احوال الانسان
سالم الغميز
1435/09/06 - 2014/07/03 21:10PM
[font="]الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ، وهو العزيز الغفور ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحي ويميت وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وسلم . [/font]
[font="]أيها الناس .. اتقوا الله تعالى واعلموا أنكم ما خلقتم عبثاً ولم تتركوا سدى خلقكم الله لتوحيده وعبادته وحذركم من الاغترار بهذه الدار والانشغال بها عن دار القرار وإذا لم بها العبد إلى الله بالأعمال الصالحة وتطلب الوصول إلى جنته فإنه يساويك وأنت لا تدري وعما قريب تصل إلى نهايتك وتقول ( رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ) . [/font]
[font="]أيها المسلمون : إننا في هذه الدنيا نتقلب بين أحوال ثلاث الحالة الأولى نعم من الله تتوالى علينا تحتاج إلى شكر والشكر يبنى على أركان ثلاثة : الاعتراف بنعم الله باطناً والتحدث بها ظاهراً وتصريفها في طاعة الله موليها ومعطيها فلا يتم الشكر ولا تستقر النعم إلا بالشكر . [/font]
[font="]أيها المسلمون : لقد أنعم الله علينا بنعم عزاز ومن أجلها نعمة الإسلام فأين نحن من المحافظة على هذه النعمة بأداء حقوقها وواجباتها ، يا من وهبك الله نعمة الصحة والعافية والقوة في البدن هلا استعنت بها على طاعة الله ، أين أنت من الصلاة في المساجد ، أين أنت من صلاة الفجر تلك الصلاة التي لا يشهدها إلا القلة ممن وفقهم الله وأراد بهم خيراً . [/font]
[font="]أيها المسلم آدم شكر هذه النعمة بالمحافظة عليها واستعمالها في طاعة الله عز وجل . [/font]
[font="]أما الحالة الثانية : ما يبتلى بها العبد وتجري عليه في هذه الدنيا ، فهي محن وابتلاء إن ابتلى الله عز وجل بها عباده فيحتاج معها إلى الصبر والصبر ثلاثة أنواع حبس النفس عن التسخط بالمقدور وحبس اللسان عن الشكوى إلى الخلق وحبس الأعضاء عن أفعال الجزع كلطم الخدود وشق الجيوب وأفعال الجاهلية فمدار الصبر على هذه الأنواع الثلاثة فمن وفاها وفي أجر الصابرين وقد قال تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) . [/font]
[font="]أيها المسلمون : يا من ابتليت مصيبة في نفسك أو مالك أو أهلك ، أعلم أن هذا ابتلاء من الله عز وجل فإن صبرت فلك الأجر وإن جزعت فلك الجزع ، فقد روى الإمام أحمد عن محمود بن لبيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [/font]
[font="]( إذا أحب الله قوماً ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع ) وروى الإمام الترمذي وابن ماجه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) . [/font]
[font="]ثم اعلم أيها المؤمن أن الله سبحانه وتعالى لا يبتلي المؤمن ليهلكه وإنما يبتليه ليمتحن صبره وعبوديته فإذا صبر صارت المحنة في حقه محنة واستحالت البلية في حقه عطية ، وصار من عباد الله المخلصين الذين ليس لعدوهم سلطان عليهم كما قال تعالى لإبليس ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) . [/font]
[font="]وقال تعالى : ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) . [/font]
[font="]أما الحالة الثالثة التي يتقلب بها العبد في هذه الدنيا فهي ابتلاءه بالهوى والشيطان والنفس ، فالشيطان هو العدو الأكبر وإنما يغتال الإنسان إذا غفل عن ذكر اله وطاعته واتبع هواه وشهوته ولكن الله عز وجل فتح لعباده باب التوبة . [/font]
