00:30AM
عباد الله ... لو قيل لنا ، إن ضيفا عزيزا كريما سيحل علينا ، ويزور ديارنا ، فترانا نتهيأ له، ونستعد لإستقباله افضل استقبال ، واكرامه اشد الكرم ، لأن إكرام الضيف من صفات المؤمنين
الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
هذا إذا كان الضيف من عامة الناس،فكيف إذا كان هذا الضيف قد جاء من عند الله جل وعلا ، ضيف لا يفرق بين غني وفقير ، ولا بين شريفووضيع ، ولا بين عاص ولا مطيع ،
ضيف رباني يأتي بالمكرمات والخيرات والبركات ،
هذا الضيف قد بدَت أعلامُه واقتَربت أيّامه
انه شهر رمضان الفضيل
شهرُ التّوبات ، وإجابة الدّعوات ، وإقالة العثَرات ، شهرٌ يفرَح به كلُّ مسلم مهما كان حاله، فالمحسِن يزداد إحسانًا وإيمانًا،والمقصِّر يستغفِر ويبتغي فيه من الله رحمةً ورضوانًا،
تُستَر فيه العُيوب وتغفَر فيه الذنوب وتلين فيه القلوب ، كم اشتاقت اليه القلوب المؤمنة وانتظرته النفوس المحسنة ، كيف لا فهو غنيمة الصالحين وأمنية العارفين والفرصة للتائبين والآيبين
نحن الان ، نقف على أبواب رمضان ، فلا بد لنا من الاستعداد لإستقباله ، وأول ما يستقبل به هو نية صيامه وقيامه ، فلو قدر الله تعالى لنا غير ذلك فنأجر على نيتنا ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى "
فلابد ان تكون هذه النية خالصة لوجه الله تعالى ، فأن شروط قبول العمل اثنان : ان يكون خالصا لله تعالى وموافقا على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
والأمر الثاني : التوبة والاستغفار
، فكيف نلقَى اللهتعالى وندعوه ونَرجو خيرَه وبِرَّه وإِحسانَه ونحن مثقَلون بالأوزارِ،
التوبة ليست صفة المذنبين والظالمين فحسب، بل التوبة من صفات الأنبياء عليهم السلام. قال الرازي -رحمه الله-: واعلم أن الأنبياء عليهم السلام كلَّهم طلبوا المغفرة، أما آدم -عليه السلام- فقال: " وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ "،
وأما نوح -عليه السلام- فقال: " وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِى وَتَرْحَمْنِى "
وأما إبراهيم -عليه السلام- فقال: (وَالَّذِى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِىخَطِيئَتِى يَوْمَ الدِينِ) ،
وأما موسى -عليه السلام- فقال: (رَبّ اغْفِرْ لِى وَلأَخِي)
و داود -عليه السلام- الذي قال الله تعالى عنه: فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ ،
أما سليمان -عليه السلام-: (رَبّ اغْفِرْ لِىوَهَبْ لِى مُلْكاً)
وأما نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فقيل له: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) .
وعن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قال: سمعترَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "والله إني لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَوَأَتُوبُ إليه في الْيَوْمِ أَكْثَرَ من سَبْعِينَ مَرَّةً".
فالتوبة هي أحسن ما يستقبلبه هذا الشهر الكريم ،
لقد مثَّل عبدُ الله بن مسعود -رضي الله عنه- حالالمؤمن الصادق مع ذنوبه وخطاياه بمثال ينبغي الوقوف عنده، فقال الْحَارِثُ بنسُوَيْدٍ: إن عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قال: "إِنَّ الْمُؤْمِنَيَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عليه"، فهو يخاف منها؛ فلذلك يكثر من التوبة والاستغفار، "وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ على أَنْفِهِ فقال بِهِهَكَذَا بيده فَوْقَ أَنْفِهِ".
وقال أنس -رضيالله عنه-: «إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشَّعْر ، إنْ كُنَّالَنَعُدُّها على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- من الموبِقات"
فلو يرانا الان ؟
قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى-: أن التوبة من جميع المعاصي واجبةٌ،
وأنها واجبةعلى الفور، ولا يجوز تأخيرها، سواء كانت المعصية صغيرة أو كبيرة. اهـ
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنرَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَالْغَفُورُ الرَّحِيمُ "
يا ذا الذيما كفاه الذنب في رجب
حتى عصى ربه في شهرشعبان
قد أظلكشهر الصـوم بعدهمـا
فلا تصيره أيضاً شهرعصـيان
واتل القرآنوسبح فيـه مجتهـداً
فإنـه شهر تسـبيحوقـرآن
واحمل علىجسدٍ ترجو النجاة له
فسوف تضرم أجسـادبنيران
كم كنت تعرفممن صام في سلفٍ
من بين أهـل وجيرانوإخواني
أفناهمالمـوت واستبقاك بعدهـم حياً
فما أقرب القاصي منالداني
فشهر رمضان فرصة لا تعوض لمن يريد ان يترك المنكرات
فيا من ترك التدخين في نهار رمضان هذه فرصتك لتقلع عنه ابدا فأستعن بالله بصدق ، وضع علبة الدخان تحت قدمك ، والله يعينك اذا صدقت نيتك وخَلُصت عزيمتك
يا مدمن الأغاني شهر رمضان فرصة لتطهير سمعك وقلبك من هذا المرض العضال ، فأتخذ القرار وليكن قرار الرجال من الان احذف جميع الاغاني من هاتفك النقال واكسر جميع الاشرطة والاسطوانات وضع مكانها كلام رب البريات ، والله سينصلح حالك بعدها ، وينشرح صدرك لما هو افضل منها ، فإعزم من الان وتوكل على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه .
يقول الله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَلَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
عباد الله ينقسم الناس الى ثلاث اصناف في استقبال رمضان لا رابع لهم ،
فالاول قد استعد لدخول الشهر فأشترى من انواع الطعام والشراب ، وكأنه يجهز لمعركة ضروس فأصبح شهر رمضان عنده شهر مأكلة ومشربة وهو شهر الصبر و الجوع ، واستعد ايضا بترتيب برنامجه الليلي على برامج القنوات الفاضحة التي استعدت هي ايضا لموسمها السنوي فهي تبذل اوقات السنة كلها وتنفق الاموال الطائلة بهدف تضييع الناس ساعاتهم المباركة
اما في النهار فنوم من شروق الشمس الى غروبها ، فهؤلاء رمضان عندهم عادات وتقاليد تناقلتها الاجيال جيلا بعد جيل .
اما الصنف الثاني فتراه في هذه الأيام كئيب مهموم يزداد همه كلما قرب موعد الصيام ، يهمس ويلمز في اذان الناس ، يثبط هذا ويعيب على ذاك ، يرسل النكاتَ استهزاءً بركن من اركان الاسلام وعمود من أعمدته العظام قبحه الله واذله واخزاه .
اما الصنف الثالث : جعلنا الله واياكم منهم ، فهم بالخير مستبشرون وبفضل الله فرحون " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" ، همبالنهار صائمون ، وبالليل قائمون ، وعلى الفرائض ، محافظون ولكتاب الله مرتلون ، ومع هذا مشفقون فغايتهم ان يتقبل منهم ربهم ويغفر لهم ذنبهم .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري": المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صومه. وبالاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى.
أي ان صومك لابد من ان يتوفر فيه هذان الشرطان ان تعلم ان الله تعالى قد فرض عليك الصيام فأنت تصوم لأنك عبد مامور ، مطيع لأوامر ربك جل وعلا وهذا معنى ايماناً ، والشرط الثاني ان تحتسب في صيامك الأجر عند الله فتتطلع لما قد اخفاه الله لك من المثوبة على صيامك وقيامك وان لا تتذمر ولا تجزع وخاصة في هذا الوقت شديد الحرارة بل تحتسب جوعك وعطشك في سبيل الله وهذا عنى احتسابا ً
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه))؛
فقيام شهر رمضان من اجل القربات والطاعات التي يُتعَبَد بها ، فأعزم يا عبد الله ان تقوم ليالي رمضان كلها ، واحذر من ان تفوتك أول ليلة منه ، هذه الليلة التي يغفل عنها الكثير من الناس ، لأن اليوم الذي قبلها ليس يوم صيام فهو آخر يوم من شعبان فقد اعتاد الناس على تمتلأ المساجد بهم ثاني ليلة من رمضان ، فما ان تسمع في بلدك او من بجاورك انه قد رؤيا الهلال ففزع الى قيام الليل .