[font="]أيها المسلمون إن الإنسان إذا طالع عيوب نفسه عرف قدرها واحتقرها ، فلا يدخله عجب ولا كبر ، وإذا نظر في فضل ربه عليه أحبه وعظمه ، وأمل مراتب تعظيم الله سبحانه وتعالى تعظيم أوامره ونواهيه وذلك يفعل ما أمر به من الطاعات وترك ما نهى عنه من المعاصي والسيئات . [/font]
[font="]قال شيخ الإسلام ابن تيميه ( تعظيم الأمر والنهي إن لا يعارضا بترخيص جاف ولا يتشدد غال ولا عملاً على [/font]
[font="]وقد أوضح ابن القيم رحمه الله تعالى كلام شيخه هذا فقال ومعنى كلام إن أول مراتب تعظيم الله عز وجل تعظيم أمر ونهيه فيكون تعظيم المؤمن لأمر الله ونهيه والاً عن تعظيمه لصاحب الأمر والنهي ويكون بحسب هذا التعظيم من الأبرار المشهود لهم بالإيمان والتصديق فإن الرجل قد يتعاطى فعل الأمر لنظر الخلق وطلب الجاه والمنزلة عندهم وقد يبقي المناهي خشية السقوط من أعين الناس وخشية العقوبات الدنيوية فليس فعله هذا صادراً عن تعظيم الأمر والنهي ولا تعظيم الآمر والناهي ، فعلامة تعظيم الأوامر رعاية أوقاتها وحدودها وأركانها وواجباتها والحرص على فعلها في أوقاتها والأسف عند فوات حق من حقوقها ، كمن عن فوات صلاة الجماعة ويعلم أنها لو تقبلت صلاته منفرداً لفاته سبعة وعشرون ضعفاً ، ولو أن رجل يعاني البيع والشراء يفوته سبع وعشرون ضعفاً في صفقة معينة لأكل يديه ندماً وأسفاً ، فكيف وكل تضاعف به الصلاة خبر من ألف وألف ألف وما شاء الله عز وجل ، فليعقل هذا أولئك القوم الذي يتعمدون الصلاة منفردين في بيوتهم ، بل إن بعضهم ليتعمد إضاعة صلاة الجماعة لينقرها نقر الغراب على عجل . [/font]
[font="]ويقول ابن القيم رحمه الله بعد أن سرو أنواعاً من الطاعات وكذلك الخشوع في الصلاة وحضور القلب فيها بين يدي الله عز وجل الذي هو روحها وليها فصلاة بلا خشوع ولا حضور قلب كبدن ميت لا روح فيه ، أفلا يستحي العبد أن يهدي إلى مخلوق مثله عبداً ميتاً أو جارية ميتة ، فما ظن هذا العبد أن تقع تلك الهدية فهكذا الصلاة الخالية من الخشوع والحضور وجمع الهمة فهي بمنزلة الهدية الميتة التي يراد إهداؤها إلى بعض الملوك ، ولهذا لا يتقبلها الله عز وجل منه وإن سقطت الفرض عنه في الدنيا فإنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل ، كما روى الإمام أحمد وأبو داود وابن حبان من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها ) [/font]
[font="]فاتقوا الله أيها المسلمون واعملوا بطاعة الله تفوزوا برضاه [/font]
[font="]نفعني الله وإياكم بهدي سيد المرسلين . [/font]
[font="]أقول ما تسمعون [/font]
[font="]الخطبـــة الثانيـــة[/font]
[font="]الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة جعل الدنيا مزرعة الآخرة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الحمد في الأولى والآخرة وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .[/font]
[font="]أما بعد : أيها الناس ..[/font]
[font="]اتقوا الله تعالى حق تقواه وراقبوه ولا تعصوه . [/font]
[font="]عباد الله .. من علامات تعظيم حرمات الله ونواهيه أن يكره المؤمن ما نهى الله عنه من المعاصي والحرمات وأن يكره العصاة ويبتعد عنهم وعن الأسباب التي توقع في المعاصي فيغض بصره عن ما حرم الله ويصون سمعه عما لا يجوز الاستماع إليه من المعازف والأغاني والغيبة والنميمة والكذب وقول الزور وأن يصون لسانه عن الوقوع في حرمات المسلمات وانتهاك أعراضهن ، وأن يغضب إذا انتهكت محارم الله ، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقوم بالنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم وأن لا يتبع الرخص والتساهل في الدين ولا يتشدد فيه إلى حد يخرجه عن الاعتدال والاستقامة . [/font]
[font="]لأن من يتبع الرخص في غير حاجة إليها كان متساهلاً ومن تشدد في أمور الدين كان جافياً . [/font]
[font="]ودين الله بين القاني والجافي وما أمر الله عز وجل بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان . [/font]
[font="]أما تقصير وإما تفريط [/font]
[font="]وإما إفراط غلواً ، فإنه يأتي إلى العبد فإن وحد فيه فتوراً وتوانياً وترخصاً ثبطه وأقعده وضربه بالكسل وفتح له باب التأويلات حتى رربما يترك هذا العبد أمر الله جملة . [/font]
[font="]وإن وجد عنده رغبة في الخبر رحباً في العمل وحرصاً على الطاعة وخوفاً من المعاصي ، أمره بالاجتهاد الزائد حتى يحمله على الغلو بمجاوزة الحد ، والإتيان بما لم يأذن الله ، وبالتالي يبتعد عن الصراط المستقيم كما يحمل الأول على القصور دون هذا الصراط ، ويحول بينه وبين الدخول فيه ، فاحرصوا إخواني على طاعة الله والبعد عن سبل الشيطان وإضلاله فدين الله واضح والحق بين والحلال بين والحرام وبين وبينهما أمور مشتبهات . [/font]
[font="]( إن الشيطان لكم عدواً فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) والآيات كثيرة تلك التي تحثنا على اتباع سبيل الرحمن واجتناب سبيل الشيطان . [/font]
[font="]ألا وصلوا على خير خلق الله . [/font]
[font="]اللهم عليك بالطغاة [/font]
[font="]اللهم عليك باليهود والنصارى [/font]
[font="]اللهم حكم شريعتك بين المسلمين . [/font]
[font="]ربنا آتنا في الدنيا حسنة [/font]
[font="]أيها الناس .. اتقوا الله تعالى واعلموا أنكم ما خلقتم عبثاً ولم تتركوا سدى خلقكم الله لتوحيده وعبادته وحذركم من الاغترار بهذه الدار والانشغال بها عن دار القرار وإذا لم بها العبد إلى الله بالأعمال الصالحة وتطلب الوصول إلى جنته فإنه يساويك وأنت لا تدري وعما قريب تصل إلى نهايتك وتقول ( رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ) . [/font]
[font="]أيها المسلمون : إننا في هذه الدنيا نتقلب بين أحوال ثلاث الحالة الأولى نعم من الله تتوالى علينا تحتاج إلى شكر والشكر يبنى على أركان ثلاثة : الاعتراف بنعم الله باطناً والتحدث بها ظاهراً وتصريفها في طاعة الله موليها ومعطيها فلا يتم الشكر ولا تستقر النعم إلا بالشكر . [/font]
[font="]أيها المسلمون : لقد أنعم الله علينا بنعم عزاز ومن أجلها نعمة الإسلام فأين نحن من المحافظة على هذه النعمة بأداء حقوقها وواجباتها ، يا من وهبك الله نعمة الصحة والعافية والقوة في البدن هلا استعنت بها على طاعة الله ، أين أنت من الصلاة في المساجد ، أين أنت من صلاة الفجر تلك الصلاة التي لا يشهدها إلا القلة ممن وفقهم الله وأراد بهم خيراً . [/font]
[font="]أيها المسلم آدم شكر هذه النعمة بالمحافظة عليها واستعمالها في طاعة الله عز وجل . [/font]