وبهذه المناسبة أوصي إخواني أأمة المساجد : بأن قيام الليل أمانة قد تحملتموها ، فلا تُنفروا الناس بطول القيام ، ولا تخففوا فتقرؤا اية او آيتين فتخرج الصلاة عن مقصودها الحقيقي ، ولكن توسطوا بين ذلك ،
وأخروا البرامج الى بعد صلاة الوتر لأن الأصل في حضور الناس هو للصلاة فإن منهم صاحبُ أعمال وأشغال ، فلتكن غايتكم وغاية مصليكم واحدة ألا وهي الصلاة مع الإمام حتى ينصرف فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُقِيَامَ لَيْلَةٍ(
فلنغتنم هذه الفرصة عباد الله ونصلي الوتر مع الإمام كل يوم ، حتى يكتب لنا بإذن الله قيام رمضان كاملا نسأل الله لنا ولكم السداد والقبول
الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
هذا إذا كان الضيف من عامة الناس،فكيف إذا كان هذا الضيف قد جاء من عند الله جل وعلا ، ضيف لا يفرق بين غني وفقير ، ولا بين شريفووضيع ، ولا بين عاص ولا مطيع ،
ضيف رباني يأتي بالمكرمات والخيرات والبركات ،
هذا الضيف قد بدَت أعلامُه واقتَربت أيّامه
انه شهر رمضان الفضيل
شهرُ التّوبات ، وإجابة الدّعوات ، وإقالة العثَرات ، شهرٌ يفرَح به كلُّ مسلم مهما كان حاله، فالمحسِن يزداد إحسانًا وإيمانًا،والمقصِّر يستغفِر ويبتغي فيه من الله رحمةً ورضوانًا،
تُستَر فيه العُيوب وتغفَر فيه الذنوب وتلين فيه القلوب ، كم اشتاقت اليه القلوب المؤمنة وانتظرته النفوس المحسنة ، كيف لا فهو غنيمة الصالحين وأمنية العارفين والفرصة للتائبين والآيبين
نحن الان ، نقف على أبواب رمضان ، فلا بد لنا من الاستعداد لإستقباله ، وأول ما يستقبل به هو نية صيامه وقيامه ، فلو قدر الله تعالى لنا غير ذلك فنأجر على نيتنا ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى "
فلابد ان تكون هذه النية خالصة لوجه الله تعالى ، فأن شروط قبول العمل اثنان : ان يكون خالصا لله تعالى وموافقا على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
والأمر الثاني : التوبة والاستغفار
، فكيف نلقَى اللهتعالى وندعوه ونَرجو خيرَه وبِرَّه وإِحسانَه ونحن مثقَلون بالأوزارِ،
التوبة ليست صفة المذنبين والظالمين فحسب، بل التوبة من صفات الأنبياء عليهم السلام. قال الرازي -رحمه الله-: واعلم أن الأنبياء عليهم السلام كلَّهم طلبوا المغفرة، أما آدم -عليه السلام- فقال: " وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ "،
وأما نوح -عليه السلام- فقال: " وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِى وَتَرْحَمْنِى "
وأما إبراهيم -عليه السلام- فقال: (وَالَّذِى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِىخَطِيئَتِى يَوْمَ الدِينِ) ،
وأما موسى -عليه السلام- فقال: (رَبّ اغْفِرْ لِى وَلأَخِي)
و داود -عليه السلام- الذي قال الله تعالى عنه: فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ ،
أما سليمان -عليه السلام-: (رَبّ اغْفِرْ لِىوَهَبْ لِى مُلْكاً)
وأما نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فقيل له: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) .
وعن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قال: سمعترَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "والله إني لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَوَأَتُوبُ إليه في الْيَوْمِ أَكْثَرَ من سَبْعِينَ مَرَّةً".
فالتوبة هي أحسن ما يستقبلبه هذا الشهر الكريم ،
لقد مثَّل عبدُ الله بن مسعود -رضي الله عنه- حالالمؤمن الصادق مع ذنوبه وخطاياه بمثال ينبغي الوقوف عنده، فقال الْحَارِثُ بنسُوَيْدٍ: إن عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قال: "إِنَّ الْمُؤْمِنَيَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عليه"، فهو يخاف منها؛ فلذلك يكثر من التوبة والاستغفار، "وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ على أَنْفِهِ فقال بِهِهَكَذَا بيده فَوْقَ أَنْفِهِ".
وقال أنس -رضيالله عنه-: «إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشَّعْر ، إنْ كُنَّالَنَعُدُّها على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- من الموبِقات"
فلو يرانا الان ؟
قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى-: أن التوبة من جميع المعاصي واجبةٌ،
وأنها واجبةعلى الفور، ولا يجوز تأخيرها، سواء كانت المعصية صغيرة أو كبيرة. اهـ
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنرَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَالْغَفُورُ الرَّحِيمُ "
يا ذا الذيما كفاه الذنب في رجب
حتى عصى ربه في شهرشعبان
قد أظلكشهر الصـوم بعدهمـا
فلا تصيره أيضاً شهرعصـيان
واتل القرآنوسبح فيـه مجتهـداً
فإنـه شهر تسـبيحوقـرآن
واحمل علىجسدٍ ترجو النجاة له
فسوف تضرم أجسـادبنيران
كم كنت تعرفممن صام في سلفٍ
من بين أهـل وجيرانوإخواني
أفناهمالمـوت واستبقاك بعدهـم حياً
فما أقرب القاصي منالداني
فشهر رمضان فرصة لا تعوض لمن يريد ان يترك المنكرات
فيا من ترك التدخين في نهار رمضان هذه فرصتك لتقلع عنه ابدا فأستعن بالله بصدق ، وضع علبة الدخان تحت قدمك ، والله يعينك اذا صدقت نيتك وخَلُصت عزيمتك
يا مدمن الأغاني شهر رمضان فرصة لتطهير سمعك وقلبك من هذا المرض العضال ، فأتخذ القرار وليكن قرار الرجال من الان احذف جميع الاغاني من هاتفك النقال واكسر جميع الاشرطة والاسطوانات وضع مكانها كلام رب البريات ، والله سينصلح حالك بعدها ، وينشرح صدرك لما هو افضل منها ، فإعزم من الان وتوكل على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه .
يقول الله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَلَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
عباد الله ينقسم الناس الى ثلاث اصناف في استقبال رمضان لا رابع لهم ،
فالاول قد استعد لدخول الشهر فأشترى من انواع الطعام والشراب ، وكأنه يجهز لمعركة ضروس فأصبح شهر رمضان عنده شهر مأكلة ومشربة وهو شهر الصبر و الجوع ، واستعد ايضا بترتيب برنامجه الليلي على برامج القنوات الفاضحة التي استعدت هي ايضا لموسمها السنوي فهي تبذل اوقات السنة كلها وتنفق الاموال الطائلة بهدف تضييع الناس ساعاتهم المباركة
اما في النهار فنوم من شروق الشمس الى غروبها ، فهؤلاء رمضان عندهم عادات وتقاليد تناقلتها الاجيال جيلا بعد جيل .
اما الصنف الثاني فتراه في هذه الأيام كئيب مهموم يزداد همه كلما قرب موعد الصيام ، يهمس ويلمز في اذان الناس ، يثبط هذا ويعيب على ذاك ، يرسل النكاتَ استهزاءً بركن من اركان الاسلام وعمود من أعمدته العظام قبحه الله واذله واخزاه .
اما الصنف الثالث : جعلنا الله واياكم منهم ، فهم بالخير مستبشرون وبفضل الله فرحون " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" ، همبالنهار صائمون ، وبالليل قائمون ، وعلى الفرائض ، محافظون ولكتاب الله مرتلون ، ومع هذا مشفقون فغايتهم ان يتقبل منهم ربهم ويغفر لهم ذنبهم .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري": المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صومه. وبالاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى.
أي ان صومك لابد من ان يتوفر فيه هذان الشرطان ان تعلم ان الله تعالى قد فرض عليك الصيام فأنت تصوم لأنك عبد مامور ، مطيع لأوامر ربك جل وعلا وهذا معنى ايماناً ، والشرط الثاني ان تحتسب في صيامك الأجر عند الله فتتطلع لما قد اخفاه الله لك من المثوبة على صيامك وقيامك وان لا تتذمر ولا تجزع وخاصة في هذا الوقت شديد الحرارة بل تحتسب جوعك وعطشك في سبيل الله وهذا عنى احتسابا ً
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه))؛
فقيام شهر رمضان من اجل القربات والطاعات التي يُتعَبَد بها ، فأعزم يا عبد الله ان تقوم ليالي رمضان كلها ، واحذر من ان تفوتك أول ليلة منه ، هذه الليلة التي يغفل عنها الكثير من الناس ، لأن اليوم الذي قبلها ليس يوم صيام فهو آخر يوم من شعبان فقد اعتاد الناس على تمتلأ المساجد بهم ثاني ليلة من رمضان ، فما ان تسمع في بلدك او من بجاورك انه قد رؤيا الهلال ففزع الى قيام الليل .
وبهذه المناسبة أوصي إخواني أأمة المساجد : بأن قيام الليل أمانة قد تحملتموها ، فلا تُنفروا الناس بطول القيام ، ولا تخففوا فتقرؤا اية او آيتين فتخرج الصلاة عن مقصودها الحقيقي ، ولكن توسطوا بين ذلك ،
وأخروا البرامج الى بعد صلاة الوتر لأن الأصل في حضور الناس هو للصلاة فإن منهم صاحبُ أعمال وأشغال ، فلتكن غايتكم وغاية مصليكم واحدة ألا وهي الصلاة مع الإمام حتى ينصرف فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُقِيَامَ لَيْلَةٍ(
فلنغتنم هذه الفرصة عباد الله ونصلي الوتر مع الإمام كل يوم ، حتى يكتب لنا بإذن الله قيام رمضان كاملا نسأل الله لنا ولكم السداد والقبول
المشاهدات 4257 | التعليقات 3
جزاك الله خير ياشيخنا على تحفيزك الدائم
الخطبة جمعتها من خطب المنتدى بهذه المناسبة
مع بعض الاضافات
الخطبة جمعتها من خطب المنتدى بهذه المناسبة
مع بعض الاضافات
لاتنسونا من دعائكم
رشيد بن ابراهيم بوعافية
بارك الله فيك أستاذ نسيم ، استهلالٌ يشُدّ ويجذب ، ووصايا قيّمة ومباركة ، زادك الله رفعة وسمُوّا .
تعديل التعليق