[font="]أما الحالة الثانية : ما يبتلى بها العبد وتجري عليه في هذه الدنيا ، فهي محن وابتلاء إن ابتلى الله عز وجل بها عباده فيحتاج معها إلى الصبر والصبر ثلاثة أنواع حبس النفس عن التسخط بالمقدور وحبس اللسان عن الشكوى إلى الخلق وحبس الأعضاء عن أفعال الجزع كلطم الخدود وشق الجيوب وأفعال الجاهلية فمدار الصبر على هذه الأنواع الثلاثة فمن وفاها وفي أجر الصابرين وقد قال تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) . [/font]
[font="]أيها المسلمون : يا من ابتليت مصيبة في نفسك أو مالك أو أهلك ، أعلم أن هذا ابتلاء من الله عز وجل فإن صبرت فلك الأجر وإن جزعت فلك الجزع ، فقد روى الإمام أحمد عن محمود بن لبيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [/font]
[font="]( إذا أحب الله قوماً ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع ) وروى الإمام الترمذي وابن ماجه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) . [/font]
[font="]ثم اعلم أيها المؤمن أن الله سبحانه وتعالى لا يبتلي المؤمن ليهلكه وإنما يبتليه ليمتحن صبره وعبوديته فإذا صبر صارت المحنة في حقه محنة واستحالت البلية في حقه عطية ، وصار من عباد الله المخلصين الذين ليس لعدوهم سلطان عليهم كما قال تعالى لإبليس ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) . [/font]
[font="]وقال تعالى : ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) . [/font]
[font="]أما الحالة الثالثة التي يتقلب بها العبد في هذه الدنيا فهي ابتلاءه بالهوى والشيطان والنفس ، فالشيطان هو العدو الأكبر وإنما يغتال الإنسان إذا غفل عن ذكر اله وطاعته واتبع هواه وشهوته ولكن الله عز وجل فتح لعباده باب التوبة . [/font]
[font="]أيها المسلمون إن الإنسان إذا طالع عيوب نفسه عرف قدرها واحتقرها ، فلا يدخله عجب ولا كبر ، وإذا نظر في فضل ربه عليه أحبه وعظمه ، وأمل مراتب تعظيم الله سبحانه وتعالى تعظيم أوامره ونواهيه وذلك يفعل ما أمر به من الطاعات وترك ما نهى عنه من المعاصي والسيئات . [/font]
[font="]قال شيخ الإسلام ابن تيميه ( تعظيم الأمر والنهي إن لا يعارضا بترخيص جاف ولا يتشدد غال ولا عملاً على [/font]
[font="]وقد أوضح ابن القيم رحمه الله تعالى كلام شيخه هذا فقال ومعنى كلام إن أول مراتب تعظيم الله عز وجل تعظيم أمر ونهيه فيكون تعظيم المؤمن لأمر الله ونهيه والاً عن تعظيمه لصاحب الأمر والنهي ويكون بحسب هذا التعظيم من الأبرار المشهود لهم بالإيمان والتصديق فإن الرجل قد يتعاطى فعل الأمر لنظر الخلق وطلب الجاه والمنزلة عندهم وقد يبقي المناهي خشية السقوط من أعين الناس وخشية العقوبات الدنيوية فليس فعله هذا صادراً عن تعظيم الأمر والنهي ولا تعظيم الآمر والناهي ، فعلامة تعظيم الأوامر رعاية أوقاتها وحدودها وأركانها وواجباتها والحرص على فعلها في أوقاتها والأسف عند فوات حق من حقوقها ، كمن عن فوات صلاة الجماعة ويعلم أنها لو تقبلت صلاته منفرداً لفاته سبعة وعشرون ضعفاً ، ولو أن رجل يعاني البيع والشراء يفوته سبع وعشرون ضعفاً في صفقة معينة لأكل يديه ندماً وأسفاً ، فكيف وكل تضاعف به الصلاة خبر من ألف وألف ألف وما شاء الله عز وجل ، فليعقل هذا أولئك القوم الذي يتعمدون الصلاة منفردين في بيوتهم ، بل إن بعضهم ليتعمد إضاعة صلاة الجماعة لينقرها نقر الغراب على عجل . [/font]
[font="]ويقول ابن القيم رحمه الله بعد أن سرو أنواعاً من الطاعات وكذلك الخشوع في الصلاة وحضور القلب فيها بين يدي الله عز وجل الذي هو روحها وليها فصلاة بلا خشوع ولا حضور قلب كبدن ميت لا روح فيه ، أفلا يستحي العبد أن يهدي إلى مخلوق مثله عبداً ميتاً أو جارية ميتة ، فما ظن هذا العبد أن تقع تلك الهدية فهكذا الصلاة الخالية من الخشوع والحضور وجمع الهمة فهي بمنزلة الهدية الميتة التي يراد إهداؤها إلى بعض الملوك ، ولهذا لا يتقبلها الله عز وجل منه وإن سقطت الفرض عنه في الدنيا فإنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل ، كما روى الإمام أحمد وأبو داود وابن حبان من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها ) [/font]
[font="]فاتقوا الله أيها المسلمون واعملوا بطاعة الله تفوزوا برضاه [/font]
[font="]نفعني الله وإياكم بهدي سيد المرسلين . [/font]
[font="]أقول ما تسمعون [/font]
[font="]الخطبـــة الثانيـــة[/font]
[font="]الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة جعل الدنيا مزرعة الآخرة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الحمد في الأولى والآخرة وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .[/font]
[font="]أما بعد : أيها الناس ..[/font]
[font="]اتقوا الله تعالى حق تقواه وراقبوه ولا تعصوه . [/font]
[font="]عباد الله .. من علامات تعظيم حرمات الله ونواهيه أن يكره المؤمن ما نهى الله عنه من المعاصي والحرمات وأن يكره العصاة ويبتعد عنهم وعن الأسباب التي توقع في المعاصي فيغض بصره عن ما حرم الله ويصون سمعه عما لا يجوز الاستماع إليه من المعازف والأغاني والغيبة والنميمة والكذب وقول الزور وأن يصون لسانه عن الوقوع في حرمات المسلمات وانتهاك أعراضهن ، وأن يغضب إذا انتهكت محارم الله ، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقوم بالنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم وأن لا يتبع الرخص والتساهل في الدين ولا يتشدد فيه إلى حد يخرجه عن الاعتدال والاستقامة . [/font]
[font="]لأن من يتبع الرخص في غير حاجة إليها كان متساهلاً ومن تشدد في أمور الدين كان جافياً . [/font]
[font="]ودين الله بين القاني والجافي وما أمر الله عز وجل بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان . [/font]
[font="]أما تقصير وإما تفريط [/font]
[font="]وإما إفراط غلواً ، فإنه يأتي إلى العبد فإن وحد فيه فتوراً وتوانياً وترخصاً ثبطه وأقعده وضربه بالكسل وفتح له باب التأويلات حتى رربما يترك هذا العبد أمر الله جملة . [/font]
[font="]وإن وجد عنده رغبة في الخبر رحباً في العمل وحرصاً على الطاعة وخوفاً من المعاصي ، أمره بالاجتهاد الزائد حتى يحمله على الغلو بمجاوزة الحد ، والإتيان بما لم يأذن الله ، وبالتالي يبتعد عن الصراط المستقيم كما يحمل الأول على القصور دون هذا الصراط ، ويحول بينه وبين الدخول فيه ، فاحرصوا إخواني على طاعة الله والبعد عن سبل الشيطان وإضلاله فدين الله واضح والحق بين والحلال بين والحرام وبين وبينهما أمور مشتبهات . [/font]
[font="]( إن الشيطان لكم عدواً فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) والآيات كثيرة تلك التي تحثنا على اتباع سبيل الرحمن واجتناب سبيل الشيطان . [/font]
[font="]ألا وصلوا على خير خلق الله . [/font]
[font="]اللهم عليك بالطغاة [/font]
[font="]اللهم عليك باليهود والنصارى [/font]
[font="]اللهم حكم شريعتك بين المسلمين . [/font]
[font="]ربنا آتنا في الدنيا حسنة [/font]